الملاحظات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الموضوع طويل بس يستاهل القراءة ارجو من الجميع تكملته حتى النهاية‏

قصة ميت يحكي قصته من عالم الاموات القصه كتبت للعبرة ،لعل الله ينفع بها المسلمين* وينجيهم ،،من غفلتهم. القصه في إحدى سفراتي لمدينة الرياض حرصت على التوجه للمطار قبل موعد

  1. #1 الموضوع طويل بس يستاهل القراءة ارجو من الجميع تكملته حتى النهاية‏ 
    المشاركات
    1
    قصة ميت يحكي قصته من عالم الاموات

    القصه كتبت للعبرة ،لعل الله ينفع بهاالمسلمين*

    وينجيهم ،،من غفلتهم.

    القصه
    في إحدى سفراتي لمدينةالرياض حرصت على التوجه للمطار قبل موعد الرحلة بساعة ولكن زحمة الطريق ووجود تفتيشجعلني أتأخر عن الرحلة بعض الوقت فكنت أسير مسرعاً حتى وصلت بوابة مواقف السياراتوأخذت الكرت سريعا وركنتُ السيارة بموقف لا أدري أهو موقف الموظفين أم المسافرين !!

    المهم نزلت من السيارة مسرعاً ومعي حقيبتي بيدي ولا عجب من الإسراع فيهذا المكان لأن هذا المنظر مألوف للجميع وبعد دخولي صالة المغادرة وصلت لنقطةالتفتيش مسرعاً أنزلت ما في جيبي وتعديت الحاجز فظهرت إشارة صوتية تبين أن معي شئلا يُسمح بمروره فضجرت وتذكرت ساعتي فأنزلتها وعديت النقطة بسلام وصلت لموظف الخطوطالجوية سريعاً وقلت له : أنا مسافر للرياض في رحلة رقم 1411

    قال الموظف : الرحلة قفلت ، قلت له : يا رجل أرجوك لدي موعد لابد أن أحضره هذه الليلة ، قال : لاتطيل بالكلام الرحلة قفلت ولا يستطيع أحد السماح لك قلت له : حسبي الله عليكقال بتعجب : وش دخلني أنا !!

    المهم خرجت من عنده ووقفت أنظر للطائرة ولاأملك حولاً ولا قوة إلا بالله !!

    دارت الأفكار برأسي سريعاً : هل ألغي سفري؟!!

    أم هل أسافر بسيارتي أم هل أسافر بسيارة خاصة ؟!!

    ولكن تمكنتمن بالي هذه الفكرة وهي السفر بسيارة خاصة فقررت سريعاً التوجه لموقف السياراتووجدت رجلاً معه سيارة فارهه ( كابريس جديدة ) فقلت بكم توصلني للرياض ؟!! فقال : بخمسمائة ريال !! حاولت معه كثيراً ولم استطيع أن يخفض لي إلا خمسين ريال !!

    المهم ركبت معه لوحدي وقلت له أهم شئ تسرع لابد أن أصل الرياض هذه الليلةولم أعلم أن نهايتي بعد ساعات !!

    قال لي : أبشر سأطير بك طيران وبالفعلكان يسير بسرعة جنونية لأني وعدته إن وصلنا قبل العشاء فله مني زيادة مائة ريال !!

    كنت نتجاذب أطراف الحديث مع بعض وسألني عن عملي وعن حالتي الاجتماعيةوكذلك سألته بعض الأسئلة لنقطع بها الطريق

    وفجأة أتى على بالي والدتيلأتصل عليها وبالفعل أخرجت جوالي واتصلت عليها وردت علي قالت : وينك يا أبا سارة؟!! قلت له قصة الطائرة وكيف فاتتني الرحلة والآن استأجرت سيارة للسفر سكتتقليلاً سكوتاً لفت انتباهي قالت أمي : أنتبه يا ولدي ، الله يكفيك شر ما في الغيب

    قلت لها : سأتصل بك يا أمي أول ما أصل إن شاء الله . توصين شئ؟!!

    قالت : سلامتك يا بعد عمري

    انتهت المكالمة وحسيت بشئ غريب مثلالهم نزل على قلبي وشعرت أن أمراً عجيباً ينتظرني

    اتصلت بعدها على زوجتي

    زوجتي : بشرني عنك يا عمري كم كيلو مشيتوا ؟!!

    قلت : الآن قطعنامائة وخمسين كيلو ؟!

    قالت : والله نبي نفقدك البيت بدونك ولا شئ

    قلت : الله يبارك فيك إن شاء الله بكرى وأنا راجع في رحلة الظهر . أهمشئ انتبهي للأولاد وقبّلي لي سوسو الله يصلحها

    قالت : أبشر والله من يومطلعت وهي تقول وين بابا وين بابا

    قلت : اعطني إياها

    سوسو : بابا وينك ؟

    قلت : سوسو بعد شوي أجي لكم إن شاء الله تبين شئ

    قالتكالعادة : أبي كاكاو

    ضحكت وقلت طيب سوسو هاتي ماما

    أخذت الأمالهاتف قلت لها :

    توصين شئ ؟

    قالت : سلامة عمرك

    لا أدريلماذا بدأ الهم يشتد علي ويزداد والأفكار تجول بسرعة في مخيلتي لم يقطعها إلا سؤالالسائق : كم عندك من الأولاد ؟!!

    قلت : أربعة ولدين وبنتين

    قال : الله يصلحهم لك

    قلت : آمين وإياك



    نظرت للطريق ثم رفعترأسي للسماء أنظر لها ونظرت للشمس ولم يبق على غروبها إلا ساعة !!

    قلت وأناأتنهد : يالله رحمتك يا رحمن يا رحيم

    تفاجأت بطلب من السائق غريب : قال : تسمح لي أشعل السيجارة ؟!!

    قلت : يا أخي أنت رجل فاضل وأشعر أن بك خير عظيمكيف ترضى لنفسك أن تحرق نفسك ومالك وقبل ذلك تنقص دينك لأجل سيجارة لا تنفعك وإنماتضرك ؟!!

    قال : يا ابن الحلال ادع لي والله حاولت في رمضان الماضي والليقبله وما قدرت ؟!

    قلت له : أنت رجل أعطاك الله قوة ما قدرت على سيجارة؟

    استمر التوجيه والنقاش وهو ينصت ومعترف بخطاه وبعدها قال : إن شاء الله ماأشربها بعد اليوم

    قلت له متهللاً : الله يثبتنا وإياك على الدين



    أذكر أني بعدها أسندت رأسي على باب السيارة أفكر وأفكر لا أدريما الذي جعلني أرتعب قليلاً لا أدري من ماذا ولكن شعرت بقلق شديد في هذه الأثناءوفجأة أسمع ضربة شديدة في السيارة وحصل ارتباك كبير بيننا أنا والسائق وعلمت أنالإطار انفجر

    قلت : خفف السرعة وإنتبه للسيارت

    وهو لا يتكلموممسك بزمام السيارة وقد ظهر على وجهه القلق بعدها انحرفت السيارة لليمين بشدةوبدأت بالتقلب ، أنا ألهمني الله أن أقول أشهد إن لا إله إلا الله وأن محمداً رسولالله كنت اشعر أني أرفع صوتي بها بأشد قوة

    بعدها شعرت بضربة شديدة أسفلرأسي وشعرت كأنها لذعة نار من شدة حرارتها

    انقلبت السيارة عدة مرات إلىأن استقريت خارجها حاولت القيام لم أستطع ولم أستطع تحريك أي جزء من جسمي

    ألمٌ لم أذق مثلهُ في حياتي أريد أن أتكلم بشئ لم أستطع حتى عيناي كانتمفتوحة ولم أستطع النظر بها سواد في سواد حتى سمعت أقدام كثيرة تقترب منا وأسمعأصواتهم يقولون لا تحركونه رأسه ينزف ورجليه مكسورة

    أنا شعرت بتنفسي يضيقويضيق وشعرت بحرارة بجسمي رهيبة كأنها تبدأ من قدمي وتتحرك نحو رأسي

    وسمعتهم يقولون : وش صار على السائق ؟!!

    قال شخص - اسمع صوته منبعيد - : يطلبكم الحل ميت لا يتحرك !!
    الحلقة الثانية : اللقاء بالشيطان قبل نزعالروح وكيفية خروج الروح

    شعرت بالألم يشتد علي وشعرت أيضاً برهبة الموقفورهبة ما سيحصل لي كنت أفكر وأقول هل هذه نهايتي ؟!!

    سبحان الله بعدها بدأندم شديد يخالجني على كل لحظة ضاعت من عمري وعلى كل تقصير مر علي !!

    الآنأنا أمام الأمر الواقع لا مفر منه

    بدأت أصوات الناس حولي تختفي وبدأالسواد أمام عيني يشتد والآلام كأنها تقطع جسمي بسكاكين شعرت كأن شيئاً يخنقنيويمنع الهواء عن الوصول لرئتي ، وألم برأسي وبالتحديد مكان الضربة كأنه جمرة تلتهب

    وظهر لي في السواد رجل له لحية بيضاء وقال لي : يا بني هذه آخر لحظاتكوأنا جئتك ناصحاً قبل أن تلاقي ربك فأنا أعرفك رجلاً ذكياً تحب الخير وسأوصيك وصيةلأن الله أرسلني لك قلت له ما الذي تريد ؟

    قال : قل ليحيا الصليب فهووالله نجاتك وإن أنت آمنت به سأعيدك لأهلك وأولادك وأعيد لك روحك قل ذلك بسرعةفلا مجال للتردد والتأخير علمت أن هذا هو الشيطان ، فأنا مهما يخالجني الآن منألم إلا أني واثق بربي ونبيي عليه الصلاة والسلام ، قلت له : اخسأ عدو الله فقدعشتُ مسلماً وسأموت بإذن الله على ذلك

    تغير وجهه قال : اسمع لن تنجو الآنإلا أن تموت نصرانياً أو يهودياً وإلا سأجعل الألم يزداد عليك وأقبض روحك قلت : الحياة والموت بيد الله وليست بيدك فلن أموت إلا مسلما تمعّر وجهه وقال الشيطان : إن فتني فلم يفتني المئات قبلك ويكفيني أني استطعت أن أجعلك تعصي الله كثيراًوتتجرأ عليه

    ونظر لأعلى كأنه رأى شيئاً يخاف منه ثم هرب سريعاً ، تعجبتمن سرعة انصرافه واستغربت ما الذي أخافه فما هي إلا لحظة حتى رأيت وجوهاً غريبةوأجساماً عظيمة نزلوا وقالوا السلام عليكم قلت عليكم السلام وسكتوا ولم يتكلموابكلمة واحدة ومعهم أكفان علمت أن هذه النهاية لا محالة فنزل ملك عظيم جداً وقال : يا أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان والله شعرت بسعادة لمتوصف عندما سمعت هذه الكلمة منه وقلت أبشر يا ملك الله

    فسحب روحي وشعرتالآن كأني بين النوم والحقيقة وشعرت كأني أقوم من جسدي وأرتفع لأعلى التفت للأسفلورأيت جسدي فإذا الناس مجتمعين عليه وقد وضعوا غطاء على جسمي كاملاً بل سمعت بعضهميقول إنا لله وإنا إليه راجعون .

    رأيت الملكين كأنهما يستلماني ويضعاني فيذلك الكفن بسرعة ويرتفعون بي للسماء كنت ألتفت يميناً وشمالاً وأرى الأفق البعيدويزداد ارتفاعي وأخترق السحاب وكأني في طائرة حتى رأيت الناس صغاراً تحتي ثم أرتفعوأرتفع بسرعة عظيمة حتى رأيت الأرض كأنها كرة صغيرة ثم قلت للملكين : هل سيدخلنيالله الجنة ؟

    قالا : هذا علمه عند الله وحده نحن فقط أرسلنا الله لأخذ روحكمعنا ونحن موكلين بالمسلمين فقط

    قطع كلامي ملائكة مروا سريعاً معهم روحعجيبة شممت من نسيمها رائحة مسك لم أشم مثلها

    تعجبت وقلت للملائكة : من هذا، لولا أني أعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء لقلت هذه روح نبي؟

    قالا : بل هذه روح شهيد مجاهد من فلسطين قتله قبل قليل اليهود وهو مدافعاًعن دينه وبلده ويقال له أبو العبد وجمع الله له بين العبادة والجهاد

    قلت : يا ليتني مت شهيداً

    ثم هي لحظات وأرى ملائكة معهم نفس كريهة يخرج منهارائحة كريهة ، فسألت من هذا ؟!!

    قالوا : هذا رجل هندوسي من عبدة البقر توفيقبل قليل بإعصار أرسله الله عليهم

    فحمدت الله على نعمة الإسلام .

    قلت لهم : والله مهما قرأت عن ما يحصل الآن فأنا لم أتخيله بهذه الصورة

    قال الملكين : أبشر بخير ولكن اعلم أن الأمر أمامك طويلاً

    قلتمتعجباً : كيف ؟

    قال الملكين : سترى كل ذلك ولكن أحسن الظن بربك

    مررنا بجماعة كبيرة من الملائكة وسلمنا عليهم

    قالوا : من هذا؟!

    قال الملكين : رجل مسلم حصل له حادث قبل قليل وأمرنا الله أن ننزللأخذ روحه من ملك الموت

    قالوا : أنعم وأكرم بالمسلمين فهم خير وإلى خير

    قلت للملكين : من هؤلاء ؟

    قالا : هؤلاء ملائكة يحرسون السماءويرسلون الشهب على الشياطين

    قلت : إن خلقهم عظيم

    قالا : بلهناك من هو أعظم منا من الملائكة

    قلت : من ؟

    قالا : جبريل وحملةالعرش ، وهم خلق من خلق الله لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون

    قلت : سبحانك يا رب ما عبدناك حق عبادتك

    ثم ارتفعنا حتى وصلناللسماء الدنيا لا أخفيكم كنت بين الشوق والتعجب لما أرى وبين الخوف والقلق لماسيأتي

    وجدت السماء الدنيا كبيرة ولها أبواب مغلقة وعلى كل باب واقفملائكة عظام الأجسام

    قال الملكين : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقلتمعهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قال الملائكة : وعليكم السلامورحمة الله وبركاته وقالوا أهلابملائكة الرحمة ونظروا إليهم وقالوا : لابد أن هذامسلم ؟

    قالا : نعم

    قال الملائكة : تفضلوا فلا تفتح أبواب السماءإلا للمسلمين لأن الله قال عن الكفار ( لا تفتح لهم أبواب السماء )

    فدخلنافرأيت عجباً من العجائب مثل الكعبة عظيمة يطوف عليها ملائكة كثر قلت بسرعة : لابدأن هذا البيت المعمور .

    تبسم الملكين وقالا : نعم والحمد لله أكثر منأحضرنا من المسلمين يعرفون ذلك وهذا بفضل الله ثم بفضل الرجل الصالح نبيكم محمدصلى الله عليه وسلم الذي لم يترك شيئاً إلا وأخبركم به

    قلت لهم : كميدخله يوميا ؟

    قالا : سبعون ألف وإذا خرجوا لا يعودون إليه

    ثمارتفعنا بسرعة كبيرة حتى وصلنا للسماء الثانية وهكذا حتى وصلنا إلى السماء السابعةفإذا هي أعظم سماء ورأيت مثل البحر العظيم فخفض الملائكة رؤوسهم وقالا : اللهم إنكأنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام أنا شعرت برهبة عظيمةوأخفضت رأسي ودمعت عيني فقال : العزيز الجبار : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوهإلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى

    من شدةالرهبة والخوف والفرح والسرور لم أستطع الكلام بل قلت سبحانك ما عبدناك حق عبادتك

    نزل بي الملكين مباشرة ومررنا على الملائكة ونسلم على كل من مررنا به

    قلت للملكين : هل بالإمكان أن أعرف ما حصل لجسدي وأهلي ؟

    قالا: أما جسدك فستراه وأما أهلك فستصلك أعمالهم التي يهدونها لك لكنك لن تستطيع أن تراهم

    أعادوني للأرض

    قالا : ابق عند جسدك فنحن انتهى عملنا وسيأتيكملائكة آخرين في قبرك قلت لهم : بارك الله بكما وجزاكما خير الجزاء ولكن هلأستطيع أن أراكما مرة أخرى ؟ قالا : في يوم القيامة سنقف سوياً وذلك يوم مشهودورأيتهم عندما ذكروا القيامة تغيرت نبرة أصواتهم رهبة

    ثم قالا : وإن كنتمن أهل الجنة فسنكون سوياً وترانا

    قلت لهم : وهل بعدما رأيت وسمعت فيدخولي للجنة شك ؟

    قالا : أمر دخولك الجنة لا يملكه إلا الله سبحانه وتعالىوأنت حصل لك الإكرام لأنك مت مسلما وبقي عرض أعمالك والميزان تغير وجهي وكدتأبكي لأني أتذكر ذنوباً كالجبال

    قالا لي : أحسن الظن بربك وثق أن ربك لايظلم أحدا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وارتفعا سريعا

    نظرت إلىجسدي ممداً ورأيت وجهي شاخصة عيناي ثم انتبهت لصوت بكاء صوت أعرفه إنه والديالحنون ومعه أخي سبحان الله أين أنا الآن نظرت لجسدي فإذ الماء يصب عليهفعلمت أني الآن أُغسّل

    كان صوت البكاء يضايقني كثيراً وأشعر معه بضيقشديد ولكن عندما أسمع أبي يقول : الله يحلك الله يرحمك فكأن كلماته ماء بارداً يصبعلي ثم لفوا جسدي بكفن أبيض

    قلت في نفسي : ياالله ليتني قدمت جسدي فيسبيل الله ثم أموت شهيداً يا ليتني لم أترك ساعة إلا بذكر الله أو بصلاة أو بعبادةيا ليتني كنت أتصدق ليل نهار يا ليتني يا ليتني

    كان همي الشديد هو القبروما سوف يكون به

    سمعت المغسل يقول : هل ستصلون عليه بعد العصر؟

    أبي كان يقول وهو يبكي إن شاء الله

    حملوا جسدي وأنا أرى جسديولكن لا أستطيع الابتعاد ولا الدخول به شئٌ عجيب محير

    أدخلوني مكاناًوتركوني لم أشعر به ولكني أجزم أنها ثلاجة الأموات

    كنت أفكر ما الذيسيحصل لي

    قطع تفكيري أصوات كثيرة يقولون هيا احملوه للمسجد

    رفعوني وكنت أسمع أصواتهم وكان أكثر شئ يؤثر بي صوت بكاء أبي كنت أتمنىأن أقول له : يا أبي لا تحزن ما عند الله خير يا أبي أعلم أنك تحبني فلا تبكِ عليفوالله بكاءك يضيق به صدري ادع لي هذا الذي أريده

    وكنت أسمع أصواتاًكثيرة وكنت أميز أصوات إخواني وبكاءهم وكذلك أبناء عمي وأعمامي وسمعت صوت أحدأصحابي وهو يقول كأنه ينبه الناس ليقتدوا به : الله يغفر له الله يرحمه كانت كلماتهكالماء البارد للظامئ

    وصلوا المسجد وأنزلوني وسمعتهم يصلّون وتمنيت بشدةأن أصلي معهم وقلت : ما أسعدكم في دار تستزيدون من الحسنات وأنا قد أُوقفت كلأعمالي

    انتهت الصلاة ثم سمعت المؤذن يقول : الصلاة على الرجل يرحمكم الله

    واقترب الإمام وبدأت الصلاة علي في أثناء الصلاة تفاجأت بجمع من الملائكةواحدهم يسأل ملكاً آخر عن عدد المصلين وكم منهم موحد لا يشرك بالله شيئا؟!!

    عند التكبيرة الثالثة وهي التي بها الدعاء علي رأيت الملائكة يسجلونأشياء كثيرة فعلمت أنهم يحصون أدعية الناس

    ياالله كنت أتمنى أن يطيلالإمام بهذه التكبيرة لأني شعرت براحة عجيبة وسعادة وسرور

    ثم كبر الرابعةوسلم

    حملوني لقبري وكان في القبر عجائبٌ وأهوال

    الحلقة الثالثة : اللقاء بالملكين وعرض الأعمال :



    حملوني لقبري وكانوا يسيرون بيسريعاً وأسمع دعاء البعض واسترجاعهم وبكاءاً كثيراً وأنا في حالة ارتباك وخوفمما سيحصل لي لأني تذكرت في هذه اللحظات مظالم وذنوباً اقترفتها وساعات غفلاتقضيتها ، وصبوات تجرأت عليها الوضع مربك ومرعب وشعرت بانتقاضة من الوجل والخوف ،وحينما وصلت لقبري سمعت أصواتاً وكلماتٍ كثيرة لمن يريد دفني وأذكر من كلماتهم : منهنا ، قربوه للقبر ، تعالوا من هنا ، لو سمحتوا أفسحوا الطريق للجنازة ياالله ماكنت أراه وأسمعه في حياتي أسمعه الآن بعد مماتي !!

    أدخلوني لقبري بجسديوروحي وهم لا يشعرون ولا يرون إلا جسدي ويقول من يحملني : بسم الله وعلى ملة رسولالله

    وبدأ صف الحجر والطين كنت أريد أن أصرخ وأقول أرجوكم لا تتركوني فلاأدري ما الله صانع بي ، وأحياناً يأتيني شعور بالثقة وأن الله لن يضيعني

    بعدها هلّوا عليّ التراب وبدأ ظلام شديد وأصوات الناس تختفي وتبتعد ولكنأسمع بوضوح أصوات مشيهم وقرع نعالهم وسمعت أناساً يدعون الله لي وكان دعاؤهم أنساًلي وانشراحاً لصدري خاصة أن أحدهم قال بصوت مسموع : اسألوا له الثبات فإنه الآنيُسأل

    وفجأة بدا القبر يضيق علي ويضيق حتى شعرت أنه يضغط على كل جسميوارتعبت وكدت أصرخ بأعلى صوتي ثم اتسع كما كان

    بعد ذلك التفت يميناًوشمالاً ترقباً وخوفاً مما سيأتي وفجأة لاح لي ملكان بصورة مهيبة جداً أجسادهمعظيمة سُود الأجسام زُرق العيون طرفهم يلوح كالبرق ، وأنيابهم تكاد تصل للأرض وبيدأحدهم مطرقة كبيرة لو ضربت بها مدينة لهدمتها !!

    قال لي أحدهما مباشرة : اجلس ، فجلست مباشرة ، فقال : من ربك ؟– والذي بيده المطرقة يرقبني بنظرة قوية , فقلت مباشرة : ربي الله ، كنت أرتجف وأنا أجيب ليس عدم ثقة بالإجابة ولكن أرعبتنيصورهم وطريقة سؤالهم من نبيك ؟ قلت محمد صلى الله عليه وسلم

    ما دينك ؟قلت : الإسلام

    قالا : الآن نجوت من فتنة القبر قلت لهم : هل أنتما منكرونكير ؟

    قالا : نعم ولو لم تجب لضربناك بهذه المطرقة ضربة ستصرخ منها صرخةتسمعك كل الخلائق إلا الثقلان ولو سمعوك لصعقوا من شدة صراخك ولهويتَ في الأرضسبعين ذراعاً .

    قلت : الحمد لله الذي نجاني من هذا وهذا بفضل الله وحده

    ثم انصرفا ولم أشأ أن أكثر الكلام معهما فلم أطمئن إلا بانصرافهما

    بعد انصرافهما مباشرة شعرت بحرارة عجيبة وبدأ جلدي يحتمي خشيت أن تكونفُتحت نافذة من جهنم على جسدي من شدة الحرارة ، ولكني لا أرى أي شئ سوى حرارة أشعرأنها تخرج من جسدي !!

    حضر لي بعد ذلك ملكان آخران وقالا : السلام عليكمورحمة الله وبركاته

    قلت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    قالا : نحن ملائكة أتينا لعرض أعمالك في قبرك وإحصاء الحسنات التي تُهدىلك إلى يوم القيامة.

    قلت لهما : والله رأيت منذ مت شيئاً مهيباً ولم أتوقعأنه بهذه الشدة وهذه الكربة ولكن هل تأذنان لي بسؤال ؟

    قالا : نعم

    قلت : هل أنا من أهل الجنة ؟ وبعد كل هذه الأحداث هل هناك خطورة أنيدخلني الله النار ؟

    قالا الملكين : أنت مسلم والذي حصل لك لأنك مسلم آمنتبالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن دخول الجنة والنار لا يعلمه إلا الله ،ولكن ثق أنك لو شاء الله وأدخلك النار فلن تخلد فيها لأنك موحد !!

    بكت عينيوقلت وماذا لو أدخلني الله النار فكم سأمكث فيها !!

    قالا : ثق بربك وأعلمأنه كريم وسنبدأ الآن بعرض أعمالك عليك منذ بلغت وإلى آخر نفس لك في حادثك

    وبدؤا بقول استغربته وهو :

    سنبدأ بصلاتك لأنها العهد الذي بينالمسلم والكافر ولكن لن ترفع لك حسنة واحدة ولن تجازى على أي عمل صالح لأن أعمالكالحسنة الماضية كلها معلقة .

    قلت باستغراب : لماذا ؟!! وما هو السبب الذي منأجله تم إيقاف كل أعمال الخير التي عملتها بحياتي وهل هناك علاقة بين ذلك وبينحرارة جسمي التي أشعر بها كأن حمى الأرض جمعت لي ؟!!

    قالا : نعم لذلك علاقةوأنت السبب في ذلك بتساهلك في دين عليك لم تقضيه قبل موتك والآن أنت في خطر شديد؟!!

    قلت وأنا أبكي : وكيف ؟ وهل الدين هو الذي جعل جسدي يحتمي بهذه الشدةقبل عرض الأعمال ؟!!

    وقُطع سؤال بشئ لاح لي بالأفق نوراً مشرقاً آنس ظلمةقبري وله صوت ومنه تنبعث رائحة زكية لم أشم مثلها في حياتي ولا منذ مماتي

    وقال الضوء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قلت : عليكمالسلام ورحمة الله وبركاته من أنت ؟

    قالت : أنا سورة الملك ( تبارك ) أتيت لأنافح وأحاج لك عند الله فأنت قد حفظتني وقد أخبركم رسولكم محمد عليه الصلاةوالسلام أنني أطلب من الله أن ينجي كل من يحفظني

    قلت : مرحبا بك سورةحفظتك منذ صغري وكنت أتلوكِ في صلاتي وفي بيتي وأنا الان في أشد الحاجة لك

    قالت : نعم ولذا أنا هنا وسأطلب من الله أن يفك كربتك لأنك الآن تساهلتبدَينٍ كان سبباً بتعليق أعمالك وحرارة جسدك !!

    قلت : وكيف السبيل للنجاة؟!!

    قالت : بأحد ثلاثة أمور

    قلت بسرعة : وما هي ؟!!

    فقالتسورة الملك : .

    قالت سورة الملك لي : قبل أن أقول لك سُبلالنجاة هل كتبت ورقة بها الدين الذين عليك حتى يسددها الورثة عنك؟


    عندما سمعت كلمة ( الورثة ) كانت هذه الكلمة شديدة علي ودمعت عينايفقد تذكرت أهلي جميعاً أمي وأبي وزوجتي وإخوتي وأبنائي يا ترى ما الذي حصل لهم منبعدي وكيف هم ؟!! ابنتي سارة وإخوانها تذكرت انكسارهم وكيف أصبحوا أيتاماً من بعديمن الذي سيرعاهم ومن الذي سيقوم على مصالحهم ؟!! تذكرت بنيتي الصغيرة عندما قالت : أريد كاكاو ماذا سيقولون لها – عندما تسأل عني - وكيف سيقولون وكيف ستكون نفسيتهامن بعدي !!


    زوجتي ماذا عملت من بعدي الآن !! سيقال لها أرملة !! كيفستتحمل عبء أولادي من بعدي !!




    تذكرت وتذكرت وتذكرت ودموعي تنهمرونشيجي يعلو


    قالت سورة الملك : كأنك تذكرت شئاً ؟!!


    قلت : نعم تذكرت أهلي وأبنائي ماذا سيعملون من بعدي .


    قالت سورة الملك : لهمالله هو الذي خلقهم ورزقهم وهو الذي يتولى أمرهم .


    كانت هذه الكلماتبمثابة الماء البارد على الظاميء فقلت في نفسي : بالفعل لهم الله ولماذا القلق !!


    استطردت بالفكر قليلاً ولم يقطع تفكيري إلا زيادة حرارة جسمي فقلتمباشرة لسورة الملك : باالله عليك هل لي أن أعلم كم الدين الذي علي؟!!


    قالت سورة الملك : نعم لقد سألت الملك فأخبرني أنها ألفاً وسبعمائةريال ، الألف لصاحب لك يقال له : أبا حسن أما السبعمائة فهي متفرقة


    قلت متعجباً : كيف متفرقة ؟!!


    قالت سورة الملك : أنتتساهلت بديون صغيرة منذ بلوغك فتراكمت عليك .


    فقلت : لمن؟!!


    فقالت سورة الملك : خمس ريالات لبائع أغذية قد اشتريت منه طعاماً لكولم يكن معك نقود وعندما طلبها منك قلتَ له : سأردها لك غداً هذا عندما كان عمركخمس عشرة سنة


    والآخر يعمل في مغسلة الملابس غسل ثوبك وقلت له نفس كلامكالسابق وتساهلت حتى نسيته والآخر محل كذا ومحل كذا فعددت محلات أتذكرها واحداً تلوالآخر ، ثم قالت : تساهلكم بالديون واستصغاركم لها سبب شقاء الكثير منكم في قبورهم


    ألم يحذركم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الدين وأخبركم أنالشهيد على جلالة قدره توقف أعماله بسبب الدين ألم تعلم أن أحد أصحاب الرسول صلىالله عليه وسلم على فضله أوقفه الدين ولم نستطع أن نعمل له شيئاً حتى سدد صاحبهالدين !!


    قلت برعب : إنا لله و إنا إليه راجعون وكيف الخلاص أرجوك فجسميسيتقطع ألماً وحرارة .


    قالت سورة الملك : بأمور ثلاثة .


    قلتبعجل : ما هي ؟!!


    قالت : إما أن يسامحك من عليه الدين .


    قلت : الكثير منهم نسي كما نسيت ولا يعلمون بموتي بل ربما الكثير منهم لا يعرفني ونسيني، لكن ما الحل الآخر .


    قالت : وإما أن يسدد عنك ورثتك .


    قلت : كيف سيعلمون بديني ومشكلتي أني لم أكتب ورقة لحقوق الناس لأن الموت أتاني بغتةولم أكن أتوقعه أو أحسب له أي حساب !!


    قالت سورة الملك : بقي أمر سأحاوللك به ولعله يكون نجاتك وسأخبرك به بعد وقت إن شاء الله والآن سأنصرف


    قلت : لا أرجوك لا تذهبي فانا أشعر بوحشة شديدة وظلمة ورهبة إضافةلحرارة جسمي التي تزداد


    قالت سورة الملك : لن أبتعد كثيراً فأناسأذهب لأجل المُحاجة عنك والبحث عن حل وبإذن الله ستكون نجاتك فانصرفت


    بقيت وحيداً مستوحشاً في ظلمةٍ وهمٍ وغم فأُلهمت دعاء فقلت : ( يا منلا يأنس بشئ أبقاه ، ولا يستوحش من شئ أفناه ، ويا أنيس كل غريب ، ارحم في القبرغربتي ، ويا ثاني كل وحيد ، آنس في القبر وحدتي ) لكني تذكرت أني في دار حساب لاعمل


    ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوتاً أعرفه إنه أبي الحنون وأسمعهيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قلت مباشرة بشغف : وعليكمالسلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بك يا أبي فعلمت أنه لن يسمعني


    ثمسمعته يقول : اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم وسع مدخله اللهم آنس وحشته ثم سمعتهينشج ويبكي ويقول اللهم أحله اللهم إني راضٍ عنه فارض عنه وانصرف


    لاح ليبالظلام – أثناء دعاء والدي - نورٌ عظيمٌ فإذا هو ملكٌ من ملائكة الرحمة يكتب دعاءوالدي ولم يكلمني الملك بكلمة واحدة حتى انصرف والدي فبقي قبري منيراً والتفت ليالملك وقال : إن دعاء والدك سيُرفع للسموات العلى وبإذن العلي القدير سيجيبه اللهلأن دعاء الوالد لولده مستجاب


    ياالله تمنيت أن يطيل أبي الوقوف علىقبري ويستمر بالدعاء لي لأن أثر دعائه وجدته في قبري بل وعلى نفسي


    قلت للملك : هل لي أن أسألك سؤالاً ؟!!


    قال : وما هو؟


    قلت : منذ متى وأنا ميت وما هو الوقت الآن ؟!!

    قال : أنت ميتمن ثلاثة أيام والآن وقت صلاة الظهر


    تعجبت بشدة وقلت سبحان الله كلهذه الأحداث في هذه المدة القصيرة ؟!


    وكل هذه الظلمة التي أجدها في قبريونحن وقت الظهيرة !!


    قال الملك : لازال الطريق أمامك طويلاً أعانك اللهعليه


    لم أتمالك نفسي فبكيت وبكيت بكاء لا أذكر بحياتي أني بكيت مثله، وقلت في نفسي : سبحان الله كم كنت غافلاً عن مثل هذا


    انصرف الملكوهو يقول سيستمر النور في قبرك إلى أن يشاء الله بفضل الله ثم دعاء والدك


    كانت زيارة أبي مؤنسة لي وتمنيت أن يزورني كل أقاربي وتمنيت أن يقفعلى قبري أصحابي


    تمنيت أن يسمع والدي صوتي فأقول : يا أبي أرجوك سددالدين الذي في ذمتي أرجوك تصدق عني أرجوك ادع الله لي لكن ما السبيل بأن يسمعصوتي وتذكرت قوله تعالى ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون )


    شعرت بحرارة جسميكأنها تهدأ ولكنها تزداد أحياناً فظننت أن هذا له علاقة بزيارة والدي ولكن الأمر لميكن كذلك بل لأمر آخر


    ما هي إلا لحظات حتى لاح لي نور أعرفه إنهاسورة الملك قالت : عندي لك بشارتان .


    قلت بسرعة : ما هي؟


    قالت الأولى : صاحبك الذي يطلبك الألف ريال تذكر دينك ثم قال : اللهمإني عفوت عنه محتسباً الأجر من الله ولم يطلبها من أهلك


    فتهلل وجهيفرحاً ثم قلت : الحمد لله ربما هذا سبب أن الحرارة خفت قليلاً علي


    وما البشارة الأخرى ؟


    قالت : لقد سألت الله لك كثيراً لكنحقوق الآدميين مشكلة ، وقد أُرسل لك ملك موكل بالرؤى والأحلام وهو سيأتي أحد أقاربكفي المنام برموز لعلهم يفهمون دينك


    تفاجأت بهذا الخبر فسكتت متعجبا


    قالت سورة الملك : من برأيك يأتيه الملك في المنام؟


    فكرتُ بأمي وعلمت أنها لو رأتني بالمنام فستبكي علي ولن تفسرها ففكرتبأقاربي فتذكرت أقرب الناس لي بعد والدي وهي أيضاً مهتمة بالرؤى والأحلام إنهازوجتي الوفية المحبة لي


    قلت : زوجتي زوجتي هي التي أتمنى أن ترى هذهالرؤيا


    قالت سورة الملك : سأخبر الملك أسأل الله أن يعجل فرجك ويحلكربتك


    انصرفت وبقي قبري به النور الذي أتاني من دعاء والدي فانتظرتكأني بسجن تمر علي الأوقات لا أعلم شيئاً سوى أني أسمع أصواتاً وأحياناً قرع نعالفأعلم أن جنائز تدفن قريباً من قبري أسمع أحياناً ضحكات فأتعجب من أناس يضحكون ونحنتحتهم مأسورون !!


    ثم مر وقت طويل وفجأة ازدادت حرارة جسمي حتى كدت أصرخوكأني في تنور فازداد خوفي ثم بلحظة واحدة الحرارة خفت ثم اختفت وانتهت وشعرت كأنيخرجت للهواء لم أصدق ما أنا فيه ما الذي حصل ؟!!


    ظهر نور سورة الملك بعدذلك وتقول : أبشر بما يسرك


    قلت : والله أنتِ من يأتي بالخير فما الذيحصل ؟!!


    قالت : أتى ملك الرؤى والأحلام لزوجتك في منامها فأراها أنكواقف على سلم مهموماً وبقي عليك سبع درجات لا تستطيع أن تصعدها


    فقامتزوجتك مباشرة قبل صلاة الفجر وتذكرتك وبكت ثم فتحت كتب تفسير الأحلام فوجدت كلاماًكثيراً لكنها شعرت أنك في كربة وفي الصباح اتصلت على امرأة كبيرة بالسن مشهورةبتفسير الأحلام وعندما سألتها زوجتك قالت المرأة : يا بنتي زوجك عليه دين ومحبوس فيقبره والدين سبعمائة أو سبعة آلاف ريال الله أعلم


    قالت زوجتك : لكنكيف نسددها ولمن ؟


    قالت المرأة : الله أعلم لكن اسألوا المشائخ


    وبعدها اتصلت زوجتك على زوجة أحد المشائخ وقالت لها : اسألي الشيخعما لو كان على زوجي دين لا نعلم لمن هو كيف نسدده ؟!!


    فسألت زوجة الشيخزوجها وقال : تصدقوا عنه بقيمة الدين لعل الله أن يبرئ ذمته


    وكان لدىزوجتك ذهب بقيمة أربعة آلاف فذهبت سريعاً لوالدك وقصت عليه الخبر فرفض أن يأخذ منهاالذهب وتكفل بأن يسدد الدين كاملاً ، فأقسمت زوجتك أن يأخذ والدك الذهب وقالت له : وهل هذا الذهب إلا من زوجي وأنا أتمنى أن أعمل له شيئاً بعد موته وأسأل الله أن لايحرمني منه في الجنة


    عندما رأى والدك إصرارها طيّب خاطرها وأخذ الذهبوزاد عليه من المال حتى أوصله عشرة آلاف ونوى الزيادة صدقة عنك وأعطى المبلغ لعائلةمسكينة ففرج الله كربك وجئت لأطمئن عليك


    قلت : ولله الحمد لا أشعرالآن بأي حرارة بجسمي وكأني كنت مربوطاً فحُلت عقدي وهذا بفضل الله ثم فضلكومحاجتك لي بقضاء ديني


    قالت سورة الملك : الحمد لله الذي أذهب عنكالحزن والآن ستأتيك الملائكة لعرض جميع أعمالك


    قلت لها : وهل بعد هذاعلي خطورة ؟


    قالت : الطريق طويل وربما يستمر سنين فاستعد لذلك


    قلت : سنين !!!!!

    قالت سورة الملك : كثير ممن يدخل قبره يعذبلأمور تستصغرونها وهي عند الله عظيمة

    قلت : مثل ماذا ؟

    قالت : كثير من الناس يعذب بسبب عدم التنزه من بوله فيقوم للصلاة ويقف بين يدي اللهوالنجاسة عليه أو على ملابسه !!

    قلت : وهل هذا كثير؟

    قالت : أكثر منيعذب بسبب ذلك !! وهناك أيضاً أمور يعذب بها الكثير: مثل النميمة وأكل مال الأيتاموالسرقة والربا وغيرها كثير

    ثم قالت : هناك من يعذب ليصفى قبل يومالقيامة لأن عذاب جهنم أشد وأنكى وهناك من يعذب وموعده يوم القيامة نار جهنم

    قلت : كيف أنجو من عقوبة الله وكيف السبيل للخلاص من ذلك؟

    قالت : عملك الآن منقطع وليس أمامك إلا ثلاثة أمور وهي : إما الدعاء من أبناءك وأهلك لكفهي طلب من الله أن يرحمك ، والأمر الآخر : هل لك صدقة جارية تستمر لك بعد موتك !!

    قلت : أذكر أحد أصحابي كان يجمع المال لإنشاء مسجد في أحد بلدان المسلمين

    قالت : لعل الله أن يضاعف لك بها الأجر فأكثر الحسنات التي تكون من بناءبيوت الله

    قلت : وما الثالث!!

    قالت : هل عملت على نشر العلم أو تعليمجاهل لأحكام الإسلام

    قلت : لا أعلم وتذكرت مشروع طباعة مصاحف وكتب للغاتمختلفة وقلت في نفسي :
    يا سبحان الله كم أنامسرف ومضيع لفرص كثيرة كانت في حياتي !!
    كنت أتمنى أن أصرخ بأعلى صوتي وأقول يا معشر الأحياء أنقذوا أنفسكم واستعدوالما تجدونه بعد موتكم فوالله لو رأيتم ما رأيت لما خرجتم من المساجد ولأنفقتمالأموال في سبيل الله

    قلت لسورة الملك : هل حسناتي الآن تضاعف وهل تأتينيالحسنات في قبري !!

    قالت : كل الأموات تأتيهم الحسنات كثيرة في الأيامالأولى لموتهم ثم تقل جداً بعد ذلك

    قلت : هل يعقل أن ينساني أهلي وأبنائيوأصحابي !! لاأصدق أنهم سينسوني بهذه السهولة

    قالت : بل سترى كيف أنه حتىزيارتهم لك في قبرك ستقل وسيمر الشهر والسنة والعشر سنوات ولا يكاد يقف على قبركأحد !!

    بكيت وتأثرت لأني تذكرت كيف أن جدي حينما مات كنا نذهب لقبره كلأسبوع ثم بعد شهر ثم نسيناه !!
    تذكرت حينما كنت حياً كيف كنا ننسى الأموات والآنأنا بمكانهم !!

    قالت : العاقل من عمل لما بعد موته وجهز داره
    ولكنأقول لك شيئاً!!

    قلت بحزن : وما هو؟

    قالت : هناك من يدعو لك من غيرأهلك ويستغفر لك وهو لايعرفك

    قلت : كيف هذا؟

    قالت : قبل ساعات دعالك رجل صالح بالهند فقال : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلماتالأحياء منهم والأموات فكتب الله له بكل حي وميت حسنة وأتاك بفضل الله حسنات مندعاءه ، وهناك رجل في تركيا تصدق ببناء مسجد وقال اللهم اجعل أجره لأمة محمد صلىالله عليه وسلم الأحياء والأموات ، وهناك امرأة عجوز من مصر ذبحت شاة ونوت أجرهالأموات المسلمين ، وهناك رجل صالح من المغرب اعتمر ودعا لكل المسلمين وهو يطوفوكان مستجاب الدعوة – وكل هؤلاء وأمثالهم يأتيك من حسناتهم ودعاءهم بل أن الملائكةيدعون ويستغفرون لك

    بعد سماعي لهذه الكلمات استبشرت وما فرحت منذ مت بمثلهذا الحديث الذي بشرتني به سورة تبارك
    وبعدها استأذنت للذهاب

    شعرتبوحشة بعد ذلك وأحياناً ينشرح صدري وأشعر بأنس وأحياناً يضيق صدري وكأن جبال الأرضعليه

    لم يخبرني أحد ولكني جزمت أن انشراح صدري عبارة عن حسنات تصلني منالمسلمين من كل مكان وضيق صدري إنما هي وحشة القبر التي لا توصف

    مرت أياموأسابيع وشهور ولا أنيس لي إلا بعض الأعمال الصالحة التي تصلني أو زيارة والديوإخواني وأقاربي وأصحابي التي بدأت تقل تدريجياً !!!
    حتى أن أحد أصحابي لم يزرنيإلا مرتين فحسب ولم يصلني منه إلا دعوات وصدقة أيام موتي الأولى وبعدها انقطعت
    أكثر ما يصلني باستمرار هو دعاء أمي خاصة في الثلث الأخير من الله فهو واللهخير أنيس لي
    بدأت تقل الأعمال التي تصلني وشعرت أني بمرحلة خطر لأني مهتمبشدة لميزان يوم القيامة وكيف سأحاسب على كل صغيرة وكبيرة

    يا رب عفوك يارب رحمتك كنت أدعو بذلك وأكررها لكن هيهات اليوم لا عمل لي

    بدأت الأيامتمر وتمر وكانت ثقيلة كنت أحياناً أبكي ولكن أتذكر رحمة الله فيهون علي الأمر

    سورة الملك انقطعت ولاأدري ما السبب في قبري ظلام دامس لا أعلم ليلي مننهاري

    تذكرت بعض المعاصي والذنوب واستعرضتها بحياتي بدأت أمامي بلا خفاءساعة ساعة ويوماً يوماً
    علمت أن ذنوبي أمثال الجبال ولكن هل سيغفرها الله لي

    كثيراً ما كنت ألوم نفسي وأندب أيامي الخالية ألم يمهلني الله ألميسترني الله ألم يعطني ولم يحرمني،
    كم من ذنب عملته بجرأة وكم من صلاة أخرتهاوكم من صلاة فجر نمت عنها وكم من طاعة سوفت فيها

    عندما تذكرت كل هذه بكيتواستمر بكائي ولم ينقطع أياما ًبل إني لم أعرف الوقت ولم أشعر به ولو قلت إني بكيتشهوراً لما بالغت
    وفي ساعة من الساعات شع نور عظيم حتى كأن الشمس وضعت فيهوسمعت الملائكة يهنئون بعضهم ويقولون أبشروا بالرحمات

    كنت بين الدهشةوالفرح والاستعجال بمعرفة ما حصل حتى أتاني الملك وأخبرني الخبر وقال

    وبعد ذلك شع نور عظيم شمل القبور وانتظرت حتى أرى الخبر فقدم لي ملك وقاللي أبشر أيها المسلم بتنـزل الرحمات

    قلت : جزاك الله خيرا, لكن ما سببذلك !!

    قال الملك : لقد دخل من ساعة شهر رمضان وهذا الشهر فيه المغفرةوالرحمات والعتق من النيران وفيه يلتقي ملائكة الأرض بملائكة السماء وفيه ينجو كثيرمنكم بدعاء المسلمين ويثقل ميزان حسناتكم

    قلت : ما أجل الله وأعلى شأنهوما أعظم كرمه كم من الفرص التي يهبها لمن هو فوق الأرض ومن هو تحت الأرض

    قال الملك : الله عز وجل لا يحب أن يدخل النار أحد ولا يحب أن يعذبكمولكن تقصيركم وإصراركم على المعاصي ومقابلة نعمه بذنوبكم هي التي تهلككم

    ثم قال : الآن المسلمون يصلون والملائكة تحصيهم وترفع دعواتهم لله لعلالله أن يشملكم بلطفه

    ثم انصرف واستمرت الأنوار في القبور وبدأت أسمعأصوات المساجد لأول مرة وتذكرت حياتي الدنيا وتذكرت صلاة التراويح فبكيت منالمفاجأة وسمعت الناس يصلون ثم بدأت أسمع واضحاً صوت دعاءهم وسمعت قول الإمام ( اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ميتاً إلارحمته )
    فانتفض جسمي فرحاً بهذا الدعاء وتمنيت منه أن يطيل وبالفعل كأنهتذكرالأموات وقال مرة أخرى ( اللهم ارحم موتانا وأنزل على قبورهم الفسحة والسروراللهم من كان منهم مسروراً فزده سرورا ومن كان منهم معذباً ملهوفا فأبدل حزنه فرحاًوسرورا )
    كنت أردد وأقول معه آمين آمين وأنا أبكي بشدة .

    وانشرح بعدهاصدري وهدأت نفسي واستمر النورفي قبري وبدأت ساعات رمضان تمر علي وفي كل ساعة يتجددلي نور في قبري ،
    ثم شممت رائحة طيبة كرائحة المسك التي كنت أشمها في الدنيا بلأقوى وظهر لي من بعيد رجل كأنه يمشي متجهاً لي تعجبت لأول مرة أرى مخلوقاً على شكلآدميً في قبري كنت محدق نحوه وهو متجه لي وأنا في أشد الحيرة ثم أقبل ورأيت وجهاًحسناً وعليه ثوب شديدالبياض
    وعلمت أن رائحة المسك هي منه ثم أقبل يقول : السلامعليكم ورحمة الله وبركاته

    فرددت عليه مباشرة : وعليكم السلام ورحمة اللهوبركاته

    نظرت له متعجباً كأني أسأله من أنت !!!

    رأى ذلك التعجب فيوجهي وتبسم وقال : جئت لك مبشراً برحمة الله لك ومغفرته لذنوبك

    قلت : بشرك الله بما يسرك من أنت وكيف عرفت ذلك لأني أول مرة أرى رجلاً من بني آدم داخلاًللقبور !!

    قال : أنا لست من بني آدم

    قلت : إذن هل أنت ملك بصورةرجل !!

    قال : لا ولست ملكاً أيضاً

    قلت متعجباً : إذن من أنتفوالله قد اختلطت مشاعري بين الفرح برؤيتك والحيرة منك

    قال : ربما لاتتذكرني لكن الله أوجدني من أعمالك الحسنة في الدنيا فأنا عملك الصالح :
    صلاتكصيامك حجك صدقتك دعاءك برك بوالديك جعلني الله أتمثل بهذه الصورة لأبشرك بمغفرته

    ياالله يالله ياالله لك الحمد حتى ترضى قلتها بلا شعور من الفرح والسرور

    ثم قلت مباشرة : لماذا تأخرت ولم تأتني مباشرة بعد موتي لماذا تأخرت عليكثيراً إلى هذه الساعة !!

    قال : حبسني عنك دينك وذنوبك التي كانت تعوق وصوليإليك وعندما نزلت عليك الرحمات وشملك الله بمغفرته أنت وكثير من الأموات أُذن لي أنآتيك هذه الساعة
    قلت : هل معنى ذلك أني سأكون من أهل الجنة ولن يعذبني الله !!!

    قال : هذه أمرها لله ولا يعلمها أحد سواه
    وسيكون هناك ميزان في يومالقيامة سيتحدد مصيرك ففيه توزن عليك حقوق الناس وبعض الأمور التي لا تظهر عليك إلايوم القيامة

    قلت : مثل ماذا؟

    قال : كثير من الناس يظلم بعضهمبعضاً ثم يقول المظلوم للظالم والله لن أسامحك يوم القيامة فهناك يقفون بين يديالله ويحكمبينهم

    تأثرت من مقولته ثم قال : لقد نفعك عمل صالح عملته فيآخر حياتك .

    قلت : ما هو ؟

    قال : لو تذكرت آخر لحظة في حياتك قد وفقكالله أثناء الحادث بأن تقول أشهد إلا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .

    كم فرحت الملائكة لنطقك الشهادة لأنك ختمت حياتك بالتوحيد وثباتك أيضاًعلى الإسلام عندما كان يلقنك الشيطان اليهودية والنصرانية .

    وقد كانت عنيمينك وشمالك ملائكة لقبض أرواح المسلمين وآخرين لقبض أرواح الكفار وحينما ثبت علىالإسلام ارتفعت الملائكة التي تقبض أرواح الكفار وبقيت عندك الملائكة التي تقبضأرواح المسلمين وقد أخذت روحك معها

    قلت له : وهل هناك عمل آخرنفعني؟

    قال : نعم نصيحتك لسائق السيارة بأن يترك الدخان فبسبب ذلك أثابكالله بأن أصبح يأتيك الآن رائحة المسك

    وأيضاً اتصالك على والدتك فكل كلمةكنت تقولها لها كانت تكتب لك بها الحسنات

    تذكرت اتصالي على والدتي وتذكرتأني لم أطل الاتصال وقلت يا ليتني أطلت معها

    ثم قال : وأيضاً كتب الله لكالحسنات باتصالك على زوجتك وسؤالك عن أبناءك وإدخالك السرور على بنتكالصغيرة
    ولكنك بسبب ذنبك الكبير مع ابنتك كتبت عليك سيئة كبيرة !!

    قلتبتعجب شديد : وكيف سيئتي مع بنتي !!!!!

    قال : قلت لها : أنك ستأتيها بعدقليل وقد كُتبت عليك كذبة وليتك تبت قبل حادثك

    بكيت وقلت : والله لم أنوالكذب عليها ولكني أردت أن أصبرها عن فراقي .

    قال مهما يكن فكان الأولى أنتقول إلا الصدق لأن الله يحب الصادقين ويكره الكذب وأهله ، ولكنكم تتساهلون كثيراًبذلك .

    ثم قال : حتى دعاءك على موظف المطار كتبه الله عليك ذنب لأنك أسأتلمسلم لا يد له فيما حصل لك !!

    ياالله كل كبيرة وصغيرة كتبت علي !!

    أردف قائلاً – كأنه يريد تصبيري - ما أجمل متابعتك للحج فهي من أكبرالأعمال التي ترفع رصيدك عند الله وكذا متابعتك للعمرة ،
    قلت له - وأريد منهتسليتي - لأني أشعر برهبة من ميزان يوم القيامة : وما أفضل عمل كتب لي عند الله !!

    قال : من فضل الله عليكم أنكم لو عملتم حسنة واحدة تكتب لكم عند اللهعشراً ثم تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة
    وأفضل أعمالك هي الأعمال التييحبها الله أكثر وهي الفرائض

    قلت : الصلوات الخمس ؟

    قال : هذه منأفضلها ولكن أيضاً صيام رمضان وزكاتك وحجك هذه أحب الأعمال إلى الله وهي أحب شئيتقرب بها العبد إلى الله ، والواجبات أحب إلى الله من النوافل .

    وسأذكر لكموقفاً أيضاً غير الفرائض كتب الله لك به أجراً عظيماً .

    قلت بشغف : ماهو؟

    قال : أتذكر يوماً كنت معتمراً في رمضان عندما كان عمرك عشرين سنة وقدخرجت من المسجد الحرام ورأيت رجلاً يبيع إفطار صائم فاشتريت بقيمة مائة ريالووزعتها!!

    قلت : نعم أذكر ذلك كأنه بالأمس ، لكن هل ذلك أعظم منعمرتي

    قال : سأذكرك بامرأة كبيرة بالسن رأيتها لا تستطيع مزاحمة الناس الذينيأخذون منك فاقتربت أنت منها وأعطيتها وجبتين إفطار صائم

    قلت : نعم فقدرحمتها عندما رأيت ضعفها وكبر سنها .

    قال : هذه المرأة من اليمن وهي مستجابةالدعوة وهي من الصالحات في الأرض وصاحبة قيام ليل ولو أقسمت على الله لأبرها وكانتتدعو لك عندما أعطيتها
    ودعت لك كذلك عند فطرها واستمرت تدعو لك كل ذلك اليوم حتىأمست لأنها فقيرة لا أحد يأبه بها ،
    وكان معها ملائكة يرفعون أي دعوة منها للهورفعوا دعوتها لك مباشرة فكُتب لك أجر عظيم .

    فإضافة لأجر عمرتك في رمضانوتوزيعك لإفطارالصائمين إلا أن أجر إعطاءك هذه المرأة العابدة رُفع مباشرة للسمواتالعلى .

    وهو يقول لي هذه الكلمات بدأت دموعي تنهمر ونشيجي يعلو وقلت : واللهلم أكن اعلم بدعواتها ولا بصلاحها .

    وقال ولك موقف آخر رفعت لك به الدرجات

    وأنا أسمع منه هذه البشارات ووجهي متهللاً فرحاً قلت : ما هو؟

    قال : أتذكر عندما كنت مسافراً ذات مرة إلى المدينة ووجدت رجلاً بجانبالطريق قد تعطلت سيارته في شدة الحر ووقفت لمساعدته !!

    قلت : نعم أذكر ذلكالرجل وقد وقفت عندما رحمته واقفاً بشدة الحر

    ولكن قبل أن تكمل فقد كنت أرىفي يده سيجارة يشربها ولا يظهر عليه سيما الصالحين

    قال : نعم ولكنه مسلموأنت تعلم كما علمك رسولك محمد صلى الله عليه وسلم بأن (من فرج عن مسلم كربة من كربالدنيا فرج الله عنها بها كربة من كرب الآخرة )
    فمساعدتك له وتفريجك لكربتهبالرغم من أنك لا تعرفه وليس بينك وبينه قرابة كانت محل تقدير لك من الملائكة الذينيحصون الحسنات وقد تسابقوا لكتابة ذلك لك عند الله

    ومن ثم أتسع القبروأنار نوراً عظيماً وبدأت أمامي وفود من الملائكة يأتون نحونا وكأنهم يزورونالأموات وهم لا يفترون عن التسبيح والتهليل
    ومن ثم قال لي عملي الصالح بدأت الانليلة القدر وكم من رجل سيكتب من أهل الجنة بعد أن كانت أعماله سترديه في دركات جهنم
    *
    منقووووول*
    جزا الله خير كاتب هذي القصه

    وخلونا نسوي شيينفعنا لدار ليس فيها من يؤنسنا الا أعمالنا ،،يارب ارزقنا العمل الصالح الذي ترضىعنه ،واعفو عنا انك عفوا تحب العفو،وعاملنا بما انت اهله،وتب علينا*
    واقبضنااليك وانت راض عنا وارزقنا بر والدينا وانر قبورنا بالقرآن*
    وارزقنا بر ابنائناودعائهم لنا وارزقنا صدقة جاريه تدوووم حسناتها*
    ولا تحرمنا الاجر ونحن في دارينقطع فيها العمل.

    اللهمآمين

    hgl,q,u ',dg fs dsjhig hgrvhxm hv[, lk hg[ldu j;lgji pjn hgkihdm‏







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    المشاركات
    2,377
    كالعادة ابداع رائع

    وطرح يستحق المتابعة

    شكراً لك

    بانتظار الجديد القادم
    دمت بكل خير





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    المشاركات
    5,673
    اللهم رحمتك يارب
    العالمين اللهم أتينا في
    الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقينا عذاب النار
    اللهم أرحم جميع أموات
    المسلمين
    وتبتنا عند السؤال في القبر
    بارك الله فيك أخي علي هذا النقل المفيد
    و الموضوع الرائع
    وجعلها
    في موازين أعمالك
    وجزاك الله الفردوس الأعلي ونور به حياتك
    ورحم والديك وجعلهم من أهل الجنة
    تقبل فائق تقديري وأحترامي علي جهدك
    وفي أنتظار جديدك
    بأذن الله





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    المشاركات
    36
    نااااااااااااااااايس





    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. حفلة وموسيقىوعزااااااااااااااااء(ارجو عدم القراءة)
    بواسطة بوح مجنون في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-May-2006, 06:46 PM
  2. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-May-2006, 01:37 PM
  3. اتمنى من الجميع القراءة وكسب الاجر!
    بواسطة جداويه عسل في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-Apr-2006, 10:27 AM
  4. مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 17-Apr-2006, 03:28 AM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •