[frame="10 80"]
هذه قصة من كتاب مجموعة قصص في صدى النسيان

يُحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة ،
يطعمها ويلعب معها ، وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة ،
جاء الطفل لسلحفاته العزيزة فوجدها قد دخلت
في غلافها الصلب طلبا للدفء ،
فحاول أن يخرجها فأبت ، ضربها بالعصا فلم تأبه به ،
صرخ فيها فزادت تمنعا .
فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق ،
وقال له : ماذا بك يا بني ؟
فحكى له مشكلته مع السلحفاة ،
فابتسم الأب وقال له :
دعها وتعال معي ، ثم أشعل الأب المدفأة
وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان ،
ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة
تقترب منهم طالبة الدفء .
فابتسم الأب لطفله وقال:

يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم
أن ينزلوا عند رأيك ، فأدفئهم بعطفك ،
ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك.
×× ×× ×× ×× ××
وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة ،
فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ،
ومن ثم طاعتهم ، عبر إعطائهم من دفء قلوبهم
ومشاعرهم الكثير والكثير .
××× ××× ×××
والمثل الانجليزي يقول:
( قد تستطيع أن تجبر الحصان أن يذهب للنهر ،
لكنك لن تستطيع أن تجبره أن يشرب منه ).

كذلك البشر يا صديقي
يمكنك إرهابهم وإخافتهم بسطوة أو مُلك ،
لكنك أبدأ لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم إلا بدفء مشاعرك
وصفاء قلبك ونقاء روحك ،
ورسولنا - صلى الله عليه وسلم -
يخبر الطامح لكسب قلوب الناس بأهمية المشاعر ،

×× ×× ××

فعن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئاً ،
وَلَوْ أنْ تَلْقَى أخَاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ ))
رواه مسلم .
×× ×× ×× ××
قلبك هو المغناطيس الذي يجذب الناس
فلا تدع بينه وبين قلب من تحب حائلاً
وتذكر أن الناس كالسلحفاة .
تبحث عن الدفء.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ
وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.
.
[/frame]

rgf; i, hglykh'ds