كيف تكون شلة في ثلاث خطوات

[هووواوووي]

ثلاث, تكون, خطوات, شلة, كيف

جذورها تعود للإنسان الحجري!
كيف تكوّن شلة في ثلاث خطوات؟!


كاتبته أميرة جاد




أتذكرني في أولى سنواتي بالجامعة كنت شخصية كئيبة، والعياذ بالله

كان لي صديقة وحيدة أذهب الصبح لأبحث عنها وأجلس بجانبها

واحنا خارجين من المدرج أمسك في ديلها

وهي كانت تفعل نفس الشيء معي وفي "البريك" كنا نقف معا

أو نأخذ جانبا في الكافيتريا ونأخد الشاي بتاعنا

ثم ندخل المدرج لنواصل اليوم الدراسي،

ولكن في أحد أيام انتظاري لصديقتي حتى ندخل المدرج سويا

سألت نفسي سؤالا بريئا ماذا لو لم تأتِ صديقتي؟

ماذا لو حولت من الكلية أساسا أو لا قدر الله ماتت ماذا سأفعل؟!

وجاءني الرد من عند الله إذ شاهدت مجموعة بنات وأولاد واقفين

يقولون: "كده شلتنا ناقصة اتنين فين الباقي يا جماعة؟"

إذن الحل في إني أدخل في شلة أو أكوّن شلة

ولكن هل فكرة الشلة دي أساسا هتكون ذات جدوى من الأساس؟

أم أنها هتكون وجع دماغ على الفاضي؟

وحتى لو هي مهمة طب الأحسن إني أدخل في شلة ولا أكوّن أنا شلة

يكون كل اللي فيها من اختياري أنا؟

وأسئلة كتير حلتها وقتها بشكل عفوي وتلقائي ودون أدنى خبرة في الأمور دي

وعشان كده صادفتني مشاكل كتير مع فكرة الشلة،

وهذه المشاكل هي التي سنحاول تجنبها

من خلال الاستعانة بالعديد من علماء النفس والاجتماع لندخل عالم الجروبات "الشلل" يعني!

الشلة طبيعة جينية عند كل البني آدمين!



الدكتورة "ليلى الموصلي" أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس

تؤكد أهمية التجمعات وفكرة الشللية أو كما نطلق عليها الجروبات؛

حيث تقول إن "فكرة التجمعات الإنسانية أو كما نطلق عليها الشلة ليست وليدة اليوم

ولا هي من مستحدثات العصر بل إنها طبيعة سيكولوجية موجودة في جينات الإنسان

نشأت في العصر الحجري وقتما كان الإنسان محاطا بمخاطر طبيعية كثيرة،

مثل الحيوانات الضارية والوحوش والفيضانات والسيول وغيرها من المخاطر الطبيعية

التي جعلت الإنسان في ذلك الوقت يلجأ إلى تكوين تجمعات لمواجهة هذه المخاطر،

ثم تطور الأمر لتصبح الحاجة للجماعة من مقتضيات الحياة ليس فقط لمواجهة المخاطر الطبيعية،

ولكن أيضا لأن وضعية التجمع البشري نفسها خلقت حالة التعاون التي من خلالها أنجز الإنسان الحجري

العديد من الأعمال التي ساعدته في مواجهة المخاطر واختراع آلات متنوعة".

إذن الحقائق العلمية والاجتماعية تؤكد أن العيش في مجموعة ظاهرة صحية وضرورة بحتة

إذا لم توجد ربما حدث خلل في حياة الإنسان وضرورة الشلة تنقلنا إلى جزئية أخرى مهمة

وهي كيف أكون شلة أو أدخل في شلة في الجامعة؟

أدخل في شلة ولا أكوّن شلة جديدة أحسن؟!



طبعا بعد مضي الترم الأول في الجامعة أكيد اتعرفت على العديد من الزملاء والزميلات

وكونت انطباعات عنهم وأصبحت تميل إلى بعضهم عن الآخر الوضع ده هيسهل لك فكرة الشلة جدا،

ولكن من الأفضل كما يقول الدكتور "عادل المدني" أستاذ علم نفس الاجتماع بجامعة عين شمس

أن تكون أنت شلة ولا تحاول الدخول إلى شلة متكونه فعلا إلا إذا كان بهذه الشلة على الأقل اثنان من أصدقائك

لأن أي محاولة للدخول في شلة متكونة بالفعل قد يبوء بالفشل إذ لم يكن هناك بهذه الشلة

من يتبنى فكرة وجودك بين أفرادها، لأن التجمعات الإنسانية المتمثلة في شلل الجامعة

يتعامل أعضاؤها معها على أن هذه الشلة أسرتهم ومن ثم فلها حرمة وأي أحد سيحاول الدخول فيها

سيكون بمثابة ضيف إذا طالت زيارته فسيقوم أهل البيت بطرده بشكل أو بآخر،

وغالبا يكون من الصعب أن تدخل إلى شلة متكونة بالفعل وتندمج مع كافة أفرادها

ولأنه غالبا ستجد الذي يعاملك على أنك ضيف أو كما نسمعها بلغة شباب الجامعة "دخيل"

فأنت يجب أن تجنب نفسك هذه المواقف المحرجة نفسيا.

كيف تكون شلة؟!



وليس معنى هذا أن تكتفي بصديق أو اثنين في الجامعة لا بل اعمل أنت على تكوين شلة ومجموعة خاصة بك

وهو أمر قد يبدو صعبا في بدايته ولكنه سيسير بعد ذلك بيسر.

وأولى خطوات تكوين الشلة أن تتعرف على زملاء كثيرين،

ثم وطد علاقتك بكل من انتقيتهم واحرص دائما على انتقاء من يكملك لا من يتشابه معك

ثم بعد ذلك كلم كل واحد منهم على حده، ولا تحاول أن تعرفهم على بعض دون أن تحدثهم عن بعض

لأنه يمكن أن يصاب أي منهم بداء الانطباعات الأولى ويظل يحمل مشاعر سيئة للآخر

لمجرد أن أول انطباع عنه كان سيئا وهو الأمر الذي سينغص الجو العام داخل الشلة،

ولكن حديثك لكل منهم عن الآخر لن يدع مجالا لهذه الانطباعات،

وبعد ذلك قم بتعريفهم على بعض منفردين وبعد ذلك مجتمعين

ستجد أن انطباعاتك التي تركتها لدى كل واحد عن الآخر هي المسيطرة عليه.

ربما يكون هناك بعض الانتقادات من بعضهم للآخر ولكن سيكون فيما بعد وفي إطار الشلة والصداقة

التي ستكون جمعتهم وبهذا تكون كونت شلة تستطيع أن تستمر صداقتكم حتى بعد التخرج.

تحذيرات مهمة إنذار إنذار!!



بالرغم من الأهمية السيكولوجية والسسيولوجية "الاجتماعية يعني اكتبها يمكن تنفعك!"

أيضا لأن يعيش الإنسان وخاصة في مرحلة الجامعة في "جماعة"

إلا أن هناك العديد من المحاذير والمخاطر التي يجب أن نضعها في الاعتبار عند تكوين أي شلة من الأصدقاء

أو الانخراط في شلة موجودة بالفعل.

من أهم هذه التحذيرات التي تشير إليها الدكتورة "نهلة السيد" أستاذ علم النفس بطب عين شمس

أن تحافظ على شخصيتك المستقلة وتلقائيتك ولا تحاول أن تقلد أحدا من أعضاء الشلة

يعني يجب أن يكون كل فرد من أفراد هذه الشلة نفسه فقط ولا يصبح أعضاء الشلة مسوخا من بعض

وهذا أهم تحذير وخطر قد يصيب الإنسان من وراء الشللية

لأن عِشرة الأصدقاء لبعض تجعلهم يقلدون بعضا في كل شيء حتى في ستايل اللبس،

وهو الأمر المكروه اجتماعيا وهذا لا ينفي أن يستفيد أفراد الشلة من بعض في الأمور التي ستضيف لهم ولشخصياتهم

كأن يعلم أحدهم الآخرين حب الموسيقى

في حين يتبنى من يحب القراءة فكرة إمدادهم الدائم بالمعلومات والكتب إلى أن يحبوا القراءة.

ولابد أيضا أن يكون هناك فصل بين مجتمع الدراسة ومجتمع المنزل والأسرة

لأن بعض الذين يندمجون في شلة داخل الجامعة يعتقدون أن هذه الشلة تغنيهم عن أسرهم،

وأنهم لم يعودوا بحاجة إلى الأهل، وأنهم بهذه الشلة عملوا اكتفاء نفسيا اجتماعيا لعلاقاتهم الإنسانية،

وهذا طبعا خطأ لأنه يجب أن يحدث فصل بين المجتمعين ويجب إدراك أن مجتمع الأسرة محيط اجتماعي لا غنى عنه

وله حقوق إنسانية واجتماعية يجب أن يحصل عليها، وأنه هو المجتمع الأكثر دواما واستمرارا

من حيث تواجده وبذله لحقوقك الاجتماعية والإنسانية؛

لذا يجب الاندماج في كلا المجتمعين مجتمع الأسرة ومجتمع شلة الجامعة

بما يحقق التوازن النفسي لك وللمحيطين بك في كلا المجتمعين.

تمت

منقوووووووووووووووووووووووول

---

;dt j;,k agm td eghe o',hj

[صدى الوقت]

مشكوووووووووووووووووووووووووور