اعرابية, نسخة

قالت أمية الحكيمة لابنتها ليلة زفافها :-
يابنية ان الوصية لو كانت تترك لفضل أدب أو تقدم حسب لزويت ذلك عنك ولأبعدته منك ؛ ولكنها تذكره للعاقل ومنبهه للغافل
أى بنية- لو استغنت أمراة عن زوج بفضل مال ابيها لكنت أغنى الناس عن ذلك ولكن للرجال خلقنا كما خلقوا لنا
يابنية انك قد فارقتى الحمى الذى منه خرجتى والوكر الذى فيه درجتى الى حمى لم تعرفيه وقربنا لم تألفيه - قد أصبح يملكه اليوم عليك مليكا فكونى له أمة يكن لك عبدا وشيكا واحفظى له خلالا عشرا يكن لك ذكرا وذخرا:-
أما الاولى والثانية: فالرضى بالقناعة والمعاش بحسن السمع والطاعة
وأما الثالثةوالرابعة: فالتفقد لموضوع عينه والتعاهد لموضع أنفه فلا تقع عيناه منك على قبيح ولايشمن انفه منك الا أطيب ريح واعلمى أن الكحل هو أحسن الحسن الموجود وأن الماء أطيب الطيب المفقود
واما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت طعامه والتعهد لحين منامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مكربه
أما السابعة والثامنة : فالاحتفاظ ببيته وماله والرعاية لحشمه وعياله فأن أصل حفظ المال من حسن التدبير والرعاية للحشم والعيال من حسن التقدير
وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصى له أمرا ولاتفشى له سرا فأنك ان عصيتى امره أوغرتى له صدره وأن افشيت سره لم تأمنى غدره واتقى مع ذلك كله الفرح اذا كان ترحا والاكتئاب اذا كان فرحا فأن الخصلة الاولى من التقصير والثانية من التكدير واشد ماتكونين له اعظاما اشد مايكون لك أكراما وأدوم ماتكونين له موافقة اطول مايكون لك مرافقة
وأعلمى يابنية انك لن تقدرى على ذلك كله حتى تؤثرى هواه على هواك وتقدمى رضاه على رضاكى فيما احببتى أو كرهتى
" والله يصنع لك الخير واستودعك الله "

,wdm huvhfdm ghfkjih