الدول, الرحمن, الواحد, تستعد, عرفات, «مدينة»

تصوير هوواووي


عرفات «مدينة» اليوم الواحد تستعد ww10-big.jpg



في موسم الحج من كل عام يجتمع الملايين من ضيوف الرحمن على صعيد عرفات. هذا المكان المقدس الذي قدسه الله سبحانه وتعالى منذ عهد سيدنا ابراهيم عليه السلام ومشعر عرفات الذي يقع خارج حدود الحرم المكي الشريف يتحول في يوم التاسع من ذي الحجة في كل عام الى مدينة متكاملة مدينة ليوم واحد في السنة حيث يجتمع فيها الحجاج بلباس واحد كلهم يطلبون مغفرة الله ورحمته ولا يتجاوز بقاء ضيوف الرحمن في عرفات اكثر من 18 ساعة فقط في العام. ويعد الوقوف بعرفة الركن الاعظم للحج فمن لم يقف بها فحجه باطل. تقع عرفات على مسافة 12 ميلا من مكة المكرمة ويحدها من الشرق الجبل العالي ومن الشمال جبل الرحمة ومن الجنوب الجبال المقابلة له ومن الشمال والغرب بطن وادي عرنة ونمره وهي ليست من عرفة ووقف النبي صلى الله عليه وسلم تحت جبل الرحمة عند الصخرات وقال عليه الصلاة والسلام وقفت هنا وعرفه كلها موقف. ومع دخول موسم الحج تجولت «عكاظ الاسبوعية» في صعيد عرفات الطاهر ورصدت هدوء المكان وسكينته والاستعدادات الجارية لاستقبال حجاج بيت الله الحرام في يوم العظات الكبرى يوم عرفة في مسارات عرفات تلتقي بالحاجين احمد بسيوني وصفاء خليل ومجموعة اخرى من الحجاج الذين كانوا يتجولون بسيارة مستأجرة في عرفات وقالوا انهم قدموا لاداء مناسك الحج وأرادوا مشاهدة مشعر عرفات قبل يوم الحج الاكبر واضافوا ان شعورهم شعور الانسان المسلم الذي يصل الى هذه الاماكن الطاهرة لاستلهام العظات والعبر.
وفي موقع آخر كان خالد احمد يمتطي بعيرا وتلتقط له الصور بجوار الجبل وقال عن ذلك انه سوف يأخذ هذه الصور لكي يحتفظ بها ذكرى يرويها لاطفاله.
سبب التسمية
يقول الدكتور احمد نافع المورعي الاستاذ بكلية الدعوة واصول الدين بجامعة ام القرى ان عرفات سميت بهذا الاسم لتعارف آدم وحواء فيها، لما عصى آدم ربه فغوى حين أكلا من الشجرة التي نهيا من الاقتراب اليها، وبعد هبوطهما تلاقيا بوحي من الله في ذلك الموضع (عرفات) فعرفها وعرفته فسمي اليوم عرفة والموضع عرفات، وكان ذلك في يوم الجمعة حسب ما جاء في اغلب الروايات. وهو المكان الذي استغفرا فيه ربهما، لهذا جاء قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} سورة البقرة/37. أي كان آدم عليه السلام يتلقى الوحي منها كلمات الندم والحياء والبكاء والدعاء والاستغفار والحزن.
وروي عن ابن عباس ووهب بن منبه ان الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام هي: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا انت عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي انك خير الغافرين لهذا قال بعض السلف عما ينبغي ان يقوله المذنب هو ان يقول ما قاله ابواه: {ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} الآية. وقال موسى عليه السلام: رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي. وقال يونس عليه السلام: لا اله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. وقال خاتم النبيين والرسل صلى الله عليه وآله وسلم افضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وافضل ما قلت انا والنبيون من قبلي: لا إله الا الله وحده لا شريك له.
وقالوا: سمي بذلك، لأنها وصفت لابراهيم عليه السلام فلما ابصرها عرفها. وقيل سمي بذلك لأن الناس يتعارفون فيها كما تعارف اباهما آدم وحواء عليهما السلام عند ذلك الموضع وفي ذلك اليوم. وقيل ايضاً سمي بذلك، لأن الناس يعترفون فيها امام الله عند موقفهم هناك في ذلك اليوم بذنوبهم. وقيل سميّ بذلك لعلو الناس فيه على جباله والعرب تسمي ما علا عرفة، ومنه سمي عرف الديك لعلوه، وجبل اعرف له كالعرف، وعرف الارض ما ارتفع منها والجمع اعراف. وسمّي عرفات بـ(الوتر) الذي صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسند صحيح من حديث عمران بن حصين فيوم عرفة وتر لأنه تاسعها ويوم النحر شفع لأنه عاشرها. وقيل ان الشفع هما آدم وحواء حين شفعهما الله بعضهما ببعض حين التقيا في عرفات. فعن مجاهد وابن عباس الشفع خلقه آدم وحواء وذريتهما. قال تعالى: {وخلقناكم ازواجا} والوتر هو الله عز وجل قال جل ثناؤه: {قل هو الله احد الله الصمد} وسمي كذلك بـ(جبل الال-ايل)، (جبل الرحمة)، (جبل الله)، (جبل التوبة)، (الجبل المقدس)، ويبلغ ارتفاع الجبل 30 متراً وهو اصغر جبل بين الجبال الموجودة في عرفة سطحه مستو مبلط بالحجارة منذ قديم الزمن وفي وسطه علم يبلغ ارتفاعه 3 امتار مضاء لكي يهتدي الناس به وفي اسفل الجبل مجرى عين زبيدة.
و«عرفة» ميدان واسع، ارضه مستوية، يحيط بميدانه سلسلة من الجبال الشامخة تشبه الدائرة، ويقع على شماله جبل (الرحمة)، وهو جبل صغير، بالنسبة لما حوله من الجبال، ويعتبر جبل عرفة علماً لميدان عرفة لا اكثر، وميدان عرفة كله موقف، وحدود ميدانه واعلامه معروفة هناك. اشتهر هذا الميدان بكونه احد مناسك المسلمين الذي يحج اليه الحجاج بعد الطواف في مكة، وهو يمتلئ بالحياة والحركة المليونية من الناس يوماً واحداً من السنة (التاسع من ذي الحجة) في شعيرة «الوقوف». وموقف عرفات في يوم عرفة في الحج يعتبر عمدة افعال الحج وأهم اركانه، ولهذا روي في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الحج عرفة» قالها ثلاثا. أي ملاك الحج ومعظم اركانه وقوف عرفات لأنه يفوت بفواته، فمن ادرك عرفة قبل ان يطلع الفجر فقد ادرك وايام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه، ووقت الوقوف من الزوال يوم عرفة الى طلوع الفجر الثاني من يوم النحر. لهذا موقف عرفات ويوم عرفة فضله عظيم، وثوابه جسيم، يكفر الله فيه الذنوب العظام، ويضاعف فيه الصالح من الاعمال، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية».
ويضيف المورعي ان عرفة كان تقديسها بسبب وقوف حجاج بيت الله الحرام بها حيث انهم يؤدون أعظم أركان الحج بها وبهذه الفريضة شرف الله هذا المكان في هذا اليوم يوم التاسع حيث ان الله يتنزل الى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله ويباهي بعباده الذين قدموا الى هذا المكان ملائكته ويقول اشهدكم اني قد غفرت لهم اما ما يعتقده بعض الناس من ضرورة صعود الجبل والوقوف عند الشاخص فان هذا أمر لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الشاخص انما وضع كعلامة فقط ان المكان الذي اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم بجوار هذا الجبل فوقوف الرسول صلى الله عليه وسلم بجوار الجبل ولم يكن على قمة الجبل وما يفعله بعض الناس من مسك الشاخص ووضع بعض من خصلات شعرهم او اظافرهم او كتابة اسمائهم او الصلاة على الشاخص فان هذه أمور قد تضر حجهم لانها نوع من البدع والخرافات فنحن لا نعبد هذه الأماكن ولكن نعبد رب هذه الأماكن والحجاج يقفون في هذا المكان اتباعا واقتداء بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد كان الحجاج يقفون في عرفة قبل الاسلام من كان منهم على ملة ابراهيم عليه السلام الا قريش فقد كانت تقف في مزدلفة لانها كانت تقول انهم خدام البيت ولا يخرجون من حدود الحرم ولما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم خالفهم ووقف بعرفات على ملة ابراهيم عليه السلام.
وقال الدكتور حسن سفر استاذ نظم الحكم والقضاء بجامعة الملك عبدالعزيز والخبير بمجمع الفقه الاسلامي بمنظمة المؤتمر الاسلامي ان عرفات من الأماكن المقدسة فهي احد المشاعر التي يقف بها الحجاج ومن لم يقف بها فلن يتم حجه. ولكن نتمنى ان يعاد تنظيم جبل الرحمة حيث انه الآن يحتاج الى شيء من التنظيم وعمل درجات من جميع جوانب الجبل لسلامة من يصعد عليه حيث انه في كل عام تحدث حوادث سقوط لعدد من الحجاج ويتأذون من ذلك.
وهناك الكثير من المسلمين يرتادون جبل الرحمة بعرفات حتى في غير أوقات الحج وذلك من باب النظرة بنظرة تأمل للماضي وكيف كان المسلمون الأوائل يصلون الى هذه الأماكن ويتأملون ويستلهمون العبر من خلال هذه الاماكن المقدسة.

uvthj «l]dkm» hgd,l hg,hp] jsju] ghsjrfhg qd,t hgvplk