تحدث لكي أعرفك حكمة رغم أننا جميعا نعرفها إلا أننا أحيانا نتجاهل تطبيقها أو لا نعرف كيف نطبقها، فكثيرا ما نشعر بمشاعر الحب أو الاعتزاز و حتى الرغبة في الاعتراض تجاه أحد أفراد الأسرة ولكننا لا نعرف كيف نعبر عن تلك المشاعر، ولا نجد الكلمات لنصف ما نشعر به، بل إننا كلما حاولنا أن نطلب خدمة من أحد أفراد أسرتنا تحول الأمر لشجار، فكيف يمكن التغلب على هذه المشكلة؟ بعض الأمثلة :


تقول فتاة: كثيرا ما أريد أن أعبر لأمي عن مدى حبي لها، ولكني ما أن أجد نفسي أمامها حتى تهرب الكلمات مني ولا أجد إلا الهروب أشعر أن مشاعر حبي تجاه أمي حبيسة بداخلي ولا أعرف كيف أحررها.


تقول أخرى: رغم حبي لأختي إلا أنني أعتبر نفسي مقصرة في حقها، فحين تمر بموقف سييء لا أعرف كيف أعبر لها عن حزني من أجلها، بل أجدني ألتزم الصمت الأمر الذي يشعرها بأنني لا أهتم بها ولا بمشاعرها، ولكن العكس هو الصحيح، فأنا أحبها للغاية وأحزن كثيرا حين تحزن ولكني لا أعرف كيف أعبر لها عن هذا الحزن.


يقول ثالث: لا أعرف لماذا لا يوافق أحد من أفراد أسرتي على مساعدتي في أي شيء، فما إن أطلب شيئا منهم حتى يتحول الأمر إلى شجار ليس هذا فقط، بل إن والدي لا يوافقان لي على طلب، ولا أعرف لماذا؟ هل الخطأ منهم أم مني؟ خاصة أنني أجد أن أسلوبهم في التعامل فيما بينهم فيه الكثير من التعاون والمودة.


مشاعر صعبة:
لا جدال في أن هناك مواقف معينة يجد الكثيرين منا صعوبة كبيرة في التعبير عن المشاعر خلالها.وبصفة عامة فإن المشاعر التي نتفق معظمنا على صعوبة التعبير عنها هي مشاعر الحزن والمواساة والاعتذار فكثيرات منا تتعثر الكلمات على شفاههم حين يحاولون قول أنا آسف أو كم أنا حزين من أجلك أو لو أقصد ذلك!!


الحل:

لا تركز على مشاعرك ونفسك لكن ضعي عينيك على الهدف الذي تريده من وراء الكلمات التي تريدها، فلا يشترط أن تعبر في موقف واحد وكلمة واحدة عن كل المشاعر التي تشعر بها، بل عبر عما تشعر به في هذا الموقف بالذات.


-تحر البساطة فكلما كانت الكلمات بسيطة وصلت أسرع للقلب، وكانت أكثر تعبيرا عن المشاعر فمن غير المطلوب منك إلقاء قصيدة في المواساة لتقول لأختك أنك حزين من أجلها، أو مقال في الحب والمودة لتعرفي أمك كم تحبينها.


-اعرفي محدثك فلا يمكن أن تخبر أختك الصغرى بحبك بنفس الأسلوب الذي تتحدث به مع أختك الكبرى أو والدتك، فلكل إنسان الأسلوب المناسب للحوار معه.


-اختار الكلمات المناسبة، فلا تحاولي مواساة شقيقك أو شقيقك بسرد المشاكل التي تعانين أنت منها مهما كانت أقوى وأكبر، فهذه ليست الطريقة المناسبة للمشاركة في الأحزان.


-اعرفي الوقت المناسب تنتظر والدك حين يأتي متعبا من العمل لتحاول التقرب منه وتبادل الحديث معه، فهذه ليست حالة مناسبة تجعله قادر على تبادل المشاعر والمودة والحوار معك، أو إجابة أية طلبات.


-اهتم بتعبيراتك الجسدية، فلا تعني الكلمات اللطيفة شيئا مع النظرات العدوانية أو الملامح العصبية التي تحمل الكثير من الضجر .


القواعد الذهبية للحوار:


هناك قواعد أساسية تساعدك على تبادل الحوار مع الآخرين دون أية آثار عكسية:
•كون واضح قدر الإمكان، فلا تعتقد أن الشخص الذي أمامك من المفترض أن يفهمك، بل أفهمه بنفسك وأمده بكل ما قد يحتاجه من معلومات ليكون صورة حقيقية عن الأمر.


•استمع بإنصات: فانشغالك بشيء آخر أثناء الحوار مع الآخرين يعني أنك قد تسقط بعض أجزاء الحوار، وبالتالي تصل لك الرسالة مشوهة، الأمر الذي يعني رد فعل عكسيا للغاية وبالتالي ميلاد سوء تفاهم أو مشكلة بينك وبين من تتحدثين معه.
•اسأل عن المعنى: فإذا شعرت أن الكلام الذي يقال لك يعني الذي أو النقد فلا تتسرع في الرد بل اسأل المتحدث عن قصده من الكلام، فقد يكون حسن النية وكل ما يريده هو النصيحة ولكنه لا يتقن توجيه النصح.


•أظهر الاحترام، فمهما كان من تتحدثين معه صغيرا فلابد أن تبادريه بالاحترام حتى يبادلك احتراما باحترام، والأمر لن يحتاج منك إلا لقليل من المجهود للسيطرة على حركاتك وتعبيرات وجهك التي قد تظهر بعض الاستخفاف.

!