الملاحظات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فقاعة لم تكتمل .

فقاعة لم تكتمل ...؟؟ توقفت الأحاديث الجانبية .. واللعب .. بمجرد أن ظهرت على باب الصف ...نظرت الى الوجوه الصغيرة الضاحكة ..قاومت ابتسامتي للحظات ..ولم ألبث ان أبتسم ...

  1. #1 Thumbs up فقاعة لم تكتمل . 


    فقاعة لم تكتمل .
    توقفت الأحاديث الجانبية واللعب بمجرد أن ظهرت على باب الصف .نظرت الى الوجوه الصغيرة الضاحكة قاومت ابتسامتي
    للحظات ولم ألبث ان أبتسم .
    - صباح الخير
    جاءتني الإجابة على شكل صرخات غير متناسقة صباح النور
    اتجهت الى مقعدي وسألت تلاميذي - هل تشعرون بالبرد ؟
    من الهمهات ومن وحوهم السعيدة تأكدت انهم بخير ويشعرون بالدفء .
    تساءلت عن سبب وجودي في هذه المدرسة وان كنت حقا أحسن التدريس
    هل حقا أستطيع السيطرة على ثلاثين تلميذا لديهم رغبة في اكتشاف العالم
    وهل العالم الذي سيكتشفونه من خلالي جيد كفاية ؟ لم تستطع الشهور التي قضيتها في المدرسة أن تطمئن
    خوفي الدائم على صغاري .في معظم الاوقات أشعر أنني طفلة مثلهم

    - ما الدرس اليوم ؟
    انتشلني صوت ربيع .
    -اليوم لن نأخذ شيئا .س
    ارتفعت اصوات التهليل والفرح ولم تسمح لي بإكمال ما أردت قوله
    قفز شادي من مقعده - يعني مافي تسميع ؟
    عدت للإبتسام . -شادي لاتغادر مقعدك لا مافي تسميع
    عادوا للضحك بعد تأكيدي فأكلمت - اليوم لدينا شيء أهم .نجحت في أن أحوز على انتباههم
    ساد الهدوء وتعلقت عيونهم جميعا علي .بعث هذا الدفء بداخلي
    -اليوم سنتحدث انا وانتم
    -عن شو -انا بقدر احكي -آنسة بدي خبرك عن أختي

    - طرقت بأصابعي على الطاولة سنتحدث ولكن المهم ان نتحدث بهدوء ويكون لكل منا دوره اتفقنا
    بوجوه جادة أومأوا لي بالموافقة .
    -خبروني بتحبوني ؟
    الإجابة لم تستغرق ثواني وبصوت واحد وهذه المرة كان منسجما ومليئا بحب صادق
    -ايييييه
    -ربيع خبرني ليش بتحبني ؟
    -لأنك آنسة بتسمحيلنا نشرب مي بالحصة
    ضحكت كثيرا لم أصادف بحياتي شيء نقي كصدق الأطفال لديهم قدرة كبيرة وغريبة بتقرير من يحبون
    والأسباب ولديهم القدرة المذهلة ذاتها في الإبتعاد عم من يكرهون بالصدق ذاته
    -خلصنا حكي آنسة ?
    عدت للصف مرة اخرى . -وانتي سالي ليش بتحبيني ؟
    -لأنك بتتضحكي بوشنا آنسة
    آه لو تعلمون كم أحبكم وأحب ضوضاءكم ورائحتكم ودموعكم .
    -ربيع ما هو الشي الذي يزعجك في حياتك ؟ حدثني عن أي شيء تريده ؟ .لطالما جذبني ربيع بصمته كان يبدو لي رجلا
    في جسد طفل أكتافه النحيلة بدت تحمل هموما أكبر منه
    يالله لماذا اتورط معهم جميعا .لماذا لا أتوقف وأكتفي بوظيفتي
    نظر ربيع إلي . نظرة رجاء تطل من عينيه ربما رجاء لأحمل عنه همه .لم أستطع تجاهل النداء المطل من عينيه .
    -أبي بصوت خافت اكمل لا يحبني
    توقف قلبي للحظات .ما أصعب أن يحس طفل بالهجر
    -لماذا تقول ذلك ؟ !
    -انا أعرف اختنق صوته .انه لا يمازحني ويحضنني ويتلكم معي مثلما يفعل والد صديقي ليث
    اقتربت منه -في بعض الأحيان يا ربيع لا يستطيع آباءنا التعبير عن حبهم
    -شاركتنا سالي بوعي كبير أذهلني ولكن هذا واجب أهلنا ان يحبونا صحيح آنسة ؟
    عجبت من الهدوء الذي ساد الصف صغاري حقا كبار .
    -أحيانا علينا ان ننظر الى الأمور بطريقة مختلفة .
    ارتفعت علامات الإستفهام في عيونهم
    واكد لي ربيع لم أفهم اشرحيلي أكتر آنسة ؟
    لا أعرف من اين جاءتني الفكرة فلم شاهدته أم كتاب قرأته
    كل ما أعرفه أنني ناديت ربيع الى طاولتي .
    -ربيع انظر الى الصف من مكانك .ماذا ترى ؟
    -أجابني بحيرة أرى الصف .صفنا
    طيب تعال . طلبت إليه أن يصعد الى طاولتي تردد قليلا ومن ثم قفز الى الطاولة و وقف فوقها
    وأعدت عليه نفس السؤال .-ماذا ترى يا ربيع ؟
    لم انتظر طويلا لأتأكد أن فكرتي وصلت . تهللت أساريره وقال - أرى الصف .صفنا وبابتسامة أكمل
    ولكنه مختلف
    جاء دوري بالابتسام . -هل فهمت ما قصدته قد يبدو لك والدك غير محب .ولكنه بطريقة أو أخرى يحبك
    تمنيت من الله أن يكون اعتقادي في محله وان الوالد يحبه
    -ربيع هل ستبقى واقفا هناك طويلا .يلا انزل لشوف

    قفزت سالي- آنسة أريد أن أجرب أن أرى الأمور بطريقة مختلفة ؟
    -حسنا تعالي
    وبدأت الطلبات تزيد وبدأت أشفق على طاولتي التي لن تتحمل الصف الطويل من الراغبين في اعتلاءها
    اقترحت اقتراحا بدا في وققتها عمليا .ولكن فيما بعد تأكدت أنه كان أغبى ما قمت به على الإطلاق
    -اسمعوا يا أطفال ليجرب كل واحد ان يرى الأمور بطريقة مختلفة من مكانه وبسرعة . هيا
    في لحظة واحدة فقدت السيطرة على العفاريت الثلاثين .وفي اللحظة ذاتها دخل من الباب اكبر عفريت
    تمنيت اجتنابه في مثل هذه اللحظة !!!
    كان المدير يقف على الباب وأمامه مشهد لا اعتقد انه رآه في كل مسيرته العملية والغير عملية !!
    ثلاثون طاليا يعتلون مقاعدهم ومدرسة تبتسم في بلاهة !!
    في غضون دقائق عاد التلاميذ تحت الطاولات أعني عليها .ووقفت غير قادرة على تفسير أي شيء
    -إذا سمحتي أنسة اعرجي على مكتبي بعد الحصة !!
    أقفل الباب وراءه ونسي أن يأخذ معه الوجوم .
    نظرت الى الوجوه القلقة .وعدت الى الابتسام لن أسمح لأحد أن يسرق ابتسامتنا
    تلقيت جائزتي ابتسم صغاري وعاد الامان إليهم .
    لا داعي لذكر المقابلة القصيرة في مكتب المدير وخيبت امله الشديدة وثقة والدي وتوصيته .
    مقابلة قصيرة دارت من طرف وحيد وانتهت بالإستغناء عن خدماتي الغير مأجورة
    ومازلت حتى اليوم أتساءل هل مازال ربيع قادرا على رؤية الأمور بطريقة مختلفة ؟
    وهل مازالت سالي ذكية وحبيبة ؟ وشادي يغادر مقعده عند كل كبيرة وصغيرة !!كل ما
    ما أواسي نفسي به انني رأيتهم مبتسمين في أخر مرة .
    هذه احدى فقاعات حياتي التي لم تدم طويلا .

    trhum gl j;jlg >







    رد مع اقتباس  

  2. #2 رد: فقاعة لم تكتمل . 
    أوهــــــامَ غير متواجد حالياً § أنسانه متواضعه §
    المشاركات
    58,525
    سلمت يمناكـ على القصه







    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. قصيده وابيات لم تكتمل (بقلميــ / بحر القوااافي)
    بواسطة بحر القوااافي في المنتدى محبرة شاعر - شعر - قصائد - POEMS
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-Jun-2008, 11:50 PM
  2. من دون شمع .: ابيات لم تكتمل
    بواسطة من دون شمع في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-Oct-2007, 06:16 PM
  3. ** فقاعة صابون **
    بواسطة وجدان الروح في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-Oct-2007, 02:47 AM
  4. خــــزبــــلات لـم تكتمل
    بواسطة ماجد العبيوي في المنتدى محبرة شاعر - شعر - قصائد - POEMS
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 22-Aug-2007, 01:11 AM
  5. ** فقاعة صابون **
    بواسطة وجدان الروح في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 03-Apr-2007, 11:16 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •