الملاحظات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 18

الموضوع: وصايا نبوية لأبي ذر رضي الله عنه

وصايا نبوية لأبي ذر رضي الله عنه عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا،

  1. #1 Icon23 وصايا نبوية لأبي ذر رضي الله عنه 
    المشاركات
    6,597
    وصايا .نبوية. لأبي ذر. رضي الله عنه

    وصايا نبوية لأبي ذر رضي الله عنه
    عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»أخرجه الترمذي.
    هذا الحديث من رواية الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، والمشهور أن اسمه جُنْدُب بنُ جُنَادة، تقدم إسلامه وتأخرت هجرته فلم يشهد بدرا، ومناقبه كثيرة جدا، مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه.
    أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر رضي الله عنهبثلاثة أمور:
    الوصية الأولى: «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ»
    التقوى من وقى الشيء إذا صانه وحماه، والتقوى في الشرع قال عنها طلق بن حبيب رحمه الله –كما في تفسير ابن أبي حاتم (1/98)- : "العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء رحمة الله، وترك معصية الله على نور من الله مخافة عذاب الله".
    وفي الأثر أن عمر بن الخطاب سأل أبياً رضي الله عنهما عن التقوى ، فقال له: هل أخذت طريقاً ذا شوك؟ قال نعم. قال فما عملت فيه؟ قال شمرت وحذرت. قال: فذاك التقوى".
    وهذا المعنى أخذه ابن المعتز فقال:
    خلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك الـــتقى
    واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
    لا تحقرنَّ صغــيرة إنَّ الجبال من الحصــى
    وقوله صلى الله عليه وسلم: «حيثما كنت» أي: في أي مكان، فإن بعض الناس يكون تقيا في مكان دون مكان، بعض الناس إذا كان مع أصحابه وبين قومه أظهر الخوف من الله باجتناب المعاصي، وإذا خلا بمحارم الله انتهكها والعياذ بالله، وهذا من أسوأ ما يكون، فقد ثبت عند ابن ماجة عن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا». - وهو ما يُرى في ضوء الشمس من خفيف الغبار- فقال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. فقال: «أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها».
    لقد كان أسلافنا يحذرون من الرياء، فكان الواحد منهم مع نفسه أتقى وأبرَّ لله منه مع الناس، بخلاف حال كثير منا، نحذر الناس ونتدثر بينهم بثوب التقى، فإذا خلونا فلا تسألْ عن حالنا!
    فراقب الله يا عبد الله حيثما كنت، واعلم أن الله لا تخفى عليه خافية، قال تعالى: }وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ{.
    قال ابن المبارك رحمه الله لرجل: راقب الله تعالى. فسأله الرجل عن تفسيرها، فقال له: كن أبداً كأنك ترى الله عز وجل (إحياء علوم الدين للغزالي 4/ 297)
    فلا ينبغي لأحدنا أن يجعل الله أهون الناظرين إليك.
    ولله در القائل:
    إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب
    ولاتحسبن الله يغفل ساعــة ولا أن ما تخفيه عنه يغيـب
    ألم تر أن اليوم أسرع ذاهـب وأن غداً للناظــرين قريب
    الوصية الثانية: «وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا»
    أتبع: ألحق. السيئة: وهي ترك بعض الواجبات، أو ارتكاب بعض المحظورات. الحسنة: التوبة منها. أو الإتيان بحسنة أخرى. تمحها: تمح عقابها وأثرها السيئ في القلب.
    وهذا من فضل الله علينا، فكل بني آدم خطاء، فمن رحمة الله أن من أخطأ ثم استدرك وأحسن فإن الله يغفر له ذلك.
    بل إن الله تعالى يبدل السيئة إلى حسنة في حق من تاب عنها، قال تعالى: }وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا{.
    والتبديل نوعان: يبدلها الله إلى حسنات، ويبدل الله أحوال التائبين، فمن تاب من الزنا صيره عفيفاً، ومن تاب من الكفر كان مؤمناً، ومن تاب من الفحش صار طاهراً، وهكذا
    وقد دلت النصوص على أن الذنب إذا كان من الكبائر فلابد من إحداث توبة له، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينَهن إذا اجتنب الكبائر».
    فالصغائر تمحى بالحسنات، والكبائر لابد لمحوها من حسنة التوبة، وإن الله بر رحيم غفور شكور يغفر ما شاء لمن شاء.
    الوصية الثالثة: «وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».
    وقد سبق الكلام عن هذا، وحسبي هنا أن أذكر ببعض الآثار في حسن الخلق
    وقد عرفه ابن المبارك رحمه الله بتعريفين:
    الأول: قال: "هو طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكفّ الأذى".
    والثاني: بقوله: "حسن الخلق أن تحتمل ما يكون من النّاس"
    وقد أوردهما ابن رجب في جامع العلوم والحكم.
    وقال الماوردي رحمه الله: «إذا حسنت أخلاق الإنسان كثر مُصافُوه، وقل معادوه، فتسهَّلت عليه الأمور الصِّعاب، ولانت له القلوب الغِضاب" (أدب الدنيا والدين، للماوردي، ص 237)
    وقال بعض البلغاء: "حسن الخلق من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، وسيء الخلق الناس منه في بلاء، وهو من نفسه في عناء" (أدب الدنيا والدين، للماوردي، ص 237).
    وأختم بقول ابن المبارك رحمه الله: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم" (تاريخ مدينة دمشق، لابن هبة الله، 32/445).


    ,whdh kf,dm gHfd `v vqd hggi uki







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    المشاركات
    3,946
    طرح رائع
    ما ننحرم من أبداعك الجميل
    يعطيك العافية






    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    سلمت أناملك علي الطرح
    مزيد من الأبداع
    تحياتي






    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    الف شكرآ علي جمال طرحك الرائع
    ودي وأحترامي






    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    المشاركات
    5,673
    تسلم الايادي
    على جمال الطرررررررررررح
    الرائع وراقئ
    مزيد من الابداع






    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    يسلمو يدينك ويعطيك الف عافية
    على هذا الطرح الرائع
    لا حرمنا جديدك
    ودي






    رد مع اقتباس  

  7. #7  
    عاشت الايادي علي الموضوع
    في أنتظار جديدك

    ودي





    رد مع اقتباس  

  8. #8  
    المشاركات
    1,648
    جـزاكـ الله خير
    ويع ـطيك ـالع ـآآفيــــه
    دمتٍ بهذآالع ـطآآآء الجميل
    بإنتظـآآر جديدك ـالع ـطر
    ودي و وردي
    لكـ





    رد مع اقتباس  

  9. #9  
    المشاركات
    12,473
    يعطيك العافيه
    لاعدمناك






    رد مع اقتباس  

  10. #10  
    المشاركات
    1,907
    أشكــرك علي الطرح
    ويعطيك الصحه والعافيه علي هذا المجهود






    رد مع اقتباس  

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. سبحان الله التلبينة وصفة نبوية عجيبة التفاصيل بالداخل قمة الاعجاز
    بواسطة فارس الكلمات في المنتدى موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-Sep-2008, 11:36 PM
  2. وصايا طبية وسنن نبوية على مائدة رمضان الصحية
    بواسطة ضي الأمل في المنتدى نفحات رمضانيه 1431 - 2010
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12-Oct-2007, 03:43 PM
  3. .من وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم.
    بواسطة الـمُـبـْـتـَـسـِـمُ في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 05-Nov-2006, 07:13 PM
  4. «--® من وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم ®--»
    بواسطة هووواوووي في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-Aug-2006, 05:57 AM
  5. من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم ***
    بواسطة سمر الليالي في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-May-2006, 05:03 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •