الملاحظات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الحجاب الشرعي وحجاب النفاق

صالح بن فوزان الفوزان الحمد لله رب العالمين وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: يجب أن يكون لباس المرأة المسلمة ضافياً، يستر جميع جسمها

  1. #1 الحجاب الشرعي وحجاب النفاق 
    الحياة, الشرعي, النفاق

    صالح بن فوزان الفوزان

    الحمد لله رب العالمين وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
    يجب أن يكون لباس المرأة المسلمة ضافياً، يستر جميع جسمها عن الرجال الذين ليسوا محارمها، ولا تكشف لمحارمها إلا ما جرت العادة بكشفه من وجهها وخفيها وقدميها.
    وأن يكون ساتراً لما وراءه فلا يكون شفافاً يرى من ورائه لون بشرتها.
    وألا يكون ضيقاً يبين حجم أعضائها في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { صنفان من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، ورؤوسهن مثل أسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، ورجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها عباد الله }.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: ( قد فسر قوله صلى الله عليه وسلم { كاسيات عاريات } بأن تكتسي ما لا يسترها. فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية. مثل تكتسي الثوب الرقيق يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها، وإنما كسوة المرأة ما يسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفاً واسعاً ). انتهى.
    وألا تتشبه بالرجال في لباسها. فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال. ولعن المترجلات من النساء. وتشبهها بالرجل في لباسه أن تلبس ما يختص به نوعاً وصفه في عرف كل مجتمع بحسبه.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: ( فالفارق بين لباس الرجال والنساء يعود إلى ما يصلح للرجال وما يصلح للنساء، وهو ما يناسب ما يؤمر به الرجال وما تؤمر به النساء، فالنساء مأمورات بالاستتار والاحتجاب دون التبرج والظهور. ولهذا لم يشرع للمرأة رفع الصوت في الأذان، ولا التلبية، ولا الصعود إلى الصفا والمروة، ولا التجرد في الإحرام كما يتجرد الرجل. فإن الرجل مأمور يكشف رأسه وألا يلبس الثياب المعتادة، وهي التي تصنع على قدر أعضائه فلا يلبس القميص، ولا السراويل، ولا الخف، إلى أن قال: وأما المرأة فإنها لم تنه عن شيء من اللباس لأنها مأمورة بالاستتار والاحتجاب، فلا يشرع لها ضد ذلك. لكن مُنعت أن تتنقب وأن تلبس القفازين، لأن ذلك لباس مصنوع على قدر العضو ولا حاجة بها إليه. ثم ذكر أنه تغطي وجهها بغيرهما عن الرجال، إلى أن قال في النهاية: وإذا تبين أنه لابد من أن يكون بين لباس الرجال والنساء، وأن يكون لباس النساء فيه الاستتار والاحتجاب ما يحصل مقصود ذلك ظهر أصل هذا الباب وتبين أن اللباس إذا كان غالبه لبس الرجال نهيت عنه المرأة إلى أن قال: فإذا اجتمع في اللباس قلة الستر والمشابهة نهي من الوجهين. والله أعلم ). انتهى.
    وألا يكون فيه زينة تلفت الأنظار عند خروجها من المنزل: لئلا تكون من المتبرجات بالزينة.
    والحجاب معناه أن تستر المرأة جميع بدنها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها كما قال تعالى: وَلا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَو آبَائِهِنَّ أَو آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو أَبنَائِهِنَّ أَو أَبنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو إِخوَانِهِنَّ [النور:31]، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَسئَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب:53].
    والمراد بالحجاب ما يستر المرأة من جدار أو باب أو لباس. لفظ الآية وإن كان وارداً في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فإن حكمه عام لجميع المؤمنات، لأنه علل ذلك بقوله تعالى: ذَلِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، وهذه علة. فعموم علته دليل على عموم حكمه. وقال تعالى: يَا أيها النبِي قُل لأِزوَاجِكَ وَبَنَاتَكَ وَنِسَآءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنّ مِن جَلآبِيبِهِنّ [الأحزاب:59].
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: ( والجلباب هو الملاءة، وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره الرداء ويسمية العامة الإزار. وهو الإزار الكبير الذي يغطي رأسها فلا تظهر إلا عينها ومن جنبه النقاب ) انتهى.
    ومن أدلة السنة النبوية على وجوب تغطية المرأة وجهها من غير محارمها حديث عائشة رضي الله عنها قالت: { كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناه } [رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه].
    وأدلة وجوب ستر وجه المرأة عن غير محارمها من الكتاب والسنة كثيرة، وإني أحيلك أيتها الأخت المسلمة في ذلك على:
    - رسالة الحجاب واللباس في الصلاة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
    - ورسالة الحجاب للشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمة الله.
    - ورسالة الصارم المشهور على المفتونين بالسفور للشيخ حمد بن عبدالله التويجري.
    - ورسالة الحجاب للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
    فقد تضمنت هذه الرسائل ما يكفي.
    واعلمي أيتها الأخت المسلمة أن الذين أباحوا لك كشف الوجه من العلماء ـ مع كون قولهم مرجوحاً - قيدوه بالأمن من الفتنة. والفتنة غير مأمونة خصوصاً في هذا الزمان الذي قل فيه الوازع الديني في الرجال والنساء، وقل الحياء، وكثر فيه دعاة الفتنة، وتفننت النساء بوضع أنواع الزينة على وجوههن مما يدعو إلى الفتنة، فاحذري من ذلك أيتها المسلمة، والزمي الحجاب الواقي من الفتنة بإذن الله، ولا أحد من علماء المسلمين المعتبرين قديماً وحديثاً يبيح لهؤلاء المفتونات ما وقعن فيه.
    ومن النساء المسلمات من يستعملن النفاق في الحجاب فإذا كن في مجتمع لا يلتزم بالحجاب لم يحتجبن. ومنهن من تحتجب إذا كانت في مكان عام وإذا دخلت محلاً تجارياً، أو مستشفى، أو كانت تكلم أحد صاغة الحلي، أو أحد خياطي الملابس النسائية كشفت وجهها وذراعيها كأنها عند زوجها أو أحد من محارمها فاتقين الله يا من تفعلن ذلك.
    ولقد شاهدنا بعض النساء القادمات في الطائرات من الخارج لا يحتجبن إلا عند هبوط الطائرة في أحد مطارات هذه البلاد، وكأن الحجاب صار من العادات لا من المشروعات الدينية.
    أيتها المسلمة: إن الحجاب يصونك ويحفظك من النظرات المسمومة الصادرة من مرضى القلوب وكلاب البشر، ويقطع عنك الأطماع المسعورة، فالزمية، وتمسكي به، ولا تلتفتي للدعايات المغرضة التي تحارب الحجاب أو تقلل من شأنه؛ فإنها تريد لك الشر كما قال الله تعالى: يُرِيدُ الّذينَ يَتَبِعُونَ الشّهَوَاتِ أَن ّ تَمِيلُوا مَيلاً عَظِيماً [النساء:27].
    وإذا خرجت المرأة إلى المسجد للصلاة فلا بد من مراعاة الآداب:
    تكون متسترة بالثياب والحجاب الكامل، قالت عائشة رضي الله عنها: ( كان النساء يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينصرفن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس ) [ متفق عليه].
    وأن تخرج غير متطيبة لقوله صلى الله عليه وسلم : { لا تمنعوا إماء الله، مساجد الله وليخرجن تفلات } [رواه أحمد وأبو داود] معنى { تفلات }: أي غير متطيبات.
    وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أيما إمرأة أصابت بخوراً فلا تشهدن معنا العشاء الآخرة } [رواه مسلم وأبوداود والنسائي].
    ولا تخرج متزينة بالثياب والطيب، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: { لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى النساء ما رأينا لمنعهن من المسجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها } [متفق عليه].
    وإن كانت المرأة واحدة صفت وحدها خلف الرجال لحديث أنس حين صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { قمت أنا واليتيم وراءه وقامت العجوز من ورائنا } [رواه الجماعة إلا ابن ماجه].
    وعنه: { صليت أنا واليتيم في بيتنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأمي خلفنا ـ أم سليم ـ } [رواه البخاري].
    وإن كان الحضور من النساء أكثر من واحدة فإنهن يقمن صفاً أو صفوفاً خلف الرجال، لأنه صلى الله عليه وسلم { كان يجعل الرجال قدام الغلمان، والغلمان خلفهم، والنساء خلف الغلمان } [رواه أحمد].
    وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها } [رواه الجماعة إلا البخاري].
    ففي الحديثين دليل على أن النساء يكن صفوفاً خلف الرجال، ولا يصلين متفرقات إذا صلين خلف الرجال، سواء كانت صلاة فريضة أو صلاة تراويح أو كسوف أو صلاة عيد أو صلاة جنازة.
    وإذا سها الإمام في الصلاة فإن المرأة تنبه بالتصفيق ببطن كفها على الأخرى ولقوله صلى الله عليه وسلم { إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال ولتصفق النساء } وهذا إذن إباحة لهن في التصفيق في الصلاة عند نائبة تنوب ومنها سهو الإمام. وذلك لأن صوت المرأة فيه فتنة للرجال فأمرت بالتصفيق ولا تتكلم.
    وإذا سلم الإمام بادرت النساء بالخروج من المسجد، وبقى الرجال جالسين، لئلا يدركوا من انصرف منهن لما روت أم سلمة قالت: ( إن النساء كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال ).
    قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: ( ويخالف النساء الرجال في صلاة الجماعة في أشياء:
    أحدها: لا تتأكد في حقهن كتأكدها في الرجال.
    الثاني: تقف إمامتهن وسطهن.
    الثالث: تقف واحدتهن خلف الرجال لا بجنبه بخلاف الرجل.
    الرابع: إذا صلين صفوفاً مع الرجال فآخر صفوفهن أفضل من أولها ) إنتهى.
    ومما سبق يعلم تحريم الإختلاط بين الرجال والنساء وإذا كان الإختلاط ممنوعاً في موضع العبادة فغيره من باب أولى.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    hgp[hf hgavud ,p[hf hgkthr







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    محماس كلاسك موقوف
    الف شكر يالغالي هووواوووي وجزاك ربي الف خير



    مــــحـــمـــاس كــــــلاســــكــ





    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. علاقات الانترنيت ما بين النفاق والتجمل
    بواسطة بوغالب في المنتدى خارج مقص الرقيب
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 17-Feb-2012, 10:19 AM
  2. الحجاب الشرعي
    بواسطة السنافي1 في المنتدى تحميل و استماع اناشيد و صوتيات الاسلامية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 24-Oct-2007, 10:45 PM
  3. أوصاف الحجاب الشرعي
    بواسطة KHALED2 في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 26-Jun-2007, 08:21 PM
  4. ورقة وقلم وحياة كلها الم
    بواسطة بدر الطيب عكفان في المنتدى صور × صور 2015 و خلفيات مصوره
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 03-Apr-2007, 12:01 PM
  5. النفاق سبب ازدواج الشخصية
    بواسطة الحنان و الوناس في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-Feb-2007, 04:16 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •