العصمة, الإيدز, بين, يهدي, زوجته
الإيدز المرض القاتل موت بطيء وسمعة ملطخة، تخشى سماعه الآذان، ويدمر حياة الأوطان، نفق مظلم، طريقه ممارسة الرذيلة والسعي وراء شهوات غير شرعية. وحين يهدي الزوج عقيلته ساعة أو زجاجة عطر أو إسورة ذهب، فإنها تحلق فرحاً وتنتشي حبوراً، ولكن المأساة الكبرى والمصيبة العظمى أن يهدي شريكة حياته وأم أطفاله الثلاثة مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، بعد عودة من السفر قادما من إحدى دول شرق آسيا. ونقلت جريدة "الاقتصادية" تفاصيل القصة التي رواها الدكتور "وليد الزهراني" (اختصاصي الطب النفسي الإكلينيكي)، أنه في أحد الأيام زاره في عيادته مواطن في الأربعينيات من عمره، وبدت علامات الحزن تكسو محياه، مبينا أنه بعدما اطمأن الرجل إلى الجلوس إلى جانبي بدأ في سرد قصته، والتي قال لي فيها "إني مصاب بمرض "الإيدز" ما تسبب في نقل العدوى إلى زوجتي". وأضاف الزهراني أن الرجل حينما زاره من أجل العلاج والتهيئة النفسية كان الاكتئاب والحالة النفسية المزمنة قد نالا منه الشيء الكثير؛ حيث ساءت حالته الصحية والنفسية، وكذلك حياته الاجتماعية والعملية بسبب هذا المرض، وخصوصا أنه لم يكن هو الوحيد الضحية، إنما زوجته وأم أطفاله الثلاثة الذين أنجبتهم قبل إصابته بالمرض. وتابع: إن الرجل لم يكن ينوي أن يكشف عن حالته إلا بعدما شكك فيه عدد من زملائه، وكذلك عامل الخوف الذي نال منه نصيب الأسد بعد عودته من السفر بنحو خمسة أشهر، حيث بادر على الفور بإجراء الفحوصات وكذلك التحاليل الطبية اللازمة التي كانت نتيجتها قاسية على كاهله بعدما علم أنه مصاب بالمرض. وزاد الزهراني، أن الرجل أبلغه أنه جامع زوجته بعد عودته من السفر، مما أسهم في نقل العدوى لها "لم أكن أعلم لا أنا ولا هي بالمرض". وأسهب الزهراني في حديثه قائلا: إنه بعدما كشف وعلمت زوجته بإصابته أصابها الخوف والهلع، حيث ذهبت برفقتي لتكشف فاتضح من خلال الفحوص الطبية أنها مصابة فكانت الصاعقة. وكشف الدكتور الزهراني أنه استقبل في عيادته نحو تسعة أشخاص مصابين بنقص المناعة المكتسبة "الإيدز" منهم من عادوه في العيادة والبعض الآخر منهم زاره في منزله، منهم ثمانية رجال والمرأة المذكورة. وذكر أن غالبية من زاروه في العيادة لم يذكروا له مشكلتهم الرئيسة التي يعانون منها، موضحا أنه اكتشف ذلك من خلال جلسات عدة ومن الحالة النفسية السيئة التي يمرون بها، حيث كانوا جميعهم مصابين بحالة نفسية سيئة عززت في أنفسهم الانتحار والخروج من الحياة، وقال: كانت بداية أحاديثهم معي تعبر عن الحسرة والندم على ما ارتكبوه من ذنب. وهنا عاد الزهراني إلى قصة المرأة قائلا: إنها مصابة بصدمة نفسية كبيرة وتعيش حاليا في عزلة تامة، مؤكدة أنها مصابة بمرض لا حول ولا قوة لها فيه، إضافة إلى إحساسها بالظلم من زوجها. في حين كشف الزهراني أن الزوجة نقلت له أن زوجها استخدم عدة طرق للانتحار، إذ وجدوه مرة مسجى على الأرض في دورات المياه بعدما قطع وريده، وأخرى وجدوه قد التهم حبوبا ليست بوصفة طبية نقل على إثرها إلى المستشفى. وهنا أكد الزهراني أن مريض "الإيدز"، ومن واقع تعامله معهم، يحتاج إلى جلسات نفسية كل يومين أو ثلاثة أيام كحد أقصى، دون غيره من الإصابات أو الإحباطات النفسية الأخرى
di]d .,[ji "hgYd]." ,dr`tih fdk hgu.gm ,hghkjphv