الملاحظات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: .!!!. من ملفاتي :: الملف الاول :: الجاسوسية . قصص وحقائق .!!!.

السلام عليكم ورحمة الله وبينما كنت اقلب في ملفاتي وجدت بعض المواضيع الشيقة فأحببت ان اشارككم بها الملف الاول النساء .. والجاسوسية بقلم: د. سمير محمود

  1. #1 .!!!. من ملفاتي :: الملف الاول :: الجاسوسية . قصص وحقائق .!!!. 
    المشاركات
    108
    الملف, الاول, الجاسوسية, قصص

    السلام عليكم ورحمة الله

    وبينما كنت اقلب في ملفاتي
    وجدت بعض المواضيع الشيقة
    فأحببت ان اشارككم بها

    الملف الاول

    النساء والجاسوسية
    بقلم: د. سمير محمود قديح



    النساء . والجاسوسية
    بقلم / دكتور سمير محمود قديح
    الباحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

    نجحت المرأة في أعمال التجسس مثلما نجح الرجل ولكن ليس كل النساء لهن القدرة على الانخراط في أعمال الجاسوسية بل يوجد هناك فئة من النساء أوتين قوة القلب والجرأة والمغامرة اضافة للقناعة الداخلية في المرأة بقبولها العمل في التجسس،


    فجميع ما جرى ويجري في العالم من شرقه وغربه الى شماله وجنوبه من حروب ومؤامرات وانقلابات وأحداث بالغة الأهمية بالاضافة الى مهمة المحافظة على أمن الدولة واسرار جيشها وصناعتها من اعدائها، كل ذلك يجري ترتيبه واقراره والايعاز بتنفيذه في اماكن خاصة ومكاتب بعيدة عن الأعين، من قبل رجال من نوع خاص أقوياء، اذكياء، منهم من يحمل اعلى الرتب العسكرية والدرجات العلمية وبيدهم وحدهم يتقرر مصير دول وشعوب، هؤلاء رجال المخابرات الذين يحركون العالم.قسم كبير منهم نساء وسيدات فعلن ما عجز عن فعله ادهى رجال التجسس، وكان لهن فضل النصر في كثير من الحروب والمعارك كتبن بأجسادهن ودهائهن وذكائهن وخبثهن كثيرا من صفحات التاريخ، ترى كيف تم لهن ذلك؟ وهل مازلن يحصدن أعلى الأوسمة الشرفية في بلادهن بسبب معلومات حصلن عليها؟ للوقوف على بعض هذه الاسباب كان لدنيا الناس هذه الوقفة.


    يقول عبدالرحمن السعدوي اختصاصي تربية ان نقطة ضعف الرجل بشكل عام هي المرأة، في أي مكان من العالم نجد ان مراكز المخابرات العالمية تستخدم المرأة كسلاح في سبيل الحصول على معلومات من شأنها تغيير مجرى التاريخ. ولا نستغرب ان نجد مع عظمة المخابرات الروسية ودقتها في اختيار وتدريب جواسيسها ان بعضهم قد انهار وتخاذل بسبب الحب والذي تحرمه عليهم مهنة المخابرات أصلا لأنه يشل الجاسوس عن حركته. وأذكر قصة الجاسوس الروسي «بوغدان ستاشنكي» المتخرج من اكاديمية التجسس الروسية وكيف ان نهايته كانت بسبب امرأة فقد اوفد بمهمة اغتيال اثنين من الزعماء الاوكرانيين اللذين لجأا الى ألمانيا الغربية حيث تحدثت عنهما الصحف لقيمتهما الأدبية والاجتماعية وهما البروفيسور «ليف ريبيت» والكاتب الاوكراني الشهير «اسطفان بانديرا» وسبب قرار اغتيالهما من قبل المخابرات الروسية هو ما نشراه عن الحياة في الاتحاد السوفييتي سابقا وبعض ما نشراه أملى عليهما ووافقا عليه بسبب حسن وكرم الضيافة في برلين الغربية.


    فارسل «بوغدان» ببطاقة المانية غربية مزورة وقام بالفعل باغتيال ليف واسطفان واثناء استعداد بوغدان لتنفيذ مهمته تعرف على فتاة المانية شرقية في احدى دور السينما وتدعى آنجي بول وعمرها 23 عاما فأحبها كما احبته والبسها خاتم الخطوبة وكاد في احدى المرات ان يعترف لها بعمله اثناء مشاهدتهما اخبارا مصورة وهي تعرض وجه اسطفان بعد اغتياله والذي قام هو باغتياله فأصيب بالدوار والرغبة في البكاء ولهذا السبب ولاجتناب مثل لحظات الضعف هذه تحرم المخابرات الحب على منتسبيها بل وتفضلهم بدون عواطف او ان يكونوا متزوجين مسبقا، ففرض عليه رؤساؤه العودة الى موسكو فغادر المانيا وبعد فترة اتصلت به خطيبته لتخبره بأنها حامل وانها ستضع مولودا وطلبت منه العودة فمنعته المخابرات الروسية من ذلك فاتصلت به بعد مدة تقول انها ولدت طفلا ومات وهي تنتظر مجيئه للقيام بدفنه فسمحت له المخابرات الروسية بالسفر لكنها وضعته تحت الرقابة المشددة تحسبا لأية ردة فعل تكون لديه بسبب حرمانه من زوجته ومن ثم وفاة ولده وهو بعيد عن زوجته وبعد الدفن رجع الى عمله فأدرك انه مراقب فقام بالهرب الى المانيا الغربية هو وزوجته واتجه الى مركز المخابرات الاتحادية في بولا بالقرب من ميونيخ فقدم بوغدان الى المحكمة بعد التحقيقات التي اجرتها المخابرات الاتحادية معه وفي المحكمة أعلن انه نادم وانه كان ينفذ عمله تحت الضغط عليه فرأت المحكمة ان له من الاسباب المخففة ما يكفي لتحكم عليه بثماني سنوات مع الاشغال الشاقة ولكنه اختفى من سجنه عام 1966 وكذلك اختفت زوجته التي كانت تزوره في السجن. اين ذهب هل هرب من سجنه هل يعيش الآن في مكان ما من العالم أم اغتيل مع زوجته من قبل المخابرات الروسية؟ لا احد يعرف حتى الآن. هذه قصة تظهر كيف فشل هذا الجاسوس الكبير بسبب وقوعه في الحب. انها المخابرات وأسرارها!


    مجد اليهود ويقول كريم اسعد تاجر ألبسة: لان كل رجل يحترم المرأة فهي عنصر فعال وسهل للدخول الى قلب الرجل وارى ان مهمة المرأة في جمع المعلومات والتجسس اسهل من الرجل ومن المعلوم ان نجاح الصهيونية في العالم قائم على اعتمادهم بشكل اساسي على الجنس والمال وفي التاريخ قصص كثيرة تثبت ذلك، فيروى ان ملك الفرس قورش الكبير عندما احتل القدس وسبى أهلها اجتمع علماء ومفكرو اليهود في ذلك الوقت واهتدوا الى ان افضل طريقة لاعادة اعتبار اليهود في ذلك الزمن اهداء الملك الكبير قورش فتاة جميلة من الطائفة اليهودية لكي تكون صلة لهم مع الملك والهدف من وراء ذلك اعادة مجد اليهود الذي فقدوه بالسيف وعجزوا عن ارجاعه وهذا ما حدث فعلا حيث انها خلال فترة وجيزة اصبحت ملكة الفرس واعادت الاعتبار للطائفة اليهودية ودخولهم مراكز القوى في ذلك الوقت وبعد فترة طلبت من كورش الكبير اعادة اليهود الى القدس بعد ان تم سبيهم الى بغداد فاعادهم تلبية لها وهذا دليل على قوة الجنس الناعم في ترتيب اوراق كثيرة في التاريخ فلقد عادت تلك المرأة ما لم يستطيع اعادته اربعون الفا من المقاتلين.


    مدرسة وجاسوسة ويقول عادل ابراهيم «حلاق» من طبيعة الفطرة البشرية عند الرجال انهم يميلون الى النساء ويتقربون اليهن تلبية لنداء الغريزة في هذا الامر ولا تجد رجلا الا ما ندر لا يميل الى النساء غير انه قد يقف عند حدوده ان كان محافظا على دينه وعاداته وقد يتعداها ان لم يكن كذلك فلذلك انت تجد ان هذا الامر يعطي فرصة كبيرة للمرأة لجلب المعلومات والتقاطها من الرجل لانه يحب ان يفتخر امام المرأة ببطولاته واعماله فهو يتكلم وخاصة اذا كان ذا منصب عسكري او غيره والمرأة الذكية هي التي تعرف كيف تدخل الى قلب الرجل وارى ان النساء يملكن سرعة بديهة وانتباه وكثيرا ما شاركن في عمليات تجسس كبيرة كان لها التأثير الواضح في تغيير كثير من السياسات ولقد طالعتنا الصحف مؤخرا بخبر مدرسة اميركية عملت جاسوسة لتغيير العالم.


    فلقد كانت «جين» تعمل مدرسة في الخارج عندما شعرت برغبة في ان يكون لها دور في تغيير العالم فطرقت باب وكالة المخابرات المركزية قرب واشنطن وتنقلت من الشرق الاوسط الى افريقيا واوروبا ونجحت جين الشقراء زرقاء العينين في الحصول على كثير من الاسرار من مناطق حرب وفي تجنيد وتوجيه عملاء سريين في ظروف صعبة على مدى 21 عاما من عملها في قسم العمليات السرية الخارجية بوكالة المخابرات المركزية الامريكية.


    ويقول الخبر ان الضابط الذي قابلهاقال بصراحة جارحة انه لم يرد تعينها لأنها «ام» الذي يعني انها قد ترزق بطفل اخر فتفقد المخابرات خدماتها لبعض الوقت. وتقول جين انه بعد 20 عاما من هذا الموقف تعمل الوكالة على تجنيد عدد متزايد من النساء بهدف ايجاد مجموعة اكثر تنوعا من الجواسيس.


    وتشرح جين تجربتها بقولها اثبتت تجربتي خطأ بعض الافكار التي ظلت لسنوات طويلة تحكم عمل وكالة المخابرات المركزية. ومن هذه الافكار ان المرأة يمكن ان تنجح كجاسوسة في مجتمعات تقليدية يسيطر عليها الرجل مثل مجتمعات الشرق الاوسط.


    وان المرأة تلعب دورا محوريا في اتخاذ القرار من وراء ستار دورها التقليدي في الاسرة وهو ما يمكن ان تستغله الجاسوسة في اقامة علاقات تفيدها في عملها وان الرجال في هذه الثقافات يميلون الى الاحساس بنوع من المسئولية عن حماية المرأة والاحتفاء بها الامر الذي يمكن ان ايضا ان يفيد الجاسوسة في عملها وتستبعد «جين» استغلال الجاسوسة لمفاتنها للحصول على ما تريد.ويختتم عادل فالقارئ لهذا الخبر يلاحظ خبرة امرأة امتهنت الجاسوسية لأكثر من عشرين عاما وكيف انها تأخذ ما تريد بسهولة اكثر من الرجل لان الرجل بطبعه يحب ان يحمي المرأة وعندما تدخل تحت عباءته تبدأ باستغلال كامل خبرتها في سبيل الحصول على ما تريد.


    سلاح الجمال ويقول محمد عتيق الرحمن «مهندس كمبيوتر» ان التجسس والمخابرات علم قائم بذاته وعمل متواصل لا يعرف الكلل ولا الملل ولا اليأس ولا الغباء واما بالنسبة لاختيار المرأة بأن تكون جاسوسة او ناقلة اخبار فاعتقد ان الامر يتعلق بالطرف الذي ستكلف فيه تلك المرأة لجلب الاخبار والمعلومات منه وبالعموم فان المرأة تستحوذ على مساحة كبيرة من قلب الرجل الشيء الذي يجعلها سهلة الدخول اليه ويسهل عليها التنقل فيه ومن ثم الانتقال الى عقله ودماغه لتعرف بماذا يفكر وكيف يفكر ما يريد وهي تملك اسلحة كثيرة فقد تستخدم جمالها لذلك وقد تستخدم ذكاءها وحيلها وقد تستخدم جسدها ورغم ذلك كله الا انها كثيرا ما تخطئ وبقراءة سريعة لعمليات الامساك بشبكات التجسس التي تطالعنا بها الصحف والكتب حول العالم نرى ان ما من شبكة تم التعرف اليها الا وفيها عنصر انثوي كان له القسط الاكبر في كشف اسرار تلك الشبكة.


    ويضيف عتيق الرحمن ان من اشهر جاسوسات العالم اللاتي سمعت بهن والتي كانت تعمل في الدول العربية لصالح بريطانيا هي السيدة «جوتردبل» وقد اعترفت اذاعة لندن في برنامج «هذا الصباح» المذاع بتاريخ 6/7/1976م بأنها كانت فعلا تجمع المعلومات في العراق وفلسطين لصالح المخابرات البريطانية تحت ستار حجة جمع الاثار، وهي سيدة مجتمع من الدرجة الاولى تمتاز بالجرأة والثقافة الواسعة، ارسلت عام 1915 بمهمة خاصة من قبل المخابرات البريطانية الى القاهرة وبعد مدة اصبحت تدعى الى مختلف الحفلات الاجتماعية وكانت اثناء ذلك تقوم بجمع المعلومات وكانت في الوقت نفسه قد اسست شبكة للتجسس مكونة ممن اصطادتهم كأصحاب الحانات وبعض الادلاء الذين يجيدون غالبا اللغة الانجليزية.


    وتحملت المشاق والصعاب دون أن تخلد الى الراحة حتى منحت اثناء ذلك ونظير خدماتها هذه وسام (الامبراطورية) وهذا الوسام لا يمنح الا لكبار القادة العسكريين او لمن يقومون باعمال عظيمة لرفع شأن الامبراطورية العظمى.


    وحسب ما قرأت عنها انها تنقلت بين مصر والسودان والاردن والحجاز والعراق والهند وبقيت تمارس نشاطها في البلاد العربية حتى عام 1926 حيث اعيدت الى الهند وهناك توفيت بعد ان قدمت اكبر الخدمات الجاسوسية لبلادها.


    ويقول الصحفي سعيد الجزائري في كتابه المخابرات والعالم تحت عنوان جاسوسة روسية في لندن.


    عندما قدرت المخابرات السوفييتية ان المواطنة السوفييتية «تانيارا ديونسكا» وهي ابنة عقيد في الشرطة السرية السوفييتية ومن مواليد 1924 اهلتها بيئتها لان ترشح للعمل في المخابرات عندما بلغت الواحدة والعشرين، وارسلت الى معهد التدريب على الجاسوسية ثم انتقلت الى مدرسة «غاكزينا» لتنهي تدريبها الاكاديمي على أعمال الجاسوسية العالمية حيث تم اختبارها للتدريب على الدخول الى بريطانيا والاقامة فيها فأعطيت اسم «ايلين وندرسون» وبدأت دراستها وحصلت على تدريب أكاديمي جيد يجعلها مثل النساء البريطانيات ثم منحت جواز سفر بريطاني باسمها الجديد وكانت كل تصرفاتها عبارة عن مجموعة تمثيليات تلعبها وتؤديها باتقان شديد يحسدها على هذه الموهبة كبار الممثلين واثناء ذلك كانت تتخذ الخطوات اللازمة للسفر الى كندا فتركت مسقط رأسها الوهمي وابحرت الى كندا في مارس 1959 ونزلت في اوتاو واختارت ايلين ان تلعب دور امرأة في منتصف سني عمرها الثلاثين وخلال اربعة اشهر من اقامتها في اوتاوا استطاعت هذه السيدة الانجليزية الهادئة التي احبها الجميع ان تصبح جاسوسة رئيسية وقد قامت خلال اقامتها في اوتاوا بعمليات قتل وخطف لكل من يشكل خطرا على الشبكة وكانت تعمل كبائعة في متجر للالبسة النسائية ومع الايام وجدت ان التزامها بهذا العمل لا يترك لها وقتا كافيا للانصراف الى نشاط الجاسوسية المتزايد فتركت عملها وقررت ان تفتح متجرا بنفسها لتزاول فيه بيع الالبسة النسائية.


    يتبع

    >!!!> lk lgthjd :: hglgt hgh,g :: hg[hs,sdm > rww ,prhzr >!!!>







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    المشاركات
    108
    وفي عطلة ميلاد 19591960 واثناء مكوثها في المتجر دخل عليها شاب وسيم فأعجبت به واعجب بها وللمرة الاولى بعملها كجاسوسة يقبل قلبها ان تتخلى عن الانطباع الذي اعطته عن نفسها بأنها لا تخرج مع احد رغم انها كانت اذكى الجواسيس السوفييت واكثرهم حزما فقد وقعت بالحب واقامت علاقة مع هذا الشاب استمرت حتى اواخر عام 1960 حيث اكتشفت انه ضابط في الشرطة الكندية وتقدم لخطبتها ووافقت على ذلك بعد اخذ الاذن من موسكو واستطاعت ايلين بانوثتها وطرقها الخاصة ان تحصل من خطيبها الضابط على معلومات مفيدة عن الاوضاع العامة.

    وقد استمرت في عملها الى نهاية 1961 حيث تلقت اوامر من رؤسائها بمغادرة كندا بعد ان قدمت للمخابرات السوفييتية الخدمات الجليلة في كندا ونحن نعرف ان تانيارا ديونسكا» قد عادت الى موسكو لتستريح بعض الوقت ثم تزرع في بلد آخر وباسم جديد يمكن ان يكون بربارة او بريجيت او صوفيا او حتى فتحية فهذه هي المخابرات.


    ويقول محمد عبدالرحمن «واعظ» لقد وقعت جريمة التجسس في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ففي الحديث عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم انا والزبير والمقداد بن الاسود قال عليه السلام: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ «اسم مكان» فان بها ظعينة «اي مسافرة» ومعها كتاب فخذوه منها.


    فانطلقنا بخيلنا حتى انتهينا الى الروضة فاذا نحن بالظعينة فقلنا اخرجي الكتاب فقالت: ما معي من كتاب فقلنا: لتخرجي الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها «شعرها» فآتينا به وبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة الى ناس من المشركين من اهل مكة يخبرهم ببعض امر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله ما هذا؟ قال حاطب يارسول الله لا تعجل علي اني كنت ملصقا «تبعا» في قريش ولم اكن من انفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات في مكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت: اذا فاتني ذلك من النسب فيهم ان اتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الاسلام فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لقد صدقكم وقال عمر بن الخطاب وقد كان حاضرا المجلس يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه شهد بدرا؟ وما يدريك لعل الله ان يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وبالنسبة للحكم على الجاسوس بالقتل اختلف في ذلك فقهاء الاسلام قال بعضهم يجتهد فيه الامام وقال اخرون اذا كانت تلك عادته قتل لأنه جاسوس وقال مالك يقتل الجاسوس وهو صحيح لاضراره بالمسلمين وسعيه بالفساد في الارض وجاء في تفسير القرطبي «الجامع لاحكام القرآن» مثل ذلك تماما وفي الجزء الثاني من كتاب «تبصرة الاحكام لابن فرحون المالكي ص 143 «قال: المسلم الذي يكتب لاهل الحرب بأخبارنا يقتل ولا يستتاب ولا دية لورثته كالمحارب».


    وقد نقل الشوكاني في كتابه «نيل الاوطار» حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعل الله ان يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم: قال ظاهر هذا ان العلة في ترك قتله اي الصحابي الذي استخدم الظعينة في التجسس ـ كونه ممن شهدوا بدرا ولولا ذلك لكان مستحقا للقتل ففيه متمسك لمن قال انه يقتل الجاسوس ولو كان مسلما.

    المصدر : صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية

    وما زال لدي بقية
    تحيتي
    فتى النور





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    المشاركات
    108
    الملف الثاني

    حرب الجواسيس بين مصر واسرائيل
    بقلم :د. سمير محمود قديح


    حرب الجواسيس بين مصر واسرائيل
    بقلم / دكتور سمير محمود قديح الباحث في الشئون الامنية والاستراتيجية
    أثار سقوط شبكة التجسس الإسرائيلية داخل مصر مؤخراً الكثير من ردود الأفعال داخل مصر وإسرائيل حيث تزايدت حدة الانتقادات داخل مصر للممارسات والاستفزازات الإسرائيلية ضد مصر رغم معاهدة السلام الموقَّعة بينهما.
    الشبكة الأخيرة التي تم الكشف عنها والتي جاءت ضمن سلسلة من قضايا التجسس الإسرائيلي داخل مصر في الفترة الأخيرة متورط فيها دبلوماسي مصري بسفارة مصر في تل أبيب ويدعى (الدكتور عصام الصاوي) وزعيمة الشبكة مديرة علاقات عامة بشركة سياحية تدعى (نجلاء إبراهيم) وهي أيضا لاعبة كرة اليد السابقة التي تعرفت عن طريق هذه اللعبة على (خالد مسعد) لاعب كرة اليد السابق بنادي الزمالك وتمكنت من تجنيده هو الآخر ليساعدها في هذه العمليات المشبوهة وكوَّن الثلاثة معاً شبكة قوية للتجسس وتهريب السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية عن طريق المنافذ والدروب الجبلية عند مدينة رفح.
    وكانت الصدفة وحدها هي السبب وراء كشفها حيث بدأت الحكاية في الثاني من شهر أكتوبر الماضي عندما تم تقديم بلاغ باختفاء 16 سائحا يحملون الجنسية الصينية في الجبال والدروب بمدينة رفح أثناء عمل رحلة سفاري سياحية وأكدت التحريات أن هؤلاء السائحين اختفوا عند الحدود المصرية الإسرائيلية التي عبروها إلى داخل إسرائيل.
    وقادت التحقيقات مع الشركة المسؤولة عن نقل هذه المجموعة من السياح إلى أن مسؤولية برنامج الرحلة يقع ضمن مسؤولية مديرة العلاقات العامة وبمجرد استدعائها واتهامها بتهريب السائحين الصينيين إلى حدود إسرائيل اعترفت مديرة العلاقات العامة بالشركة وتدعى نجلاء إبراهيم على زميلها في الشركة خالد مسعد الذي وقع هو الآخر في يد الشرطة واعترفا تفصيلياً بكيفية عمليات الهروب وكيفية عمليات الاتصال بالجانب الإسرائيلي لتسهيل هذه العملية عبر الدروب والجبال من رفح إلى الأراضي الإسرائيلية وذلك مقابل (1800 دولار) على الشخص الواحد.
    تهريب وجاسوسية
    وكانت المفاجأة التي فجرتها نجلاء إبراهيم المتهمة أن من يقوم بترتيب الاتصال والاتفاق مع الجانب الإسرائيلي لتسهيل عملية هروب الأجانب هو دبلوماسي مصري بسفارة تل أبيب مقابل حصوله على عمولة عن كل شخص يتم تهريبه إلى إسرائيل.
    وبدخول هذا الدبلوماسي في دائرة الاتهام حولت القضية من قضية تهريب السياح الأجانب إلى إسرائيل إلى قضية تخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلي وهو ما كشفت عنه التحقيقات التي جرت في سرية تامة حيث اتسعت دائرة الاتهام في القضية لتشمل 8 متهمين ثلاثة منهم بارزون والباقون عبارة عن موظفين بالشركة السياحية وعدد من البدو من مدينة رفح ممن لديهم خبرة بدروب المنافذ الجبلية المؤدية إلى دخول إسرائيل بخلاف عدد من الإسرائيليين الذين يسهلون عملية التنقل للسياح الأجانب داخل إسرائيل وكشفت التحقيقات أن هذه الشبكة تمكنت من تهريب عدد كبير من السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية وخاصة من دول الصين وروسيا وأوكرانيا ودول شرق آسيا. ووفق تقديرات بعض المسؤولين فإن محاولات التسلل في الشهور الأخيرة بلغ عددها ما بين 3 و 9 حالات في الأسبوع الواحد رغم خطورة التسلل وتعرض صاحبه لفقد حياته وهو ما يجعل المتسللين يعتمدون على عصابات التهريب مقابل مبالغ مالية تترواح ما بين 2000 و5000 دولار على الفرد الواحد تحت ستار شركات سياحية ومع تواطؤ بعض الإسرائيليين.
    وقبل مضي أسبوع على اكتشاف شبكة التجسس أحبطت أجهزة الأمن المصرية محاولة جديدة لتهريب 30 سائحاً أجنبياً من مصر إلى إسرائيل.
    وتعتبر جنوب سيناء نقطة إغراء للمتسللين الإسرائيليين الذين يتم القبض عليهم في الغالب بالقرب من منفذ طابا وغالباً ما يكونون من الضباط والجنود ولا يحملون جوازات سفر. وفي خلال الفترة من عام 1992م حتى عام 1997م سلمت مصر إسرائيل 31 متهماً في قضايا مختلفة منها ما هو تجسس ومنها ما هو مخدرات وتزوير عملة وأنشطة أخرى والباقون أفرج عنهم في مساء 13 أغسطس 1997م مع سفينة القمار الإسرائيلية مونتانا.
    وقد كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أن شركة مازدا الإسرائيلية الكائنة أمام القنصلية المصرية في تل أبيب والمملوكة للإسرائيلي زائيفي روفائيل هي رأس الشبكة المنوط بها عملية تسيير خط النقل ما بين تل أبيب والقاهرة للعمالة الصينية والماليزية والفليبينية وغيرها التي تأتي إلى مصر تحت اسم السياحة ويتم تهريبها إلى إسرائيل عبر المدقات الصحراوية. وثبت من التحقيقات أن الشركة الإسرائيلية استطاعت تجنيد بعض العناصر أحدها ماليزي والآخر أفريقي فضلا عن الثلاثة المتورطين في شبكة التجسس (د. عصام الصاوي ونجلاء إبراهيم وخالد سعد) بهدف تشويه سمعة مصر حيث إن الهدف السياسي وراء عمليات تهريب السياح هذه هو إظهار ضعف مصر عن حماية حدودها الشرقية.
    حرب الجواسيس
    على الرغم من مرور 23 عاما هي عمر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يتوقف عن نشاطه في تجنيد الأفراد والتخابر على المصالح القومية المصرية.
    وفي الفترة الماضية تم كشف النقاب عن العديد من قضايا التجسس على مصر من قبل إسرائيل، أهمها كان عزام عزام ومجدي أنور وسمحان، وآخرها كان شريف الفيلالي ثم الشبكة التي ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض عليها مؤخراً.
    وملف التخابر بين مصر وإسرائيل مليء بالعديد من القضايا.
    ومن أشهر هذه القضايا الجاسوس عزام عزام أخطر جاسوس إسرائيلي في مصر حتى الآن لأنه منذ أن حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً وذلك عام 1997م وإسرائيل وقادتها لا يألون جهداً في المطالبة بالإفراج عنه.
    ففي عام 1996م تم القبض على عزام عزام متعب عزام والقبض على شبكة تجسس يتزعمها وتجنيد شاب مصري أثناء وجوده للتدريب في إسرائيل عن طريق عميلتي الموساد زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة.
    وكانت المعلومات المطلوبة من عزام وشبكته هي جمع معلومات عن المصانع الموجودة في المدن الجديدة مدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان من حيث النشاط والحركة الاقتصادية وكانت وسيلة عزام عزام جديدة للغاية وهي إدخال ملابس داخلية مشبعة بالحبر السري قادمة من إسرائيل مع عماد إسماعيل الذي جنده عزام.
    وبعد القبض عليه حكم على عزام بالسجن 15 عاما يقضيها حالياً في ليمان طرة.
    ولم يعجب الحكم نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وقتها الذي اعترض على حكم القضاء المصري. وآخر زيارة لعزام في السجن كانت من «داني نافيه» مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون ووزير الدولة ومستشارته الصحفية ومندوب من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وقد طلب عزام منهم ضرورة الإسراع بالإفراج عنه لأنه ضاق بحياة السجن ووعده شارون أن يبذل أقصى جهده وحكومة إسرائيل لتحقيق هذا الهدف.
    والغريب أن قادة إسرائيل دائما ما يضعون قضية الإفراج عن عزام عزام محل اهتماماتهم ويجعلونها رقم واحد على أجندة المباحثات بين مصر وإسرائيل، وعلى العكس تبدي الحكومة المصرية موقفاً واحداً وهو أن القضاء المصري له كامل السيادة ويتمتع بالنزاهة والاستقلال في أحكامه.
    أما قضية الجاسوس سمير عثمان فقد حدثت في أغسطس 1997م عندما سقط الجاسوس في يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتدياً بدلة الغوص حيث كانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل بعد أن جنده الموساد واعترف المتهم بأنه تم تجنيده عام 1988م على يد الموساد بعد أن ترك عمله في جهاز مصري حساس، وأضاف أنه سافر إلى اليونان والسودان وليبيا ومن هذه البلاد إلى تل أبيب، وأن الموساد جهزت له 4 جوازات سفر كان يستخدمها في تنقلاته وأثناء تفتيش منزله عثر على مستندات هامة وأدوات خاصة تستخدم في عمليات التجسس.
    والقضية الغريبة في قضايا التجسس الإسرائيلي على مصر هي قضية الجاسوس سمحان موسى مطير فهي المرة الأولى التي يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات ليكون جاسوسا لإسرائيل وهذا ما حدث مع سمحان الذي اتفق معه رجال الموساد على تسليمه مخدرات مقابل تسليمهم معلومات عن مصر وكان سمحان يعمل في فترة شبابه بإحدى شركات المقاولات التي لها أعمال في مصر وإسرائيل ومن هنا كان اتصاله بالموساد الإسرائيلي وعمل بتجارة المخدرات تحت ستار شركة مقاولات خاصة وكانت له علاقات اتصالات عديدة ببعض ضباط الموساد المعروفين ومعهم اتفق على صفقة جلب المخدرات مقابل تقديم معلومات هامة عن مصر إلى الموساد.
    وسمحان جاسوس حريص للغاية فقد تلقى دروسا عديدة في كيفية الحصول على معلومات وكيفية استقبال الرسائل وكيفية إرسالها لكنه كان يحفظ المعلومات المطلوب الحصول عليها وينقلها شفاهة إلى ضباط الموساد الإسرائيلي، وكانت المعلومات المطلوبة من سمحان تتعلق بالوضع الاقتصادي لمصر وحركة البورصة المصرية وتدوال الأوراق المالية وكذلك تم تكلفتة بالحصول على معلومات تخص، بعض رجال الأعمال.


    يتبع





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    المشاركات
    108
    ومن أشهر قضايا التخابر لصالح إسرائيل كانت قضية الجاسوس شريف الفيلالي الذي سافر عام 1990م لاستكمال دراسته العليا بألمانيا وخلال إقامته بها تعرف على امرأة ألمانية يهودية تدعى (ايرينا) قامت بتقديمه إلى رئيس قسم العمليات التجارية بإحدى الشركات الألمانية الدولية والذي ألحقه بالعمل بالشركة وطلب منه تعلم اللغة العبرية تمهيداً لإرساله للعمل في إسرائيل وعندما فشل في تعلم اللغة العبرية سافر إلى إسبانيا وتزوج من امرأة يهودية مسنة، ثم تعرف على جريجروي شيفيتش الضابط بجهاز المخابرات السوفيتي السابق المتهم الثاني في القضية وعلم منه أنه يعمل في تجارة الأسلحة وكشف له عن ثرائه الكبير ثم طلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر وإمداده بمعلومات عن مشروعات استثمارية منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن عمه سامي الفيلالي وكيل وزارة الزراعة، ووافق الفيلالي وبدأت اللقاءات مع ضابطين من الموساد وقد نجح رجال الأمن المصريون في القبض عليه فكانت أشهر قضية تجسس مع بداية عام 2000م وحكم عليه بالسجن 15 عاما.
    قضية تجسس أخرى أحبطت قبل أن تبدأ وهي قضية مجدي أنور توفيق الذي حكم علية بالسجن 10 سنوات أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع الموساد الإسرائيلي ووجهت له أجهزة الأمن المصري تهمة السعي إلى التخابر مع دولة أجنبية وأيضا تهمة التزوير في أوراق رسمية حيث قام المتهم بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزراء الخارجية تشير إلى عمله كوزير مفوض على غير الحقيقة، واعترف الجاسوس أنه قام بالاتصال بالقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية عن طريق الفاكس مبرراً أنه كان يريد عناوين بعض الأجهزة الدولية.
    العلاج باليدين طب الأيدى
    chiropractic
    وهوالعلاج باليدين Hand on therapy وأساسه النظرية القائلة أن كثيراً من الأمراض وخاصة أمراض الجهاز العصبي قد يكون سببها ارتخاء الفقرات أو الانزلاق الغضروفي والعلاج باليدين نشأ أواخر 1800 في الولايات المتحدة الأمريكية وهناك الآن حوالى 1215% من الشعب يعالجون بهذا النوع من العلاج في أمريكا والعلاج باليدين يتضمن تكييف وضع المفاصل والعظام في العمود الفقارى للشخص بواسطة حركات اللى أوالجذب أو الدفع لفقرات العمود الفقري ويستخدم المعالجون بهذا العلاج الحرارة والتنبيه الكهربي والموجات فوق صوتية للمساعدة في إرخاء عضلات الشخص قبل استخدام العلاج باليدين، والنظرية المبدئية في استخدام هذا العلاج هي مساعدة الجسم ليشفي نفسة وذلك بتصحيح وضع المفاصل وخاصة الفقرات وهذا العلاج أظهر أنه فعال في علاج آلام الظهر وآلام الرقبة والصداع وهذا النوع من العلاج آمن إذا استخدم بواسطة مدرب متمرن وإذا كان التشخيص صحيحا ولكن قد يكون له آثار جانبية خطيرة مثل الأضرار بالحبل الشوكي عند علاج فقرات الرقبة وأخرى بسيطة كالصداع والأجهاد لكن هذه الأعراض البسيطة تزول خلال يوم وفي الولايات المتحدة الأمريكية توجد كليات لتعليم هذه الطريقة من العلاج والدراسة بها أربع سنوات وتخرج أطباء متخصصين في هذا النوع من العلاج.
    وبعد كل ما تقدم، فإن الشفاء مهما تنوعت وتعددت وسائل العلاج، فإن النتائج مرهونة بإرادة الله.


    المصدر : صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية

    وما زال لدي بقية
    تحيتي
    فتى النور





    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    المشاركات
    2,034
    شكراااااا لك

    فتى النور على هذا الموضوع الراااااااائع

    شتقنا لك ولي مواضيعك

    ولي عوده لي تكملة قرائة موضوعك


    أختك:موون






    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    المشاركات
    108
    شكرا لك يا مووووون

    والله انا اللي اشتقت لك اكثر .

    وانشاء الله ما راح اغيب اكثر من اللي غبته اذا الله اراد .

    شكرا لك على مرورك يا اسم على مسمى .

    تحيتي لك
    فتى النور





    رد مع اقتباس  

  7. #7  
    المشاركات
    108
    وبعدين حطيت لكم فاصل

    موضوع العلاج باليدين .

    <<<<<<<<<< يصرررررررررررررف

    موضوع نزل بالغلط بس يالله فدا روسكم

    تحيتي
    فتى النور





    رد مع اقتباس  

  8. #8  
    المشاركات
    108
    الملف الثالث


    جاسوس فوق القانون
    بقلم: د. سمير محمود قديح


    روبرتو بيترو" جاسوس فوق القانون

    دكتور / سمير محمود قديح
    الباحث في الشئون الامنية والاستراتيجية


    ولد لأب يهودي إيطالي وأم هنغارية، وعاش سني مراهقته في الشمال بمدينة "تريستا" الساحرة المطلة على بحر الإدرياتيك، وخدعته الدعاية اليهودية عن أفران الغاز التي التهمت ستة ملايين يهودي في ألمانيا، وبهرته شعارات الصهيونية والحياة الرغدة لليهود في إسرائيل، فهاجر اليها مع أمه رينالدا بعد وفاة أبيه.

    هناك خدم في جيش الدفاع الإسرائيلي ثم في جهاز الشين بيت "الأمن الداخلي"، وأظهر كفاءة عالية في قمع الفلسطينيين، وتجنيد بعض الخونة منهم لحساب الجهاز بعد إجادته التامة للغة العربية.

    لكن حادثاً مفاجئاً قلب حياته بعد ذلك رأساً على عقب، إذ ضبط أمه عارية في أحضان يهودي يمني، تمكن من الهرب بسرواله تاركاً بقية ملابسه، فأصيب بنكسة نفسية كبيرة، إذ كانت أمه تمثل لديه صورة رائعة لكل معاني الحب والكمال، ولم يتصور أن امرأة مثلها في التاسعة والأربعين، قد تسعى الى طلب الجنس، وتتعاطاه مع السائق اليمني.

    لحظتئذ. . قرر ألا يعيش في تل أبيب، وقدم استقالته من عمله وحمل حقيبته عائداً الى مسقط رأسه، عازماً على أن يعيش بقية حياته أعزباً، فطالما خانت أمه فلا أمان ولا ثقة بامرأة أخرى !!

    لكن مايك هراري ضابط الموساد الإسرائيلي الذي كان يبحث عن ذوي الكفاءات المخلصين لـ "يطعم" بهم أقسام الموساد المختلفة، جد في البحث عن "روبرتو بيترو" حتى أدركه في تريستا، إلا أنه فشل في إقناعه بالعودة معه الى إسرائيل، وتركه أربعة أشهر ورجع اليه ثانية ليخبره بوفاة أمه، ويجدد دعوته له بالعمل معه في الموساد.

    استطاع هراري بعد جهد العودة بروبرتو الى تل أبيب، وألحقه فوراً بأكاديمية الجواسيس ليتخرج منها بعد ستة أشهر جاسوساً محترفاً، يجيد كل فنون التجسس والتنكر والتمويه والقتل، عنده القدرة على تحمل صنوف التعذيب المختلفة، وأساليب الاستجواب الوحشية لإجباره على الاعتراف، إذا ما سقط في قبضة المخابرات العربية.

    فقد اكتشف خبراء الموساد مقدرته الفذة على مقاومة الألم، الى جانب ذكائه الشديد وإجادته الإقناع بوجهه الطفولي البريء، الذي يخفي قلباً لا يعرف الرحمة.

    كل هذا. . يضاف الى خبرته التي لا حدود لها في عالم الإلكترونيات، وتكنولوجيا الاتصالات، وموهبته الفائقة في تطوير أجهزة اللاسلكي، التي يستخدمها الجواسيس في بث رسائلهم.

    ومنذ وصل روبرتو لفندق ريجنسي، تتبعه السيارة الماسكوفيتش، وعقله لا يكف عن التفكير في من ذا الذي يراقبه ويقتفي أثره؟ أيكون ضابط مخابرات عراقياً ؟ أم أحد أعضاء الشبكة؟

    استبدل ملابسه على عجل وخرج من باب الفندق يمسح المكان بعيني صقر باحثاً عن الماسكوفيتش فلا يجد لها أثراً، وفي شارع السعدون توقف أمام إحدى الفترينات وتأكد من خلال زجاجها العاكس بأن هناك من يراقبه، فاختفى فجأة بمدخل إحدى البنايات وتسمر مكانه في الظلام، وبعد برهة يدلف شبح مسرعاً فيصطدم به، وقبل أن تهوي على رأسه قبضة روبرتو الحديدية، يصيح الشبح على الفور: "مولتي تشاو".

    إنها كلمة السر المتفق عليها، ليس في بئر السلم، ولكن بمكتب الخدمات العامة، الواقع على بعد عدة بنايات ويمتلكه إبراهام موشيه، الذي كان يراقب روبرتو بنفسه، وأوشك الأخير ان يحطم فكه بقبضته.

    الحب المحرم

    لم يكن موشيه يهودياً عراقياً فحسب، بل زعيماً محترفاً لشبكة جاسوسية إسرائيلية داخل العراق، استطاع أن يمد نشاطه حتى الكويت وسوريا، متخذاً من عمله في التجارة والاستيراد ستاراً يخفي وراءه حقيقته، وكانت له قصة مثيرة تستحق منا أن نسردها، ونتتبع معاً كيف انجرف مستسلماً في تيار "الخيانة" منذ صباه، مضحياً بكل شيء في سبيل الوصول الى مأربه، ضارباً عرض الحائط بالأمانة والشرف.

    كانت بدايته في ضاحية دوما بالقرب من دمشق. ولد لأم يهودية سورية، وأب يهودي عراقي يعمل دباغاً للجلود، امتلك ناصية الحرفة، وأقام مدبغة في بغداد بعد ستة أعوام من العمل الجاد في سوريا، إذ هرب فجأة الى موطنه الأصلي ومعه أسرته الصغيرة، بعد ما اتهم باغتصاب طفل مسيحي دون العاشرة، فعاش في بغداد يحاصره الخوف من مطاردة أسرة الغلام أو السلطات السورية. لكنه لم يرتدع بعد هذه الحادثة، إذ واجهته هذه المرة تهمة اغتصاب طفل آخر في بغداد.

    ولأنه أثرى ثراء فاحشاً، دفع مبلغاً كبيراً لوالد الطفل رقيق الحال، فتبدلت الأقوال في محضر الشرطة، وخرج موشيه ببراءته، ليمارس شذوذه على نطاق أوسع مع غلمان مدبغته، الى أن وجدت جثته ذات يوم طافية بأحد الأحواض المليئة بالمواد الكيماوية المستخدمة في الدباغة، وكان ابنه إبراهام وقتئذ في الثانية عشرة من عمره، وأخته الوحيدة ميسون على أعتاب السابعة.

    باعت أمها المدبغة وهربت بثمنها الى مكان مجهول مع السمسار اليهودي الذي جلب لها المشتري، وتركتهما يواجهان مصيرهما لدى عمهما البخيل، ويتذوقان على يديه صنوف القهر والقسوة كل لحظة.

    وأمام تلك المعاناة. . ترك إبراهام مدرسته، والتحق بالعمل كصبي بورشة لسبك الفضة يمتلكها تاجر يهودي، بينما عملت أخته كخادمة بمنزل عمها مقابل الطعام، واكتشف إبراهام ميلا لديه للسرقة، فمارس هوايته بحذر شديد في سرقة المعدن الخام قبل سبكه ووزنه دون أن يلحظه أحد.

    وما أن بلغ مرحلة المراهقة باندفاعها وطيشها، حتى ظهرت عنده أعراض الشذوذ كوالده، وإن كانت تختلف في الأسلوب والاتجاه، وكانت ضحيته الأولىأخته التي كان ينام معها في فراش واحد بإحدى الحجرات المنعزلة، فكان يحصل منها على نشوته الكاملة وهي تغط في سبات عميق.

    وذات ليلة . . استيقظت ميسون على غير العادة، ولاذت بالصمت المطبق تجاههه عندما أحست به يتحسس جسدها، فهو شقيقها الذي يحنو عليها، ويجيئها بالملابس الجديدة والحلوى، ويدافع عنها ضد جبروت عمه وزوجته، ويطلب منها دائماً الصبر على قسوة الظروف، طائراً بها في رحلات خيالية بعيداً عن منزل عمهما، فكانت لكل ذلك تسكت عليه.

    ولما ظهرت عليها صفات الأنثى وعلتها مظاهر النضوج، استشعرت لذة مداعباته التي أيقظت رغباتها، فتجاوبت معه على استحياء شديد في البداية، الى أن استفحل الأمر بينهما للمدى البعيد العميق، فهرب بها الى البصرة، بين أمتعتهما صندوق عجزا عن حمله، كان بداخله خام الفضة الذي سرقه على مدار عشر سنوات كاملة من العمل بالمسبك.

    وهناك . . معتمداً على خبرته الطويلة، أقام مسبكاً خاصاً به بحصيلة مسروقاته، واكتسب شهرة كبيرة بين التجار، وأثرى ثراء فاحشاً بعد أربع سنوات في البصرة.

    كانت ميسون في ذلك الوقت قد تعدت التاسعة عشرة، جميلة يانعة تحمل صفات أمها الدمشقية، ذات جسد ملفوف أهيف، ووجه أشقر تتوجه خيوط الذهب الناعمة، عيناها الناعستان كحبتي لؤلؤ تتوسطهما فيروزتان في لون البحر، وفم كبرعم زهرة يكتنز بالاحمرار والرواء، وأنوثة طاغية تشتهيها الأعين وما ذاقها إلا إبراهام.

    بيد أن الحب له طعم آخر، ولسع بديع يداعب الخيال، فتعزف الخفقات سيمفونية رائعة من أغاني الحياة.

    فعندما أحبت ميسون جارها وتمكنت منها المشاعر، هربت كأمها مع الحبيب الى أقصى الشمال. . الى الموصل، فتزوجته مخلفة وراءها إبراهام يلعق الذكريات ويكتوي بنار الوحدة، تنهشه أحزانه فيتخبط مترنحاً، وتميد به الخطوات تسعى الى حيث لا يدري، ويتحول الى إنسان بائس ضعيف وحيد.

    في هذا المناخ يسهل جداً احتواؤه بفتاة أخرى، تشفق عليه وتقترب منه عطوفة رقيقة، وهذا بالفعل ما حدث، إذ قربته "راحيل" اليها، ولازمته في قمة معاناته للدرجة التي يصعب عليه الابتعاد عنها.

    ولأنها ابنة يهودي يعمل لحساب الموساد، وكان لها دور فعال في نشاطه التجسسي، استطاعت أن تضمه بسهولة الى شبكة والدها. ولم لا. . ؟ إنه خائن بطبعه منذ الصغر، استلذ الخيانة عشر سنوات مع صاحب المسبك، وخان الشرف والأمانة عندما انتهك حرمة أخته، ذابحاً عفافها غير مبال بالدين أو القيم، فإن مثله معجون بالخيانة، ليس يصعب عليه أن يخون الوطن أيضاً، فكل القيم عنده طمست معالمها وغطاها الصدأ.

    لقد بدت سهلة رحلته مع الجاسوسية بعدما تزوج من راحيل، وأخضع لدورات عديدة صنعت منه جاسوساً، فانتقل الى بغداد ليمارس مهامه الجديدة. ولم يكن يدرك أبداً أن شبكته التي سيكونها فيما بعد، ستكون أشهر شبكات الجاسوسية في العراق قاطبة.


    يتبع





    رد مع اقتباس  

  9. #9  
    المشاركات
    108
    شاخص الداهية

    في بغداد استأجر إبراهام منزلاً رائعاً، وافتتح مكتباً وهمياً للتجارة بشارع السعدون، والتحق بأحد المعاهد المختصة بتعليم اللغة الإنجليزية، وجند أول ما جند شاباً يهودياً يعمل مترجماً للغة الروسية، له علاقات واسعة بذوي المناصب الحساسة في الدولة، كثير السفر الى موسكو بصحبة الوفود الرسمية، كان دائماً ما يجيء محملاً بالسلع والكماليات، معتمداً على إبراهام في تصريفها.

    كان تجنيده بعيداً تماماً عن الجنس أو المال. إذ كان "شوالم" غالباً ما يحكي لإبراهام أسرار سفرياته وتفاصيل ما يدور هناك بين الوفدين العراقي والسوفييتي، ولم يكن يخطر بباله أن أحاديثه مع إبراهام كانت كلها مسجلة.

    وعندما استدرجه ذات مرة للخوض في ادق الأسرار، تشكك شوالم في نواياه فامتقع وجهه واستبد به الخوف، وعلى الفور عالجه ابراهام بالحقيقة، وأكد له بأنه استفاد كثيراً من أحاديثه ونقلها حرفياً للإسرائيليين، فحاول الشاب أن يفلت بجلده من مصيدة الجاسوسية، لكن شرائط التسجيل المسجلة بصوته كبلته، فخضع مضطراً لابتزاز عميل الموساد.

    كانت تجربته الأولى الناجحة قد زادته ثقة في نفسه، وأخذ يبتز شوالم الى آخر مدى.

    فمن خلاله تعرف إبراهام على مهندس يهودي، يعمل بأحد مصانع الأسمنت في بغداد، تردد كثيراً، على منزله برفقة شوالم في بادئ الأمر، ثم بمفرده بعد ذلك حيث شاغلته راحيل برقة متناهية، وأوحت اليه نظراتها وابتساماتها السحرية بعالم آخر من المتعة، لكنها لم تعطه شيئاً مما أراد، وايضاً لم تتجاهله، فحيره أمرها كثيراً، وما بين شكوكه في تصرفاتها حياله، واستغراقه في تفسيرها، أدمن رؤيتها طامعاً فيما هو أكثر، ليستسلم في النهاية صاغراً، ويستجيب لأوامرها عندما طلبت منه معلومات عن المواقع العسكرية التي تتسلم حصص الأسمنت.

    وعندما سلمته أربعمائه دينار مقابل خدماته، صدمته الحقيقة التي تكشفت له، فهونت عليه الأمر وشرحت له الكثير عن واجب اليهود إزاء وطنهم الجديد، إسرائيل، وأمام فتنتها القاتلة لم يتبرم أو يعترض، بل تطوع – إرضاء لها – بجلب المعلومات الحيوية دون تكليف منها، عازفاً عن العمل بمقابل مادي لقاء خدماته، على أمل الهجرة الى إسرائيل في أقرب فرصة، وتوفير فرصة عمل له هناك.

    ولما أدركت هي ما يصبو اليه، لعبت على أوتار أمنيته، ووعدته بتحقيقها في التقريب العاجل.

    استتر إبراهام خلف مكتبه التجاري، وزيادة في التمويه . . قام بشحن كمية من فاكهة البرتقال الى الكويت، بواسطة سيارة نقل كبيرة "برادة" يقودها سوري عربيد من السويداء، يعشق الخمر العراقي (1) والنساء، له زوجة سورية في درعا، وأخرى عراقية في المقدادية، وثالثة إيرانية في كرمشاه.

    كان السائق زنديقاً لا ديانة له، اسمه "خازن" وشهرته "شاخص" لشخوص واضح في عينيه، استطاع هذا الخازن أن ينال ثقة ابراهام خلال فترة وجيزة من العمل لديه في نقل الفاكهة الى الكويت، ولأنه سائق فقط على البرادة، تسلل إبراهام الى عقله ووجدانه، ووعده بأن يمتلك مثلها إذا أخلص اليه "وتعاون" معه.

    في إحدى زياراته لزوجته السورية، تمكن شاخص من الحصول على بعض المعلومات التي تتصل بالتحركات العسكرية السورية على الجبهة، وبعض القواعد الجوية التي تطورت منشآتها وتحصيناتها، كما وطدد علاقته بأحد المتطوعين في الجيش السوري من أقرباء زوجته، استطاع بواسطة الهدايا التي أغدقها عليه، أن يتعرف من خلاله على أسرار هامة، تمس أموراً عسكرية روتينية ويومية، قام بنقلها الى ابراهام بأمانة شديدة، فمنحه مبلغاً كبيراً شجعه على أن يكون أكثر إخلاصاً في البحث عن المعلومات العسكرية، ليس في سوريا فحسب، بل وفي الكويت أيضاً.

    كانت الكويت في ذلك الوقت إمارة صغيرة غنية، سمحت للعديد من العراقيين والإيرانيين بالإقامة وبعض حقوق المواطنة (2)، فضلاً عن العديد من أبناء الجنسيات العربية الأخرى الذين تواجدوا بها منذ سنوات طويلة. ومن بين هؤلاء كانت توجد نفوس ضعيفة يسهل شراؤها، خاصة أولئك الذين يشعرون بالدونية وبأنهم مواطنون من الدرجة الأدنى.

    استطاع خازن أن يستثمر ذلك جيداً في شراء ذمم بعضهم، وحصل على معلومات دقيقة عن أنواع الأسلحة المتطورة في الكويت، ومخازنها، ونظم التدريب عليها، وعدد المنخرطين في الجيش الكويتي، وبعثات الطيارين في الدول المختلفة. وامتد نشاطه الأفعواني الى دول الخليج العربي وإماراته الأخرى. فمكن بذلك ابراهام من تجميع ملفات كاملة، تحوي الكثير من المعلومات العسكرية والاقتصادية والتجارية عن الكويت ومنطقة الخليج.


    ميسون عادت

    تحير ضباط الموساد في أمر عميلهم أبراهام، فإخلاصه يزيد كثيراً عن الحد المعهود، ونشاطه التجسسي يتطور ويمتد ليشمل بخلاف العراق دول الخليج وسوريا. وكان لا بد من حمايته كي لا يغتر بنفسه فيكشف أمره، وحمايته ليست بالطبع بواسطة حراس مسلحين، وإنما بتدريبه تدريباً خاصاً لرفع الحس الأمني لديه، والوصول بكفاءته كجاسوس محترف الى درجة أعلى في الخبرة والمهارة، فاستدعى للسفر الى عبادان على وجه السرعة، حيث كان ينتظره خبيران من الموساد أحدهما روبرتو بيترو، جاء خصيصاً من أجله لأنه يحمل ترخيصاً تجارياً، لم تواجهه مشكلة في مغادرة العراق.

    مكث أبراهام معهما تسعة عشر يوماً، أخضع أثناءها لدورات مكثفة في كيفية فرز المعلومات وتنقيتها، والسيطرة على هذا الكم الهائل من العملاء الذين يدينون بالولاء لإسرائيل، هذا فضلاً عن تدريبه على كيفية الإرسال بالشفرة، بواسطة جهاز لاسلكي متطور أمدوه به وجهاز راديو لاستقبال الأوامر. ورجع إبراهام الى العراق يزهو بالحفاوة التي قوبل بها، وبالتدريب الجيد الذي ناله، وبالأموال الطائلة التي ما حلم بمثلها يوماً.

    سرت راحيل بالهدايا الثمينة التي حملها اليها. وجهاز الراديو الرانزستور الحديث بين أمتعته، والذي هو في الأصل جهاز لاسلكي تتعدى قيمته عشرات الآلاف من الدولارات وفي أولى رسائله الى الموساد طمأنهم على وصوله بسلام، وبثهم تحيات زوجته، وتلقى رداً يفيد استلام رسالته، وتمنياتهم الطيبة لهما بعمل موفق.

    في الحال شرع إبراهام في الاتصال بأعضاء الشبكة، وطلب منهم معلومات محددة كل حسب تخصصه، وأمدهم بآلاف الدناتير ليغدقوها على عملائهم، فأثبت كفاءة عالية في إدارة شبكته بمهارة.

    وذات يوم بينما كان في الموصل، لم يصدق عينيه وهو يقف وجهاً لوجه أمام ميسون في أحد الميادين، وحين ألجمتها المفاجأة أسرعت بالفرار وسط الزحام تتلفت خلفها، بينما غادر سيارته الماسكوفيتش ملهوفاً وأسرع وراءها، تمر برأسه ألوان من الذكريات البعيدة لم يستطع نسيانها. فلما أدركها، ملتاعة صرخت، فطمأنتها نظراته المليئة بالحب والشوق، ومشت معه الى السيارة ترتعد، وقد انحبست الكلمات في حلقومها.

    وفي الطريق الى منزلها عاتبها كثيراً، وشكا لها قسوة المعاناة التي عايشها من بعد هروبها، وعلى المقود هجمت عليه أشجانه، وغلبته دموعه فاستسلم لها، في حين شهقت أخته باكية تستعطفه، وترجوه أن ينسى ما كان بينهما، وأشارت الى بطنها المنتفخ قائلة إنه الابن الثالث لها.

    لكن يهودياً خائناً وشاذاً مثله، لم يكن مؤهلاً لأن يستجيب لرجفة الخوف والضعف عند عشيقته الأولى في حياته أخته. فما إن وصلا الى منزلها، وكان خالياً من زوجها، إلا وطالبها بحمل مستلزماتها وولديها والعودة معه الى بغداد. رفضت ميسون مسترحمة، فانهال عليها ضرباً وركلاً غير مبال بصراخ الصغيرين، وأمام إصرارها على الرفض طالبها بحقه . . فيها. . !!

    ألم نقل بأنه يهودي خائن، تبرأت منه النخوة واعتلاه الجمود؟ هكذا نال ما أراده منها، مدعياً بأنه حق مكتسب وواجب عليها أن تؤديه كلما طلبها.

    رجع بغداد مكدراً ليجد راحيل تعاني آلام الحمل الأول في شهوره الأخيرة. وبعد أسبوع يأخذها في الفجر الى المستشفى، فتلد جنيناً ميتاً سرعان ما تلحق به هي الأخرى بسبب حمى النفاث، كأنما أراد الله أن يقطع ذريته الى الأبد، ويحرمه من مشاعر الأبوة فيظل وحيداً كشجرة جافة بلا جذور، تطيح بها الأنواء فتتكسر.

    ولأول مرة منذ هجرته ميسون في البصرة، تفتك به الوحدة وتعتصره الأحزان، فتخنق لديه مباهج الحياة، وتبثه اللوعة تكوي عظامه وتزلزل عقله، فيفقد شهيته للعمل، وينزوي في ضعف يسربله الخوف والوهن، وتفر منه اندفاعات الجرأة الى حيث لا مستقر.


    يتبع





    رد مع اقتباس  

  10. #10  
    المشاركات
    108
    اللاسلكي المهشم

    في تل أبيب اجتمع ضابط الارتباط بمرؤوسيه، وقرأ عليهم رسالة عاجلة بثت في بغداد تقول: "دوف: أمر بظروف نفسية معقدة. . لا أستطيع الاستمرار في العمل. . لن أكون ذا نفع لكم من الآن . . ابعثوا بمن يقود المجموعة . . سأنتظر ردكم بلا أوامر في الميعاد شالوم".

    وجم الجميع، فإشارات الراسلة ورموزها السرية صحيحة، بما يفسر عدم وقوع العميل في قبضة المخابرات العراقية، ماذا حدث إذن؟

    كانت هناك شكوك في فحوى الرسالة، فهي إحدى المرات القلائل، الوحيدة التي يتسلم فيها الموساد رسالة غامضة كهذه من عميل نشط. وفسر البعض ذلك بأنه ربما كشف أمره واعترف بكل شيء، وضبط بنوتة الشفرة رموز الاستهلال والختام السرية المتفق عليها. لكن ضابط الارتباط استبعد ذلك، فالعميل يحفظ الرموز جيداً عن ظهر قلب ودرب كثيراً على ذلك في عبادان، ولو أن أمره قد انكشف وأجبر على بث الرسالة، لعكس الأرقام. وكان لابد من معرفة حقيقة الوضع في العراق.

    عندئذ بعثوا اليه برسالة مغلوطة سرعان ما جاءهم رده يطلب إعادة البث مرة أخرى، ولما عجز عن فك رموزها، أيقن أن هناك خطأ ما، فبث رسالة تأكيدية أخرى ضمنها إشارت سرية بديلة أراحتهم وطمأنتهم.

    على الفور أرسلوا اليه بإيراني خبيث، يدعى طباطباني حبرون يعمل لحسابهم في طهران، تسلل الى العراق بأوراق مزورة تحمل اسم رضائي عبد الرضا، التقى بإبارهام الذي كان شارد الذهن منكسر المزاج، واستطاع بعد لأي أن يعيد اليه توازنه، ويقنعه بالاستمرار في العمل، خاصة وإسرائيل في تلك الفترة كانت تمر بظروف مختلفة، بعدما انتصرت على العرب في حرب يونيو 1967، هذه الظروف كانت تستدعي العمل بجد ترقباً لرد عربي وشيك، قد يدمر إسرائيل ويقضي عليها.

    لقد وعده طباطباني بحياة رغدة في إسرائيل بعد انتهاء مهامه، فحرك فيه روح الحمية والعداوة ضد العراقيين، الذين أمدوا الجيوش العربية بالسلاح والعتاد لضرب إسرائيل، فلما نجح الخبيث في مهمته مع الجاسوس المحبط، عاد من حيث أتى، فلقد استرد إبراهام طاقته ومواهبه من جديد، ومارس الجاسوسية على أوسع نطاق، الى أن وقع حادث خطير زلزل كل شيء.

    فبينما كان يحمل جهاز اللاسلكي متوجهاً به الى مخبئه بسطح منزله – وقد انتهى لتوه من بث رسالة لتل أبيب – زلت قدمه على السلم، فسقط منه الجهاز الثمين وتبعثرت محتوياته الداخلية.

    حينئذ أصيب أبراهام بالفزع، واعتراه اضطراب رهيب. وكتب على الفور رسالة بالحبر السري الى الموساد في أثينا، يطلعهم على الخبر الصاعقة، وكانت صاعقة بالفعل وقد أصابت العقول المتابعة في تل أبيب.

    وعقد على الفور اجتماع ضم نخبة من خبراء الموساد، اتخذ فيه قرار نهائي بإرسال روبرتو بيترو الى بغداد لإصلاح الجهاز المعطل.

    اطلع ضابط الموساد على المهمة التي كلف بها، وحسب الخطة الموضوعة سافر الى روما حيث تسلم وثيقة سفر إيطالية، وتمت تغطية شخصيته الجديدة كمندوب لشركة انتراتيكو الايطالية للمقابض، حيث سجل اسمه في جميع الدوائر، توقعاً السؤال عنه من قبل مكتب المخابرات العراقية في روما.

    فما إن وطأت قدماه مطار بغداد الدولي، حتى كانت عيون مخابراتها ترصده عن بعد. فالجواسيس في تلك الفترة كانوا كمرتادي دور السينما، لا عدد لهم، أغلبهم من يهود العراق الذين ينعمون بالأمن، وأبوا إلا أن يعترفوا بإسرائيل وطناً أولاً لهم. فباعوا أمن العراق وهتكوا ستره، ونقبوا عن أسراره لحساب الموساد.

    حصاد المشانق

    ما إن رصدت أعين المخابرات العراقية مطاردة إبراهام لروبرتو حتى كثفت من رقابتها، فهناك أمر ما يجمعهما معاً. وتأكد لهم ذلك من لقاء بئر السلم بشارع السعدون. وبينما البحث يجري في روما عن حقيقة روبرتو المجهول، كانت الأجهزة اللاقطة قد زرعت بمكتب إبراهام، الذي تسلل اليه روبرتو دون أن يلحظ وقوف سيارة "فان" سوداء ذات ستائر غليظة، بداخلها أحدث أجهزة التنصت التي تنقل أنفاس من بالمكتب، إضافة الى عربة جهاز تتبع الذبذبات اللاسلكية التي جيء بها من موسكو. فقد كانت تطوف بالمكان بلا انقطاع.

    بعد قليل سمع بوضوح رنين جرس الباب، ووقع أقدام تتحرك، وفجأة . . انبعث صفير حاد عطل عملية التنصت. فخبير الموساد المدرب، وبحسه الأمني العالي، أدار جهاز التشويش الذي جلبه معه، تحسباً.

    وعلى مدار تسعة أيام في بداية عام 1968، لم تسفر المراقبة عن شيء ذي قيمة، فإبراهام ماكر للغاية، وضيفه يقوم بمناورات عجيبة للتخفي استدعت تغيير فرق المراقبة والرصد كل عدة ساعات، فضلاً عن جهاز التشويش الإلكتروني الطنان، الذي أفشل عملية التسجيل.

    وبالرغم من ان التحريات التي جاءت من روما أكدت بأن روبرتو إيطالي لا شك في ذلك، لكن الأمر كان يبدو محيراً حقاً، فالساعات التي كان يقضيها بالمكتب مع إبراهام، كانت دائماً تثير شهية الاقتحام.

    وبينما كان الجو مشحوناً بالقلق والاضطراب، فجأة، ودون توقع. . التقط جهاز كشف الذبذبات اللاسلكية إشارات متقطعة لا تكتمل، تبث لاسلكياً من منطقة السعدون، فصرخ أحد الخبراء قائلاً إنها تشبه إشارات جهاز لاسلكي معطل، ويجري إصلاحه وتجربته، وعلى الفور صدرت أوامر عليا بمداهمة المكان. وكانت المفاجأة كما توقعها الضابط العراقي، حيث وجد روبرتو منهماً في إصلاح اللاسلكي، وإبراهام يرقبه عن قرب. .

    صعق العميلان. . ولهول الصدمة تسمرا في مكانيهما، فانقض عليهما الرجال وكبلوهما واقتيدا مغميان لمبنى المخابرات، حيث جرى استجوابهما في ذات ليلة، فيعترف ابراهام بكل شيء، بينما التزم روبرتو الصمت رغم التعذيب المميت الذي لاقاه، كأن جسده قد من صخر، لا رابطة بينه وبين مخه.

    وبعد ثلاث ليال من التجويع والعطش انهار روبرتو تماماً، وأقر بأنه ضابط مخابرات إسرائيلي، جاء لمهمة إصلاح الجهاز "فقط" لا للتجسس ضد العراق؟‍!

    وأسفر التحقيق مع العميلين عن مفاجآت عجيبة لم تخطر ببال العراقيين أبداً، فقد تبين أن شبكة إبراهام تضم 36 جاسوساً، هم في مجموعهم خليط عجيب من يهود عراقيين، وإيرانيين، وإسرائيليين من جنسيات مختلفة، ألقى القبض على غالبيتهم في غضون أربعة أيام، وقدموا الى المحكمة العسكرية العليا، وكانت هي المرة الأولى، في تاريخ الجاسوسية الإسرائيلية في العراق، التي يحاكم فيها ستة وثلاثون جاسوساً، تضمهم شبكة جاسوسية واحدة.

    وبقدر سعادة رجال المخابرات العراقية لضبط هذه الشبكة الخطيرة، كانت الصدمة قاسية جداً في إسرائيل، وأمهر رجالها يعدمون في سبتمبر 1968 ببغداد، غير آسفة تحصدهم المشانق والبنادق.

    إنها صدمة ما بعدها صدمة، إذ أفقدت الموساد الثقة بأن رجالها أذكى رجال المخابرات في العالم، وتأكد لها بما لا يدع مجالاً للشك، أن هناك في العراق، وفي سائر الوطن العربي، رجال أشد ذكاء وضراوة وخبرة، بما يؤكد استمرار حروب الجاسوسية والمخابرات بين العرب وإسرائيل، حروب شعواء ينتصر فيها الأقوى، والأمهر، والأذكى، والأشرس، ويندحر فيها المريض الضعيف !!


    المصدر : صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية

    وما زال لدي بقية
    تحيتي
    فتى النور





    رد مع اقتباس  

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أطلب الملف المفتوح من هنا
    بواسطة The Master في المنتدى فلاش - سويتش - بطاقات
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 17-May-2010, 12:25 AM
  2. منتخب مصر أرقام وحقائق / تقرير وصور لبطل افريقيا 2010 مـ
    بواسطة الغربه الحزينه في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 06-Mar-2010, 02:24 PM
  3. اسرار وحقائق جديده عن باب الحاره4
    بواسطة بسبس بوبي في المنتدى عالم الشهرة والمشاهير
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-Nov-2009, 02:57 PM
  4. غير مسجل الطلب الاول للاسبوع الاول من مسابقة اجمل صورة من جوالك
    بواسطة ضي الأمل في المنتدى صور × صور و خلفيات مصوره
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 27-Aug-2008, 03:34 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •