حركة الجنين داخل الرحم 2013






تبدأ حياة الجنين بالتقاء البويضة بالحيوان المنوي لتبدأ انقسامات الخلايا فيزداد عددها وتتشكل الأعضاء وتبدأ بأداء وظائفها مكونة بذلك مخلوق بشري متواضع الحجم معقد التطور و التصرفات يأخذ من الرحم محل إقامة له حتى يحين موعد التقائه بالعالم الخارجي !!

ومع تقدم العلم وتطور أجهزة الأشعة التليفزيونية و خاصة رباعية الأبعاد أصبح من الممكن الاجابة علي كثير من الأسئلة بخصوص حياة الجنين داخل رحم الأم فقد فتح جهاز الالتراساوند الرباعي الأبعاد نافذة إلى رحم المرأة لكشف أسرار ذلك الكائن البشري و الإجابة على الكثير من التساؤلات التي تحيط به و التي أذهلت العلماء لفترة طويلة من الزمن وأثارت فضول الآباء :متى تبدأ حركة الجنين ؟ و ما هي أشكال هذه الحركة؟ ومتى تشعر بها الأم؟ وهل للجنين حواس؟هل يشعر بالألم؟ هل ينام؟ هل يحلم؟ هل لديه قدرة على التعلم وهل لديه ذاكرة؟ وهل استثارة الجنين ظاهرة صحية؟ كثير من الأسئلة التي لم يكن ممكنا الإجابة عليها لولا التطورات الهائلة التي طرأت على أجهزة الالتراساوند .
تبدأ حركات الجنين الأولى- والتي تمكن الأطباء من مراقبتها- مابين الأسبوع السابع ومنتصف الأسبوع الثامن وهي بالطبع حركة غير محسوسة لدى الأم . وعبارة عن حركة فجائية تستمر من ثانية إلى ثانيتين وكأنها انتقال لجسم الجنين ككل و الذي يبلغ طوله(2سم) تقريبا في تلك الفترة من مكان لآخر ويسبق حركة الجنين هذه نبضات قلبه التي يمكن مراقبتها خلال الأسبوع السادس تقريبا. ومن هذه اللحظة تبدأ حياة الجنين العملية في رحم أمه وفي كل يوم ينمو به الجنين تزداد حركاته تعقيدا وتتوظف أعضاؤه تدريجيا. هذه الحركات تأخذ أشكالا متعددة وقد ظن العلماء لفترة طويلة من الزمن بأن هذه الحركات تبدأ كردود فعل غير أنه تبين أنها تبدأ كحركات تلقائية وعفوية غير مخطط لها وقد تكون هذه الحركات الابتدائية التي سبق الحديث عنها لمرة واحدة أو كحركات متتالية يفصلها ثوان عن بعضها البعض, وتتطور ليبدأ الجنين بضم وفرد جذعه وبعد ذلك ضم وفرد أطرافه و تحريك جسمه ككل بدون وضوح لحركة الأطراف. وهذه الحركة الإجمالية للجسم تزداد قوة من الأسبوع الثامن - حيث تبدأ- حتى الأسبوع الثاني عشر فتتراوح بين القوة و الضعف. إلا أن أعظم ما يميزها أنها تعطي إيحاء بالثقة العالية التي يحتفظ بها هذا المخلوق الصغير لنفسه دائما.
ومن الحركات الطريفة التي يمكن مراقبتها و التي تبدأ مع الأسبوع التاسع , الحازوقة(Hiccup) و التي يصاحبها انقباض في الحجاب الحاجز يمكن أن يراقبه الأطباء بحركات البطن والصدر, وعادة تتكرر الحازوقة عند الجنين بفترات زمنية متقاربة و ثابتة ونادرا ما تحدث لمرة واحدة فقط.
أما حركات الفم فهي متنوعة و في غاية الروعة تبدأ بتحريك الفك بفتحه وإغلاقه وحركات شبيهة للمضغ منذ منتصف الأسبوع العاشر تقريبا ومن ثم التثاؤب في منتصف الأسبوع الحادي عشر و الذي يبدأ بفتح الجنين لفمه وإرخاء اللسان للأسفل و يبقى على هذا الوضع لمدة (ثانية إلى ثمان ثواني ) حتى يعود لوضعه الطبيعي وقد يتساءل البعض ما الذي يجعل الجنين يتثاءب؟!
إن السبب الذي يدفعنا نحن البالغين والأطفال للتثاؤب هو نفسه الذي يدفع هذا المخلوق الذي لا يتجاوز طوله السنتميترات القليلة للتثاؤب كذلك , وهو نقص الأكسجين المغذي للدماغ في حالات النعاس و الملل وقليلا ما يرتبط بالإرهاق .فيقوم الجسم بحركة لا إرادية للفم لتهيئة فرصة لاستنشاق أكبر نسبة أكسجين. والتثاؤب ظاهرة قد ترتبط ببعض الحالات المرضية كفقر الدم , وبذلك هي صفة مشتركة بين الأجنة الأصحاء وغير الأصحاء.

pv;m hg[kdk ]hog hgvpl 2013