ابـنـتي أحــلى عــروس ~*~



في يوم عقيقتها كتبتُ عبارة إهداء للمعازيم (شفتوني في لفتي عقبال



ماتشوفوني في زفتي ) , يااه كانت الأحلام بعيدة ,,, بعيدة ,,



لم أتوقع أن تمر الأيام وتمضي السنين بهذه السرعة ,, وأرى ابنتي



وقد كبرت وأصبحت ربيعية العمر وأراها وهي في ريعان شبابها



نعم كبرت ابنتي تمنيت لها



تمنيت لها كما تتمنى كل أم لابنتها أن أرها في زفافها وقد زفت لزوجها



وما أن يطرق العريس الباب ,, تارة ترفضة ,, وتاره نرده نحن .



جلستُ معها جلسة صديقة لصديقتها جلسة حبيةٌ ودية



قلت : أي بُنيتي لقد أصبحتي عروس وفي عمر الزهور



بُنيتي صديقتك أسماء قد رزقت بمولود ,,



ومنال تزوجت ,, ومنى في طريقها للزفاف,,



بُنيتي أريدُ أن أراكِ عروساً أو ليس لديكِ أحلام كبقية البنات ؟!!



أجابت : أُماه غالب الفتيات همها الأول والأخير أن تتزوج ,



وابنتك ليس مهم أن تتزوج , لو كان كذلك لَرأيتِنا عروس منذو زمن ,



ولكن يا أُماه ,, ما يهمني أتزوج من ؟ من يكون زوجاً لابنتك



من يستحق أن يؤتمن على ثمرة فؤادك وريحانة قلبك



أُماه :: أُريدُ رجلاً يخاف الله , رجلاً قوياً بإيمانه



كريماً بأخلاقه , شهماً بصفاته , قدوه لأبنائه



فيه من اللين والرحمه ما يغمر البيت ألفة ومودة , أُنسٌ ومسرة .



إن أخطأت صوبني , وإن إعوججت قومني



وإن نسيت ذكرني , وإن أصابني فتور أخذ بيدي .



وأنا له كذلك



أي بُنيتي :: وأين هذا الرجل , بُنيتي لا يوجد إنسان كامل ,



تزوجيه كما هو , وباسلوبك وبراعتك , تغيريه نحو الأفضل .



أُماه :: ثمة نقص يمكن أن تجبره المحاسن , مع محاولتنا لتغييره ,



وثمة أمور تخدش الدين , وإن تزوجناه كما هو وقلنا نتزوج ونحاول



اصلاحه , ولعله يشعر بالمسؤلية ويصلح من حاله , عندها نخشى أن يظل



ويظلنا معه , وكم سمعنا ذلك شاب كثير الأسفار أو شاب سِكير أو شاب غريب الطباع أو



قالوا زوجوه عله يشعر بالمسؤلية وينتهي عَمَّ هو فيه ,



وما رأينا من ذلك الزواج إلاّ خلافات ومشاكل (مالها أول ولا أخر).


أُماه :: لكل فتاة طموحاتها ,, واهتماماتها التي تصبوا إليها.



قلتُ في نفسي :: ممممممم . ابنتي لم يكبر سنها فقط !!



بل أصبحت صاحبة عقلٍ راجح رزين ,, وخلق نبيل .



أُماه :: أين أخذك الخيال عني



ضممتها على صدري بوركتِ بنيتي ,, بوركتِ بنيتي



ظفر وربح ,, ظفر وربح ,, من سيكوني زوجةً له .








في ليلة صدح القمرٌ فيها بدرا ,, وعَمّ نوره أرجا الدنيا



أتى فارس يمتطي جواده صهيل فرسه يدل أنه ليس كسابقيه



كلا . إنه فارس أحلامها . أتى لتزفُ إليه عروسه .



ابنتي ستصبح عروس



الفرحة تغمرني فرحة ممزوجة بنكهة ألم الفراق وتبقى فرحة.



نعم ابنتي ستصبح عروس ,, غير أنها أحـلى عـروس !!








أتعلمين :: لما هي أحـلى عـروس !!



فستان زفافها :: أخذت من الموضة مايتناسب مع ذائقتها



ـ فهي صاحبة ذوق أنيق رفيع ـ أضافت إليه شيئاً من التعديلات ليسموبه دينها.



فأصبح ذكرها على كل لسان



فستان بأكمام في غاية الجمال



وعن زفتها لا تسألي !!



بعد أن توسعت أعرسنا وأصبحت تشتمل على (أُورق , ديجة ,



طبل , دربكة , زير )



إلاّ أن ابنتي لا تريد إلاّ ما أباحته الشريعة الإسلامية



فلا ترضى أن يُحيي ليلتها سوى الدف لوحده ـ ونَعِمَ تلك الوحدة ـ



فالمؤثرات والموسيقى ,,, لا ترقى لأمثالها ؟!!



فكان صوت ركض الفرس قد ملأ الأجواء مع زقزقة العصافير



التي توحي بميلاد فجرٍ جديد لعروسنا المبجلة



نعم زفت ابنتي بلا موسيقى وما أجمل تلك الزفة



تلك هي ليلة زفاف ابنتي انتهت ليلتها



ولم تغضب بها ربها ,, ليلة سمت بها النفوس والكل يردد بوركت من عروس



بوركت من عروس .








هل عرفتم الآن لما كانت ابنتي أحلى عروس !!


فهل كل عروس كابنتي








وقفة وهمسة



كم نحن بحاجة لأفراح بلا موسيقى ,, أفراح بلا منكرات ,, بلا معاصي



كم نحن بحاجة لأمثال تلك العروس



لديها من الثقة بربها والثقة بنفسها , ما يجعلها تتمسك بدينها وقيمها في ليلة



الكل يتهاون فيها ـ إلاّ من رحم ربي ـ



في ليلة سمعنا من يردد فيها (يا شيخة جت على ليلة)


ولا ندري أستهانة بمعصية ؟! أو عدم إدراك لتلك المعصية ؟!



ولاربما تكون خاتمتنا في تلك الليلة , وكم من عروس زفت إلى القبرِ ؟!



وربما كتبت في تلك الليلة من المعاصي والذنوب



مالم يكتب في صحيفتنا , طيلة السنوات الماضية !!



إن كنَّ قريناتك فعلاً كذا وكذا, ولبسنا هكذا وهكذا , وزفتهن على أُغنية فلانة



فكوني أنتِ المتميزة , كوني مختلفة , ولتكن ليلتك غييير .



يا أجمل ويا أحلى عروس ابحثي عن البديل حتماً ستجديه .



hfJkJjd HpJJgn uJJv,s