خطر عافانا الله منه التبرج والسفور


عافانا الله التبرج والسفور 121103182922v0Pe.png

خـطــــ التبرج والسـفـور ـــــر


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
أما بعد ، فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من التبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال ، وإبداء الكثير من زينتهم التي حرم الله عليهن إبداءها ، ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد .
فاتقوا الله أيها المسلمون وخذواعلى أيدي سفهائكم ، وامنعوا نسائكم مما حرم الله عليهن ، وألزموهن التحجب والتستر ، واحذروا غضب الله سبحانه ، وعظيم عقوبته ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه ) .


وقد قال سبحانه في كتابه الكريم : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى إبن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) [المائدة : 78 ، 79] .

وفي المسند وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ثم قال : ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ، ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم يلعنكم كما لعنهم ) صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ).

وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت ، وحذر من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا لهن من أسباب الفتنة .
فقال سبحانه وتعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا * وقرن في بيوتكن ولا تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلوات وءاتين الزكوات وأطعن الله ورسوله ) [الأحزاب 32 ، 33] .


نهى سبحانه في هذه الآية نساء النبي الكريم أمهات المؤمنين - وهن من خير النساء وأطهرهن - عن الخضوع بالقول للرجال وهو تليين القول وترقيقه ، لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض شهوة الزنا ، ويظن أنهن يوافقنه على ذلك ، وأمر بلزومهن البيوت ونهاهن عن تبرج الجاهلية ، وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلي تعاطي أسباب الزنا ، وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن - فغيرهن أولى ، وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أساب الفتنة ، عصمنا الله وجميع المسلمين من مضلات الفتن ، ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية : ( وأقمن الصلوات وءاتين الزكوات وأطعن الله ورسوله ) [الأحزاب : 53 ] فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن .

وقال عز وجل : ( وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذالكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) [الأحزاب:53] . فهذه الآية الكريمة نص واضح فيوجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها ، وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة ، وأن التحجب طهارة وسلامة .
فيا معشر المسلمين ، تأدبوا بتأديب الله ، وامتثلوا أمر الله وألزموا نسائكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة .

وقال سبحانه وتعالى : ( ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) [الأحزاب : 59] .

والجلابيب : جمع جلباب وهو ماتضعه المرأة على رأسها وبدنها فوق الثياب للتحجب والتستر به ، أمر الله سبحانه وتعالى جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذينهن ، قال علي بن أبي طلحة عن إبن عباس : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، ويبدين عينا واحدة ، وقال محمد بن سيرين : سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل : ( يدنين عليهن من جلابيهن) فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى . ثم أخبر الله سبحانه أنه غفور رحيم عما سلف من التقصير في ذلك قبل النهي والتحذير منه سبحانه .


وقال عز وجل : ( والقواعد من النساء التي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وان يستعففن خير لهن والله سميع عليم) [النور :60] .

يخبر سبحانه أن القواعد من النساء ، ومن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا ، لا جناح عليهن أن يضعن ثيابهن عن وجوههن وأيديهن إذا كن غير متبرجات بزينة ، فعلم بذلك أن المتبرجة بالزينة ليس لها أن تضع ثوبها عن وجهها ويديها وغير ذلك من زينتها ، وأن عليها جناحا في ذلك ولو كانت عجوزا ، لأن كل ساقطة لها لاقطة ، ولأن التبرج يفضي إلى الفتنة بالمتبرجة ولو كانت عجوزاً ، فكيف يكون الحال بالشابة والجميلة إذا تبرجت لاشك أن إثمها أعظم ، والجناح عليها أشد ، والفتنة بها أكبر .

وشرط سبحانه في حق العجوز أن لا تكون ممن يرجو النكاح ، وما ذلك - والله أعلم - إلا أن رجاءها النكاح يدعوها إلى التجمل والتبرج بالزينة طمعاً في الزواج ، فنهيت عن وضع ثيابها عن محاسنها صيانة لها ولغيرها من الفتنة .

ثم ختم الآية سبحانه بتحريض القواعد على الاستعفاف ، وأوضح أنه خير لهن وإن لم يتبرجن ، فظهر بذلك فضل التحجب والتستر بالثياب ، ولو من العجائز ، وأنه خير لهن من وضع الثياب ، فوجب أن يكون التحجب والإستعفاف عن إظهار الزينة خيرا للشابات من باب أولى ، وأبعد لهن عن أسباب الفتنة .
وقال سبحانه : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفضوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) [النور : 30 ، 31] .



أمر سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار ، وحفظ الفروج ، وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين ، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك ، ولهذا قال سبحانه ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفضوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) [النور : 30 ، 31] . فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة، وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب في الدنيا والآخرة نسأل الله العافية من ذلك .

وأخبر عز وجل أنه خبير بما صنعه الناس ، وأنه لا يخفى عليه خافية ، وفي ذلك تحذير للمؤمن من ركوب ما حرم الله عليه ، والإعتراض عما شرع الله له ، وتذكير له بأن الله سبحانه يراه ويعلم أفعاله الطيبة وغيرها ، كما قال تعالى : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) [غافر : 19] وقال تعالى عافانا الله التبرج والسفور 121103182922CtGy.gif وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرءان ولا تعلمون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه) [يونس :61] ، فالواجب على العبد أن يحذر ربه ، وأن يستحي منه أن يراه على معصيته ، أو يفقده من طاعته التي يستحي عليه .

:ثم قال سبحانه : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفضن فروجهن ) [النور:31] فأمر المؤمنات بغض البصر ، وحفظ الفرج - كما أمر المؤمنين بذلك - صيانة لهن من أسباب الفتنة ، وتحريضا لهن على أسباب العفة والسلامة ، ثم قال سبحانه عافانا الله التبرج والسفور 121103182922CtGy.gif ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال ابن مسعود رضي الله عنه : (ما ظهر منها) يعني بذلك اللباس ، فإن ذلك معفون عنه ، ومراده بذلك رضي الله عنه الملابس التي ليس فيها تبرج وفتنة ، وأما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر (ما ظهر منها) بالوجه والكفين فهو محمول على حالة النساء قبل نزول آية الحجاب ، وأما بعد ذلك فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع ، كما سبق في الآيات الكريمات من سورة الأحزاب وغيرها ، ويدل على أن ابن عباس أراد ذلك ، مارواه عنه علي بن أبي طلحة أنه قال : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تميمة وغيره من أهل العلم والتحقيق وهو الحق الذي لا ريب فيه .

ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة ، وقد تقدم قوله تعالى : ( وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب )[الأحزاب : 53] ولم يستثن شيئاً وهي آية محكمة فوجب الأخذ بها و التعويل عليها ، وحمل ما سواها عليها والحكم فيها عام في نساء النبي صلى عليه وسلم وغيرهن من نساء المؤمنين ، وتقدم من سورة النور ما يرشد إلى ذلك ، وهو ما ذكره الله سبحانه في حق القواعد وضعهن الثياب إلا بشرطين ، أحدهما : كونهن لا يرجون النكاح ، والثاني : عدم التبرج بالزينة وسبق الكلام على ذلك ، وأن الآية المذكورة حجة ظاهرة ، وبرهان قاطع على تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة .

ويدل على ذلك أيضا ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك أنها خمرت وجهها لما سمعت صوت صفوان بن المعطل السلمي وقالت إنه كان يعرفها قبل الحجاب ، فدل ذلك على أن النساء بعد نزول آية الحجاب لا يعرفن بسبب تخميرهن وجوههن ، ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج وإبداء المحاسن ، فوجب سد الذراع وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور الفواحش .
ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء ، وسفرهم بهن من دون محرم ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ، ولا يخلون رجل بامرأة ، إلا ومعها ذي محرم ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة ، فإن الشيطان ثالثهما ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجا أو ذا محرم ) ، رواه مسلم في صحيحه .

فاتقوا الله أيها المسلمون ، وخذوا على أيدي نسائكم ، وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى ومن تشبه بهم ، واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه ، عفانا الله وإياكم من شر ذلك .

ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد ، وقد صح عن النبي صلى الله علي وسلم أنه قال عافانا الله التبرج والسفور 121103182922CtGy.gif ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) وقال صلى الله عليه وسلم عافانا الله التبرج والسفور 121103182922CtGy.gif إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعلمون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ) وقال صلى الله عليه سلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما : نساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، ورجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ) ، وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور ، ولبس الرقيق والقصير من الثياب ، والميل عن الحق والعفة ، وإمالة الناس إلى الفاحشة والباطل ، وتحذير شديد من ظلم الناس والتعدي عليهم ، ووعيد لمن فعل ذلك بحرمان دخول الجنة ، نسأل الله العافية من ذلك .


ومن أعظم الفساد : تشبه الكثير من النساء بنساء الكفار من النصارى وأشباههن في لبس القصير من الثياب ، وإبداء الشعور والمحاسن ، ومشط الشعور على طريقة أهل الكفر والفسق ، ووصل الشعر ، ولبس الرؤوس الصناعية المسماة (الباروكة) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ومعلوم على مايترتب على هذا التشبه ، وهذه الملابس القصيرة التي تجعل المرأة شبه عارية من الفساد والفتنة ورقة الدين وقلة الحياة .
فالواجب الحذر من ذلك وغاية الحذر ، ومنع النساء منه ، والشدة في ذلك ، لأن عقابته وخيمة ، وفساده عظيم ، ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار ، لأن تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له ، وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن ، فيقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من النساء .

فاتقوا الله عباد الله ، واحذروا ما حرم الله عليكم ، وتعاونوا على البر والتقوى ، وتواصوا بالحق والصبر عليه ، واعلموا أن الله سبحانه سائلكم عن ذلك ، ومجازيكم عن أعمالكم ، وهو سبحانه مع الصابرين ، ومع المتقين والمحسنين ، فاصبروا وصابروا واتقوا الله ، وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين .
ولا ريب أن الواجب على ولاة الأمور من الأمراء والقضاة والعلماء والرؤساء وأعضاء الهيئات أكبر من الواجب على غيرهم ، والخطر عليهم أشد ،والفتنة في سكوت من سكت منهم عظيمة ، ليس إنكار المنكر خاصا بهم ، بل الواجب على جميع المسلمين - ولا سيما أعيانهم وكبارهم وبالأخص أولياء النساء وأزواجهن - إنكار هذا المنكر ، والغلظة فيه ، والشدة على من تساهل في ذلك ، لعل الله سبحانه يرفع عنا ما نزل من البلاء ويهدينا ونساءنا إلى سواء السبيل .

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) وأسأل الله أن ينصر دينه ، ويعلي كلمته ، وأن يصلح ولاة أمرنا ، ويقمع بهم الفساد ، وينصر بهم الحق ، ويصلح لهم البطانة ، وأن يوفقنا وإياكم وإياهم وسائر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد ، في المعاشر والمعاد ، إنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد ، وآله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


السؤال : في أوقات سفرنا في خارج المملكة هل يجوز أن أكشف وجهي وأرمي الحجاب لأننا بعدنا عن بلدنا ولا أحد يعرفنا لأن والدتي تعمل المستحيل وتحرض والدي على أن يجبرني على أن أكشف وجهي لأنهم يعتبرونني عندما أغطي وجهي أنني ألفت النظر إليهم ؟
الجواب : لا يجوز لك ولا لغيرك من النساء السفور في بلاد الكفار ، كما لا يجوز ذلك في بلاد المسلمين بل يجب الحجاب عن الرجال الأجانب سواء كانوا مسلمين أو كفارا بل وجوبه عن الكفار أشد لأنه لا إيمان لهم يحجزنهم عما حرم الله ، ولا يجوز لك ولا لغيرك طاعة الوالدين ولا غيرهما في فعل ما حرم الله ورسوله ، والله سبحانه يقول في كتابه المبين في سورة الأحزاب عافانا الله التبرج والسفور 121103182922CtGy.gif وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) [الأحزاب : 53] ، سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أن تحجب النساء عن الرجال غير المحارم أطهر لقلوب الجميع ، وقال سبحانه في سورة النور : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفضن فروجهن ) [النور:31] ، إلى أن قال سبحانه : ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن ) [النور : 31 ] .


السؤال : ماحكم مقابلة الخدم والسائقين ، وهل يعتبرون في حكم الأجانب ، علما بأن والدتي تطلب مني الخروج أمام الخدم وأن أضع على رأسي (إشارب) فهل يجوز في ديننا الحنيف الذي أمرنا بعدم معصية أوامر الله عز وجل ؟
الجواب : السائق والخادم حكمهما حكم بقية الرجال يجب التحجب عنهما إذا كانا ليسا من المحارم ، ولا يجوز السفور لهما ولا خلوة بكل واحد منهما لقول النبي صلى الله عليه وسلم عافانا الله التبرج والسفور 121103182922CtGy.gif لا يخلون رجل بامرأة ، فإن الشيطان ثالثهما ) ولعموم الأدلة في وجوب الحجاب وتحريم التبرج والسفور لغير المحارم ، ولا تجوز طاعة الوالدة ولا غيرها في شيء من معاصي الله .


السؤال : ما هو حكم من يستهزيء بمن ترتدي الحجاب الشرعي وتغطي وجهها وكفيها ؟
الجواب : من يستهزىء بالمسلمة أو المسلم من أجل تمسكه بالشريعة الإسلامية فهو كافر سواء كان ذلك في احتجاب المسلمة إحتجابا شرعيا أو في غيره ، لما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رجل في غزوة تبوك في مجلس : ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء ، أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء . فقال رجل : كذبت ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله صلى الله عيه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . ونزل القرآن ، فقال عبد الله بن عمر : وأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول ، يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أبالله وءايته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ) [التوبة : 65،66] . فجعل استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
خـطــــ التبرج والسـفـور ـــــر

o'v uhthkh hggi lki hgjfv[ ,hgst,v