رساله من الزوجه إلى الزوج


عزيزي الزوج: هل حاولت أن تفهمني وتصغي لما بداخلي، فكم تمنيت أن أكون لوحاً من زجاج


شفاف يرى ما بداخله؛ لأظهر إليك كما أنا، وترى ما يحتويه قلبي لك، ليتك تفهم ما أقصد حتى

بدون أن أنطق به.


صحيح أنك مهما أصغيت وحاولت فسوف تعجزك الحيل أن تفك الطلاسم والأسرار التي تحتويها

نفسي، فالحوار غير كافٍ ليكشف ما بداخلي، والصمت أيضا يعجز أن يسحب ما أخبئه ولن تقدر أن

تسحبني عنوة لأبوح إليك بأسراري، وأنثر عليك بعض مشاعري وأحاسيسي.


لكنني سأبوح إليك يا عزيزي لأنني أعلم أن النساء لهم من الطبائع ما يعجز عن فهمها أذكى الرجال.


زوجي الغالي ليس كل ما تفعله المرأة تقصده وليس كل ما تقوله المرأة تعنيه.


فعندما أبعد وأغيب عن مدى أفقك، فتأكد أني في أشد الحاجة إليك، أنتظر بحثك عني وافتقداك لي،

وأترقب تلك اللهفة في سؤالك، وتلك النبرة في كلامك التي تمنحني إحساسا أحتاجه في هذه اللحظة

وأفتقده، وعندما تراني صامتة؛ فتأكد أن بداخلي كلاما يملأ الكون شجونا، يبحث عنك في السكون و

في الأعماق؛ ليصل إليك وعندما أنظر بعيدا أتخيلك، عندما ترى صمتي يلفني، تناديني وتسألني فكم

أنا في هذه اللحظة أحتاجك فأنت رفيق الروح قبل أن تكون رفيق الدرب والعمر.

وعندما تراني تلك الطفلة الصغيرة الفرحة، فتأكد أني كلي فرحة بك، وبك وحدك، وأن الذي يملؤني

من سعادة هو أنت فبك تكتب خطوط الفرح على قسماتي، لتزين حياتي وبك تغزل خيوط الحزن

بأعماقي لتعزلني حتى عن نفسي.

وعندما أجلس وحدي لم أوثر العزلة، ولم أتمنها وما أردتها ملجأ دونك، ولكني أردت أن أقول

وأقول بدون أن أتكلم، وأردتك أن تفهم من صمتي وعزلتي في كهفي، كم هي حاجتي إليك لتحطم

الأسوار؟ وتتحدى الصمت وتدخل بقوة لتكشف ما بداخلي نحوك.

أتحدث معك ولكنني أحتاج أزمانا وأزمانا لتصل حروفي إليك، وأزمانا أخرى لتفهمها كما هي،

وتشعر بها كما هي غضة في داخلي.

أستطيع أن أقول لك يا زوجي العزيز: إن المرأة ماسة شفافة، لها طبيعة صلبة لكنها مغلفة

بالورود الزهرية التي تتخللها الأشواك القاسية، وبيدك أنت تعيش زهوري وتموت أشواكي وتنعم

بجوهرتك وبيدك كذلك تصمد أشواكي وتنتحر زهوري، أما جوهرتك فلن تجدها سوى حجارة

أو حديد

vshgi lk hg.,[i Ygn hg.,[