قد تبدأ غيرة الزوج من نجاح زوجته في عملها، بنار خفيفة في القلب، لكن سرعان ما تتحول إلى حريق لتلتهم الأمان والاستقرارالأسري…

يمكن لهذه الغيرة أن تكون إيجابية فتدفع بالزوج إلى المزيد من الجد و الاجتهاد، و إما أن تكون سلبية فتهدم الحياة السعيدة و تقلبها إلى جحيم لا يطاق.

بالرغم من كوننا أصبحنا نعيش في عصر الانترنيت و العولمة، إلا أن الرجل لم يتقبل بعد فكرة تفوق زوجته عليه في العمل، بحكم النظرة الدونية التي ينظر بها الرجل للمرأة، و ذلك باعتبارها كائنا ضعيفا ، ولهذا يجب أن نقف لنتساءل عن إن كان الرجل يمنع زوجنه من العمل خوفا من تفوقها عليه،

يعتر الرجل هو صاحب الشخصية العاقلة و المتزنة، والتي تعتز بوجودها و مكانتها و لا تخشى إطلاقا من وجود المرأة، بل يعتبر هذه الأخيرة بمثابة السند إليه.

لكن هناك العديد من الأزواج من يشعرون بالنقص و الدونية و الغيرة من نجاح المرأة، فينعكس هذا الإحساس على الزوجة الطموحة، بنوع من الكره و الحسد، و الغيرة التي تصل في بعض الـأحيان إلى الكراهية، فيحاول الرجل أو الزوج بالأحرى أن يحبط من عزيمة زوجته، و يحاول إرجاعها إلى الخلف بدلا من السعي بها قدما، فهذا النوع من الأزواج يفضل المرأة الكسولة و البيتوتية التي تفضل المكوث في المنزل، ليرضي هو غروره و يتمكن من فرض وجوده، فيشعر ب؟أنه الأقوى دائما.

كما أن التركيبة النفسية الخاصة بالرجل، تجعله فرحا و سعيدا، عندما يتكلم الناس عن حياته الشخصية، فيقولون بأنه قادر على فتح بيت الزوجية و يستطيع تغطية كل مصاريفه لوحده.

فالرجل الذي يعاني من هذه العقدة النفسية، أي الرجل الذي يغير من إنجازات زوجته ، يعاني دائما من حالة قلق تجعله يخاف من تفوق زوجته عليه، لذلك فهو دائما يفكر باندفاعية و لا شعور ليخفي ضعفه أمام زوجته، فينتهز فرصة أي تقصير منها في منزلها، ليختلق المشاجرات و يتهمها بالإهمال ، لأن أغلب الرجال يضنون أن تفوق المرأة في عملها خارج المنزل، يأتي على حساب عملها و مسؤولياتها داخله.

ليس الرجل لوحده هو محور الحياة الزوجية، لذا لا ينبغي لأي رجل أن يشعر بمشاعر سلبية نحو زوجته، بل عليه هو الآخر أن يساندها ويشجعها ، و أن يسعى هو الآخر للنجاح و التطوير من مستواه، و أن لا ينسى أنهما الاثنان شريكان في كل شيء و أن التفاهم و الانسجام هما سر السعادة الزوجية.

ydvm hg.,[ lk k[hp .,[ji