الساعة الداخلية تختل نتيجة التخدير الكلي2013


قال علماء من أميركا إن النحل يمكن أن يعاني من اختلال في ساعته الداخلية التي تنظم وقت استيقاظه ووقت نومه وإنهم وجدوا أن النحل استيقظ متأخرا للخروج في جولاته الصباحية بحثا عن الرحيق وذلك بعد أن تعرض للتخدير الكلي لعدة ساعات.

وقال العلماء تحت إشراف جيمس شيسمان من جامعة أوكلاند في دراستهم التي نشرت في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم إنهم وجدوا من خلال التجارب أن النحل الذي خضع لهذا التخدير الكلي عانى من الاضطراب في تحديد اتجاهه.

ومن المعروف عن الإنسان هو الآخر أنه يمكن أن يصاب بالأرق واضطراب في التعرف على الوقت عندما يخدر كليا وذلك بشكل مشابه للإنسان الذي يتنقل بالطائرة بين مناطق جغرافية ذات توقيت مختلف.

ويعتمد نحل العسل في تحديد طريقه بين خليته ومصدر الغذاء على وضع الشمس. ويتغير هذا الوضع بواقع 15 درجة كل ساعة بسبب دوران الأرض حولها. ويستطيع النحل إدراك هذا العنصر الزمي بفضل ساعته الداخلية. وقام شيسمان وزملاؤه بتخدير النحل لمدة ست ساعات بمادة إسولفلوران التي تستخدم أيضا في تخدير الإنسان ثم لاحظ الباحثون الوجهة التي يسلكها النحل لدى عودته من مكان الغذاء إلى خليته فتبين لهم أن التخدير أدى إلى حدوث خلل لدى النحل في إدراك الوقت ما يعني أن ساعته الطبيعية قد توقفت أثناء النوم جراء التخدير لدرجة أنه سلك جهة خاطئة بعد الاستيقاظ في حين وجد الباحثون أن نحلا آخر لم يخدر وجد طريقه الصحيح للخلية بعد ست ساعات.

وتبين للباحثين في تجربة أخرى أن النحل استيقظ متأخرا للخروج في جولات البحث عن غذاء بعد أن خدر عدة ساعات وهو ما رآه العلماء دليلا على حدوث اضطراب في ساعته الطبيعية. وأشار الباحثون إلى أن هذا التأثير السلبي للمخدر استمر ثلاثة أيام بعد التخدير.

واتضح للعلماء أن التخدير يؤثر على نشاط ما يعرف بـجينات الساعة وهي الجينات التي تفرز عادة منتجات بروتينية في إيقاع صارم في دورة مداها 24 ساعة متأثرة بحوافز خارجية مثل الضوء على سبيل المثال. وتفرز بعض الجينات مثلا كميات كبيرة من البروتين في الصباح تنخفض مع استمرار اليوم في حين تشغل بروتينات أخرى نهارا وبذلك تضبط الساعة الداخلية. وتسبب التخدير الكلي للنحل في تغيير أوقات نشاط هذه الجينات ولكن ذلك يحدث فقط عندما يحدث التخدير نهارا حيث أكد الباحثون أن التخدير الليلي للنحل لا يؤثر على نشاط جيناته وبذلك لا يؤثر على عمل الساعة الداخلية.

ولم يستبعد الباحثون أن تتسبب مادة إسوفلوران المخدرة في زيادة نشاط المستقبلات لمادة جي ايه بي ايه في المخ وهي المادة المعروفة بأنها المسؤولة عن المحافظة على إيقاع الأربع والعشرين ساعة اليومي. وشدد الباحثون على ضرورة إجراء تجارب أخرى لمعرفة ما إذا كان من الممكن لأدوية أو وسائل أخرى مثل المحفزات الضوئية إلغاء تأثير المادة المخدرة على الساعة الداخلية.

hgshum hg]hogdm jojg kjd[m hgjo]dv hg;gd2013