الملاحظات
صفحة 9 من 26 الأولىالأولى ... 789101119 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 255

الموضوع: رواية انت لي كامله

  1. #81  
    المشاركات
    3,259
    و بقي الباب ساكنا جامدا .

    لم تعد رغد موجودة

    و لم يعد وليد موجودا .

    و لم يعد لفتح هذا الباب . أي داع .

    هويت على الأرض . كسقف أزيلت أعمدته فجأة . و رفعت ذراعي إلى الباب و صرخت .

    " رغد . عودي إلي . "













    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~










    من تتوقعون زارنا قبل أسبوع

    إنها عائلة اللاعب الشهير ( نوّار ) !

    و هل استنتجتم ما سبب الزيارة

    أجل !

    مشروع زواج !

    بصراحة أنا فوجئت بشدة ! لم أكن أعتقد أن الأمر سيسير حسبما كانت دانة ترسم ! و لكن يبدو أن هناك أمور أخرى لا أعلم عنها شيئا .

    زيارتهم كانت بعد رحيل وليد بثلاثة أسابيع .

    خلال الأسابيع الثلاثة تلك ، كان الجميع يعيش حالة كآبة و حزن مستمرين

    لم تطلع أو تغرب علي شمس دون أن أفكر بوليد . و بلقائنا الحميم ، ثم نظراته القاسية ، ثم رحيله المفاجئ .

    والدتي أصابها حزن شديد لازمت بسببه الفراش فترة من الزمن .

    أنا أيضا حزنت كثيرا جدا .

    أنا لم أكد أره . لم أكد أشعر بوجوده . إنني لا أصدق أنه عاد بالفعل . لقد كبرت على الاعتقاد بأنه لن يعود .

    و حقيقة . هو لم يعد .

    " رغد ! ألم تنهي حمّامك بعد "

    جاءني صوت دانة من الخارج ، تحثني على الخروج بأقصى سرعة . كنت لا أزال أمشط شعري القصير المبلل أمام المرآة المغطاة بطبقة من الضباب !

    فتحت الباب فانطلق بخار الماء متسربا للخارج ، و وجدت دانة واقفة و ذراعاها مضمومان إلى صدرها ، تنظر إلي بحنق !

    " أهو حمام بخاري ؟ هيا اخرجي يكاد ضيوفي يصلون و أنا لم أستعد بعد ! "

    سرت ببطء شديد ، متعمدة الإطالة أقصى ما يمكن . ! دانة تحدق بي بغضب و نفاذ صبر و تصرخ :

    " أوه يا لبر ودك ! هيا أخرجي ! "

    " لم كل هذا الانفعال !؟ كأنك ستقابلين جلالة الملكة ! "

    " أنت لا تفهمين شيئا ! لا يمكنك أن تحسي بمثل أحاسيسي الآن ! لم تجربي ذلك و لن تجربيه ! "

    قالت هذا ثم دفعتني قليلا بعيدا عن الباب ، و دخلت الحمام الغارق في البخار و صفعت بالباب بقوة !

    ذهبت إلى غرفتي بكسل . و أخذت أتابع تمشيط شعري المبلل أمام مرآتي .

    هل تحس كل فتاة على وشك مقابلة أهل عريسها بكل هذا التوتر
    أنهم سيعلنون الموافقة الرسمية و يناقشون شروط العقد هذه الليلة ، و سنقيم حفلة صغيرة بعد أيام لعقد القران .

    دانة أصبحت لا تطاق بسبب توترها و عصبيتها ، لكنها سعيدة ! سعيدة جدا .

    أنا لم أجرب هذا الإحساس . و لا أعرف كيف يكون . إنني فقط أعرف أنني مخطوبة لابن عمي سامر لأنني يجب أن أكون مخطوبة له .
    و سأتزوج منه لأنني يجب أن أتزوج منه .

    سامر في الوقت الحالي مسافر إلى مدينة أخرى ، من أجل العمل

    موضوع زواجنا تم تأجيل النقاش فيه ، بسبب حضور و رحيل وليد الذي أربك الأجواء ، ثم خطبة دانه التي شغلتنا أواخر الأيام .






    رد مع اقتباس  

  2. #82  
    المشاركات
    3,259
    وليد لم يتصل بنا منذ رحيله ، و والدي يحاول جاهدا الاتصال به بطريقة أو بأخرى من أجل إبلاغه عن خطبة دانه و حفلة العقد

    مجرد تفكيري بهذا الأمر يشعرني بالسعادة . فوليد سيأتي و لا شك . لحضور حفلة شقيقته و المشاركة فيها .

    ألقيت بالمشط جانبا و خرجت من الغرفة في طريقي إلى المطبخ ، و وصلني صوت دانه و هي تغني داخل دورة المياه !

    أنا لم أغنِّ عند خطبتي !

    حين وصلت ، كانت أمي تتبادل الحديث مع والدي بشأن دانه . لكنهما توقفا عن الكلام لدى رؤيتي !

    " أمي . ماذا عن وليد "

    فهو كان شغلي الشاغل منذ أن رحل .
    بل منذ أن وصل !
    أمي و أبي تبادلا نظرة سريعة ، قال والدي بعدها :

    " لقد استطعت التحدث إلى سيف ، و أوصيته بزيارة وليد بأسرع ما يمكنه ، و إبلاغه بأنتا ننتظر مكالمة ضرورية منه "

    فرحت بذلك ، و قلت تلقائيا :

    " إذن سأعتكف عند الهاتف ! "

    في ذات اللحظة رن هذا الأخير ، و قفزت مسرعة إليه !

    " مرحبا ! هنا منزل شاكر جليل . من المتحدث ؟ "

    كانت ابتسامتي تعلو وجهي ، و حين وصلني صوت الطرف الآخر :

    " رغد ! أهذه أنت "

    تلاشت الابتسامة بسرعة ، و قلت بشيء من الخيبة :

    " نعم . سامر ، إنها أنا "

    و بعد بضع عبارات تبادلناها ، دفعت بالسماعة إلى والدي :

    " إنه سامر . لن يحضر الليلة "

    و انصرفت عن المطبخ .
    حين سافر سامر . لم أبك كما بكت أمي .
    و كما بكيت لسفر وليد .

    لم يكن هناك أي هاتف في غرفة نومي ، لذا جلست في غرفة المعيشة قريبة من التلفاز ، و كلما رن هاتف بادرت برفع السماعة قبل أن تنقطع الرنة الأولى !
    و في كل مرة أصاب بخيبة أمل
    لكن .
    لماذا أنا متلهفة جدا للتحدث إليه

    بعد فترة ، حضر الضيوف المرتقبون ، العريس و والداه و أفراد أسرته لو أؤلف كتابا في وصف دانه لسببت أزمة ورق !

    سألخص ذلك بقول : كانت غاية في الجمال ، و الخجل ، و اللطف ، و السعادة !

    تم الاتفاق على كل شيء ، و تعين تحديد ليلة الخميس المقبلة لعقد القران !

    لم أجلس مع ضيفاتنا غير دقائق متفرقة ، و تمركزت عند الهاتف في انتظار اتصال من اتصل رجال العالم كلهم ببيتنا سواه !

    عند العاشرة و النصف ، استسلمت .
    و ذهبت في اتجاه غرفتي
    مررت بغرفة دانه ، فوجدتها مشغولة بإزالة المساحيق و الإكسسوارات التي تزين بها شعرها !

    " كنت جميلة ! "

    نظرت إلي بغرور ، و قالت :

    " اعرف ! "

    ثم استطردت :

    " و سأكون أجمل في الحفلة ! علي أن أذهب للسوق غدا لشراء الحاجيات ! "

    " عظيم ! أنا أيضا سأشتري فستانا جديدا و بعض الحلي ! "

    ابتسمت دانه بسعادة ، و قالت :

    " كم أنا متوترة و قلقة ! ستكون حفلة رائعة "

    ثم أضافت ببعض الخبث :

    " أروع من حفلتك "

    لم أكن في السابق أتضايق كثيرا لتعليق كهذا ، إلا أنني الآن شعرت بالانزعاج . قلت :

    " أنا لم تقم لي حفلة حقيقية . لم يكن يوما مميزا "

    قالت :






    رد مع اقتباس  

  3. #83  
    المشاركات
    3,259
    " وضعي أنا يختلف ! سأتزوج من أشهر لاعبي الكرة في المنطقة ، و أغناهم أيضا . شيء مميز جدا ! . والدي وعدني بليلة لا تنسى ! "

    أصابني كلامها بشيء من الخذلان و الحزن ، فأنا لم يعمل والدي لأجلي شيئا يذكر ليلة عقد قراني . هممت بالانصراف ، توقفت قبل أن أغلق الباب ، و سألت :

    " هل سيكون وليد موجودا "

    شيء ما برق في عينيها و قالت :

    " نعم ، بالتأكيد سيكون موجودا . لا يمكنه أن يتخلى عني أنا ! "

    ذهبت إلى غرفتي و أنا حزينة .
    فوليد لم يتصل
    و دانه تسخر مني
    و من الطريقة التي تمت خطبتي بها .
    رغم أنها كانت أكثر من أقنعني بأنه لابد لي من الزواج من سامر .
    فهو أقرب الناس إلي ، و هو يحبني كثيرا ، و هو مشوه بشكل يثير نفور
    بقية الفتيات .
    و بسببي أنا .







    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~





    فيما كنت أسخن بعض الفاصوليا على لهيب الموقد في المطبخ ، حضر صديقي سيف .

    لم أكن أتوقع زيارته ،كانت الساعة السادسة مساءا ، لكنني سررت بها

    " تفضل ! إنني أعد بعض الفاصوليا . عشاء مبكر ! ستشاركني فيه "

    قلت ذلك و أنا أقوده إلى المطبخ .

    حينما وصل و شم رائحة الفاصوليا قال بمرح :

    " تبدو شهية ! سأتناول القليل فقط ، فلدي ضيوف على العشاء هذا المساء "

    وضعت مقدارين منها في طبقين صغيرين ، مددت بأحدهما نحو صديقي و قلت :

    " جرب طهو ـ أو بالأحرى تسخين يدي ! "

    تناول سيف بعضها و استساغ الطعم . ثم قال :

    " لكنها لا تقارن بأطباق والدتي ! يجب أن تشاركنا العشاء الليلة يا وليد "

    ابتسمت ابتسامة باهتة ، و لم أعلق .

    " هيا يا وليد ! سأعرفك على زملائي و أصدقائي في العمل "

    قلت :

    " كلا لا يمكنني ، لدي ارتباطات أخرى "

    سيف نظر إلي باستنكار .

    " أية ارتباطات ! "

    ابتسمت و قلت :

    " سآخذ الأطفال إلى الملاهي ! فقد وعدتهم بذلك "

    سيف كان يحرك الملعقة باتجاه فمه ، فتوقف في منتصف الطريق و قال :

    " أي أطفال "

    قلت بابتسام و أنا أقلب الفاصوليا في الطبق لتبرد قليلا :

    " رغد و دانة و سامر ! سأجعلهم يستمتعون بوقتهم ! "

    أعاد سيف الملعقة و ما حوت على الطبق . و ظل صامتا بضع ثوان .

    " ما بك ؟ ألم يعجبك ؟ "

    أعني بذلك الفاصوليا

    سيف تنهد ثم قال :

    " وليد . ما الذي تهذي به بربك "






    رد مع اقتباس  

  4. #84  
    المشاركات
    3,259
    تركت الملعقة تنساب من يدي ، و قد ظهرت علامات الجدية على وجهي الكئيب و قلت :

    " أتخيل أمورا تسعدني . و تملأ فراغي . "

    هز سيف رأسه اعتراضا ، و قال :

    " ستصاب بالجنون إن بقيت هكذا يا وليد ! بل إنك أصبت به حتما . ينبغي أن تراجع طبيبا "

    دفعت بالكرسي للوراء و أنا أنهض فجأة و استدير موليا سيف ظهري .
    سيف وقف بدوره ، و تابع :

    " لا تفعل هذا بنفسك . أتريد أن تجن "

    استدرت إلى سيف ، و قلت :

    " ما الفرق ؟ لم يعد ذلك مهم "

    " كلا يا وليد . لا تعتقد أن الدنيا قد انتهت عند هذا الحد . لا يزال أمامك المستقبل و الحياة "

    قاطعته بحدّة و زمجرت قائلا :

    " المستقبل نعم المستقبل . لرجل عاطل عن العمل متخرج من السجن لا يحمل سوى شهادة الثانوية المؤرخة قبل ثمان سنين ! و يخبئ بعض النقود التي استعارها من أبيه في جيب بنطاله ليشتري بها الفاصولياء المعلبة فيسد بها جوعه . نعم إنه المستقبل "


    سيف بدأ يتحدّث بانفعال قائلا :

    " تعرف أن فرص العمل في البلد ضئيلة بسبب الحرب ، لكنني سأتدبر الأمر بحيث أتيح الفرصة أمامك للعمل معي . "

    قلت بسرعة :

    " معك ؟ أم عندك "

    استاء سيف من كلمتي هذه و همّ بالانصراف .

    استوقفته و قدمت إليه اعتذاري .

    لقد كان اليأس يقتلني . و لا شيء يثير اهتمامي في هذه الدنيا .

    قال سيف :

    " المزيد من الصبر . و سترى الخير إن شاء الله "

    ثم تقدّم نحوي و قال :

    " و الآن . تعال معي . فالأشخاص الذين سيتناولون العشاء معنا سيهمك التعرف إليهم "

    لكنني رفضت ، لم أشأ أن أظهر أمام رجال الأعمال و أحرج صديقي ، لكوني شخص تافه خرج من السجن قبل أسابيع .

    " كما تشاء . لكنك ستحضر غدا ! عشاء خاص بنا نحن فقط ! "

    أومأت إيجابا ، إكراما لهذا الصديق الوفي .

    قال سيف :

    " يا لك من رجل ! لقد أنسيتني ما جئت لأجله ! "

    " ما هو "

    " تلقيت اتصالا من والدك اليوم ، يريد منك أن تهاتفه للضرورة "

    شعرت بقلق ، فلأجل ماذا يريدني والدي

    " أتعرف ما الأمر "

    " لا فكرة لدي ، لكن عليك الاتصال بهم فورا "

    و أشار إلى الهاتف المعلق على الجدار .

    قلت :

    " الخط مقطوع ! "

    " حقا "

    " كما كانت الكهرباء و المياه أيضا ! تصور أنني عشت الأيام الأولى بلا نور و لا ماء ! "

    ضحك سيف ثم قال :

    " معك أنت يمكنني تصور كل شيء ! هل تريد هاتفي المحمول ؟ "

    " لا لا ، سأتصل بهم من هاتف عام "

    سار سيف نحو الباب مغادرا ، التفت قبل الانصراف و قال :

    " موعدنا غدا مساءا ! "

    " كما تريد "


    و عدت إلى طبقي الفاصوليا التي بردت نوعا ما ، و أفرغتهما في معدتي .

    لم يكن في المنزل أي طعام ، و كنت اشتري المعلبات و التهم منها القدر الذي يبقيني حيا .

    تعمدت عدم الاتصال بأهلي طوال الأسابيع الماضية ، و عشت مع أطيافهم داخل المنزل

    حاولت البحث عن عمل و لكن الأمر كان أصعب من أن يتم في غضون بضع أسابيع أو أشهر .

    في ذلك المساء ذهبت إلى أحد المحلات التجارية لشراء بعض الحاجيات ، قبل أن أجري المكالمة الهاتفية .

    حين حان دوري للمحاسبة ، أخذ المحاسب يدقق النظر في ّ بشكل غريب !

    نظرت إليه باستغراب ، فقال :

    " ألست وليد شاكر "

    فوجئت ، فلم يبد ُ لي وجه المحاسب مألوفا . قلت :






    رد مع اقتباس  

  5. #85  
    المشاركات
    3,259
    " بلى . هل تعرفني "

    قال :

    " و هل أنساك ! متى خرجت من السجن "

    عندما نطق بهذه الجملة أثار اهتمام مجموعة من الزبائن فأخذوا ينظرون باتجاهي .

    شعرت بالحرج ، و تجاهلت السؤال . فعاد المحاسب يقول :

    " ألم تعرفني ؟ لقد كنت ُ زميلا للفتى الذي قتلته ! عمّار "

    أخذ الجميع ينظر باتجاهي ، و شعرت بالعرق يسيل على صدغي .

    جاء صوت من مكان ما يقول :

    " أ تقول أن المجرم قد خرج من السجن "

    تلفت من حولي فرأيت الناس جميعا ينظرون إلي بعيون حمراء ، يقدح الشرر من بعضها ، و ينطلق الازدراء من بعضها الآخر .

    شعرت بجسمي يصغر . يصغر . يصغر . ثم يختفي .

    خرجت من المكان بسرعة . دون أن آخذ حاجياتي ، و ركبت سيارتي و انطلقت مسرعا تشيعني أنظار الجميع .

    لقد أصبحت ذا سمعة سيئة تشير إلي أصابع الناس بلقب مجرم .

    توقفت عند أحد الهواتف العامة ، و اتصلت بمنزل عائلتي في المدينة الأخرى .

    كانت الساعة حينئذ الحادية عشر . و رن الهاتف عدة مرات و لم يجب أحد .

    و أنا واقف في مكاني أراقب بعض المارة ، تخيلتهم ينظرون إلي و يتحدثون سرا .

    ربما كانوا يقولون : إنه وليد المجرم !

    و مرت مني سيارة شرطة تسير ببطء .

    شعرت برعشة شديدة تسري في جسدي لدى رؤيتها ، كانت النافذة مفتوحة و أطل منها الشرطي و أخذ ينظر باتجاهي

    كدت أموت فزعا . و تخيلته مقبلا نحوي ليقبض علي و يزج بي في السجن من جديد .

    شعور مرعب مفزع .

    ظلت يدي تضغط على أزرار عشوائية ، تتصل ربما بالمريخ أو المشتري ، دون أن أملك القدرة على التحكم بها . حتى ابتعدت السيارة شيئا فشيئا و استعدت بعض الأمان .

    أعدت الاتصال بمنزل عائلتي و بعد ثلاث رنات أو أربع ، أجاب الطرف الآخر .

    " نعم ؟ "

    لم أميز الصوت في البداية ، لكنه عندما كرر الكلمة أدركت أنها كانت رغد .

    " نعم ؟ من المتحدث "

    كان فكي الأسفل لا يزال يرتجف أثر رؤية سيارة الشرطة . و ربما سمعت رغد صوت اصطكاك أسناني بعضها ببعض .

    قربت السماعة من فمي أكثر ، و بيدي الأخرى أمسكت بفكي و طرف السماعة كمن يخشى تسرب صوته للخارج .

    ربما سمع رجال الشرطة صوتي و عادوا إلي !

    قلت :

    " أنا وليد "

    لم أسمع أي صوت فظننت أن الطرف الآخر قد أقفل السماعة ، قلت :

    " رغد ألا زلت ِ معي "

    " نعم "

    ارتحت كثيرا لسماع صوتها

    أو ربما . تعذبت كثيرا .

    " وليد كيف حالك ؟ "

    " أنا بخير ، ماذا عنكم ؟ "

    " بخير . كنت أنتظرك ، أقصد كنا ننتظر اتصالك "

    قلت بقلق :

    " ما الأمر "

    رغد قالت :

    " لقد نام الجميع ، والدي يريد التحدث معك ، يجب أن تحضر "

    أقلقني حديثها أكثر ، سألت :

    " ما الخطب "






    رد مع اقتباس  

  6. #86  
    المشاركات
    3,259
    الحلقةالخامسةعشر





    أكاد أطير من الفرح . لأن وليد سيأتي اليوم .

    إنني منذ وقعت عيناي عليه يوم حضوره قبل شهر ، و أنا أحس بشيء غريب يتحرك بداخلي !

    أهي كريات الدم في عروقي

    أم شحنات الكهرباء في أعصابي

    أم تيارات الهواء في صدري

    بين الفينة و الأخرى ، أخرج إلى فناء المنزل . و أترقب حضوره

    متى سيصل

    سامر أيضا سيعود هذه الليلة ، فمنذ سافر للمدينة الأخرى قبل أسابيع من أجل العمل لم نره .

    استدرت للخلف ، فإذا بأمي واقفة عند المدخل الرئيسي ، تنظر إلي !

    " رغد . ما ذا تفعلين "

    اضطربت قليلا ، ثم قلت :

    لا شيء .

    والدتي ابتسمت ، و قالت :

    " لقد قال سامر إنه سيصل ليلا ! لا تُقلقي أعصابك ! "

    شعرت بغصة في حلقي و كدت أختنق !

    إنني لم أر سامر منذ أسابيع . و أعلم أنه سيعود ليلا . لكنني . لكنني كنت أرتقب وليد !

    كان هذا يوم الأربعاء . ، و في هذا المساء سيتم عقد قران دانة .

    إنها مشغولة جدا هذا اليوم ، و كذلك هي أمي . و الاضطراب يسود الأجواء .

    " تعالي و ساعدينا ! "

    ألقيت نظرة على الباب الخارجي للمنزل ، و مضيت مذعنة لطلب أمي !

    كانت دانة تجفف شعرها بمجفف الشعر الكهربائي المزعج ، قلت :

    " فيم أساعدك "

    و يبدو أن صوته الطاغي منعها من سماعي ، فكررت بصوت عال :

    " دانة فيم أساعدك "

    انتبهت لي أخيرا ، و قالت :

    " تعالي رغد و جففي هذا المتعب ! "

    دانة كان لها شعر طويل و كثيف مع بعض التموج ، على العكس من شعري القصير الأملس الناعم !

    تناولت المجفف الساخن من يدها و بدأت العمل !

    صوت هذا الجهاز قوي و أخشى أن يعيق أذني عن سماع صوت جرس الباب !

    مرت الدقائق و أنا أحاول الإسراع من أجل العودة للفناء !






    رد مع اقتباس  

  7. #87  
    المشاركات
    3,259
    " رغد ! جففي بأمانة ! "

    قالت ذلك دانة و هي تنظر إلي عبر المرآة . فابتسمت !

    فستان دانة كان جميلا و أنيقا جدا ، و موضوعا على سريرها بعناية
    لدانة ذوق رائع جدا في اختيار الملابس و الحلي و أدوات التجميل !


    لدى عبور هذه الفكرة برأسي تذكرت طقم الحلي الذي رأيته ليلة الأمس و أثار إعجابي الشديد و أردت اقتنائه ، غير أن نقودي لم تكن كافية فأجلت الأمر لهذا اليوم

    " يجب أن أذهب مع آبى لشراء ذلك الطقم قبل أن يحل الظلام ! "

    " حقا ستشترينه ؟ إنه باهظ الثمن ! "

    " طبعا سأشتريه ! ماذا سأضع هذه الليلة إذن "

    " لم لا تضعين العقد الذي أهدتك إياه والدتي قبل أسابيع "

    لم تعجبني الفكرة ، فلقد رأته لمياء ـ شقيقة نوّار ، خطيب دانة ـ يوم حفلة تخرجي !

    إنها أمور نكترث لها نحن الفتيات !

    أو على الأقل ، معظمنا !

    قلت :

    " بل سأشتري شيئا جديدا ! يليق بقرانك ! "

    و ضحكنا !

    لمحت والدتي مقبلة من ناحية الباب فأوقفت تشغيل الجهاز و قلت بسرعة :

    " هل حضر ؟ "

    ثم أضفت بسرعة ، تغطية على الحقيقة :

    " أقصد والدي ؟ أريد أن يصحبني لسوق المجوهرات ! "

    قالت والدتي :

    " ماذا تودين من سوق المجوهرات "

    " سأشتري عقدا جديدا أرتديه الليلة ! "

    بدا على والدتي بعض الاستياء . ثم قالت :

    " أليس لديك ما يناسب ؟ سأعيرك مما عندي إن شئت "

    عرفت من طريقة كلامها أنها لا تريد مني شراء المزيد .

    أعدت تشغيل الجهاز و واصلت تجفيف شعر دانة الطويل حتى انتهيت . بصمت .
    بعدها خرجت من الغرفة قاصدة الذهاب إلى غرفتي ، إذ أن بي شحنة استياء أريد إفراغها .

    و أنا أمر من والدتي قالت :

    " رغد اذهبي للمطبخ و أتمي تحضير الكعك ، سأوافيك بعد قليل "

    أذعنت للأمر . و قضيت قرابة الساعة في عمل المطبخ الممل ، حتى أتت والدتي وتقاسمنا العمل .

    بعد فترة همت بالانصراف ، فبالي مشغول بانتظار وليد ، و حين رأتني أمي سائرة نحو الباب :

    " إلى أين رغد "

    " سأذهب للاستحمام ! "

    " انتظري ! تعرفين ما من مساعد لي غيرك اليوم . ! اغسلي الأطباق و الصواني و رتبي الأواني في أماكنها ، ثم تولي كي و طي الملابس ! العمل كثير هذا اليوم ! "

    شعرت بالضيق ! لم أكن أحب العمل في المطبخ و كنت أتولى أقل من ثلث العمل المقسم بيننا نحن الثلاث ، أمي و دانة و أنا ، لكنني اليوم مضطرة للتضحية بنعومة يدي !

    أثناء ترتيبي للأواني سمعت صوتا مقبلا من جهة مدخل المنزل الرئيسي

    ربما يكون وليد !

    أسرعت بوضع الأواني على عجل فانزلق من يدي بعضها و تحطم على الأرضية الملساء الصلبة !

    " أوه رغد ! ماذا فعلت ! "

    والدتي نظرت إلي بانزعاج ، فزاد ضيقي

    " انزلقت من يدي ! "

    و تركت كل شيء و هممت بالانصراف

    " إلى أين "

    " سأرى من عند الباب أمي ! "

    و لم أكد أغادر ، إذ أن والدي قد وصل ، و دخل المطبخ يحمل الكثير من الأغراض

    عدت إلى الأواني المحطمة أرفعها عن الأرض و أنظف الأرضية من شظايا الزجاج

    ثم كان علي ترتيب الأغراض التي جلبها أبي في أماكنها المخصصة . و الكثير الكثير قمت به فيما دانة في غرفتها ، تسرح شعرها و تتزين !

    حالما انتهيت من جزء من عمل المطبخ ، قلت لوالدي و الذي كان يجلس على المقعد عند الطاولة يكتب بعض الملاحظات على ورقة صغيرة :

    " أبي . هل لا اصطحبتني إلى أحد محلات الحلي ؟ لي حاجة سأشتريها و أعود "

    أمي نظرت إلي و قالت مباشرة :

    " عدنا لذلك ؟ خذي ما تشائين من حليي و لا داعي لإضاعة المال و الوقت ! لدينا الكثير لنفعله الآن ! "

    قلت :






    رد مع اقتباس  

  8. #88  
    المشاركات
    3,259
    " و لكن . إنه جميل جدا و أريد أن أرتديه الليلة ! "

    قالت :

    " هيا يا رغد ! عوضا عن ذلك رتبي الملابس أو غرفة الضيوف و الصالة . النهار يودعنا "

    لم أناقش أمي ، بل نظرت إلى أبي و هو منهمك في تدوين كلمات على الورقة و قلت :

    " أبي . لن أتأخر ! سأشتريه و نعود فورا ! "

    والدي قال دون أن يرفع عينيه عن الورقة :

    " فيما بعد رغد ، لدي مهام أخرى أقوم بها الآن "

    خرجت من المطبخ و أنا أشعر بالخيبة و الخذلان . و ذهبت إلى الغرفة الخاصة بالملابس ، أكويها و أطويها و أرتبها ، و دمعة تتسلل من بين حدقتي من حين لآخر .

    كنت أكوي فستاني الجديد الذي سأرتديه الليلة بشرود و أسى .

    لماذا علي أن أعمل بهذا الشكل !؟

    لماذا لا يجلب والدي خادمة للمنزل

    هنا سمعت صوت جرس الباب يقرع .

    لابد أنه وليد !

    تركت كل شيء بإهمال و طرت نحو باب المخرج ، في نفس اللحظة التي أقبل فيها والدي نحو الباب .

    قال :

    " اذهبي و ارتدي الحجاب ، قد يكون وليد ! "

    رجعت فورا إلى غرفة الملابس و سحبت حجابا لي من كومة الملابس
    ( المجعدة ) و لبسته كيفما اتفق ، و هرعت نحو المدخل .

    فتحت باب المدخل لأطل على الفناء الخارجي ، و أرى أبي و وليد متعانقين عند البوابة الخارجية .

    أقبلت أمي مسرعة و فتحت الباب و خرجت مهرولة إلى وليد .

    وقفت أنا عند الباب الداخلي أنظر و دموعي تفيض من عيني رغما عنها .

    لقد كان وليد واقفا بطوله و عرضه و جسده العظيم ، يحجب أشعة الغروب عن وداع ما غطاه ظله الكبير ، يضم والديه إلى صدره و ينهال برأسه البارز على رأسيهما بالقبل .

    وقفت أراقب . و أنتظر .

    لقد طال العناق و الترحيب . و لم يلتفت أو لم ينتبه إلي !
    و فيما أنا كذلك ، و إذا بالباب يفتح ، و تنطلق منه دانة مسرعة كالقذيفة الموجهة نحو وليد !

    تعانقا عناقا حميما جدا ، و دانة تقول بفرح :

    " كنت واثقة من أنك ستحضر ! كنت واثقة من ذلك "

    و وليد يضمها إلى صدره ثم يقبل جبينها و يقول :

    " طبعا سآتي ! كم شقيقة لدي . ألف مبروك عزيزتي "

    كل هذه الحرارة المنبعثة من اللقاء الحميم أمام عيني جعلتني أنصهر !
    و بدا أن دموعي على وشك التبخر من فرط حرارة خدي ّ
    وليد !
    من أي طينة خلقت أنت و لماذا تنبعث منك حرارة حارقة بهذا الشكل !
    ألا تحس الأشجار أن الشمس قد ارتفعت بعد الغروب !؟
    و أخيرا ، تحرك الثلاثة مقبلين نحوي . نحو المدخل .

    أخيرا لامست نظراتي الجمرتين المتقدتين ، المتمركزتين أعلى ذلك الرأس . مفصولتين بمعقوف حاد ، يزيدهما شرارا . و حدة . و اشتعالا !

    توهج وجهي احمرارا و تلعثم قلبي في نطق دقاته المتراكضة . و شعرت بجريان الأشياء الغريبة في داخلي .
    الدماء
    سيالات الأعصاب
    و الأنفاس !

    و هو يخطو مقتربا ، و حجمه يزداد . و رأسه يعلو . و عنقي يرتفع !

    سقطت أنظاري فجأة أرضا و كأن عضلات عيني قد شلت ! لم أستطع رفعهما للأعلى لحظتها .

    و جاء صوته أخيرا يدق طبلتي أذني .

    بل يكاد يمزقهما !






    رد مع اقتباس  

  9. #89  
    المشاركات
    3,259
    " كيف حالك صغيرتي "

    و كلمة صغيرتي هذه تجعلني أحس أكثر و أكثر بصغر حجمي و ضآلتي أمام هذا العملاق الحارق !

    رفعت عيني أخيرا ببعض الجهد و أنا أضم شفتي مع بعضهما البعض استعدادا للنطق !

    " بخير . "

    و لكن . حين وصلت عيناي إلى جمرتيه ، كانتا قد ابتعدتا .

    لم يكن وليد ينظر إلي ، و لا حتى ينتظر جوابي !

    لقد ألقى سؤاله بشكل عابر و أشاح بوجهه عني قبل أن يسمع حتى الإجابة . و هاهي دانة تفتح الباب . و هاهو يدخل من بعدها . و يدخل والداي من بعده . و ينغلق الباب من بعدهم !

    وقفت متحجرة في مكاني لا شيء بي يتحرك . حتى عيناي بقيتا معلقتين في النقطة التي ظنتا أنهما ستقابلان عيني وليد عندها .

    مرت برهة . و أنا أحدق في الفراغ !

    هل كان وليد هنا

    هل مر وليد من هنا

    هل رأته عيناي حقا

    لم أجد جوابا حقيقيا .

    بدا كل شيء كالوهم و الخيال !


    أفقت من شرودي و استدرت ، و فتحت الباب فدخلت . و وصلتني أصوات أفراد أسرتي من غرفة المعيشة .
    حركت قدمي بإعياء شديد متجهة إلى حيث هم يجلسون .
    كان وليد يجلس على مقعد كبير ، و هم إلى جانبيه . لا أظن أن أحدا انتبه لوجودي ! وقفت عند مدخل الغرفة أراقبهم و جميعهم مسرورون و أنا تعيسة !

    بعد قليل ، أمي قالت فجأة :

    " أتشمون رائحة شيء يحترق "

    الشيء الذي قفز إلى رأسي هو المقعد الذي يجلسون عليه ! ربما احترق من حرارة وليد !

    و بالفعل شممت الرائحة !

    " إنها قادمة من هناك ! "

    و أشارت والدتي نحوي . طبعا كانت تقصد من خارج الغرفة إلا أنني ألقيت نظرة سريعة على ملابسي لأتأكد من أنها لا تقصدني !

    و قفت أمي و كذلك وقف الجميع ، و أقبلت هي مسرعة قاصدة التوجه نحو المطبخ .

    لم تجد ما يحترق هناك . ثم سمعت صوتها تنادي بقوة:

    " رغد تعالي إلى هنا "

    ذهبت إليها ، كانت في غرفة الملابس . تفصل سلك المكواة عن مقبس الكهرباء !

    صحت :

    " أوه ! يا إلهي ! "

    و أسرعت إلى الفستان الذي نسيت المكواة فوقه و خرجت مسرعة لاستقبال وليد !

    " انظري ما فعلت ! سترتدينه الليلة محروقا بهذا الشكل ! "

    أخذت الفستان و جعلت أدقق النظر في البقعة المحروقة ، و أعض شفتي أسفا و حسرة .

    " ماذا سأفعل الآن "

    قلت بيأس . فأجابت أمي بغضب :

    " ترتدينه محروقا ! فنحن لم نشتره لنرميه "

    عند هذا الحد . و لم أتمالك نفسي .

    و انخرطت في بكاء شديد رغما عني .

    في نفس اللحظة التي كانت أمي تغادر فيها الغرفة كان البقية مقبلين يتساءلون عما حدث و ما احترق .

    والدي قال :

    " ماذا حصل "

    أمي أجابت باستياء :

    " تركت فستانها يحترق ! و قبل قليل كسرت الأطباق ! لا أعرف متى ستكبر هذه الفتاة "

    كان الأمر سيغدو مختلفا لو أن وليد لم يكن موجودا يرى و يسمع .
    كم شعرت بالحرج و الخجل .
    إنني لست طفلة و مثل هذه الأمور لم تكن لتحدث لو أنني لم أكن مضطربة و مشتتة هذا اليوم . كما و أن أمي لم تكن لتصرخ بوجهي هكذا لو لم تكن هي الأخرى مضطربة و قلقة ، بسبب الليلة .

    رميت بالفستان جانبا و أسرعت الخطى قاصدة الهروب و الاختفاء عن الأنظار .

    كان وليد يقف عند الباب و يسد معظمه ، و حين وصلت عنده لم يتحرك .

    كنت أنظر إلى الأرض لا أجرؤ على رفع نظري إلى أي منهم ، إلا أن بقاء وليد واقفا مكانه دون أن يتزحزح جعلني أرفع بصري إليه

    الدموع كانت تغشي عيني عن الرؤية الواضحة .

    وليد نظر إلي نظرة عميقة دون أن يتحرك .

    " إذا سمحت . "






    رد مع اقتباس  

  10. #90  
    المشاركات
    3,259
    قلت ذلك ، فتنحى هو جانبا ، و انطلقت أسير بسرعة نحو غرفتي .

    في غرفتي ، أطلقت العنان لدموعي لتفيض بالقدر الذي تريد
    كان يومي سيئا ! كم كنت سعيدة في البداية !
    و الآن .
    حزينة . محرجة . مجروحة الخاطر . مخذولة .
    بدموع جارية . و قلب معصور . و فستان محروق ! و بلا حلي !


    أكثر ما أثر بي . هو الاستقبال البليد الذي استقبلني به وليد .
    و أنا من كنت أحترق شوقا لرؤيته !

    غمرت وسادتي البريئة من أي ذنب بالدموع الحارة المالحة . و بقيت حبيسة الألم و الغرفة فترة طويلة

    بعد مدة سمعت طرق الباب . قمت بتململ و فتحته ، فرأيت أمي .

    تحاشيت النظر إليها ، فأنا خجلة منها و لست مستعدة لتلقي أي توبيخ هذه الساعة .

    أمي قالت :

    " رغد ! على الأقل ابدئي الاستعداد ! ألم تستحمي بعد "

    وجدت نفسي أقول بغضب و انفعال :

    " لن استحم ، و لن أحضر معكم و سأنام حتى الغد "

    أمي صمتت قليلا ثم قالت بنبرة عطوفة :

    " يا عزيزتي لم أقصد توبيخك ، لكنك تتصرفين بشكل غريب اليوم ! هيا ابدئي الاستعداد . "

    رفعت رأسي إليها و قلت :

    " بم ؟ لا فستان و لا حلي ! "

    تنهدت أمي و قالت :

    " ارتدي أي شيء ! ما أكثر ما لديك "

    لم اقتنع ، فأنا أريد أن أظهر جديدة في كل شيء الليلة ! أليست ليلة مميزة؟ إنه عقد قران أختي دانه !

    قلت :

    " لن أحضر دون فستان جديد و مجوهرات ! دعوني أبقى في غرفتي فهذا أفضل و متى ما انتهيتم سأساعدكم في تنظيف المنزل "

    و بكيت

    بكيت بشدة ، و ليس سبب بكائي هو الفستان أو الأواني المكسورة ! إنه قلبي الذي يعتصر ألما من تجاهل وليد لي بهذه الطريقة !

    لماذا فعل ذلك

    ألم أعد مهمة لديه

    ألم يعد بألا يسمح لدموعي بالانهمار

    إنه الذي يفجرها من عيني بغزارة هذه اللحظة .

    أعرف أن أمي تحبني و تدللني ، مثل أبي . و هذا ما اعتدته منهما . لذلك حين قالت :

    " حسنا . اذهبي بسرعة مع أبيك لشراء شيء مناسب على عجل "

    لم أفاجأ ، بل مسحت دموعي مباشرة خصوصا و هي تنظر إلى الساعة بقلق .

    أخرجت حقيبتي من أحد الأدراج . و قلت :

    " لا أملك مبلغا كافيا "

    ذهبت أمي و عادت بعد قليل تحمل بعض الأوراق المالية ، و قالت :

    " سأخبر أبيك كي يشغل السيارة ، أسرعي رغد "

    و ذهبت ، و ارتديت عباءتي و خرجت بعدها .

    و فيما أنا أجتاز الردهة ، إذا بها مقبلة نحوي تقول :

    " لا فائدة يا رغد لقد خرج والدك ! "

    كان والدي مشغولا طوال اليوم ، و ها قد غادر من جديد .

    أطلقت تنهيدة يأس مريرة و رميت بالحقيبة جانبا و قلت :

    " قلت لك أنني لن احضر . دعوني و شأني "

    و أوشكت على البكاء

    أمي قالت :






    رد مع اقتباس  

صفحة 9 من 26 الأولىالأولى ... 789101119 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية كنت أحبك حب ماتقراه في أعظم رواية
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Aug-2014, 12:29 AM
  2. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  3. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  4. ديكورات كامله 2013 , ديكورات منزل كامله 2013 , صور ديكورات جميله 2013
    بواسطة ♣ ♣المتفائله♣ ♣ في المنتدى ديكور - فن الديكور المنزلي - اثاث غرف ومطابخ وحدائق
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-Sep-2012, 11:37 PM
  5. رواية قليل من الحب كامله من الروايات الرومنسية txt للجوال
    بواسطة بدويه اصيله في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-Oct-2011, 10:39 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •