أهلاً بكم في منتديات مياسه





في قسم




روايات - قصص - حكايات






وضمن منتديات




•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•




التابع لـ
منتديات مياسه






والذى يضم


محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems

روايات - قصص - حكايات

خواطر - نثر - عذب الكلام
أنهى سعيد مكالمته ووضع جواله في جيبه

والابتسامة ترتسم على وجهه ، بعد أن اتفق مع خطيبته ريم على الذهاب غـداً في نزهة إلى بعض الأماكن
وتناول الغــداء في أحـد المطاعم .
لم يرغب بتناول العشاء .
أمسك المنبه و ضبطه على الساعة الثامنة صباحاً ،
ووضع رأسه على الوسادة وأغمض عينيه وهو يحلم
بالغد وبحبيبته و كيف سيسعدها ، ثم خلد إلى النوم .

بعد وقت قصير استيقظ سعيد على رنين جواله
( يا ترى من هذا المتصل في منتصف الليل ) ؟
إنه صديقه و الذي هو شقيق ريم أيضاً ،
يقول بصوت مرتجف: لقد توفيت ريم يا سعيد ،
تركتنا فجأة !!! ،ثم انقطع الحديث ،
وقع جوال سعيد على الأرض و لحق به سعيد .

لم يصدق ما حدث و اصطبغت الدنيا من حوله
بلون واحد .هو الأسود.
فريم كانت كل شيء بالنسبة له .
لم يكن بهذا الضعف أبداً ، فتح درج طاولته وأمسك مسدسه ووضعه على رأسه و بين تردد و إصرار ، انطلقت الرصاصة كالوحش لتشق طريقها في رأسه . نهض سعيد خائفاً من سريره و هو يلتفت حوله

(( يا ربي ما الذي حدث ؟،
يبدو أني كنت أحلم ، الحمد لله .
ولكن لماذا ألبس ثيابي السوداء ؟،
وما مصدر صوت البكاء الذي أسمعه من داخل
المنزل )) .

ركض بسرعة إلى غرفة الجلوس ،
و كانت الصدمة !
الكل يلبس ثياباً سوداء و يبكي بحرقة، ثم تقدمت إليه أمه وضمته إلى صدرها بحنان ،
و قالت له : الحمد لله أنك استيقظت ، فمنذ وصلنا خبر وفاة ريم و أنت فاقد الوعي
رحمها الله يا بني ، عليك بالصبر فهذه إرادة الله .

لم يستطع تمالك نفسه ، و تساقطت دموعه من عينيه بسرعة البرق ،
لم يكن حلماً بل كان واقعاً .
جلس على الكرسي ، منهكاً و محطماً و يائساً
يقول في نفسه : ماذا أفعل الآن
لقد كانت السبب في سعادتي و الدافع لي في هذه الحياة ، والآن تتركني هكذا. وحيداً ؟!

لا أتصور حياتي من دونك يا ريم ، كيف سأعيش حياتي و حبيبتي تحت التراب ، كيف؟
خرج من منزله ليسير في الشوارع بلا هدى ،
كانت كل فتاة في الشارع تذكره بريم ، حتى أنه أحس برغبة بقتل كل فتاة يصادفها .
فقد كان هناك صوت من أعماقه يناديه بأنه يجب
أن تموت كل الفتيات ، فليس من العدل أن تكون
حبيبتي تحت التراب و أنتن فوقه .

و بينما هو يسير سمع سعيد صوت منبه مرتفع ،
بحث بعينيه حوله و لكنه لم يعرف مصدر الصوت ، لابد أنني جننت !.
نعم إني أسمع صوتاً غير موجود !.
و لم يكمل كلامه حتى أحس بنفسه وكأنه يسقط من مكان مرتفع .
استيقظ من نومه كالمجنون ، وجد نفسه على الأرض بجانب سريره و الصوت لم يكن إلا صوت المنبه في غرفته
فالساعة الآن الثامنة صباحاً

(( يا ربي هل أنا أحلم ؟، هل موت ريم مجرد حلم ؟ ،لكنني استيقظت المرة الماضية و لم أكن أحلم ،
هل أحلم أم أنا مستيقظ ))
نهض مسرعاً من مكانه إلى المطبخ
وهو يحدث نفسه : في الحلم لا يمكن للإنسان أن يحس بطعم الأشياء في فمه ، نعم هكذا يحصل معي في أحلامي ، و أمسك بيده زجاجة العصير
وشرب منها بلهفة ثم تجمد مكانه منتظراً النتيجة ، ضحك بصوت مرتفع ، نعم إنه طعم البرتقال وأنا هذه المرة لا أحلم ، وريم بخير .
نعم لقد انتهى الكابوس المزعج .

لبس ثيابه ، أمسك أمه و قبلها كثيراً
وهي طبعاً مندهشة لما يحصل ، ثم انطلق إلى حبيبته بفرح شديد كما لو كان العالم بأكمله له،
و قد أصبح لديه إحساس أن مجرد البقاء إلى جانب والدته و حبيبته يعني له كل شيء
يعني له .الحياة.

rwi sud] ,vdl