وطالما هي النفس تعودت محنة الشقاء

وطالما الإبحار كان في بحر دموع ودماء

فلما العجالة في رحيل عن ديار تنازع بالعداء

فكم نزرع الحب لنحصد الجدب في الصحراء

كشمعة تحترق حتى تغمر الدنيا بضياء

ثم تبكي بحرقة ودموعها تسيل بسخاء

وتهب الحيـاة لظلمة تبخل بوفاء

وأنا المتيم نحرت فؤادي لصخرة صماء

لا تلين ولا ترى عوجاً في صحبة عرجاء

بل ترى الدموع عبقاً وفرحة تجازى بجفـاء

وترقص إهلالاً وفرحاً بشمعة تذوب وتختفي بفناء

فكم يقسو ذلك القلب وكم تعود الطعن في الأحشاء

والهجرة عن ديار أهلها بعطاء الحب بخلاء

لا يعرفون الود بود ولا يجازون الوفاء بوفاء

إنما الأيام دائرة وغداَ لن تكون شمس في السماء

والنهر يجدب ويصد بعد فيض وعطاء وسخاء

والليل سرمدي يطول بعد وضح ووهج وضياء

بظلام يوحش جاحداً وناكراً يرتجي بدراً في المساء

فلا يرى غير ذكريات توقفت بذورها عن النمـاء

وراحل يرتحل والقلب ما زال يتمسك بالأرجاء

والأقدام تبتعد والروح ما زالت تدور في الأنحاء


oh'vi 'hglh