أهلاً بكم في منتديات مياسه






في قسم





روايات - قصص - حكايات






وضمن منتديات




•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•




التابع لـ
منتديات مياسه






والذى يضم


محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems

روايات - قصص - حكايات

خواطر - نثر - عذب الكلام


جريمة قتل غامضة راح ضحيتها مزارع في إحدى قرى القحطانية شمال شرق الحسكة في سورية، لم تتمكن الأجهزة الأمنية من معرفة القاتل إلا بعد مضي شهر على الجريمة، عندما لم تستطع زوجة ابن القتيل السكوت طويلا لتبوح بالحقيقة لرجال الأمن وأن قتله تم لأنه أراد الزواج من امرأة أخرى، وما أن علمت زوجته الأولى بذلك حتى دفعها غيظها إلى جمع أولادها وتحريضهم على قتل والدهم فجر يوم زواجه المرتقب.

تأخر ذلك الاعتراف شهرا كاملا بعد أن شرعت الألسن في التعاطي مع الحادثة، إلا أن ضمير زوجة الابن استيقظ فجأة فسردت كامل تفاصيل الجريمة، وهي تؤكد لرجال الأمن بأن أقوالها السابقة التي ذكرت فيها أن القتيل كان يتحرش بها وببناته وبنات شقيقه، جاءت تحت الضغط والتهديد حيث هددها زوجها (ابن المغدور) في اليوم الثاني لارتكاب الجريمة بأنها إن لم تقل أمام الشرطة والقضاء بأن والده أقدم على الاعتداء عليها، فسيقتلها ويقتل أولادها الثلاثة، فلم يكن أمامها إلا الاستجابة لتهديده مؤكدة أنها كانت تعمل مع والده في المزرعة وخلال تلك الفترة لم تشاهده مع أي من بناته أو أية امرأة أخرى في وضع مريب وأن الدافع الحقيقي لقتله أنه أراد الزواج من امرأة أخرى، مشيرة إلى أن ولده (زوجها) هو من قتله ببندقية صيد، وبعد تنفيذ الجريمة ادعوا أن ولده الحدث الصغير هو من قتله وفوق ذلك أرادوا تشويه سمعة المغدور وإلصاق أشنع التهم به إذ قالوا زورا وبهتانا أنه كان يتحرش بها وببناته وبنات شقيقه ويعتدي عليهن، ولكن الحقيقة ظهرت للعلن عندما طلب القاضي معاينة بنات أخ القتيل وجميع اللائي زعموا بأنه كان يعتدي عليهن خاصة بناته الثلاث، وتبين من خلال الفحص الطبي أنهن سليمات، ولم يقع عليهن أي اعتداء!
وهكذا تكشفت تفاصيل الجريمة بحق العصامي الذي بنى نفسه بتعب وعمل وكافح إلى أن تحسنت أحواله المادية وصارت لديه مزرعة يعمل فيها وأولاده وبناته.
ولأن علاقته مع زوجته لم تكن جيدة وبينهما مشكلات كثيرة وسبق أن تركته ثم عادت إليه بعد أن تدخل بعض الخيرين وتبين مع مرور الوقت أنها لم تغير من طباعها وتصرفاتها، قرر الزواج من أخرى وهو ما أثار حفيظة زوجته فاستدعت ابنها من العاصمة، وعقدت اجتماعا مع أولادها (الشباب الثلاثة وبناتها) وأفهمتهم أن والدهم سيتزوج في اليوم التالي من امرأة أخرى، وأنه سيتخلى عنها وعنهم، وكل الأموال التي جمعها والأملاك التي بحوزته ستذهب للمرأة الجديدة ولذلك لا بد من التخلص منه.
وشرحت لهم الخطة الموضوعة لذلك ودور كل منهم فيها، بحيث يتولى ولدها قتل والده بإطلاق النار عليه وهو نائم من بندقية الصيد الموجودة في المنزل، ويدعي الآخرون أمام الشرطة أن ابنها الحدث هو من أقدم على قتل والده، لأن دمه ثار عندما علم أن والده كان يتحرش ببناته وبنات شقيقه وزوجة ابنه ويعتدي عليهن، ولهذا قتله انتقاما لشرفهن، وبذلك يستفيد الحدث من سببين مخففين: الأول كونه حدثا والثاني الدافع الشرف، أما هي فتضلل العدالة وتضييع معالم الجريمة.
‏وبعد التخطيط وتوزيع الأدوار بدأ التنفيذ وبقي ابنها يراقب والده إلى أن غط في نومه، بسبب الإجهاد جراء العمل في المزرعة، وحمل بندقية الصيد وأطلق النار على رأس والده من الخلف ففارق الحياة على الفور، ثم ذهب للنوم كأن لم يفعل شيئا!
وفي الصباح أيقظتهم أمهم وتناولوا طعام الإفطار بجوار جثة والدهم الذي كان غارقا في دمه، ثم ذهب البعض منهم إلى عمله في المزرعة كالمعتاد، وبعد حوالى الربع ساعة بدأت أمهم (العقل المدبر للجريمة) بالصراخ والبكاء، بأن زوجها قتل، وأرسلت ابنها القاتل إلى مخفر الشرطة ليخبرهم بمقتل والده حسب الخطة الموضوعة!
وحدث ما لم يكن في الحسبان، وهو أن زوجة ابنها شكت بالموضوع ولاحظت الأم وأولادها من تصرفاتها أنها يمكن أن تفضحهم، فأخذوا أولادها منها وهددوها بقتلهم وقتلها إن تحدثت، ومع مرور الوقت وتحت وطأة تأنيب الضمير، قررت قول الحقيقة وسردت للقضاء القصة كاملة فيما تم تقديم الجميع إلى العدالة.

rwi [vdlm