أهلاً بكم في منتديات مياسه






في قسم





روايات - قصص - حكايات






وضمن منتديات




•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•




التابع لـ
منتديات مياسه






والذى يضم


محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems

روايات - قصص - حكايات

خواطر - نثر - عذب الكلام


موضي حلم يموت تحت الأقدام !


الساعة تقترب من الثامنة حينما استيقظت لقد تأخرت . قلتها وأنا أصر أسناني غيظا ، من المنبه الذي يخذلني في كل مرة ، نفضت الشرشف عن جسمي ، وقفزت من فراشي . الربع ساعة التي أمضيها عادة في الاستعداد ، أختصرتها إلى خمس دقائق . ركبت السيارة وأنطلقت ، كل شئ إختصرته إلا السرعة ، فإنها قد تضاعفت . يجب أن أصل ، ولو أدرك نصف الاجتماع . كان ذهني مشغولا بحساب عدد التقاطعات المتبقية ، حتى أصل إلى الطريق السريع ، عندما دوى إرتطام ، عنيف في الجانب الأيمن من مؤخرة سيارتي ، وعكس اتجاهها تماما ، حينما استعدت توازني ، بعد مفآجأة الصدمة ، كانت (أشلاء) سيارتي متناثرة أمامي ، ولمحت من بعد ، السيارة التي صدمتني تلوذ بالفرار
قلت في نفسي : سيارة فخمة لماذا يهرب صاحبها ، ورفرف من رفارفها يعادل قيمة سيارتي ؟

لم أحتج لتفكير طويل ، لكي أقرر أن أطارده وأنسى الاجتماع . الصدمة قوية ، والتلفيات في سيارتـي كبيرة ، وأنا لا أستطيع أن أتحمل خسائر بهذا الحجم الاجتماع يمكن أن يعوض . هكذا حدثت نفسي ، وأنا أنطلق وراءه بنصف سيارة تقريبا ، كان مرتبكا ، لذلك لحقته بسرعة ، وبدأت مطاردة غير متكافئة بين سيارته الفارهة ، والـ (نصف) المتبقي من سيارتي . شعر أني مدركة لا محاله ، فأنا صاحب حق ، والوضع الذي آلت إليه سيارتي ، لم يبق لي شيئا أخسره ، عند أحد المنعطفات خفض من سرعته كثيرا . لاحظت ذلك ، من نور الكوابح الذي ظل مضاء أطول من كل مرة . لقد استسلم قلت لنفسي ، وبدأت آخذ وضع الاستعداد للوقوف

فجأة رأيت باب الراكب الذي بجانبه يفتح ، ولاحظت أنه يميل ، ويدفع (شيئا) إلى الخارج ثم أعقب ذلك صريخ عال لعجلات سيارته يصم الآذان ، وهو ينطلق بسرعة عاليه ، تاركا المكان ممتلئا برائحة إحتراق الاطارات ، إثر إحتكاكها الهائل بالارض ، حينما فتح الباب وقذف بذلك (الشئ) ، كان أول ما سقط حقيبه ثم شيئا ملتفا بقماش أسود كأنه :
- يا إلهى إمرأة بل فتاة
هكذا صرخت ، وأنا أتقدم ببطء تجاه ذلك (الشئ) ، الذي قذف من السيارة .

نهضت الفتاة وأخذت تنفض الغبار الذي علق بعباءتها ، وتتراجع ملتصقة بالجدار . حينما اقتربت منها ، أخذت تبكي ، وهي تلملم أطراف (مريولها) الذي تمزق ، إثر سقوطها من السيارة .

- طالبه
قلتها ، وأنا أنظر إلى (مريولها) ، وأغراضها المدرسية التي تناثرت من حقيبتها وقفت قريبا منها ، وصرت أسمع بكاءها ، وحشرجة صوتها وهي تقول :
- أرجوك أرجوك أستر علي ، الله يخليك لا تفضحني

لم أدر ماذا أصنع . شعرت بإرتباك وحيرة شديدة وتعطلت قدرتي على التفكير . الموقف يبعث على الريبة : أنا وفتاة على ناصية الشارع . ثوبها ممزق ، وأغراضها مبعثرة على الأرض قلت لها بعد تردد ، دون أن أحدد ما هي خطوتي التالية :
- اركبي سأوصلك إلى بيت أهلك
صاحت بهلع :
- لا لا أريد بيت أهلي ستذبحني أمي أرجوك

كان يجب أن أتصرف بسرعة ، خاصة وأن المشهد أصبح ملفتا للنظر ، السيارات المارة ، صار أصحابها يحدقون بنا ، وكاد فضول بعضهم يدفعه للتوقف
- اركبي الآن ونتفاهم فيما بعد في المقعد الخلفي لو سمحت

شرعت أجمع أغراضها ، التي تناثرت من حقيبتها المدرسية ثم عدت أدراجي إلى السيارة ، لم تكن قد ركبت !!
- لماذا لا تركبين ؟
- الباب لا ينفتح
- تعالي إلى هذا الباب
ألقيت نظرة إلى داخل السيارة ، كان حطام الزجاج يملأ المقاعد الخلفية
- أووف لا باس إركبي في المقعد الأمامي

ركبت ، وحينما أستوت على المقعد ، أخذت تجمع عباءتها ، لتغطي بها (مريولها) الممزق، الذي أنشق عن ساقها إلى أعلى ركبتها بقليل . لمحت كفها بيضاء صغيرة ، خمنت أنها لا تزيد عن الخامسة عشرة

- تدرسين ؟
- نعم
- في أي صف ؟
- الثالث متوسط

كان ظني في محله لون (مريولها) يشبه لون مريول شقيقتي ، التي تدرس في نفس المرحلة .

_ وش إسمك ؟
_ إسمي موضي

كنت أسير بالسيارة على غير هدى ، وطافت في رأسي كثير من الأفكار : أسلمها للهيئة ارجعها إلى بيت أهلها أعيدها للمدرسة أنا قطعا لا أستطيع أن ابقيها معي

سألتها :
- موضي من هذا الذي كنت معه ؟
لم ترد على سؤالي ولا أدري تحديدا لم سألتها . كنت أريد أن اختلق حوارا ، لأصنع جوا من الثقة ، يساعدني في فهم ملابسات أمرها ويمهد الطريق إلى قلبها

القلـوب المغلقة مثل دهاليز الاستخبارات مرتع خصب للخوف والتوجس والشك والريبه الساعة الآن تجاوزت التاسعة والنصف الوقت يمضي ، وأمامي أعمال كثيرة يجب أن أؤديها

حين فشلت محاولتي لإستدراجها للكلام ، رأيت أن احسم الموضوع مباشرة

rwm pgl dl,j jpj hgHr]hl