أهلاً بكم في منتديات مياسه






في قسم





روايات - قصص - حكايات






وضمن منتديات




•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•




التابع لـ
منتديات مياسه






والذى يضم


محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems

روايات - قصص - حكايات

خواطر - نثر - عذب الكلام


المنظر: قصر الملك وقد زين بفرش جميل وفي وسطه أريكة مخملية حمراء يجلس الملك عليها لاستقبال ضيوفه وفي يمينها توجد مقاعد كثيرة وتبدو فخامتها واضحة من البراويز والمخدات التي عليها ، حيث يجلس الضيوف، ومنهم يجلس يسار بن الأجدع، حيث يدخل همام بن الحارث ويسلم

همام ( وهو يقوم بحذاء الملك) أحسن إلى المحسن بإحسانه، والمسيء ستكفيه مساوئه.
الملك: إن حديثك هذا ليعجبني.
وبعد انتهاء المجلس ومغادرة الضيوف لم يبق سوى يسار .
الملك: ما مكوثك يا يسار، ألك حاجة؟!
يسار: لا حاجة لي أيها الملك ، وأبقاك الله لنا ذخرأً، ولكنني
الملك: تكلم يا رجل .
يسار : إنه يحزنني أن يكون في مجلسك ذو وجهين .
الملك: ومن تقصد ؟ فسر كلامك.
يسار: إن من يقوم بحذائكم ويقول ما يقول يزعم أنك أبخر.
الملك: وكيف يصح ذلك عندي .
يسار: تدعو به إليك،فإذا دنا منك وضع يده على أنفه لئلا يشم ريح البَخر.
الملك: انصرف حتى أنظر.

المنظر: بيت يسار المتواضع وقد حلته بعض هدايا الملك الثمينة.
يسار: حياك الله يا همام، حلت علينا البركة بقبولك زيارتي ومشاركتك لي غدائي .
همام : البركة فيكم يا أهل الدار ، فلا تبالغ أيها الرجل الطيب .
يسار : وهل أعجبك الطعام ؟ قل الصدق ولا تجامل .
همام : بكل تأكيد فهو من أطيب الأطعمة التي تناولتها في حياتي ، ولكن ألا تلاحظ أن الثوم طغى عليه .
يسار : صدقت لهذا لن أحضر اليوم لمجلس الملك .
همام : ولكني سأحضر وأحاول أن أكون بعيدا عنه حتى لا يشم رائحة الثوم .
يسار : وإن طلب منك أن تدنو منه فماذا تفعل ؟!
همام : لن يطلب ذلك ، وإن فعل سأضع يدي على فمي .
يسار ( وقد صغرت عيناه وارتسمت على شفتيه ابتسامة مكر ) : أحسنت فعلا أيها الذكي .

في قصر الملك : يجلس الملك كالعادة وحوله ضيوفه ، ويدخل همام ويسلم ويقوم كعادته بحذاء الملك .
همام : أحسن إلى المحسن بإحسانه ، والمسيء تكفيه مساوئه .
الملك : أدن مني .
فدنا منه ووضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه ريح الثوم .
الملك في نفسه : ما أرى يسارا إلا وقد صدق . أيها الحاجب أعطني كتابا وقلما .
وكان الملك لا يكتب خطا بيده إلا جائزة أو صلة ، فكتب كتابا بخطه إلى عامل من عماله فيه : إذا أتاك حامل كتابي هذا ، فاذبحه واسلخه واحش جلده تبنا ، وابعث به إليّ .
الملك : خذ هذا الكتاب إلى عامل من عمالي ليصرف لك ما فيه .
همام ( مستبشرا ) : سمعا وطاعة أيها الملك ، فانسحب وهو يدعو للملك .

في الطريق ، حيث كان يمشي همام مسرعا مستبشرا بكتاب الملك فلما لمحه يسار ناداه : همام همام
همام : مرحبا بك ، لقد كانت زيارتي لك مباركة أيها الرجل المبارك .
يسار بتعجب : كيف ؟!
همام : لقد خط الملك لي كتابا ربما تكون صلة ، وهأنا ذاهب إلى عامل الملك ليصرفها ليّ .
يسار مستعطفا : أنت تعلم أن لي عيالا كثيرا ، فهبه لي أرجوك .
همام ( وقد تذكر وليمته البارحة فأراد أن يكافئه عليها ) : حسنا هو لك ، فأخذه وسار مسرعا
إلى عامل الملك .

في بهو كبير يجلس عامل الملك ويصرف ما يحفظه ( يأمر به ) الملك من جوائز وصلات ، حيث يدخل عليه يسار ويعطيه الكتاب .
نظر العامل إلى يسار بتفحص وقال : وهل تعلم يا هذا ماذا في كتابك ؟
يسار : خيرا من يدي الملك البيضاء .
العامل : في كتابك أن أذبحك وأسلخك .
قاطعه يسار وفرائصه ترتجف وهو يقول : إن الكتاب ليس لي ، الله الله في أمري حتى أرجع إلى الملك .
العامل : ليس لكتاب الملك مراجعة .
فذبحه وسلخه وحشا جلده تبنا ، وبعث به إلى الملك .

في قصر الملك ، حيث يدخل همام كعادته فسلم وقام بحذاء الملك .
همام : أحسن إلى بإحسانه ، والسيئ تكفيه مساوئه .
الملك بتعجب : ما فعـل الكتاب ؟!
همام : لقيني يسار ، فاستوهبني إياه فوهبته له .
الملك : إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر ( قبيح رائحة الفم ) .
همام : ما فعلت !!
الملك : فلم وضعت يدك على فيك !
همام : كان يسار قد أطعمني طعاما فيه ثوم ، فكرهت أن تشمه .
الملك ( مبتسما ومتعجبا من قدرة العليم الحكيم ) : صدقت ، أرجع إلى مكانك فقد كفاك المسيء مساوئه .



rwm rwv hglg;