أهلاً بكم في منتديات مياسه






في قسم





روايات - قصص - حكايات






وضمن منتديات




•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•




التابع لـ
منتديات مياسه






والذى يضم


محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems

روايات - قصص - حكايات

خواطر - نثر - عذب الكلام


كانت ليلة باردة ما يعكّر هدوءها إلاّ ريحة المطهّر اللي يميز المستشفيات،

بالرغم من أني ما كنت أحس بأي ألم إلاّ أنني كنت أتقلب على سريري


خايفة من بكره… ما أدري ليش؟!!!.
ابتسمت وأنا أتذكر زوجي، كان يقول:
- لا تخافين يا العنود الطب تطور، وأَبلف بك العالم لين تشفين، لا تخافين أنا معك.
ابتسمت وأنا أتذكر كلامه والخوف اللي بنظراته وهو يحاول يطمني.
أمي يا حبيلك يا يمّه… طول الليل كانت تصلي وكل ما فتحت عيوني سمعت صوت همساتها تدعي لي، وتتضرع لله. يا حبيلك يا يمّه ويا حبيلي لعيونك اللي مَورْمه من البكاء
بالرغم من أنّي ما أشوفها وهي تبكي.
أشياء كثيرة تغيرت هالأيام، زوّاري كلهم تغيروا، ما عاد يجيني أحد من سني،
لا ما عاد أشوف إلاّ كبار العايلة اللي يتصفون بالدين والعقل. شيء غريب!!
ما أدري وش سببه؟! حتى الأحاديث اللي تطرح في غرفتي كلها عن قوة الإيمان والصبر.
وما عاد أحد يذكر لي الأمل في الشفاء، ولا أخبار العايلة!!
بنت عمي ولدت ما دريت إلاّ بالصدفة، سمعت وحدة تبارك لأمها في زيارتي وش صاير؟!!!!! والله شكيت أنهم يعرفون عني شيء أنا ما أعرفه!
يعني يمكن الطبيب قال في حالتي شيء؟!!!.
بس طردت وساوسي بحجة إن الطب تطور، والطبيب شكله مطّمّن علي،
وزوجي يقول إني بَشفى أكيد.
قطع صوت أمي حبل أفكاري، وهي تناديني:
- العنود قومي وأنا أمك صلّي.
ابتسمت وأنا أتذكر كيف أمي تغيرت.
أمي أوّل من كثر حبها لي في البرد إذا أذّن الفجر تهمس في أذني إني أصلي،
وكانها ودها إني ما أسمعها، وإذا ما قمت تعيمت عني وسكتت وابعدت،
وهي تدعي إن الله يهديني. غريبة من بداية مرضي وهي حريصة على صلاتي،
تقومني بصوت حزين مستسلم، ابتسمت وقلت لها:
- أنا قايمة يمّه.
تنهدت وقالت:
- الله يشفيك يا بنيتي.
قلت:
- يمّه… ليش أنتِ حزينة؟! ترى أنا طيبة، والله ما فيني إلاّ العافية بالذات اليوم.
وطلعت أمي وأنا أكلمها وتركتني. استغربت، وسكت، وقمت أصلي.
يوم سلّمت وقبل لا أقوم عن سجادتي إلاّ باب الغرفة يدق الفجر!!! من جاي هالوقت؟!!!
شفت أخوي الكبير محمد يطل من الباب. ابتسامته تنوّر وجهه الملتحي،
بس ابتسامته كلها حزن. قال:
- كيف حالك يا الغالية اليوم؟!.
وسلّم على أمي وانحنى يسلم على يدها،
قلت: - الحمد لله بخير اليوم أنا طيبه، وأظنهم اليوم بيطلعوني. عندي إحساس.
الغريب بالرغم من إني كنت أبي أفرحه إلاّ أنه التفت عني وراح للشباك،
وفتحه ووقف عنده شوي وهو يتنفس بعمق ويذكر الله. وكأنه يحاول يطرد الشيطان،
بعدين قال بدون ما يرفع عينه من الأرض:
- ودّي أغيّر اتجاه سريرك يا العنود.
وقبل لا أرد حرّك السرير وخلاّه من جهة القبلة… ابتسمت،
قلت: - لييش؟!!!!!!!!.
قال وهو ما رفع عينه من الأرض وبصوت مرتعش:
- أفضل علشان إذا دعيتي الله تكونين مواجهة للقبلة.
قلت وأنا أضحك : - محمد أخاف ذي بدعة، انتبه.
ولا رد علي، حط مصحف جنب سريري وخرج وتركني، ولحقته أمي،
وأنا ابتسمت وأنا أتذكر المناقشات الحادة اللي كانت تدور بينا في أمور الدين.
كان دايم ينصحني ويوعظني، وأنا بالرغم من إني أحترمه إلاّ أني كنت أناقشه في أي فكرة يقولها، وأقول اللي في خاطري، وهو كان متقبّل للمناقشة ويرد برحابة صدر.
رجعت لسريري وتمددت عليه، فعلاً هالمكان أحسن من الأول، هنا أقدر أشوف الحديقة اللي برّا، وأشوف العصافير تغرد في الصبح. تذكرت شباك غرفة بنتي سارة، أكيد العصافير متجمعة عنده ألحين. يا ما أزعجتني أصوات تغريدها، وفتحت الشباك علشان أفرّقها، لا تقوم حبيبتي سارة وترتاع. يوه… وينك يا سارة؟! بكرة بتنامين في حضني ، وأبعوضك عن الأيام اللي قضيتها بعيدة عنّك في المستشفى، بكرة أبشم ريحتك يا عمري.
دخلت أمي، قلت:
- يمّه سارة تراها الأيام الأخيرة تجيها كوابيس، عساك وصيتي نورة عليها لا تفارقها لو دقيقة في الليل لين أجي.
قالت أمي:
- ما عليكِ أنتِ، سارة مرتاحة، فكري بنفسك بس.
تمددت على سريري وأنا أطالع الساعة على الحائط، الدكتور بيجي الساعة 10 وأبقوله إني أبطلع خلاص، ماله داعي أربك أهلي وزوجي أكثر من كذا، خاصة أخوي ماجد قرّب عرسه. وسحبت مجلة أزياء، وفتحت على صفحه الموديل اللي اخترته لزواج أخوي ماجد، واتخيلت شكلي وأنا لابسته، يوووه أبقهر كثير من البنات اللي ينافسوني في العايلة، أبكسر عينهم
وقعدت أفكر… كيف أقنع الخياطة علشان توافق تخيطه بسرعة؟! وغفيت.
وقمت على صوت أخوي محمد يقرأ قرآن عند راسي، وفتحت عيوني، وابتسمت له، قلت:
- محمد ما بعد رحت البيت؟!!! يوه وعملك؟!!!!.
مارد علي وكمّل قراية لين ختم السورة، وهذا أبو سارة زوجي الحبيب اللي مسك يدي، وقال وهو يبتسم بحنان:
- هاه العنود… عساكِ ما حسيتي بشيء؟!
استغربت من سؤاله! قلت:
- لا أنا يا خالد طيبة، ما فيني إلاّ العافية، وودي أطلع الصراحة.
قال: الله يشفيكِ.
وابتعد عني بسرعة لا أشوف دموعه، وفي هاللحظة سمعنا دقات على الباب، ودخلت الممرضة لتعلن وصول الطبيب. وفي هاللحظة زوجي نقز من مكانه كأنّه مقروص، وخرج بسرعة مثل الواحد اللي يبي يهرب، أما أنا فرحت قلت للممرضة بحماس:
- خلّيه يدخل أنا جاهزة.
ودخل الطبيب، طبيبي يشبه أخوي محمد كثير، مسلم ملتزم ملتحي ومحترم، ما أذكر مرّة إنه رفع عينه في عيني إلاّ للضرورة، وأنا أستحي منه مرّة، بس أثق فيه وأعتبره زي أخوي، قال:
- هاه كيف حالك يا العنود؟!
- الحمد لله يا دكتور، أنا اليوم أفضل يوم لي من بداية مرضي، وأبي أطلع خلاص، اشتقت لبيتي.

rwi gdgm fhv]m