السمنة هي صورة من صور سوء التغذية وهى ناتجة عن غياب الثقافة الغذائية الصحيحة وهى محصله لزيادة فى ترسيب وتراكم الدهون فى خلايا الجسم الدهنية ويعتبر الطفل بدينا عندما يزيد وزنه عن المعدل الطبيعي بنسبة 20% أو أكثر وهذا المعدل يختلف باختلاف السن والطول والجنس وطبيعة الطقس والحرارة . وحديثا اعتبرت السمنة أحد الأمراض المزمنة شأنها فى ذلك شأن أمراض السكر والضغط حيث أنها تحتاج إلى وقت طويل لأحداث تغيير جذري فى عاداته الغذائية وأسلوب حياته ونشاطه العضلي والجسماني اليومي ليحصل بعد ذلك على جسم رشيق وسليم وصحي






كيف نتعرف على سمنه الأطفال؟
عامل الوراثة يلعب دورا هاما حيث أنه ثبت عمليا أن الإصابة بالسمنة تكون نسبة حدوثها حوالي 40% إذا كان أحد الوالدين يعانى من السمنة وتتضاعف هذه النسبة إذا كان الوالدان مصابان بالسمنة , كما أن هناك دراسات أكدت بأن تفضيل الفرد لتناول بعض أصناف الطعام عن البعض الأخر منها كالدهون مثلا والذي ينتج عنها السمنة لها سببها الوراثي ويتعلق ببعض الجينات .
بالإضافة إلى العوامل النفسية والسلوكية والاجتماعية ولعل هذه العوامل هي الأكثر شيوعا خاصة وأن الطفل مخلوق حساس جدا وللتغيرات النفسية والاجتماعية تأثير ملحوظ فى سلوك الطفل الغذائي والمزاجي بصفه عامه , كما أن زيادة وزن الطفل يمكن أن يتأثر بالحالة النفسية للوالدين خاصة الأم حيث أكدت بعض الدراسات بأن هناك علاقة بين الحالة النفسية للأم وسلوكها الغذائي.



عوامل اجتماعية وفسيولوجية
كما أن للظروف الاجتماعية والاقتصادية والنمط الحياتي اليومي للأسرة دور هام فى حدوث السمنة , فالجلوس المتواصل للطفل أمام شاشة التلفيزيون وتناوله للعديد من المسليات والمياه الغازية له تأثير واضح على حدوث السمنة عند هؤلاء الأطفال , كما أن كثير من الأمهات يعتقدن بأن السمنة دلاله على صحة الطفل وأنها نعمة قد تحسد عليها .
أما العوامل الفسيولوجية فتشمل جميع مراحل النمو عند الطفل وخاصة عند سن المراهقة حيث يحدث تغيرات فسيولوجية عديدة ناتجة عن التغيرات فى النشاط الهرمونى بالجسم مما قد يؤدى للإصابة بالسمنة.


الغذاء وسمنه الأطفال
وفى حالات تناول كميات كبيرة من الأغذية ذات السعرات الحرارية الكبيرة , خاصة التي تحتوى على نسب كبيرة من الكربوهيدرات والدهون, فمن المعروف أن الطفل فى عمر ما قبل المدرسة يحتاج إلى 100- 90 سعر حراري لكل كيلوجرام من وزنة يوميا , فى حين أن الطفل فى المرحلة العمرية من 6 سنوات إلى 15 سنة يحتاج إلى 90 – 60 سعر حراري لكل كيلوجرام من وزنة يوميا , فإذا علمنا أن الجرام الواحد من البروتين والكربوهيدرات يعطى 4 سعر حراري , بينما الجرام الواحد من الدهون يعطى 9 سعر حراري , وأن 60% - 65 % من الطاقة اللازمة للإنسان سواء كان طفلا أو بالغا يجب أن يحصل عليها من الكربوهيدرات بينما 20% - 25 % منها يجب أن يحصل عليها من البروتينات , والباقي من الدهون على ألا تتعدى نسبتها ال 15 % ، ويمكن بحسبة بسيطة أن تعرف الأم الكميات المناسبة من الأغذية التي يجب عليها إعطاؤها لطفلها .



أضرارا سمنه الأطفال
الطفل البدين سوف يعانى مستقبلا من أمراض عضوية عديدة كالأم المفاصل واعوجاج العظام والأنيميا ومن أمراض القلب والأوعية الدموية والكبد والكلى وبعض أمراض الجهاز التنفسي ولقد ثبت علميا بأن السمنة عند الطفل تعتبر عامل أساسي لأصابته الطفل بارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول وأمراض القلب مستقبلا, كما أن هناك نوع من السمنة يسمى بال ( obesity Morbid ) وهذا النوع من السمنة تتراكم الدهون بالجسم بصورة كثيفة مما يؤدى إلى خلل أو إصابة أي عضو بداخل جسم الطفل وبالتالي يؤدى إلى مشاكل صحية مزمنة .
أما بالنسبة للأعراض النفسية والسلوكية فهي عديدة فالطفل يشعر بأنه مثار انتباه الآخرين , بالإضافة لعجزه عن ممارسة بعض الألعاب الرياضية ومجاراة أقرانه بالإضافة لشعوره السريع والدائم بالتعب والإرهاق من أقل مجهود مما يجعل الطفل يفقد الثقة فى قدراته وقد يؤدى به ذلك إلى الإحباط والعزلة والاكتئاب وقد يؤدى فى بعض الأحيان إلى الإصابة بالعدوانية .
كما أن التحصيل الدراسي له سيكون أقل لأن عامل التركيز غير كامل لما يعانى منه هذا الطفل .


التخلص من سمنه الأطفال
وذلك برفع ثقافة التغذية السليمة للطفل لدى الأمهات،ولأهمية هذا الموضوع كانت أهميه العمل البحثي فى هذا المجال ومن أهم الأبحاث العلمية التي تمت فى هذا المجال بحث هام يبحث فى العلاقة بين هرمون اللبتين وضغوط الأكسدة عند الأطفال الذين يعانون من السمنة فى سن ما قبل البلوغ , ولقد كان الغرض من هذا البحث هو إلقاء الضوء على مستوى ومعدلات التغير فى كلا من هرمون اللبتين والأنزيمات والفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين ج , ه عند الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة المفرطة فى سن ما قبل البلوغ .

ولقد تناولت الدراسة عدد 32 طفل وطفلة ممن يعانون من زيادة الوزن والسمنة فى الفئة العمرية من 4 إلى 10 سنوات , بالإضافة إلى عدد 16 طفل وطفلة من نفس الفئة العمرية كعينة معيارية إختبارية ضابطة من الأطفال الأصحاء ممن لا يعانون من السمنة وزيادة الوزن أو أى أمراض عضوية مزمنة . وتم عمل القياسات الأنثروبومترية من أطوال وأوزان معامل كتلة الجسم بالإضافة إلى تقدير مستوى هرمون اللبتين وإنزيمات المضادة للأكسدة متمثلة فى إنزيمى الكتاليز والسوبر أوكسيد ديسميوتيز فى كرات الدم الحمراء وأيضا قياس معدلات فيتامين خ , ه فى أمصال جميع الأطفال سواء عينة البحث والعينة الاختبارية الضابطة .

ولقد ظهرت نتائج هذه الدراسة أن هناك زيادة عالية وملحوظة وذات إحصائية فى مستوى هرمون اللبتين عند الأطفال عينة البحث بالمقارنة بنظر أنهم بالعينة الأختبارية الضابطة , بينما هناك انخفاضا ملحوظا وذو دلالة إحصائية فى مستوى كل من فيتامين ج , ه وإنزيمى السوبر أوكسيد ديسميوتيز والكاتاليز عند الأطفال الذين يعانون من السمنة بالمقارنة بنظر أنهم الذين لا يعانون من السمنة .

ولقد استخلصت من هذه الدراسة أنها أكدت على وجود علاقة واضحة عند الأطفال , وحالة الأكسدة عندهم , وعليه يمكن أن تؤكد على أن التغيرات الكيموحيوية والأيضية المتوقعة عند الأطفال الذين يعانون من السمنة فى سن ما قبل البلوغ , ترجع وتعزى إلى زيادة مستوى هرمون اللبتين وزيادة تأثير العناصر الحرة .من البرونزية

;dt jhpht/ ugn [sl 'tg; 2013