هي ذلك الضيف الثقيل الذي لا يتوقع حضوره الكثيرون من الآباء لأبنائهم حديثي الولادة يأتي ليضيق عليهم مساحة فرحتهم وسعادتهم بالمولود الجديد خاصة أنه لم يكمل من العمر سوى ساعات، مستغلا انشغال الجميع بمراسم الاحتفال بالمولود وبتجهيز ملابسه ومستفيدا من جهلهم به ليتمكن من المولود في لحظات.



الصفراء
هي أكثر المشاكل شيوعا في حديثي الولادة وهي أول ما يصيب الطفل في اليوم الثاني أو الثالث من عمره والحقيقة أن الصفراء لا تعد مرضا بالمعني المفهوم دائما، فهي شيء مألوف جدا يصيب الأطفال في الأسبوع الأول ويظهر على شكل اصفرار لون الجلد في منطقة الوجه والصدر، وغالبا تذهب هذه الأعراض من تلقاء نفسها بدون الحاجة إلى علاج، ولكن في بعض الأحوال الاستثنائية تزيد الصفراء على الحد المسموح به فتصبح مرضا خطيرا بإمكانه تهديد وظائف المخ.



ما هي الصفراء؟
الصفراء هو تلوين في الجلد تحدثه مادة البيليروبين، وهي مادة موجودة طبيعيا في كرات الدم الحمراء، ولكن لأن نسبة كرات الدم الحمراء في أجساد الأطفال أعلى من المعدلات الطبيعية، يقوم جسم الطفل بتكسير هذه الكرات الحمراء الزائدة، فتتخلف هذه المادة في الجسم وتترك أثرها على لون الجلد، وهي أعراض لا يعاني منها الطفل قبل الولادة، ففي فترة الحمل يتولي كبد الأم تنقية دم الطفل والتخلص من السموم نيابة عنه.


وسبب آخر
لازدياد هذه المادة في الجسم هو عدم مقدرة كبد الطفل على التعامل معها للتخلص منها وإخراجها خارج الجسم ولكن هذا لا يعني أي خلل ولا يدعو للقلق لأن الكبد يكون في الأيام الأولي غير مهيأ للعمل والقيام بوظائفه على الوجه الأكمل، ولكن الطبيعي أنه في غضون أيام قليلة يتطور الكبد ويستطيع بسهولة التخلص من هذه المادة الصفراء طبيعيا وبدون أي علاج.


متى يدق جرس الإنذار؟
إذا ظهرت الصفراء على الجسم كله بما في ذلك الأطراف أو ظهرت على بياض العين بحيث يصبح مائلا للاصفرار، أيضا إذا ظهرت في أول 24 ساعة من عمر الطفل، أو لاحظنا ازديادها بدلا من انحسارها، وإذا تخطت 10 أيام بدون تحسن، وعلينا ملاحظة أن ازدياد نسبة البيليروبين إلى مستويات عالية جدا يمكن أن يسبب تلفا بالمخ، ومن هنا كانت أهمية متابعة الصفراء جيدا بالرغم من أنها حالة مألوفة وليست مقلقة في الأحوال الطبيعية.



الأطفال الأكثر عرضة
هناك أطفال أكثر عرضة للإصابة، كأن يكون مستوى البيليروبين عاليا قبل مغادرة المستشفي، وفي حالات الولادة المبكرة (أكثر من أسبوعين من الموعد الطبيعي)، أو إذا كان مولودا بالصفراء أو ظهرت في أول 24 ساعة، وإذا كان الطفل لا يرضع جيدا وخصوصا في حالات الرضاعة الطبيعية، وفي حال تعرضه لضغوط أو كدمات في الرأس أثناء عملية التوليد، إذا كان أحد الأبوين أو الأخوة أصيب بالصفراء عند الولادة.





العلاج
أنه لا داعي للقلق، لأن علاج الصفراء من أسهل ما يكون ويأتي بنتائج سريعة ومضمونة خلال أيام قليلة، يمكن أن تطول لأسبوعين أو ثلاثة على الأكثر في الحالات الحادة والتي تبقي كبد الطفل فيها غير قادر على التعامل مع المادة الملونة.
ويتلخص العلاج في تعريض جلد الطفل لضوء معين يساعد على تكسير المادة الملونة بالجلد فيسهل للجسم التخلص منها، هذا العلاج الضوئي يجب أن يتم في المستشفي، حيث يكون الضوء بكثافة معينة وبدرجة معينة للغرفة بحيث لا يصاب الأطفال بالبرد خصوصا وهم معرضون لهذا الضوء بدون ملابس حتى يتلامس الضوء مع الجلد.
ويستغرق الشفاء أسبوعين على الأكثر في حالات أطفال الرضاعة الصناعية، ومن أسبوعين لثلاثة لأطفال الرضاعة الطبيعية.



قبل مغادرة المستشفي
تأكدي أن الطبيب فحص طفلك وتأكد من حالة الصفراء لديه.
تأكدي أن الطفل قادر على الرضاعة خصوصا الطبيعية لأن بعض الأطفال يواجهون صعوبة في القيام بها.
تأكدي من عرض طفلك على الطبيب مرة أخري في اليوم الثالث وحتى الخامس بعد الولادة.


نصيحة ايف
لحماية عين طفلك من الضوء أثناء العلاج جهزي له عصابة عبارة عن مربعين بحجم العين من قماش سميك وقاتم، ويفضل أن يكون من خامات طبيعية كالقطن أو الكتان وخيطيهما معا بشريط وضعيهما على عيني طفلك أثناء تعرضه للضوء.



sff hgwtvhx uk] hgl,hgd] 2013