التهاب البلعوم واللوزتين وعلاحه 2013


يؤدي التهاب البلعوم واللوزتين (Tonsillopharyngitis) الى الكثير من حالات المرض خلال مرحلة الطفولة، وكذلك في مرحلة البلوغ. تحدث معظم حالات التهاب اللوزتين والبلعوم نتيجة لعدوى فيروسية، لذلك فان العلاج بالمضادات الحيوية لا يكون ذا فائدة. الفيروسات التي تسبب التهاب اللوزتين والبلعوم هي فيروس ايبشتاين بار (Epstein - Bar virus) (الذي يسبب ايضا مرض كثرة الكريات البيضاء وحيدة النواة (mononucleosis))، فيروس الحلا البسيط (herpes simplex virus)، الحمة الغدية (adenovirus)، الفيروسة المعوية (Enteroviruses)، فيروسات النزلة الوافدة (influenza viruses)، الفيروسة المكللة (coronavirus)، الفيروسات نظيرات الوفدة النازلة (parainfluenza viruses)، الفيروسة الانفية (Rhinoviruses) وغيرها من الفيروسات.
الجرثومة العقدية streptococcus A) A) هي الجرثومة الرئيسية المسببة لالتهاب اللوزتين والبلعوم، حيث انها مسؤولة عن %15-%20 من حالات التهاب البلعوم واللوزتين.
العقدية A هي جرثومة من النوع الموجب حسب صيغة غرام (gram positive). يحتوي جدار الجرثومة على مستضدات (antigen) مختلفة: البروتينات M و T والتي يمكن بواسطتها تصنيف الجراثيم العقدية A الى مجموعات. البروتين M له وظيفة هامة في مدى عنف الجرثومة. فبعد التعرض للعدوى من الجرثومة العقدية A، تظهر في الجسم اجسام مضادة (antibody) خاصة بنوع معين من البروتين M، لكن ليس بامكان هذه الاجسام المضادة منع الاصابة بعدوى الجراثيم العقدية التي لها بروتين M مختلف. لذلك، فانه من الممكن ان تتكرر حالات الاصابة بالتهاب اللوزتين والبلعوم عدة مرات خلال الحياة، وتكون هذه الاصابات ناتجة عن تلقي العدوى بسلالات مختلفة من الجراثيم العقدية A.
من الممكن ان تؤدي الاصابة بالجرثومة الى المضاعفات، سواء كانت المضاعفات محلية (مثل الخراج (abscess) في اللوزتين، التهاب الاذن الوسطى (middle ear)، والتهاب الجيوب الانفية)، او مضاعفات صعبة، في وقت لاحق، مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي الحاد (Acute rheumatic fever)، التهاب التامور (pericarditis)، التهاب عضلة القلب (Myocarditis)، التهاب الشغاف (endocarditis). وايضا التهاب كبيبات الكلى (glomerulonephritis - نوع من انواع التهاب الكلى). تعتبر هذه الامراض نادرة الحدوث، لكنها من الممكن ان تكون مميتة.
مؤخرا تم اكتشاف وجود علاقة بين الاصابة بالعدوى العقدية في البلعوم وبين الاضطرابات السلوكية مثل الاضطراب الوسواسي القهري (Obsessive compulsive disorder) لدى الاطفال والمراهقين.
يشتكي المصابون بتلوث البلعوم الناتج عن الجرثومة العقدية A من الام في البلعوم، الام اثناء البلع، الحمى، الام في الراس، واحيانا من تقيؤات متكررة والام في البطن. بالاضافة الى ذلك، فان اهم ما يميز هذا المرض هو عدم السعال، او الاصابة بنزلة برد او بحة في الصوت. من الممكن، خلال الفحص البدني، تشخيص تضخم في العقد اللمفاوية الموجودة في الرقبة، احمرار منتشر في البلعوم، او التهاب في اللوزتين مع ظهور راقة (effusion) بيضاء او صفراء. يجب التنويه الى ان هذه الاعراض لا تقتصر على التلوث الناتج عن الاصابة بعدوى الجرثومة العقدية A، كما ان تلوث البلعوم الناتج عن الجرثومة العقدية A عادة ما يشفى تلقائيا. يعتبر هذا المرض نادر الحدوث لدى الاولاد تحت جيل سنتين، رغم وجوده. لكنه ينتشر بالاساس بين الاولاد بجيل 5-15 عاما.
من المهم جدا تشخيص المسبب للمرض في المختبر اعتمادا على المستنبت (culture)، (في اغلب الحالات يمكن الاعتماد ايضا على فحص سريع لوجود المستضدات العقدية)، وذلك من اجل تفادي العلاج بالمضادات الحيوية، والذي لا حاجة له عندما يكون الحديث عن تلوث غير ناتج عن الاصابة بالجرثومة العقدية A.
يساهم علاج التلوث الناتج عن العدوى بالجرائيم العقدية A، بواسطة المضادات الحيوية، في تقصير مدة الاصابة بالمرض، كما يمنع حصول المضاعفات الموضعية ويقلل من احتمال الاصابة بمرض الحمى الروماتزمية. كذلك، يقلص العلاج المدة الزمنية التي يمكن للمريض خلالها نقل العدوى الى المحيطين به.
تعتبر جميع انواع الفيروسات العقدية A حساسة للبنسلين (penicillin)، ولذلك فان البنسلين هو الدواء المفضل لعلاج الاولاد والبالغين المصابين بالتلوث الناتج عن الجرثومة العقدية A. لكن، وعلى الرغم من الاتفاق في مختلف انحاء العالم على ان الجراثيم العقدية A حساسة للبنسلين، فان هنالك تقارير تشير الى فشل البنسلين بعلاج التهاب اللوزتين العقدي لدى %10-%25 من المرضى. يتم تفسير هذه النتائج بوجود جراثيم منتجة لانزيم البيتا لاكتاماز (beta - lactamase)، حيوائية (aerobic) ولا حيوائية. من هذه الجراثيم، الجراثيم العقدية الذهبية، الموراكسيلا الزلية (moraxella catarrhalis)، المستديمة النزلية (haemophilus influenza) وغيرها.
يؤدي انتاج هذه الجراثيم لانزيم الـ " بيتا - لاكتاماز " لتفكيك البنسلين، وبالتالي لنجاة الجراثيم العقدية A. لذلك، هناك من يعالج الالتهابات اللوزية المتكررة الناتجة عن الجراثيم العقدية A بواسطة ادوية اخرى مثل السيفالوسبورينات من الجيل الثاني (cephalosporin)، او الكلينداميسين (clindamycin)، او ادوية من عائلة الماكروليدات (macrolides).
تنتشر التهابات اللوزتين المتكررة بشكل واسع، ويشكل علاجها تحديا امام الاطباء. في الماضي، كان علاج هذه الالتهابات المتكررة يتم من خلال علاج طويل الامد، وبواسطة عمليات جراحية لاستئصال اللوزتين. لكن كل هذه الطرق العلاجية فشلت، حيث كان يتم تشخص وجود الجرثومة في البلعوم لدى %15-%30 من المرضى بعد انتهاء العلاج. من الممكن ان يكون سبب فشل العلاج ناتجا عن عدم استجابة المريض بالشكل الكافي للعلاج، تفكيك بعض الجراثيم الموجودة في الفم - والتي تنتج البيتا لاكتاماز - للبنسلين، او بسبب الاصابة بعدوى من جرثومة من نوع اخر.
في حال وجود التهابات متكررة في البلعوم، يجب اجراء فحص مستنبت لافراد العائلة وعلاجهم، او النظر في امكانية استئصال اللوزتين.
اذا كانت لدى المريض حساسية زائدة للبنسلين، فمن الممكن استبداله بادوية مثل الاريثروميسين (erythromycin) والازثروميسين (azithromycin). يتم علاج التهاب البلعوم العقدي بواسطة تناول البنسلين لمدة 10 ايام، ومن ثم الازيثروميسين لمدة 3 او 5 ايام. في %5-%10 من الحالات كانت هنالك جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية من عائلة الماكروليدات (الاريثروميسين، الازيثروميسين، كلاريثروميسين (clarithromycin))، مع ذلك يعتبر العلاج بالماكروليدات علاجا بديلا مناسبا في حال وجود الحساسية للبنسلين.

hgjihf hgfgu,l ,hgg,.jdk ,ughpi 2013