طرق الاقناع الصحيحه
للاطفال




إننا إن تأملنا خطاب القرآن لوجدنا أنه يعلمنا كآباء كيف نربي أبنائنا بمنهج الإقناع لا بمنهج القهر والاستبداد



فتأمل خطاب كل الآباء في القرآن لأبنائهم ستجد أنهم لم يكونوا أبداً يستخدمون مع أبنائهم إلا أسلوب الإقناع لا أسلوب القهر الفكري !

فها هو يعقوب عليه السلام عندما نصح ابنه يوسف قال له : {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (5) سورة يوسف

وعندما نصح بنيه بعد ذلك :

{يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }

(87) سورة يوسف


ثم هاهو لقمان يعظ ابنه ويناصحه بأسلوب حسن وهو أسلوب الإقناع :

{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} (16) سورة لقمان

بل إبراهيم عليه السلام أيضاً وهو يخاطب ابنه بأفزع خبر وهو خبر موته فقال له :

{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (102) سورة الصافات

ونوح عليه السلام من قبل محذراً ابنه : " {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} (43) سورة هود

فإننا إن تأملنا هذا الأسلوب القرآني الفذ لتعلمنا حقاًَ كيف نحاور أطفالنا وكيف نخاطبهم مخاطبة الكبير للكبير لا مخاطبة الكبير للصغير

صحيح أننا نفهم ونعقل الكثير عنهم ونحن أعلم بما فيه مصلحتهم لكن هذا لا يعطي الصلاحية أن تكون تربيتنا لهم بالقهر والتعسف .


الإقناع ضرري لبناء شخصية الطفل :


في الواقع لو قمنا بتسجيل حوارنا مع أبنائنا طوال اليوم لوجدنا أن أغلبيته أوامر صادرة منا إليهم لأداء واجباتهم اليومية ولن يزيد هذا الحوار عن هذه العبارات ( أسرع في ارتداء ملابسك , قميصك متسخ اذهب وارتد غيره , إنه طعامك , اجلس بطريقة صحيحة , اذهب ومشط شعرك المنكوش , رتب ألعابك , ابدأ في واجباتك المدرسية , اترك أختك , اذهب إلى النوم

)


فإننا سنجد أن جميع حواراتنا مع أطفالنا كلها أوامر

ولا يوجد حوار إقناعي واحد والحقيقة أن الطفل لا يتعلم إلا بالإقناع ولا يستجيب إلا بالإقناع ولكننا نستخدم الأسلوب الذي نظن في أنفسنا أنه الأسهل والأسرع ولكنه إن كان سهلاً في البداية فسوف يورث مشاكل معقدة في النهاية

فهذا الطفل الذي لا يستجيب إلا بالأوامر لن يستطيع أن يكون مبادراً بذاته بل سوف ينمو في نفسه نوعاً من الخبث ومحاولات التهرب مادام بعيداً عن الرقابة المباشرة

أما الطفل الذي يتربى بالإقناع فإنه سوف تتكون عنده المبادرة الذاتية لترك الأخطاء وستكون نفسه نبيلة تظهر مثلما تبطن وتغير نفسها ومن حولها حتى وإن لم يكن هناك دافع خارجي من الآباء أو غيرهم .

الإقناع لا يعني التسيب

وأخيراً إننا عندما ننبه على أهمية هذا الأسلوب وهو أسلوب الإقناع لا نعني أن لا يحرك الآباء ساكنا عندما يعند الأطفال ويرفضوا الاستجابة لأوامرهم فيرفضوا عقابهم وذلك تحت مبدأ الإقناع خير وسيلة للعلاج فنحن بالتأكيد لا نقصد ذلك ولكن نقصد أن يكون الإقناع هو الأصل ولكن إذا رفض الطفل الاستجابة بعد مرات عديدة من الإقناع مع عدم وجود أسباب تمنعه من الاستجابة ففي هذه الحالة لابد من العقاب .

'vr hghrkhu hgwpdpi ggh'thg