الاطفال وعلاج الطاقة الزايدة

ظاهرة الحركة الزائدة وتشتت الانتباه لدى الأطفال
الأخطاء التي ترتكب بحق الأطفال المصابين بالنشاط المفرط وتشتت الانتباه، تكاد تنحصر في جهل الوالدين لطبيعة الاضطراب وظنهما أن الطفل يتدلل، ولا بد أن «يُربَىّ» جيداً، الأمر الذي لا يتأتى إلا بعقابه. وهذا يزيد من الطين بَلة، فنجد أن الطفل، بنشاطه الزائد واضطرابه، يتحول إلى طفل عنيد ولحوح، يبدو لمن لا يفهم حالته، وكأنه يتعمد أن يفقد أمه أعصابها ويدفعها إلى المزيد من القسوة. وقد يتطور ذلك إلى عنف شديد يلحق إصابات بالغة بنفس وجسد الطفل، يربكه ويشتت جهازه العصبي ومنظومته النفسية. ففي كثير من الحالات يصاحب اضطراب النشاط الزائد وتشتت الانتباه اضطراب آخر يصطلح عليه بـ «اضطراب التحدي والاعتراض» فيظهر الطفل التحدي داخل الأسرة والمدرسة بشكل واضح. وقد يكون التحدي والتهديد والعناد مدمراً وعنيفاً. ويحذر الخبراء من أن هؤلاء الأطفال في دائرة الخطر لأن اندفاعهم نحو السلوك العدواني أحياناً يكون بلا حدود، لهذا لا بد من العلاج السلوكي، الإرشاد الأسري، والكيميائي من خلال عقاقير محددة يتناولها في وقتها ودون أدنى إهمال أو تردد. من المهم التنبه للأمر في بدايته، وعندما يكون سن الطفل صغيرا حتى يباشر في العلاج مباشرة. ولعل من أكبر مصاعب تشخيص اضطراب الحركة الزائدة وتشتت الانتباه، هو أنه غالباً، إن لم يكن دائماً، مصحوب بمشكلات أخرى مثل بطء التعلم واضطراب الحركة adhd. وهذا ليس في حَد ذاته ليس قصورا عقليا، لكن نظراً لتعذر التركيز والانتباه فإن الطفل يجد صعوبة في التعامل مع الأمر إذا ما صاحبه اضطراب وبطء في التعلم. كما يجب التنبيه بأنه ليس لزاماً أن يصاب كل الأطفال بالـ adhd باضطرابات أخرى ملازمة.

الاضطرابات الأخرى

> عدم القدرة على التحصيل الدراسي.

> صعوبات في التعلم.

> قصور الانتباه نتيجة نوبات صرع صغرى.

> التهابات الأذن الوسطى، التي تؤدي إلى نوبات من اختلال السمع مما يؤثر على الانتباه. > سلوك مضطرب مخرب غير مستجيب نتيجة توتر عام واكتئاب.

تكاد تكون الحقيقة المؤكدة هي أن البيئة المحيطة ليست مسؤولة عن ذلك الاضطراب، بل هي أسباب بيولوجية.

والدليل على ذلك أن هناك أطفالاً مصابين بالحالة من أسر مستقرة وبيئة راعية. ولعل هذا يريح الأهالي ويزيح عن صدرهم مشاعر الذنب ولوم النفس من دون سبب. كما يجب التأكيد أن اضطراب الحركة ليس له علاقة بالإفراط في مشاهدة التلفزيون، ولا بالحساسية تجاه نوعيات معينة من الطعام ولا بالإفراط في تناول السكر، ولا بأن جو البيت غير مريح ولا لأن المدرسة والتعليم دون المستوى. والدليل القاطع الذي أظهرته الفحوص التي أجريت على المخ أثناء عمله، هي أن المناطق التي تستخدم في التركيز والانتباه، تستهلك كمية جلوكوز أقل، مع العلم أن الأم الحامل التي تدخن أو تستخدم المخدرات أو تتناول الكحول يتأثر مخ جنينها جداً. وباستثناء هذا، لا توجد أي أبحاث تثبت أن للوراثة أي دور كمسبب للإصابة بهذا الاضطراب ولا ندرك حتى الآن لماذا زادت نسبة الإصابة في عصرنا، هل لأننا أصبحنا أكثر وعياً وأكثر قدرة على الملاحظة والتشخيص، أم هناك أسباب أخرى نجهلها. كيف نتعرف على الحالة ونشخصها؟

العديد من الآباء يلاحظون بعض علامات الاضطراب قبل دخول الطفل إلى المدرسة. فمثلاً في حالة طفل عمره ثلاث سنوات، فهو يكون كثير الحركة، مشتت الانتباه حتى وهو يشاهد أحد أفلام الكارتون المحببة إلى نفسه، أو وهو يلعب الكرة مثلاً، وعندما يلعب «الاستغماية» يترك اللعبة فجأة وينصرف. ولأن شخصيات الأطفال تختلف في المزاج وفي السلوك المنضبط في كل حالة، لا بأس من استشارة طبيب نفسي من أجل تقييم الحالة وتشخيصها وتحديد ما إذا كان الطفل يعاني بالفعل من الحركة الزائدة وتشتت الذهن، أو أنه مجرد طفل شقي. وفي بعض الأحيان يكون المدرس هو الذي يلاحظ اضطراباً حركياً سلوكياً.

العلاج

بالنسبة للعلاج، فهو وارد بمعنى القدرة على الحياة بشكل فعال وصحي وليس بمعنى التخلص تماماً من الأعراض، لأن الحالة تستمر لدى بعض هؤلاء الأطفال والمراهقين خاصةً الذين يعانون من الحالات المركبة، التي يشترك فيها أكثر من تشخيص، ويتآلف فيها أكثر من اضطراب، إلى سن البلوغ والشباب. العبرة هنا ليست بالعلاج الدوائي، لأنه يخفف من الأعراض لكنه لا يعالج الحالة تماما، لكن بمنظومة متكاملة من العلاجات السلوكية، مثل:

hgh'thg ,ugh[ hg'hrm hg.hd]m