إن قضية الجنس، من القضايا المهمة التي فرضت نفسها في القرن الماضي ومازالت تحتل مكانتها في مطلع القرن الجديد وربما ستظل تشمل مساحة كبيرة من الاهتمامات لفترة ليست بالقليلة، ولكن لماذا أصبحت هذه القضية مادة هامة يبحث فيها كل الناس هل لأنها بالفعل كانت مهملة قديما فتسبب إهمالها في كوارث ومشاكل هزت المجتمع، فجذبت انتباه الكل لبحثها، أم هو اجتهاد غربي لنقل ثقافتهم الجنسية إلى مجتمعاتنا ؟

وحتى نكون منصفين وجادين في هذه القضية علينا أن نعترف أولا أن هناك بالفعل ' أمية جنسية ' لدى مجتمعاتنا العربية وخاصة لدى النساء وأن الكتب والأبحاث التي ناقشت بصدق هذه الأمور قليلة وغير واقعية ، وأنه مازالت إلى الآن النظرة إلى الجنس في مجتمعنا الشرقي غير ناضجة وليس لها هوية فليست هي بالنظرة الإسلامية التي تجمع بين واقع المتعة وروحانية الهدف وسمو المعنى ولا هي بالنظرة الغربية التي تبحث عن المتعة بشتى صورها وتتفنن في كيفية أدائها بأشكال وصور جديدة لتظل ممتعة دائما .

فلسنا هذا ولا ذاك وبالتالي أصبحت القضايا التي تتعلق بالجنس في بلادنا هي أيضا مجهولة فتارة نأخذ من الغرب أفكاره ثم نعيد صياغتها بصورة تبدو قريبة من تراثنا وثقافتنا وهي في واقع الأمر بعيدة كل البعد عنها، وتارة نغلق جميع الأبواب الغربية ونترك أنفسنا لثقافتنا الجنسية الضحلة فنصدم القارىء بضحالة المادة وبافتقارها ' إلى الواقعية ' رغم أن تراثنا ليس بالضعيف فيها.

فما هو مفهوم الجنس الذي يجب أن تعرفه الفتاة العربية، وما هي المشاكل التي تواجه المرأة وتؤثر عليها صحيا ونفسيا في أداء وظائفها كأنثى
وهل صحيح ان عدم حصول الرجل والفتاة العربيين على ثقافة جنسية صحيحة هو الذى يدفع الرجل الى تعاطى المخدرات والمنشطات خوفاً من الممارسة الخاصة الاولى وان الزواج لدى الرجل العربى ماهو الا معركة وميدان يثبت فيه امام زوجته انه رجل كامل الفحولة وعليه يلجأ الى تعاطى المخدرات والمنبهات اعتقاداً منه بأنها تساعده فى اظهار رجولته كما يجب

لماذا يثير الحديث عن الجنس الخجل والكتمان والحساسية الشديدة، وهل كانت هذه الأمور موجودة عندما مارس الإنسان الجنس لأول مرة في الأزمنة القديمة، هل هذه النظرة للجنس جاءت من ارتباطه بمعصية آدم

هل للشيطان دور هو وأعوانه في جعل الجنس له كل هذه الأهمية وهذا الغموض حتى يظل الإنسان يبحث دائما عن ماهيته.

ولنتفق في البداية على إجابة لهذه الأسئلة حتى نبني كلامنا على أساس صلب يستوعب ما يعقبه من بناء

إن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان خلق لكل جهاز من أجهزته وظيفة يؤديها ولذة أو متعة يستمتع بها فجعل لذة الطعام هي الدافع الذي يدفع للأكل حتى يؤدي جهازك الهضمي وظيفته ومتعة النظر إلى كل جميل هي التي تحرك جهاز الإبصار، حتى السمع هناك لذة الاستمتاع بما تسمعه، فتسمع شيئا بنهم وحضور وتنفر من آخر، وهكذا كل الحواس، ولأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان عبثا وأن له وظيفة يؤديها فنحن في دار عمل ونصب، وكان على الإنسان أن يدفع ثمنا لمتعته بهذه الأجهزة التي خلقها الله له وهو أن يؤدي الوظيفة المكلف بها فبعد أن نستمتع بأطيب الطعام علينا أن نحرك هذا الجسد ليحمي ويؤدي الرسالة التي من أجلها خُلق ' وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون '

فينطلق يبني ويعمر الكون، ولا نكتفي عند متعة مشاهدة كل ما هو جميل أو سماع ما تهواه النفس بل ينطلق العقل ليبدع ويفهم حقيقة الكون من حوله وهكذا تمضي بنا الدنيا. ولكن ماذا عن الآخرة وماذا عن الحال في الجنة ؟ إنها المتعة التامة بكل صورها دون وظيفة دون تعب أو عمل فهناك( دار الجزاء)

ولأن الجهاز التناسلي في الإنسان هو جهاز مثل بقية الأجهزة كان بالتالي له وظيفته ومتعته، فلولا المتعة التي وهبها الله لهذا الجهاز ما سعى الإنسان للزواج والتكاثر وإعمار الأرض، ثم تأتي المتعة التامة في الآخرة حيث لا وظيفة ولا تكاثر لأن الخلود هو الأساس هناك فلا داعي للحفاظ على النسل لذلك كما ذكر الله لنا كل ما يرغبنا في دخول الجنة بأن يحدثنا عن تلك المتع التي أعطاها لكل أجهزتنا في الدنيا من طعام وشراب ولباس ومناظر تهفو لها العين والروح، تحدث عن الحور العين وجمالهن وكيف يعاملن أزواجهن بل كيف يعاشرن أزواجهن في الجنة، حتى تتوق النفس لتوظف كل أجهزة الجسم فيما يرضي الله حتى تنال شرف الحصول على كل هذه المتع بصورها التي لا يتخيلها عقل إننا إذا تعاملنا مع الجنس من البداية بهذا المفهوم سننزع ثوب الخجل الأحمق الذي يرتديه الكلام في هذا الموضوع.
وننزع الاوهام التى يتعلق بها البعض بتعاطى المخدرات والمنبهات لزيادة النشاط الجنسى وهو وهم كبير لايحقق لصاحبه أى زيادة فى وظائف الجنس بل على العكس يدمر الجهاز العصبى المسئول عن الممارسة السليمة .





t,hz] hg[ks gg.,[dk