اهلا و سهلا بكم في منتديات مياسة

نتمنى ان تقضوا اجمل الاوقات معنا
كل مخلوق بشري يحمل 46صبغية 23منها من الأم و 23من الأب
الموروثات الذكية تمرر الملامح الجسدية والمهارات والأمراض الوراثية من جيل لآخر بين أفراد العائلة


توارث العادات والسمات Inherit habits 227172.jpg
توارث للعادات والسمات


أ. د. محمد بن حسن عدار
من حيث شكل العين او الانف او الادنين او طول الاصابع او لون الشعر يعد الطفل المولود حديثاً مزيجا من الوحدات الوراثية التي تمر عبر الاجيال وتلك الوحدات الوراثية التي تعد كميات متساوية من الام والاب والتي تمتزج معاً ونسميها الجينات او الموروثات . ويملك كل شخص منا الموروثات الخاصة به الا في التوأمين المتماثلين، وتركيب الجينات المحددة خاصة الانسان وحدة ولا يمكن لاحد ان يملك نفس التركيب المورثي ذاتة . ولا تتوقف الموروثات عن العمل بعد التحديد النهائي للشكل بل تساهم الى حد بعيد في تحديد نوع الشخصية التي نملكها وطريقة سلوكنا ويمكن لمورثاتنا الذكية ان تساعد في طباعا سلبا او ايجابا. كذلك لا تمرر الموروثات الملامح الجسدية فقط بل تلعب ايضاً دورا كبيراً في تمرير بعض المهارات الوراثية من جيل لاخر بين افراد العائلة. والى جانب دورها في الشكل الخارجي والطباع والمواهب او المهارات الوراثية التي تكون الموروثات مسؤولة عنها يمكن لتلك الوحدات الوراثية ان تمثل جانبا مأساويا من القصة لانة يمكنها ان تمرر الامراض من جيل الى آخر. فهناك حوالي 4000علة مرضية وراثية، وهذة الاعتلالات الوراثية تشمل داء الصرع والشق الحلقي والانزفة الدموية الوراثية والشفة الانبية ومرض التقزم وعمى الالوان وامراض العضلات الوراثية ومرض هنتنغتون وهو مرض وراثي يصيب قشرة المخ ويؤدي الى هذيان وحركات تراقصية. والى حد بعيد تعد هذة الاعتلالات الوراثية ورغبة العلماء في القضاء عليها مسؤولة عن التقدم الذي حصل في علم الوراثة ومانسمعه اليوم في هذا المجال يجعلنا نتفاجأ بأننا قبل نحو ثلاثين عاما لم نعرف الكثير عن اسرار الوراثة. لكن تحقق خلال العقود الثلاثة الماضية الكثير من الايجابيات مما يحمل الكثير من الامل في امكانية تحديد تلك الموروثات التي تحمل الأمراض ونزعها من العائلة كليا بإرادة الله تعالى مما قد ينهي معاناة عائلات كثيرة مصابة باعتلالات وراثية.
ان الموروثة صغيرة جداً الا انه لا يمكن رؤيتها حتى بواسطة اقوى مجهر متوفر لكن رغم ذلك فبامكاننا ادراك وجودها بواسطة اختبارات مخبرية جديدة. ان احد اول الذين اكتشفوا عالم المورثات هو عالم نمساوي اسمه غريغور مندل في اواخر القرن التاسع عشر حيث اخرج مندل قوانينه الوراثية العامة للمادة الحية وقال انه لا بد من وجود مادة فيزيولوجية مسؤولة عن تمرير المميزات العرقية او السلالية عبر الاجيال لكنة لم يعرف ما هي بالتحديد. وعلى مدى سنوات عديدة بقيت هوية تلك المادة الناقلة للعناصر الوراثية غامضة ومع تحسن صناعة المجهر بدأ العلماء بافتراض ان للحبال الرقيقة المجدولة المسماة الصبغيات والتي توجد في نواة كل خلية دور في هذا المجال. بعدها وفي منتصف الاربعينيات من القرن الماضي انتجت الاختبارات في الولايات المتحدة دليلاً اقوى فقد اكتشف ان جزيئيات حامض غامض يعرف بالحامض النووي (دي ان أ) الذي وجد ضمن الصبغيات يلعب دورا ما في لغز الوراثة. لكن لم يعرف في ذلك الوقت كيف يقوم ذلك الحامض بلعب دورة وتنفيد عجائبة حتى أتى الانجليزي فرانسيس كريك والامريكي جيمس واتسون اللذان منحا في وقت لاحق جائزة نوبل على اعمالهما في هذا المجال واللذان ربطا الكثير من الادلة معاً. وكنتيجة لابحاث هذين العالمين عمل على بناء نمودج ضخم لاحدى جزيئات الحامض النووي (دي ان أ) وهي عادة جزيئية غير مرئية بواسطة اشعة اكس وتسمى اللولب المزدوج. ويشبه النموذج سلما لولبياً او حلزونيا وكما عرف فان عمودي جزيئية الحامض الحقيقية الملتويين مصنوعان من الفوسفات ومواد سكرية وكل عمود ملتو او سلم مصنوع من مادتين كيميائيتين مفصولتين عند مركز السلم يربطا بعدها بواسطة وصلة هيدروجينية والجزء الاعلى من السلمين او السلم اللولبي مصنوع من اربعة مركبات عضوية وهي ادنين وجوانين وثايمين وسيتوسين وهذة المركبات الاربعة هي التي تكون ما يعرف بالرمز الوراثي ويمكن تنظيم او ترتيب المركبات الاربعة في سلاسل لا تحصى والسلسلة الموجودة او الحاصلة في كل شخص منا هي التي تحدد من نحن وما نكون عليه. وتحتوي كل موروثة او جزء من الحامض النووي على مجموعة كاملة من التعليمات الخاصة لانتاج بروتين او انزيم معين وتلك البروتينات هي التي توجه عمليات الجسد ومهامه التي تبدأ في اللحظة التي يقوم بها الحيوان المنوي للرجل بتلقيح بويضة الام ويبدأ كائن بشري جديد وينمو. ينظم الحامض النووي (DNA) ضمن الحبال الرقيقة المسماة الصبغيات وعددها 46مرتبة ضمن 23زوجا. والمورثات هي تلك الوحدات الجزيئية او الثانوية التي تقع على طول تلك الصبغيات في ترتيب خطي. ان كل خلية في الجسد البشري باستثناء خلايا الدم الحمراء تحمل خطط الحامض النووي التي تصف بنية الجسد وكيفية العناية به وصيانته ويمكن لمورثة واحدة ان تحمل رسالة بسيطة جداً مثل تلك الخاصة باللون الازرق للعين. لكن بشكل عام تؤثر كل موروثة في اجزاء مختلفة من من الجسد بوسائل مختلفة ويتم صنع كل جزء من الجسد وفقاً لتركيب التعليمات الواردة من مختلف المورثات ولهذا نجد الافراد مختلفين عن بعظهم البعض. وبابسط ما يكون يمكننا التفكير بالموروثات بانها المكونات الاساسية للرمز الوراثي وبعدها يمكن لكل مورثة او مجموعة من المورثات ان تحمل رسالة خاصة مثلا لون البشرة وشكل العين والانف وطول الدراعين والساقين.

يحمل كل مخلوق بشري 46صبغية 23منها من الام و 23من الاب وذلك يعني ان كل مخلوق بشري له مجموعتان رئيسيتان من الموروثات فيمكن مثلا ان تكون الموروثة الخاصة العين الازرق من الام وتلك الخاصة بلون العين البني من الاب وفي تلك الحالة بالطبع لن يكون لون احدى عيني المولود ازرق ولون العين الاخرى بنياً وفقا لخطط الحامض النووي بل في معظم الحالات تكون موروثة اللون الازرق منحسرة كامنة وتكون موروثة لون العين البني مهيمنة بحيث يكون لون عيني المولود بنياً.

تلك الموروثات المتنافسة التي توفر طرق مختلفة في بنية الجسد تسمى اليليات (alleles) اي متضادة الصفات الوراثية لكن بالطبع اذا كان لون عيون الأم والأب ازرق فلابد من ان تكون عيون الطفل زرقاء ايضاً لانة لا وجود لتناقض بين الموروثات بين المهيمنة والمنحسرة. في الحالات التي ياتي بها الوالدان من عنصر عرقي مماثل من المحتمل ان تكون المورثات غير متناقضة بحيث يتشابة الاطفال كثيراً. لكن في حالة ولادة الاطفال من عناصر عرقية مختلفة نتيجة لزواج بين زوجين من عرقين مختلفين يمكن عندها للاطفال ان يرثوا مورثات مختلفة كلياً وتختلف الجينات التي تحدد لون البشرة مثلا عن الجينات التي تحدد لون العينين. وهذة امثلة على نوع المروثات المهيمنة حيث تهيمن العيون البنية على العيون الزرقاء والخضراء ويهيمن الشعر الداكن على الشعر الاشقر ويهيمن الشعر المتجعد على الشعر الناعم ويهيمن الانف المعقوف على الانف المستقيم وتهيمن العيون الاسيوية المائلة على العيون الاوربية وتهيمن الاهداب الطويلة على الاهداب القصيرة وتهيمن الشفاه السميكة على الشفاه الرقيقة.




j,hve hguh]hj ,hgslhj K Inherit the habits and traits