اهلا ومرحبا بكم فى منتديات مياسة المميزة

يسعدنا ان نقدم لكم اليوم


خجل الاطفال ، لماذا يخجل الطفل
ونتمنى ان تسعدو بما نقدمه فى موضوعنا

خجل الاطفال ، لماذا يخجل الطفل


تتكون بذور الشخصية في الطفولة الباكرة، وتكون نتاج التفاعل بين عناصر وراثية، يرثها الطفل من أبويه، وعناصر بيئية واجتماعية، وعناصر التربية الأسرية التي تشكله بحسب الطريقة التربوية المتبعة فيها. ولذا فالاختلاف موجود بين الأطفال، وحتى بين الإخوة في البيت الواحد، فنجد أحد الأطفال جريئاً متحدثاً اجتماعياً. وشقيقه بعكسه تماماً، خجولاً انطوائياً يفضل الوحدة على المواقف الاجتماعية. فالخجل كسمة لا مشكلة فيه، إذا ما تم توجيهه بشكل جيد وتربوي؛ بإبعاد أي عوامل أسرية من شأنها أن تعمل كبيئة خصبة في تنميته إلى أن يتمكن الخجل من الطفل؛ لدرجة تعوق نموه الاجتماعي واستخدامه لطاقاته وقدراته. ومن هنا لابد أن نفهم معنى الخجل، والفرق بينه وبين الحياء المحمود خلقاً وشرعاً. فالحياء خلق يبعث في صاحبه اجتناب القبيح، ويمنعه من التقصير في حق صاحب الحق. وباختصار هو الامتناع عن فعل ما يعاب. أما الخجل: فهي حالة انكسار وشعور بالنقص، تدفع صاحبها لتجنب كل جديد والانسحاب الاجتماعي؛ مما يفقد صاحبه مهاراته الاجتماعية، ويحجم قدراته وثقته بنفسه. وتبدأ ظاهرة الخجل عند الأطفال من سن الثالثة تقريباً, ويصفه الوالدان على أنه طفل عاقل رزين يحافظ على مكانته هادئ غير عدواني, أو أنه جبان, منكمش وعنده بلادة. إن الطفل الخجول طفل بائس, ليس له القدرة على التفاعل مع المجتمع, مع أنه يتمنى الاندماج معهم، لكنه فاقد للمبادرة، ويخاف الإقدام، فينطوي على ذاته في محاولة للهروب من المجتمع ومن المحيطين به؛ لاعتقاده أن الناس تراقبه لتجد من أقواله أو تصرفاته أو مظهره ما يمكنهم الاستهزاء به؛ ولذا يعمل على تجنبهم. وتعمل البيئة التربوية الخاطئة على تنمية تلك السمة بشكل سلبي، حين تكون بيئة صارمة تحيط الطفل بالكثير من النقد والتوبيخ على كل صغيرة وكبيرة، و الاستهزاء به وبشكله وملامحه خاصة إن كان يحمل بعض النقص في طوله أو جماله. وكذلك الاستهزاء بشخصيته، وترديد: أنت خجول، أنت لست رجلاً، أنت لا تصلح لشيء. كل تلك الكلمات تثبت سمة الخجل، وتزيدها لتصل به درجة كبيرة من الانسحاب الاجتماعي، وقلة الثقة بالنفس نتيجة النظرة الدونية للذات. ولا يعني ذلك اتباع أسلوب الحماية الزائدة للطفل، فلا يجب حماية الطفل من كل ما يزعجه داخل الأسرة و خارجها. والدفاع عنه لأنه لن يحيى حياة مثالية توفر له كل ذلك، إنما يجب تدريبه على طرق التعامل مع شخصيات الآخرين والدفاع عن نفسه. بالإضافة إلى أن مطالب الوالدين التي تفوق قدراته، كطلب الكمال الدائم من الطفل، وكذلك التحدث عنه وعن خجله للآخرين، وإهمال رأيه ومعاملته أنه تابع مع افتقاد الجو الأسري الآمن، إما لتفكك الأسرة، أو لكثرة الشجار بين الوالدين أمام الأبناء، وتسلط الكبير على الصغير. تسبب له الارتباك و التردد الذي يشعره بالخجل، ويرغبه في الانسحاب والوحدة. ويمكن للوالدين مساعدة الطفل الخجول بمعرفة المسبب لخجله. فإن كانت الطريقة التربوية سبباً؛ فعليهما تعديلها أولاً، ثم تقبل الطفل كما هو، وتشجيعه بدلاً من نقده. ومنحه الحب لذاته لا لسماته. مع جعل الخطأ في سلوكه لا في ذاته، فلا نقول للطفل أنت مخطئ، بل هذا سلوك خاطئ, مع عدم مقارنته بغيره، لا في سلوكه ولا في ذاته. وفي ذلك دعم لثقته بنفسه، وبمن حوله، كما أن مدح الطفل والثناء عليه يمنحه الرضا عن الذات؛ مما يجعله مقبلا على المجتمع أكثر. مع تشجيعه على الاقتداء بمن يمتلك مهارات اجتماعية، ويكون محل ثقة بالنسبة له ليتقمص بعض مهاراته. ويتعلمها بالمحاكاة. مع دعم المبادرة، والتقليل من الخوف من الفشل، بتعليمه أنه من الطبيعي أن يخطئ البشر، لكن المهم أن يتعلموا من الخطأ. فالإخفاق خبرة تعليمية لا نهاية المطاف.
وتدريبه على الحوار مع الأسرة ليتقنه خارجها، وكذلك تعليمه المهارات الاجتماعية التي لا يتقنها، وإشراكه في اللعب مع الأطفال، سواء في الروضة أو الحدائق. وعلى الوالدين الحرص على الجلوس مع طفلهما؛ ليعبر عن ذاته، ويتحدث عن نفسه ويستشعر اهتمام والديه به. مما يعزز ثقته بنفسه. وهي أيضا بمثابة فرصة تعليمية له بتعليمه طريقة السلام والتحدث بجرأة عند الضيوف، من خلال لعب الأدوار بينه وبين الوالدين أو أحدهما. فيتعلم السلوك الصحيح لكل موقف، سواء كان ضيفا أو مضيفا. مع تدريبه على توكيد الذات، والتعبير عن النفس دون أدنى خوف. ويشكل تعاون البيت مع المدرسة ـ خاصة مع معلمه والمرشد الطلابي ـ مطلباً أساسياً لتنمية نواحي الضعف، وتعزيز الجوانب المميزة عنده، بدلاً من انتقاد نقاط ضعفه و إبرازها. والعمل على تشجيع الطفل وجعله في مواقف مواجهة ومسؤولية، كأن يصبح عريفاً للفصل أو حكماً في مباراة، أو إشراكه في الإذاعة المدرسية دون تحميله مسؤوليات فوق طاقته، ولا نحرص على أن يكون أداؤه مثالياً، فالهدف دعم ثقته بنفسه، لا إتقانه للسلوك. مع الحرص على معالجة أي مشاكل جسدية يمكن علاجها، أو مشاكل في النطق تكون سبباً في خجله. من المهم التبكير في إدماج الطفل الخجول وتنمية قدراته قبل أن يصل إلى المراهقة و يرفض تقبل نصائح والديه باعتبارها أوامر يتجنبها، أو يعتبر ذلك تدخلاً في خصوصياته بعد أن تشكل على العزلة عن المجتمع. وأيضاً لحماية الطفل من الوقوع في مشكلات نفسية تحتاج للتدخل العلاجي كاضطراب الشخصية التجنبية، أو الرهاب الاجتماعي وغيرهما.


la;gm o[g hgh'thg K Problem shame the kids