اهلا ومرحبا بكم فى منتديات مياسة المميزة

يسعدنا ان نقدم لكم اليوم


الاطفال و التلفاز ، التليفزيون و الطفل
ونتمنى ان تسعدو بما نقدمه فى موضوعنا


الاطفال و التلفاز ، التليفزيون و الطفل




لو سلطنا الضوء على الجانب الأهم من معايب أو سلبيات التلفزيون على الأطفال، فإننا لا نستطيع تناسي دوره في تنمية العنف والعدوانية في الأطفال، فالشواهد كثيرة على الارتباط بين مشاهدة العنف في التلفاز وظهور العدوانية لدى الطفل, فالارتباط بينهما يعد كالدائرة المفرغة. فالعدوانية تدفع لمشاهدة البرامج العنيفة التي تزيد من الدوافع العدوانية. ومن المعلوم أن أسلوب العنف يُعد واحداً من الأساليب التي تؤدي للسلوك العدواني. والعنف قد يكون سلوكاً ظاهراً أو لفظياً, وذلك حتماً له تأثيره في تشكيل شخصية الطفل وتركيبته النفسية, خاصة أن هذا السلوك العدواني يتقمصه في الغالب شخصية تظهر بالقوة، مما يدفع الطفل لتقمص سلوكها ليتميز بالقوة بين أقرانه, بالإضافة إلى ما تزرعه من خوف من جراء ذلك العنف، واقتناعهم بحقيقة وجود أشرار يخيفون، و وجود وحوش مخيفة كما يشاهدونها. فضلاً عن تأثرهم بثقافات مغايرة عن ثقافتنا بل وبعضها مستنكرة دينا وخلقا. كما أن كثرة مشاهد الأطفال للتلفزيون عموماً تسبب أحياناً حركة مفرطة تقليداً لما يشاهد, وضعفاً في التركيز؛ لأن اعتياد الطفل على مشاهدة البرامج التلفزيونية ذات الجاذبية العالية وخاصة في السنوات الأولى من عمره، يقلل من تركيزه وانتباهه على معالم الحياة العادية الأقل جاذبية. وبالتالي يرتفع لديه خطر إصابته بمشكلات سلوكية وانفعالية. فلقد أثبت الباحثون أن كل ساعة يقضيها الطفل يومياً أمام التلفاز قبل بلوغه سن المدرسة، تزيد من خطر إصابته بمشكلات في الانتباه بنسبة 10% فيما بعد. إن اعتماد طفل ما قبل المدرسة على التلفاز كأهم مصادر التعلم والتثقيف يُنتج ما سماه بعض المختصين بالطفل المعتوه النابغة. وهو شخص متخلف عقلياً بشدة ويظهر بعض القدرات اللافتة للأنظار. فهو يستطيع مثلاً أن يقلد ما سمعه من عبارات، ويلقيها بشكل خطابي جيد وباللغة الفصحى. لكنه لا يفهم أياً من معانيها. وإن كان التلفاز يوفر للوالدين بعض المتنفس والراحة المؤقتة، إلا أنه حتماً يمكن تشبيه ما يُحله من سكون على الطفل بهدوء ما قبل العاصفة, ويدرك الوالدان الناضجان والمهتمان بالتربية أن عليهم تعديل وفرز سلوكيات الطفل بعد المشاهدة، والتقليل من حجم المفاهيم الخاطئة التي استقبلها الطفل. وتبديل قناعاته ببعض ما سمع أو رأى لإحلال القدوة الصحيحة والسلوكيات السليمة مكان ما تشبع به من ثقافات مستوردة ودخيلة. إن عدم المراقبة للبرامج التلفزيونية التي يشاهدها أبناؤنا، من برامج مستوردة وأفلام ذات قيم هابطة ليس لها أي هدف اجتماعي يذكر؛ تؤدي إلى تخبطهم، وتزعزع قيمهم؛ مما يساعدهم على الانحراف أحيانا، وعلى اكتساب القيم الخطيرة على مجتمعنا الإسلامي أحيانا أخرى. فدور الوالدين لا يقتصر على المراقبة لما يشاهده الأطفال فحسب. بل عليهما الانتقاء للقنوات التي تدخل البيت أولا، ومناقشة الطفل في انتقاء نوعية ما يحب مشاهدته، وعدد الساعات المناسبة مع تنمية الوازع الداخلي للطفل؛ ليكون سلوكه في وجود الوالدين وغيابهما على نهج واحد. كما أن تعويد الطفل على الحوار مع الوالدين ونقد ما يراه من برامج وأفلام والمفاضلة بين ما حققه من استفادة مقابل الوقت المهدور، يساعد في التقليل من ساعات المشاهدة للطفل وباقتناعه. مع العمل على تنمية المواهب والهوايات والقراءة حتى يُشغل الطفل وقته ولا يشعر بالفراغ الذي يدفعه للمشاهدة. وأن يستشعر الطفل أن تقليله من المشاهدة يعني زيادة جلوسه وتفاعله مع والديه بأنشطة أكثر متعة له، وتمنحه مزيداً من القوة في علاقته بالوالدين وبالتالي الدفء والمحبة. ومن المهم ألا يكون التلفاز مصدراً من مصادر التحفيز والمكافئة للطفل، حتى لا يستحسنه ويتمسك به أكثر. مع الحرص على أن يكون التلفاز في مكان عام في المنزل بعيدا عن غرف النوم. فليس من الصعب منع الأطفال من التلفاز بأسلوب مرضٍ للطرفين. لكن ذلك يحتاج أن يدرك الوالدان حجم الخطر الحاصل من الإدمان عليه. فلو أدرك الوالدان أن الطفل سيؤذي نفسه بأداة حادة مثلا فبالتأكيد لن يتركوه، ويقفوا صامتين بل سيستنفذوا كل طاقاتهم لمنعه، وذلك بالحوار والإقناع والإبدال لما يؤذيه وتنمية القدوة الصالحة له من خلالهم. لكن السؤال المهم الذي يحتاج إلى وقفة تأمل قبل الإجابة عليه. إذا كان الوالدان أو أحدهما مدمناً على التلفاز فهل يصح أن يقولوا للطفل افعل كما نقول، وليس كما نفعل؟!


hg'tg , h]lhk hgjgdt.d,k K Child and television addiction