اهلا ومرحبا بكم فى منتديات مياسة المميزة

يسعدنا ان نقدم لكم اليوم
المربي القدوة ، صفات المعلم القدوة
ونتمنى ان تسعدو بما نقدمه فى موضوعنا

المربي القدوة ، صفات المعلم القدوة


صفات المربين القدوات


1- الإخلاص لله – تعالى -:


الإخلاص لله – تعالى – أحد أركان قبول العمل، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] وهذان ركنا العلم المتقبل؛ فلا بد أن يكون خالصًا لله، صوابًا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى مثل هذا عن القاضي عياض – رحمه الله – وغيره.



والإخلاص مما أمر الله به في قوله: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 6] وإذا لم يكن العمل خالصًا كله لوجه الله لم يقبل من صاحبه كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله – تعالى -: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» ([1]).



وهنا يتبين أن المربي غير المخلص لله في عمله يكون غير ناجح في الآخرة ومردود عليه عمله فكيف يكون ناجحًا في الدنيا ولكن المربي إذا أخلص في عمله؛ يبارك الله له فيه ولو كان قليلاً.



إن المربي إذا اخلص لله في عمله تأثر به المتربون تأثرًا كبيرًا، فيصل كلامه وموعظته إلى شغاف قلوبهم، ولقد سمع الحسن البصري – رحمه الله – واعظًا في المسجد؛ لم يجد أثرًا لكلامه في قلبه، فقال له: يا هذا والله إن في قلبي لشيئًا، أو في قلبك شيئًا، وكما قيل إن الكلام إذا خرج من القلب وقع في القلب، وإذا خرج من اللسان لم يجاوز الآذان.



2- الحرص التام على الفرائض والالتزام بالنوافل والسنن:


طريق التربية طويل وشاق ويحتاج إلى زاد يتقوى به المربي على السير في هذا الطريق قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 6].



وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 153]، ولقد كانت الصلاة من أعظم ما يتزود به النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرته الدعوية فكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وكان يقول أيضًا: «أرحنا بها يا بلال».



وليبشر المربي بالنجاح في تربيته؛ إذا وصل إلى هذه المرتبة العظيمة، ولا شك أن الدعاة الذين يكرسون أوقاتهم؛ لدفع الناس إلى سبيله لا بد أن يكون شعورهم بالله أعمق وارتباطهم به أوثق، وشغلهم به أدوم، ورقابتهم له أوضح.



وكيف يربي المربي الناس على أمور هو مفرط فيها ومضيع لها أو على الأقل متهاون فيها، وهذا مما يضعف همته في التربية ويفقده الحماس المطلوب للعملية التربوية، بل يجعل المتربين لديه غير متأثرين به؛ لأنهم يرونه قدوة غير صالحة في هذا المجال يقول محمد أحمد الراشد: [في كتاب الرقائق]: فإن من يتخرج في مدرسة الليل يؤثر في الأجيال التي بعده إلى ما شاء الله، والمتخلف يابس قاس تقسو قلوب الناظرين إليه، والدليل عند بشر الحافي منذ القديم شاهده وأرشد إليه فقال: بحسبك أن أقوامًا موتى تحيا القلوب بذكرهم وأن أقوامًا أحياء تقسو القلوب برؤيتهم.



3- استشعار القدوة:


من صفات المربي استشعاره أنه قدوة للآخرين، وخصوصًا من يربيهم وهم ينظرون إليه فيما يقول ويفعل ويتصرف، فما فعله فهو الحق عندهم، وما تركه ولم يهتم به فلا يلتفتون إليه في الغالب. ومن هنا وجب على المربي أن يكون حريصًا جدًا على سلوكه معهم، حتى لا يفسد بفعله ما يدعو إليه بقوله، وإن التأثير بالقدوة يختصر المسافات التربوية الطويلة، ويخفف من الجهود المبذولة في غرس كثير من المفاهيم المطلوب غرسها في المتربين، والقدوة الأولى في ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ} [الأحزاب: 21] وكان يقول: «صلوا كما رأيتموني أصلي» ([2]).


إن المربي قدوة في عبادته وذكره وسمته وجميع فعاله فإذا رآه المتربون ذا سمت وهدى حسن؛ تأثروا به وإن كان حريصًا على طلب العلم وعلى الدروس حرصوا على ذلك، وإن رأوه حريصًا على الدعوة؛ نشيطًا فيها مضحيًا بجهده ووقته وماله تأثروا بذلك، وأصبحوا حريصين على الدعوة حتى ولو لم يسمعوا كلامًا كثيرًا عنها، أو يقرؤوا عنها كثيرًا، فالفعل من المربي أبلغ كثيرًا في نفوس المتربين من كثير من الدروس والكلمات. وإن كثيرًا من صفات المربي الناجح قد تنتقل منه إلى المتربين عنده بفعل القدوة الحسنة، وربما لا يشعر هو بذلك أو لا يعيره اهتمامًا كبيرًا، فليجعل المربي من نفسه قدوة لهم وليستشعر ذلك ويحاسب نفسه عليها.



4- الصبر وطول النفس:


الصبر صفة لازمة لمن يريد النجاح في عمله، ولذا لا بد للمربي الذي يريد النجاح في تربيته من أن يستخدم الصبر زادًا يستعين به لذلك كما قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]. ولقد بشر القرآن الكريم بالفلاح لمن صبر في الدنيا والآخرة وبشر الصابرين، والصبر توجيه من الله – سبحانه – لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي احتمل وعانى من قومه ما عانى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35] وإن الناظر لسيرة أولى العزم من الرسل سيرى عجبًا، إذ كيف صبر نوح – عليه السلام – صبر على أبيه وقومه صبرًا جعله أمة وحدة.



وإن المربي قدوة لمن يتربون على يديه وإمام لهم ولن ينال هذه المرتبة التي تؤثر في نفوس من حوله إلا بالصبر.



يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.



إن الصور التي يجب على المربي القدوة أن يتحلى بها كثيرة منها:



- الصبر على النفس ورغباتها وشهواتها ونفورها من العمل التربوي الشاق الطويل، الذي لا تظهر ثمرته سريعًا فتحمل النفس من ذلك، وكذلك حبسها عندما تراوده في حب الظهور والعجب وغيرها من شهواتها الخفية.



- الصبر على أداء الطاعات والاجتهاد في ذلك وحبس النفس عليها مع ما في ذلك من مشقة على النفس وخصوصًا في بداية الطريق.



- الصبر على المنهيات من معاص ومنكرات بل وحتى البعد عن الشبهات استبراء لدين المربي وأدعى لمحبة المتربين له وقبولهم منه.



- الصبر على المتربين وتحمل أخلاقهم ومعاملتهم، وعدم الاستعجال عليهم؛ لأن العملية التربوية تحتاج لوقت طويل وصبر لا ينقطع.




wthj hglvfd hgr],m K Recipes jam-Kidwa