لصوص, الإبداع

لصوص الإبداع



لكل زهرة عبيرها، فلماذا يحاول البعض سرقة عبير الآخرين بطرق بعيدة عن الأخلاقيات.


الأدب والفن مجالان واسعان يتخللهما فنون منها الرسم، والشعر، والتصوير، والقصة، وكلها يمنحها صاحبها بصمة خاصة به يستطيع أن يتعرف اليها حتى بعد مضي سنوات على إبداعها، لأنه في النهاية يبقى عمل قدمه بفكره ويديه ومنحه جزءًا من وقته.

لكن المؤسف محاولة مجموعة من الأشخاص الصعود على أكتاف الآخرين بسرقة إبداعاتهم ونسبتها اليهم، بل ويمشون الخيلاء امام الناس مفتخرين بالإنجاز الذي تعب فيه غيرهم، غير مدركين حجم الجريمة المرتكبة في حق أبرياء آخرين، بذلوا مجهودا كبيرا في إعداد وإنتاج أعمالهم والتي ربما شاركوا بها في مسابقات أو نشروها في الكتب وعلى شبكة الانترنت ليمنحوا الآخرين مساحة من الحرية لرؤيتها وإبداء رأيهم فيها، إلا أن أصحاب النفوس المريضة استغلوا عرض تلك الأعمال لسرقتها ونسبتها الى أنفسهم أو استخدامها في منشورات أدبية وإعلامية دون الرجوع لأصحابها للاستئذان منهم.

السرقات الأدبية والفنية لا تحدث فقط في اوساط المشاهير، بل حتى المبتدئين والهواة يعانون من هذه المشكلة والتي باتت هماً يحتاج الى حل جذري لا يجد له أصحابه إلا اللجوء لحفظ الحقوق في الجهات المعنية بالأمر، لكن المحزن عندما تكون هذه السرقة “عيني عينك” ويتباهى السارق إعلاميا بإبداعه ونشره في الصحف والمجلات من خلال المقابلات والحوارات التي تتدفق عليه كونه “متميزا”.

السرقة لها معنى واحد والحجج التي يرفعها لصوص الإبداع بعد حصرهم غير معترف بها، لأن كل شخص منا لو وقف لحظة مع نفسه وسألها ما ردة فعلي لو سرق أحدهم أعمالي: “حينها سنلاحظ رفض الجميع لهذه الظاهرة وستعم الراحة على البقية.

قول حكيم: إنما أنتم أخبار، فطيّبوا أخباركم

الكاتبه عزة الكعبي

gw,w hgYf]hu