أدب الصحابة وفتح الشام







تتضاءل الكلمات أمام ذلك الأدب الجم الذي نراه بين الصحابة أدبا وخلقا يسمو بهم إلى مراتب الملائكة. فها نحن نرى أبا بكر وقد عقد الألوية لفتح الشام وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وأمر خالدا بن الوليد على جيش آخر لفتح العراق.

في الشام كانت معركة اليرموك والتفت جموع الروم وتكاثفت حول المسلمين فطلبوا المدد من أبي بكر فأمر خالدا بالسير بنصف جيشه من العراق إلى الشام وليكن خالدا هناك أميرا على الجيش كله ، وليظل نصف الجيش في العراق تحت إمرة المثنى بن حارثة.

يطيع خالد الأمر ويرسل رسوله إلى إبي عبيدة قبل أن يصل هو، يخبره بأمر تنازله عن قيادة الجيش. لكن أبا عبيدة ينزل راضيا على أمر الخليفة ، ويصبح جنديا في الصفوف تحت لواء خالد.

يا الله ما هذا الخلق الرفيع فلا بغضاء ولا شحناء إنه السمع والطاعة ، إنه الإيثار والتضحية. "يرسل خالد إلى أبي عبيدة يخبره بتنازله عن القيادة لكن أبا عبيدة يصر على الطاعة!!!"

لم يرنا هؤلاء الأخيار ونحن نتكالب على الرياسة وعلى الكرسي، وكلنا يرجو أخذ اللقمة من فم أخيهنتنافس على الدنيا ولو على حساب أقرب الناس إلينا، ولو على حساب مبادئنا وقيمنا.
من منا يؤثر أخيه على نفسه ويوقن أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطأه.

نعود إلى اليرموك.فإذا بتباشير النصر تهب بعد سلسلة من المعارك دامت مدة من الزمن وتتأكد خبرة خالد في المواقف الصعاب،ويقتل ويأسر عدد كبير من الروم .
وفي هذه الأثناء يأتي خبر وفاة الصديق وتولي عمر الخلافة وأمره بعزل خالد وتولية أبة عبيدة على الجيش.
ويفكر خالد سيضطرب المسلمون ولربما أصبح النصر هزيمة والنصر ما هو إلا نصرا للإسلام لا لخالد.
فيخفي خالد الأمر حتى يتم الله نصره.
ونقف طويلا أمام أبو عبيدة ماذا تراه يفعل عندما يصله نفس الخبر؟!
أقف ذاهلة أمام ما فعل لقد كتم الخبر هو الآخر ولنفس السبب!!!
فنصرة الإسلام والمسلمين أحب إليه من إمرة الجيش.

إنه يريد الرفعة لدينه لا لنفسه.

رضي الله عن صحابة رسول اللهوألحقنا بهم في الصالحين

H]f [l