الملاحظات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الوفاء امراة قصة واقعية حزينة جداً

الوفاء امرأة في خضم تحضيري هذه الأيام لزفافي .. كنت أرقبها .. بإطلالتها الهادئة .. ومسحة من حزن عميق تلقي ظلالها على قسماتها .. عينيها الساجيتين

  1. #1 Icon15 الوفاء امراة قصة واقعية حزينة جداً  
    امراة, الوفاء, حزينة, قصة

    الوفاء امرأة



    في خضم تحضيري هذه الأيام لزفافي كنت أرقبها بإطلالتها الهادئة ومسحة من حزن عميق تلقي ظلالها على قسماتها
    عينيها الساجيتين دوماً الغارقتين بتأمل ملتاع في ماضٍ لن يعود
    أختي منيرة
    أو فلأقل عنها الوفاء حين يتجسد في صورة أنثى .
    هذه المخلوقة الرقيقة كوردة. الشفافة كدمعة العذبة كقطرة ندى لها قصة هي من أعجب القصص وأشجاها
    قصة حبها قصة فجيعتها قصة أوجاعها .
    وحكايات كثيرة ترويها دمعاتها الصادقة في تساقطها كلما حضرت زفافًا أو ذكر اسم ((سعد )) أمامها
    كانت أختي منيرة في بواكر العشرين وإطلالة الصبا حين رسمت مع سعد ابن عمتنا أروع قصص الحب التي سمعناها أو قرأناها فضلا عن أننا عايشناها
    كان سعد نقيباً عسكرياً ويعمل في سلاح الجو وكان كأقرانه في ذلك الوقت حلم أي فتاة بشاراته العسكرية بقامته الرياضية الممشوقة . وبلونه الأسمر الذي لوحته التدريبات القتالية التي نسمع كثيرا عن قسوتها وعن أنها تصنع الرجال
    كان للحديث عن سعد في مجالسنا رونق غير كل الشباب كنا نلمح بين ثنايا حديث عمتي إعجاب سعد الكبير بمنيرة وعزمه على خطبتها فور انتهائها من الدراسة الجامعية تأخرت منيرة في تخرجها فتقدم لها في السنة النهائية ووافقت فورا لقد فاض شعورها وأخذت تعبر عنه بطريقة كنت أحسها رغم أني كنت طفلة وأذكر يوم خطوبتها كيف احتضنها والدي ودعا لها كثيرا كيف أجلستني بجوارها تمشط شعري وتقول ::: إذا سافرت أنا وسعد بعد الزواج سوف آخذك معي سعد سيكون في أغلب الوقت خارج البيت وأنت ستكونين مثل ابنتي .!!!
    ياااه كم كانت أحلامك عريضة يامنيرة !!
    وتم كل شيء بسرعة ساعد على ذلك الجو المشحون بالحب واللهفة والشوق والذي كنا نحسه متبادلا بين سعد ومنيرة والأمر الآخر أن فترة الخطوبة قد طالت وأزمة الخليج عام90 كانت في بدايتها . ولكننا بالطبع لم نستشعر خطر تلك الأزمة إلا بعد انتهائها فنحن نعيش في بلد آمن ولا نعلاف أننا نخوض حربا وأننا مهددون بالخطر في أي لحظة وقتها !!!
    امتدت الأزمة وامتدت على أثرها الإجازة وقررت العائلتان تعجيل الزواج بناء على رغبة سعد الملحة ومولفقة منيرة وما إن عقد قرانهما حتى شعرنا أنهما طيران خلقا بروح واحدة وحلقا بعيدا عنا وعن كل ماحولنا كانت عينا أختي منيرة عندما تتحدث عن سعد ياه كيف أصفها لكثرة حبها له عندما تتحدث عنه تلتمع عيناها بالدموع
    كان حنان أختي منيرة من ذاك النوع المتوهج كأشعة الشمس الدافئة التي تتسلل لأوردتك ولكن الحب جعلها أكثر حناناً وأكثر رقة وتعطي بلا حدود!!
    يوم زواجهم كان أسطوريًا ولا يفهم من أنه أسطوري أنه ضخم فخم لا بل إن هناك نوعًا من الزيجات تشعر لجماله وجمال الأرواح التي عقد زواجها تشعر أن هذا الجمال يمتد ليغطي كل مساحات الفرح ذلك اليوم تشعر أن كل من حضر زفافهما سعيد وكل من رأى منيرة أو صافح سعد سيشعر حتما بالسعاة كانت كلمة الجميع تلك الليلة ( لقد خلقا لبعضها !)
    لا زلت أذكر فيما أذكر من فصول القصة يوم أن غادرا الصالة ومنيرة تلملم أطراف فستانها بارتباك ولا تدري هل تحمل مسكة الورد أم تضعها في الحقيبة ؟! أرعت أنا إليها وأختي منال فأعطتنا مسكتها وقالت أمسكيها حتى أركب السيارة وجاء سعد ليبتسم بعذوبة ويمسكها مني لينتظر عروسه أن تضع قدميها في السيارة ثم يضع الورد بين راحتيها وينحني عليها هامسا
    كنت بتوق الطفولة أود سماع مايقوله لكنه أبعدني بلطف ثم أغلق الباب وغادرت سيارتهما
    كان طيفهما يرحل كشفق غارب أراه أمامي الآن
    ابتسامة سعد الراضية تلك لا أنساها
    رغم أني كنت صغيرة إلا أنني أدرك معنى عظيما قد لا يدركه الكبار وهو معنى الرضا أو السعادة المرضية
    غادرا وبقينا نحن في الصالة وإذ بصفارات ت الإنذار تصرخ بصوتها المرعب .ز فيرتبك الجميع وتتفرق الحاضرات . خرجنا ونحن مرتبكون وخائفون توجه الكل لمنازلهم وبقينا طوال الليل والفجر نحاول الاتصال بمنيرة وسعد دون جدوى فشقتهما ليس فيها هاتف وكيف لعروسين أن يشعرا بما حوليهما وأن يتصلا بلا لطمئنتنا.
    كنا نلتمس لهم العذر ونراقب التلفاز ونسمع الراديوا ونحن في قمة الخوف والتوتر هناك قصف آه كم هي مؤلمة هذه الكلمة التي لم يعرفها قاموس بلدنا ولا أي بلد مجاور كلمات كثيرة سمعتها في ذلك الوقت وكم أكره سماعها ثانية حالة استنفار ضبط الأعصاب ومحاولة الاحتماء إتباع تعاليم السلامة إشارة قرب الخطر . وقوع الخطر زوال الخطر
    أذكر أنني بقلبي الطفولي البريء كان مجرد مرور طيف سعد أمامي يبعث الارتياح أراه ببذلته العسكرية يقاتل ويمنع الأعداء من الإستيلاء على أرضي والتعدي على أحد من أسرتي كنت أقول ذلك لأمي بكل سذاجة وبفخر فتقول : ادعي ربك يا ابنتي أن يحفظنا ويحفظ سعد وكل المسلمين
    وأما ما بقي من طيوف سعد فهو ما لا أطيق روايته ولا أستطيع الحديث عنه فكيف سأصف لكم منظر أختي منيرة صباح ذلك اليوم كيف جاء بها أبي من بيتها كتمثال شاحب تهتز كعصفور صغير ضعيف وعلى وجهها بقايا زينتها التي لم تمحها بعد
    لم أستوعب لحظتها مل ما سمعته
    لكن الشيء الوحيد الذي استوعبته وفهمته ووعيته رأيته في عيني أختي منيرة ذلك الصباح لقد كانت عينيها كعيني من فقد النظر كانت تحدق في شيء لا أدري ما هو
    كانت عينيها جامدة تماما لا بكاء لا تعبير لا نظرة
    أرعبتني عيناها لقد أدركت بغريزتي أن منيرة قد فقدت شيئا تعتمد عليه تماما وى تستطيع الاستغناء عنه كمن يفقد بصره فجأه فكيف يقوى على الاحتمال قالت بشرود ::( طرق الباب بشدة وسعد جالس معي
    رفعت عينيها لأبي وقالت وعلى شفتيها تنتحر آلاف الكلمات لقد كان معي سعد يا يبه لم يكم معي فقط في تلك اللحظة بالذات كنت وسعد شيئا واحدا ثم أخفضت رأسها وتابعت تتحدث : قام ليفتح الباب وتحدث بسرعة وارتباك مع شخص ما عاد إلي وقد امتقع لونه و وخذلت الكلمات منيرة فغصت بها ولم تستطع إكمال حديثها
    كانت كلماتها تلك آخر ماسمعته منها قبل أن تفقد النطق عام كامل
    كل ما فهمته وعرفته أن سعد استدعي ليلة زفافه ولبى نداء الدين والوطن ارتدى ملابسه العسكرية وودع روحه التي سكبها في قلب منيرة لتحيا بها ما تبقى لها من عمر دونه
    ونعي إلينا سعد
    شهيدًا فجر زفافه
    وغاص كل شعور جميل وكل بهجة وسعادة من حياة أختي منيرة .
    العروس التي فجعت بحبها في ليلة فرحها.
    كانت كظامئ منذ ألف عام ولما اقترب الكأس من شفتيه حرم منه للأبد
    بقيت منيرة صامتة لأكتر من عام تقريبا لا يفيد معها علاج ولا أي شيء أخر
    حتى جاء ذلك اليوم الذي نذكره جميعا
    يوم أن خطبت من ابن خالتي
    نطقت منيرة يومها
    قالت بصوت متقطع انكرناه ولا نعرفه بل أننا نسيناه
    ( والله مايلمسني رجال غير سعد )
    وغادرت المجلس
    ثم عادت
    قبلت رأس أبي
    وبكت
    وقالت بصوت متقطع كصوت الأنين الموجع
    ( يبه سعد ينتظرني في الجنة عسى الله ياخذني له اليوم قبل بكرة )
    كان منظر ابي وهو يهتز ويبكي مريعا
    وأحسست وقتها أن كل ماحولي يقف إجلالا لقلب هذه المرأة
    كثيرا ما رافقت منيرة في غرفتها
    كثيرا ما رأيت دموعها التي لا تشبهها أي دموع وهي تدعو في جوف الليل
    كثيرا ما استيقظت من نومي لأراها تتحسس صورة سعد وتشهق بالبكاء
    وبقيت هذه المرأة وفية لسعد
    لإثني عشر عاما أو تزيد
    وهاهي منيرة الان
    سعيدة مع من حولها تحب الأطفال وتمارس الطبخ وأعمال المنزل بمهارة منقطعة النظير
    لكن تلك النظرة المهيبة في عينيها وهي تحدق في الماضي المريع لا تكاد تفارقها أي لحظة
    وإذا ما رأيت أختي منيرة يوما ما
    في مكان ما
    وهي حزينة أو مهمومة وربت على كتفها لأقول لها : مابك يا منيرة
    تلتفت بهدوء
    تبتسم بصعوبة
    وتهمس كعادتها دوما
    والله لا شيء يستحق الحزن والهم من بعدك يا سعـــد .

    *********

    هـــــــــمـــــــــــســــــــــــة :

    مــن يـــحـــب . يــــحـــب إلــى الأبــــد .

    hg,thx hlvhm rwm ,hrudm p.dkm []hW







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    شاطي الاحلام موقوف
    مشكورهـ أختي

    علي قصة منيرة والسراحه انهـاء مررره حزينه ؟

    والله يكون في العون .

    وآآآ من الحب وانه هي حبته بكل ما تحمل من قوه وبدون خوف من اين كان ؟

    دمتي بود رهوفه





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    مشكورة غاليتي شاطئ الاحلام على المرور


    تحياتي





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    المشاركات
    49
    رهف بجد انا عجزه انننا اقولللك اى كلام بجد انا قلبى تقطع على منيره ربنا يصبرها اقسم باللله دموعى نزلت من غير ما اشعر من المى عليها صعب اوووووووووى الللى حصل ده بس ده نصيبها ان للله وان اليه راجعون ربنا يرحم امواتنا جميعا يارب مشكره حبيبتى على قصتك على قد مهى حزينه بس القلب حسها اوى اختك الحيـــــــــــــــــــــــاه





    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    المشاركات
    309
    اختى رهف القصة مؤثرة ومحزنة كتير والله يكون فى عون منيرة ويصبرها
    بارك الله فيك





    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    [glint][align=center]أخياتي

    |--*¨®¨*--|الهدى |--*¨®¨*--|

    |--*¨®¨*--|الحياة |--*¨®¨*--|

    حياكم الله ولا حرمني من تواجدكم

    تحياااااااااااااتي [/align]
    [/glint]






    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. Bmw الفئه الأولى كوبيه واضحه جداً جداً جداً . . .
    بواسطة شنكوووتي في المنتدى عالم سيارات
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 04-Oct-2007, 01:21 AM
  2. مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 30-Jun-2007, 12:50 PM
  3. قصة ام حزينة جداً
    بواسطة مشعـــــل في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-Apr-2007, 01:19 AM
  4. مفيد جداً جداً جداً. يحتاجه كل واحد منّا
    بواسطة @نسيم الجنوب@ في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 13-Sep-2006, 04:40 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •