الموضوع: احتضار روح

احتضار, روح

كما لكل بداية ٍ نهاية

وكما يخرج الجنين

من رحم امه صارخا ً

لحظة دخوله هذا العالم

بهوائله وصعابه وكما

تكبر وتترعرع الأمواج

في وسط البحاروكما

تنمو الزهور على سيقانها

وتتفتح الورود بألوانها

وكما وألف كما تحين

لحظة النهاية لكل مخلوق

وتأتي لحظة خروجه من

هذا العالم . لألا ّ يعود

إليه من جديد

فهذه هي لحظة النهاية

لروح ذاقت في هذا العالم

كل أنواع الظلم

فكم من مرة حاولوا طمس

معالمها وكم من محاولة كانت

لتحطيم أشلائها

إلا ّ أنها كانت واقفة

صامدة شامخة

كشموخ الجبل في وجه الرياح

ولكن عند لحظة النهاية

تتزلزل الجبال وتتساقط الأزهار

وتجف السيقان الخضراء

فتختفي الألوان

وتتبدل الضحكات

بالآهااااااااااااااات

فتتقلص الضلوع

وتضيق الأنفس

لتعصر قلوب أصحابها

ولتشق في أجسادهم

جروحا تعجز السيوف

عن شقها

ولتنزف الدماء قطرة ً قطرة

مودعة هذه الروح

التي كانت في يوم ٍ من

الأيام تنبض بالحياة

وهاهي الآن تصارع

جاهدة ولا أحد يعلم إن

كانت تصارع محاولة التشبث

بالحياة أم كانت تصارع

مستعجلة لحظة خروجها

متطلعة إلى نهاية ِ عذابها

ها هي تصرخ صرختها الأخيرة

وتنظر إلى من حولها مودعة ً

كل الوجوه لتذهب في رحلة

الا عودة . علها تجد من

يطبب جراحها

أو لعلها تفيق من حلمها

الوردي الذي عاشته

في هذا الكون

هاهي تغادر صامتة ً

دون أي تشبث ٍ بهذه الحياة.

[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]Nanoos [/grade]

---

hpjqhv v,p