أسوأ, المعرفية, نفس

أصول الدراسات المعرفية واللغوية الطفل 103.gif أصول الدراسات المعرفية واللغوية في علم نفس الطفل
تعددت الأصول التي أسهمت في إنشاء علم نفس الطفل فشملت سير الأطفال وحركة دراسة الأطفال ومعاهد رعايتهم 0

1- سير الأطفال :

إن أول البحوث المنهجية عن الأطفال أجريت من قبل أهلهم ففي سنة ( 1774 ) نشر بستالوتزي Pestalozzi مذكراته التي كان يكتبها عن حياة طفله البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة ولعل هذه المذكرات هي أول ما نشر في العالم عن تراجم الأطفال

وفي سنة 1787 نشر تيدمان Tiedemann ملاحظاته عن نمو طفله فريدريك وخاصة في السنتين الأولى من حياته وتتميز هذه الدراسة بالدقة العلمية التي نراها الآن في الأبحاث الحديثة 0

وفي سنة 1826 نشر فروبل Frobel أول مؤسس لرياض الأطفال في العالم كتابه المشهور (( تربية الإنسان )) وكانت مادة دراسته تلك تعتمد في جوهرها على ملاحظة سلوك الأطفال ورصده في البيت والمدرسة معاً 0 ( السيد 1975، ص28 )

وعمد تشارلز داروين Darwin إلى حفظ مفكرة يومية حول صبيه الرضيع في سنة 1840 إلا أنه لم يحاول طباعة تلك المفكرة إلا بعد ثلاثين عاماً من كتابتها وقد اهتم داروين بالمظاهر التطورية لسلوك الطفل وعلاقة ذلك السلوك بنظيره الحيواني ولمفكرة داروين مع أعماله الأخرى مكانة رفيعة في علم النفس المقارن اليوم 0

وفي سنة 1876 نشر العالم الفرنسي تين Taine ملاحظاته عن النمو اللغوي لابنته وذلك خلال السنوات الست الأولى من حياتها 0

وسجل عالم النفس برير Breyer في كتابه (( عقل الطفل )) مسار نمو ابنه خلال السنوات الأربع الأولى من حياته وقد اهتم مبدئياً بدراسة السلوك الارتكاسي وبأثر الخبرة والتدريب في تعديل ضروب ذلك السلوك وقد دأب برير بالإضافة إلى دراسة السلوك الارتكاسي على ملاحظة العديد من الظواهر السلوكية الأخرى مثل لغة الطفل ولعبه وعلى الرغم من أن برير لم يعمد دوماً إلى عزل ملاحظاته عن استدلالاته فإن عمله ما زال يحتفظ بقيمة علمية رفيعة 0

نذكر من دارسي السيرة أيضاً ، الكوت ، وشين ، حيث أضافت الأخيرة بعض الروائز إلى منهج السيرة ووسع سالي منهج السيرة بدراسة سير أطفال الآخرين بالإضافة إلى دراسة سيرة ابنه ووضع نتيجة لذلك كتابه المعروف في علم نفس الطفل 0

وعلى الرغم من أن العلماء يعدون بياجه الأب الروحي لعلم نفس الطفل فإن بالدوين كان قد سبقه إلى ملاحظة الأطفال من جهة ثانية كان الباحثون في حقول اللغة والحركة والإحساس أفضل كتبة السيرة الذين أثروا في الباحثين اللاحقين وفي علم نفس الطفل ذاته 0

عانى كتبة السيرة ومنهجهم الكثير من ضروب النقص التي تمثلت في الجوانب التالية :

1- قلة عدد الأولاد الذين درسوهم 0

2- ميوعة ملاحظاتهم وانفلات أغلبها من زمام التوجيه العلمي 0

3- ذاتية الملاحظين 0

وعلى الرغم من صنوف النقص المذكورة فقد بقيت كتابة السيرة واحدة من أهم مناهج ( علم نفس الطفل ) الذي يتصف بدرجة معقولة من الموضوعية 0

ويتمثل دليلنا على ذلك ببياجه الذي اعتمد منهج السيرة وخرج منه بعدد من الكتب ما زالت توجه الأبحاث المعاصرة في علم النفس وتثير الجدل بين الباحثين النظريين في مجال النمو الإنساني 0

2- حركة دراسة الطفل :

دلل كتبة الأطفال على اهتمام علمي متصاعد بدراسة الطفل خلال القرن التاسع عشر وشكلوا حركة رائدة للمنهجين النمائي والتجريبي في علم النفس أما الخطوة الثانية فقامت بظهور ستانلي هال عالم النفس الأمريكي الذي أسهم في نشوء رابطة علماء النفس الأمريكيين وعدد من الدوريات العلمية التي ضمت مجلة علم النفس التكويني ( Genetic ) 0

أنشأ هال حركة دراسة الطفل التي لم تدم طويلاً والتي عملت على اكتشاف نمو التفكير لدى الطفل وربما رجع السبب في موت تلك الحركة إلى النظرية التي اعتمدها الباحث والتي تجعل من نمو التفكير لدى الطفل محاكاة لنمو الفكر البشري 0

وقد قام هال في عام 1980 بالإشراف على عدد كبير من الدراسات المعتمدة على الاستجواب ( Questionnaire ) حول وجهات نظر الأطفال بصدد كل شيء بدءاً من الموت وانتهاء بالجنس وتميز تدريب هال للباحثين في الفترة الأولى بالجدية والرصانة خلافاً للمراحل الأخيرة التي خلت منهما الأمر الذي جعل الباحثين يشكون في قيمة النتائج التي قامت على استجوابات الفترة الأخيرة من تلك الحركة 0

وجهت حركة دراسة الطفل على الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها اهتمام الناس وشعورهم بالحاجة إلى توفير وقائع موضوعية حول الأطفال ولقد أمل هان بأن مثل تلك المعرفة الموضوعية ستقود بالضرورة إلى وضع الأسس الصحيحة لعلم نفس جديد وهو أمر لم يتم فكل ما فعلته حركة دراسة الطفل هو شق الطريق نحو إقامة معاهد لدراسة الأطفال في الجامعات الأساسية في الولايات المتحدة وهو ما يشكل الخطوة الثانية في الحركة العلمية لدراسة الطفل في أمريكا 0

3- معاهد دراسة الطفل :

اقتفى سيرز آثار المعاهد المشار إليها وعد السيدة كورا بريسي هيلز أهم رواد الحركة المذكورة اعتقدت هيلز أنه إن أمكن للبحث العلمي أن يصل إلى تحسين الأبقار فإنه يجب عليه أن يتمكن من تحسين الأطفال ( سيرز 1975 ، ص19 ) 0

وقد صرفت هيلز قصارى جهدها لإقامة معاهد لدراسة الطفل في جامعة آيوا مشابهة للمعاهد الزراعية 0

بدأت السيدة هيلز عملها عام 1906 إلا أن محاولة إقامة معهد رعاية الطفل في جامعة آيوا لم تنجح إلا بعد مرور حقبة كاملة جسدت الحرب الكونية الأولى نهايتها 0 وكانت للمعهد الذي أقامته السيدة هيلز ثلاث وظائف هي البحث والتعليم وتوفير المعلومات

عملت الحرب العالمية الأولى على إثارة اهتمام المسؤولين والناس بمشكلات الأطفال ولم يرجع الاهتمام المشار إليه إلى الأعداد الضخمة من يتامى تلك الحرب بل إلى بروز حقيقة أساسية ارتبطت بعملية روز المجندين وأشارت إلى ارتباط الأمراض النفسية بمشكلات التنشئة السيئة 0

إلا أن الهوة بين اهتمامات المسؤولين الحكوميين والناس كانت ما زالت عميقة إذ لم يواز اهتمام الحكومة بمعاهد الطفل نظيره لدى الناس فقد دفعت السيدة روكفلر مبلغ /12/ مليون دولار لإقامة معاهد لدراسة الطفل وتحقيق الوظائف المذكورة آنفاً وكان لا بد لتوسيع تلك المعاهد من إثارة اهتمام أكبر عدد من الآباء المحسنين 0

يعد الاقتصادي الأمريكي لورانس فرانك شخصية حاسمة عملت على توسيع معاهد دراسة الأطفال وإقامتها على أسس علمية سليمة وذلك بسبب اهتمامه المفرط بسعادة الأطفال وسخائه في البذل في هذا المجال 0 فلقد كرس فرانك حياته لجمع التبرعات لدعم المعاهد الهادفة إلى دراسة نمو الطفل ورعايته إضافة إلى دفعه لعدد من الباحثين متنوعي المشارب للعمل بصورة جماعية 0 لذلك يصح القول إن فرانك أسس المعاهد وعمرها بعلماء النفس المتعاونين لإنجاز المشروع العلمي الكبير وقد أدى دعم الأرصدة المجمعة في مؤسسة روكفلر إلى توسيع معاهد دراسة الطفل فأنشئ معهد دراسة الطفل في كلية المعلمين في جامعة كولومبيا عام 1924 ومعهد رعاية الطفل في جامعة منسوتا عام 1925 ومعهد دراسة الطفل في جامعة بال عام 1928 على يد أرنولد جيزل تلميذ هال الذي بدأ دراسة الطفل منذ 1911 هذا بالإضافة إلى معهد نمو الطفل في جامعة بيركلي ، وعملت تلك المعاهد على إقامة حركة وطيدة ومنظمة لدراسة نمو الطفل تمثلت خاصة في برامج الدراسات العليا التي خرجت أعداداً ضخمة من الدارسين انطلقوا للعمل في كليات أمريكا وجامعاتها كلها فبرز علم نفس الطفل كعلم منهجي في عام 1930 0

Hw,g hg]vhshj hgluvtdm ,hggy,dm td ugl kts hg'tg