الملاحظات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: اخلاقيات الاخطاء

واعجباً ..! وهل للأخطاء أخلاق؟ في حديث أبي داود "كل ابن آدم خطاء.. وخير الخطّائين التوابون"، وفي صحيح مسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته

  1. #1 اخلاقيات الاخطاء 
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    اخلاقيات

    واعجباً !
    وهل للأخطاء أخلاق؟
    في حديث أبي داود "كل ابن آدم خطاء وخير الخطّائين التوابون"، وفي صحيح مسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له"، ويروى عن المسيح أن بغياً جاءت إليه، فجعل أصحابه ينظرون إليها باشمئزاز فقال: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمهابحجر".
    بهذه المرونة العذبة والتسامح النموذجي يتعامل التشريع الرباني مع البشر وأخطائهم ومن أجل ذلك فرّق هذا التشريع بين صغائر الذنوب وكبائرها فقال: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ)، فطريقته المنهجية هي اعتبار الخطأ طبيعة بشرية، فهو ليس شراً محضاً؛ ليمنحنا بذلك فرصة كبيرة للتناصح والنقد والمراجعة والتصحيح والتواضع، ويعزّز بهذا المفهوم جانب الإخاء والتكافل بين المؤمنين في بذل النصح فيما بينهم، ليس فقط على الصعيد الفردي، بل على صعيد المجموعات والدول، والأمم.
    وبهذه المنهجية المعتدلة في قراءة "الخطأ" نتعلم من الأخطاء دوام المراجعة وعدم الترفع عن التصحيح والنقد والخطأ - بهذه القراءة- جزء طبيعي من الحياة، وكونه كذلك لا يعني أبداً أن نستسلم له أو نكسل عن تصحيحه بحجة أنه طبيعة جبلّية، بل علينا أن نعمل جاهدين على تصحيح هذا الخطأ متى وُجد ومحاولة اكتشافه في كل شيء: في ذواتنا وأنفسنا ونوايانا وأعمالنا وسياساتنا وأفكارنا ومؤسساتنا لأجل أن نتحرر من هذا الخطأ، وهذا العمل التصحيحي يعطي فرصة لفئات عديدة أن تعمل لهذا الدين من خلال ممارستها لنقد الأخطاء التي يقع فيها الفرد أوالجماعة، ويكون نقده محسوباً في دائرة العمل الإيجابي، لما فيه من كشف الأخطاء، والدعوة للتصحيح، دون تتبّع لعورة أو تجنِّ على أحد، أو مبالغة في شيء.
    وعلينا أن نفر من قـَدَر الأخطاء إلى قـَدَر التصحيح والمراجعة والنقد والتقويم؛ بغية الوصول للأفضل؛ نفعاً لأنفسنا وأمتنا وديننا، علينا أن نقوم بهذا العمل بطريقة أخلاقية؛ فإن مراجعة الأخطاء وتصحيحها تحتاج إلى اعتدال وموضوعية، في كافة المستويات، و الإلحاح على ملاحقة الخطأ يصنع مشكلة جديدة وخطأ آخرَ فطفلك الصغير حينما تكثر عتابه وتوبيخه، وتؤنّبه باستمرار ربما تحطّم نفسيّته وشخصيّته، وهكذا هو أمر المدير مع الموظفين والزوج مع زوجته.
    ومن أخلاقيات الخطأ، امتلاك الوضوح والشفافية والجرأة في المعالجة، و الخ.

    ومن أخلاقيات الأخطاء: الصبر على التصحيح، والدأب في ذلك، وفي المقابل الصبر على الأخطاء التي تحتاج إلى زمن طويل قد لا يكفي عمر الفرد فيها على تصحيحها لمساعدة الأجيال القادمة على حلها، ومن كانت في يده فسيلة فليغرسها للناس والمستقبل والأجيال، وإن من أدوائنا حرص الفرد على انفراده بالتصحيح دون السماح للشركاء، أو مساعدة الآخرين للقيام بالحلول والتصحيح، فالأخطاء لا يمكن أن تزول بين عشية وضحاها، ولا يمكن أن تزول بقرار، وإن كان القرار مؤثراً؛ لأن جزءاً من تربية الناس وشخصياتهم وعاداتهم تتطلب توافر الجهود والدأب على المراجعة،وتحتاج إلى قرارات ذاتية بتجاوز الخطأ والتفوق عليه.
    والخطأ يحتاج لأسلوب حكيم لبثّ الإصلاح، و يحتاج للنظر الإيجابي حتى للأخطاء، والكأس نصف الممتلئ تستطيع أن تقول عنه ذلك، وتستطيع أن تقول إن نصفه فارغ، ولما قال بعض الصحابة في الذي شرب الخمر: لعنه الله ما أكثر ما يُؤتى به، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه يحب الله ورسوله". أخرجه البخاري، فانظر كيف استطاع النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يرى ويُري أصحابه الوجه الآخر.
    ومن أخلاقيات الأخطاء تفهّم دوافع الآخرين، كما في قصة حاطب بن أبي بلتعة حينما أرسل خطاباً للمشركين فحماه النبي -صلى الله عليه وسلم- وتفهّم دوافعه في حرصه على أهله بمكة، فإنّ تفهّم دوافع الآخرين يعطي الإنسان اعتدالاً وجرعة من حسن الظن بهم، حتى مع حصول الخطأ منهم، مما يهيئ الجو لتجاوز الأخطاء وتداركها، والتعامل بذكاء معها.
    ولكي نعالج الأخطاء بذكاء وأخلاقية يجب أن نتذكر أخطاءنا تجاه الآخرين، وأن نتحلّى بالصبر على الناس وعلى أخطائهم وعلى أنفسنا قبل ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم"، وأن نغضي ونتغافل عن بعض ما لا يضر تجنباً للضرر الأكبر لفقه أولويات المراجعة والتصحيح، وعلينا ألاّ نجعل من أنفسنا معايير للخطأ والصواب، وأن نرى الآخرين بإيجابية وحسن ظن، وأن نتسامح معهم ونعوّد أنفسنا على ذلك، والرفق الرفق فـ"الرفق لا يكون في شيء إلا زانه". رواه مسلم.
    وأخيراً: لنبدأ بأنفسنا وذواتنا، وننشغل بها، ولنراجع حساباتنا قبل أن ننشغل بالآخرين؛ فإن الطريق إلى التصحيح العام يمر عبر التصحيح الفردي الخاص (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ).

    لنفسي أبكي لستُ أبكي لغيرها
    لنفسي من نفسي عن الناس شاغلُ

    hoghrdhj hgho'hx







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    اختي الغاليه ملاك بطبعها

    موضوعك رائع جدا ولي الشرف الكبيييير ان ابدا الردود في صفحتك الغاليه

    اختي الغاليه هل للاخلاقيات التي ذكرتها مكااان في زماننا هذا
    الذي اغلب اناس يتفاخرون بالمعصيه والخطا

    لا اعتقد هذا بل اعتقد انها اندثرت وماتت مع الاولييين

    يعطيك العافيه يالغاليه على روعه موضوعك

    وننتظر منك الجديد

    تحيتي لك





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    لا في خاطري انا الي اتشرف بمرورك على متصفحي

    لا اعتقد هذا بل اعتقد انها اندثرت وماتت مع الاولييين


    لو انعدمت اخوي كان تحت الارض ارحم بكثير من فوق الارض


    ولكن كل مجتمع فيه الصالح والطالح

    حياك الله في خاطري





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    ملاك

    "مراجعة الأخطاء وتصحيحها تحتاج إلى اعتدال وموضوعية، في كافة المستويات، و الإلحاح على ملاحقة الخطأ يصنع مشكلة جديدة وخطأ آخرَ "

    قد استوقفتني هذه الجمله واخذت ارددها بيني وبين نفسي مرارا ولكنني احسست بالراحه مع تلك الكلمات التي تصل بك إلى القناعه بأن الخطأ لا يعني للاستلام والأنطواء ولا يعني نهاية العالم .

    اشكرك اخيتي على روعة كتاباتك وما خطت اناملك
    لا عدمناك
    مشااااااااعر





    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    اشكرك حبيبتي على روعة التوااااااااااااصل

    اللهلا يحرمنا من تواجدك
    اختك المحبة
    ملاااااااااك





    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    المشاركات
    364
    ملاك بطبعها مشكوره صديقتي على هذا الموضوع الجميل وانا اقره اشعر بالذه الكلام شكر ا جزيلا ولك مني فائق الاحترام
    حمدي السبتاني





    رد مع اقتباس  

  7. #7  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    حيااااااااااااااااااااك الله اخوي حمدي





    رد مع اقتباس  

  8. #8  
    مــــــا أروعــــــهم مــــــن كــــــلمات


    ومـــــــا أعــــــــذبهم


    هـــــــذاهـــو مـــا وجــــدته مــــن كـــلماتك


    وجــــدت أنـــي تــا ئه مـــا ذا أصـــفها



    ومـــاذا أكــــتب لـــك


    فـــلم أجـــد ســــوا ان أقــــول


    رائـــــــــــــــــــــــــع مـــا كــــــــتبتي



    أخــــــــــــوك
    حــــــــــــبايبنااا





    التعديل الأخير تم بواسطة حبايبنااا ; 29-Aug-2006 الساعة 12:16 AM
    رد مع اقتباس  

  9. #9  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    انا اصغر من ان تنقش على متصفحي مثل هذه العبارات وانت اخوي اكبر من ان ابث لك كلمة شكر

    اهلا ومرحبا بك في متصفحي





    رد مع اقتباس  

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •