الملاحظات
صفحة 4 من 7 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 66

الموضوع: (((( موسوعة عن سيرة الصحابة[دمج] ))))

  1. #31  
    عثمان بن عفان رضي الله عنه.

    الخليفه عثمان بن عفان (رضي الله عنه )

    --------------------------------------------------------------------------------

    نسبة
    هو عثمان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏.‏ يجتمع نسبه مع الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في الجد الخامس من جهة أبيه‏‏‏.‏ عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والنبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في عبد مناف، أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس, ولد بمكة, كان غنيا شريفا في الجاهلية.وكان ـ رضي اللَّه عنه ـ أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته، وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار‏. نجوان سليم عزبي خالد كعبية
    إسلامه
    أسلم عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في أول الإسلام قبل دخول محمد رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين، دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال لة :ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع، ولا تبصر، ولا تضر، ولا تنفع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى، واللَّه إنها كذلك، قال أبو بكر‏:‏ هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟‏ فقال‏:‏ نعم‏.وفي الحال مرَّ رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ فقال‏:‏ ‏(‏يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه‏)‏‏.‏ قال ‏:‏ فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمد رسول عبده ورسوله، وكان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة فارًا بدينه ثم تابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة, تزوج عثمان رقية بنت رسول الله محمد صلى اللَّه عليه وسلم وهجرت معة إلى الحبشة وأيضاً هجرت معة إلى المدينة وكان يقال‏:‏ أحسن زوجين رآهما إنسان، رقية وعثمان إلا إنها مرضت وماتت سنة 2هـ أثناء غزوة بدر فحزن عليها حزنً شديداً فزوجة الرسول من أختها أم كلثوم لذلك لقب بذى نورين لأنة تزوج من بنتى رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم.وكان رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه، ودماثة أخلاقه، وحسن عشرته، وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين، وبشره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيدًا‏واستخلفه رسول اللَّه على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع وإلى غطفان، وكان محبوبًا من قريش، وكان حليمًا، رقيق العواطف، كثير الإحسان‏.‏ وكانت العلاقة بينة وبين أبي يكر وعمر وعليّ على أحسن ما يرام، ولم يكن من الخطباء حتى إنه قد ارتج عليه في أول خطبة خطبها، وكان أعلم الصحابة بالمناسك، حافظًا للقرآن، ولم يكن متقشفًا مثل عمربن الخطاب بل كان يأكل اللين من الطعام‏.‏
    عثمان وجيش العسرة
    يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قوله تعالى‏:‏ ِ ‏ لَقَد تَّابَ الله عَلَىالنَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة

    ندب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة فجهَّز عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ أنفق عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها‏.‏ وقيل‏:‏ جاء عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقبلها في حجر وهو يقول‏:‏ ‏‏ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏‏‏.‏ وقال رسول اللَّه‏:‏ ‏‏من جهز جيش العُسرة فله الجنة‏‏
    تولية الخلافة
    ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا ،وقد تولى الخلافة بعد اغتيال عمر بن الخطاب ,وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشورى وهي أنه لما طعن عمر بن الخطاب دعا ستة أشخاص من الصحابة وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله ليختاروا من بينهم خليفةوذهب المدعوون إلى لقاء عمر إلا طلحة بن عبيد الله فقد كان في سفر وقالأختاروا خليفة من بينكم في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان -رضي الله عنه- وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة ( 23 هـ ) ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين

    إنجازاته
    فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين.

    كان من أهم إنجازاته هو نسخ القرآن الكريم الذي كان قد جمعه أبو بكر الصديق.

    مقتله
    حدثت في الفترة الأخيرة من خلافته فتنة، فنقم بعض الناس عليه لاختصاصه أقاربه من بني أمية ببعض الولايات. فجاءت الوفود من مصر والكوفة والبصرة (600 رجل كم كل بلد)، وحاصروا داره ومنعوا عنه الماء، والخروج إلى الصلاة حتى يتنازل عن الخلافة. فرفض، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((يا عثمان، إنه لعل الله يقمصك قميصاً، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم)). وبلغ أصحاب الفتنة أن جيشاً من الشام قادم لنجدته، فاقتحموا عليه داره وهو يقرأ القرآن، فقتلوه رضي الله عنه، وكانت شهادته في شهر ذي الحجة سنة 35هـ





    رد مع اقتباس  

  2. #32 (((( موسوعة عن سيرة الصحابة[دمج] )))) 
    صحابي جليل ، له مواقف كثيرة في الإسلام ، وواحد من الثمانية الأول الذين عرفوا كيف يقفون المواقف الحاسمة في تاريخ الدعوة الإسلامية .
    ما كاد يذكر له أبو بكر الصديق رضي الله عنه دين الإسلام الذي دعا إليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى انشرح صدره ، وامتلأ به قلبه نورا وهداية وأحس وكأنه ولد من جديد فإذا بلسانه يردد مع فؤاده ، أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
    بدأ عبد الرحمن بن عوف ، يرقى في مدارج الدعوة الجديدة ، فصار واحدا من العشر المبشرين بالجنة ، وواحد من المهاجرين إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة ، كان واحدا من ثلاثة شهدوا على صلح الحديبية الذين وقفوا إلى جانب الرسول عليه الصلاة والسلام ، في كل غزواته .


    كان رضي الله عنه بطلا من الأبطال في عهد الخلفاء أبي بكر و عمر و عثمان وكان متمرسا في عمق حقائق الحياة ، مخلصا للإسلام ، مدافعا عنه ، صادقا في نشر الدعوة إليه .


    وعبد الرحمن بن عوف ، كان قبل الإسلام واحدا من كبار القوم في المجتمع المكي وكان اسمه عبيد الكعبة أو عبد عمرو ، فلما أسلم أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاسم الجديد ، لأن العبادة لا تكون إلا لله وحده .
    وكغيره من المسلمين الأوائل لاقى الصحابي الجليل من الأذى في مكة ما دفعه إلى الهجرة منها إلى بلاد الحبشة ، ثم إلى المدينة ، وكان قد ترك وراءه ثروة كبيرة في سبيل الجهاد الحقيقي ، لإعلاء كلمة التوحيد ، ونصرة الدين الإسلامي .


    وحين آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين و الأنصار ، آخى بين عبد الرحمن بن عوف وبين سعد بن الربيع من أهل المدينة الذي أحبه وأخلص له ، وكان من أغنياء قومه ، فقسم ثروته قسمين متعادلين وطلب من عبد الرحمن أن يختار بينهما ويأتي رد الصحابي المهاجر : " بارك الله عليك في مالك وأهلك " .


    وفي سوق المدينة المنورة ، يشتري عبد الرحمن جملا بدين ، أملا بالتجارة والربح الحلال ، وبدأ عمله شراءا وبيعا راضيا بالقليل اليسير ، معتمدا على الله ثم على كده وجهده ، فبارك الله له بماله وما انقضت فترة يسيرة من الزمن ، حتى حضر إلى النبي عليه السلام حين دعا إلى تجهيز جيش العسرة ، وهو يقول : " يا رسول الله عندي ثمانية آلاف فأمسكت أربعة آلاف لنفسي وعيالي ، وأربعة آلاف أقرضها ربي ، فقال له النبي عليه السلام : " بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت " .
    وفي عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وغيرهما ممن بذلوا وأنفقوا في سبيل الله ، نزلت الآية الكريمة :( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَناًّ وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) . (البقرة : 262) .
    عرف عنه الكرم الصادق ، والسخاء الحالي ، فكان ينفق من أمواله لدعم الفكرة الإسلامية ونشر الدعوة ، كما كان يعني بصفة خاصة بفقراء المسلمين والمعوزين منهم .


    روي أن السيدة عائشة أم المؤمنين ، سمعت ضجة وصخبا في المدينة شغلت الناس ، فسألت عن السبب ، فقيل لها : إنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف تحمل من كل صنف ، قالت : يدخل عبد الرحمن الجنة حبوا ، فلما بلغ عبد الرحمن قولها ، قال : إني لأرجو أن أدخلها قائما ، وجعل القافلة وما تحمله وكانت سبعمائة بعير هبة خالصة للمسلمين .
    ولم يكن عبد الرحمن بن عوف بعيدا عن فهم روح الدين وسمو تشريعه ، بل كان مسلما واعيا مدركا ، وواقعيا متمدنا يعلم واجباته الدينية فيؤديها ، ويعرف حقوق الإنسانية فينعم بها : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )( الأعراف : 32 ) ، لذلك لا تتملكنا الغرابة إذا عرفنا أنه كان ينتقي ثيابه فيلبس مرة حلة بخسمائة درهم ، ويدفع مهر زوجته الأنصارية ثلاثين ألف درهم .


    تولى رضي الله عنه إمارة الحملة التي أرسلها النبي عليه السلام إلى ( دومة الجندل ) وودعه الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه ، وكان مقربا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم من الخليفة الصديق أبو بكر حيث جعله مستشاره الأول في موضوع الخلافة من بعده .
    وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، تولى إمارة الحج وكان مقربا من الخليفة يؤخذ رأيه ويستشار في كثير من الأمور .
    اجتمع يوما علي وعثمان وطلحة والزبير ، وطلبوا من عبد الرحمن بن عوف أن يكلم عمر في معاملته للناس حتى يلين معهم ، وقالوا له : إنه قد أخافنا حتى ما نستطيع أن نديم إليه أبصارنا ، وأن الرجل طالب الحاجة يأتينا ، فتمنعه هيبته أن يكلمه في حاجته ، ذهب عبد الرحمن فكلم عمر في الموضوع الذي اختاره له ، فقال يا عبد الرحمن ، أنشدك الله أعلي وعثمان وطلحة والزبير أمروك بهذا ؟ قال اللهم نعم ، فرد عليه : يا عبد الرحمن ، لقد لنت للناس حتى خشيت الله في الدين ، ثم اشتددت ، حتى خشيت الله في الشدة ، وأيم الله لأنا أشد منهم فرقا مني ، فأين المخرج ، فما كان من عبد الرحمن إلا أن بكى وهو يقول : أف لهم من بعدك أف لهم .


    وكما كان إلى جانب الحق حين استشير في عهد أبي بكر وعمر ، فإنه بقى كذلك في عهد عثمان حدث أن عثمان وهب بعض إبل الصدقة لبعض بني الحكم ، فلما علم بذلك عبد الرحمن ذهب مع رجلين واسترد الإبل ثم وزعها إلى المستحقين من المسلمين ، وقد أقره عثمان حين وصل إليه الخبر على رأيه وتصرفه .


    بهذه الروح ، وبهذه الأخلاق الإسلامية ، عاش عبد الرحمن بن عوف ، مثلا وقدوة في الموازنة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، يتخذ لنفسه المواقف الحيادية السليمة بعيدا عن كل هوى أو غرض شخصي ، متجنبا لتأثير النفس ، لم يسمح لنفسه أن يدخل في صراعات سياسية وحين تشتد الأمور كان يخرج بنفسه من دائرة الصراع ، ينظر إليها بعد ذلك نظرة موضوعية وواقعية .
    بهذا السلوك عاش محبوبا من الجميع ، وافاه الأجل في خلافة عثمان عن خمس وسبعين سنة كان رضي الله عنه أمينا في الأرض وأمينا في السماء كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .






    رد مع اقتباس  

  3. #33 بعض من سير الصحابه رضوان الله عليهم 
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»بلال بن رباح رضي الله عنه«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»


    بلال بن رباح
    مؤذن الاسلام000ومزعج الأصنام

    انما أنا حبشي000كنت بالأمس عبدا )000 )
    بلال000

    بلال بن رباح الحبشي ( أبو عبد الله ) ، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول
    الكث الشعر ، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه ، الا ويحني رأسه ويغض
    طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل :( انما أنا حبشي000كنت بالأمس عبدا )000
    ذهب يوما -رضي الله عنه- يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما :( أنا بلال
    وهذا أخي ، عبدان من الحبشة ، كنا ضالين فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، ان
    تزوجونا فالحمد لله ، وان تمنعونا فالله أكبر )000


    قصة إسلامه
    انه حبشي من أمة سوداء ، عبدا لأناس من بني جمح بمكة ، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم ، ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه ، حين أخذ الناس في مكة يتناقلوها ، وكان يصغي الى أحاديث سادته وأضيافهم ، ويوم إسلامه كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معتزلين في غار ، إذ مرّ بهما بلال وهو في غنمِ عبد بن جُدعان ، فأطلع الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه من الغار وقال :( يا راعي هل من لبن ؟)000فقال بلال :( ما لي إلا شاة منها قوتي ، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم )000فقال رسول الله :( إيتِ بها )000

    فجاء بلال بها ، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقعبه ، فاعتقلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلب في القعب حتى ملأه ، فشرب حتى روي ، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر ، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي ، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانتْ000

    ثم قال :( يا غلام هل لك في الإسلام ؟ فإني رسول الله )000فأسلم ، وقال :( اكتم إسلامك )000ففعل وانصرف بغنمه ، وبات بها وقد أضعف لبنها ، فقال له أهله :( لقد رعيت مرعىً طيباً فعليك به )000فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما ، ويتعلّم الإسلام ، حتى إذا كان اليوم الرابع ، فمرّ أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال :( إني أرى غنمك قد نمت وكثر لبنها ؟!)000فقالوا :( قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام ، وما نعرف ذلك منها ؟!)000فقال :( عبدكم وربّ الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة ، فامنعوه أن يرعى المرعى )000فمنعوه من ذلك المرعى000


    إفتضاح أمره
    دخل بلال يوماً الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم ، فالتفتَ فلم يرَ أحداً ، أتى الأصنام وجعل يبصُقُ عليها ويقول :( خابَ وخسرَ من عبدكُنّ )000فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جُدعان فاختفى فيها ، ونادَوْا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا :( أصبوتَ ؟!)000قال :( ومثلي يُقال له هذا ؟! فعليَّ نحرُ مئة ناقةٍ للاَّتِ والعُزّى )000قالوا :( فإنّ أسْوَدَك صنَع كذا وكذا )000

    فدعا به فالتمسوه فوجدوه ، فأتوهُ به فلم يعرفه ، فدعا راعي ماله وغنمه فقال :( من هذا ؟ ألم آمُرْك أن لا يبقى بها أحد من مولّديها إلا أخرجته ؟)000فقال :( كان يرعى غنمك ، ولم يكن أحد يعرفها غيره )000فقال لأبي جهل وأمية بن خلف :( شأنكما به فهو لكما ، اصنَعا به ما أحببتُما )000وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي والعار ، ويقول أمية لنفسه :( ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق !!)000


    العذاب
    وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة ، فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه ، ويصيح به جلادوه :( اذكر اللات والعزى )000فيجيبهم :( أحد000أحد )000

    واذا حان الأصيـل أقاموه ، وجعلوا في عنقـه حبلا ، ثم أمروا صبيانهـم أن يطوفوا به جبال مكـة وطرقها ، وبلال -رضي اللـه عنه- لا يقول سوى :(أحد000أحد )000قال عمّار بن ياسر :( كلٌّ قد قال ما أرادوا -ويعني المستضعفين المعذّبين قالوا ما أراد المشركون- غير بلال )000ومرَّ به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول :( أحد000أحد)000فقال :( يا بلال أحد أحد ، والله لئن متَّ على هذا لأتخذنّ قبرك حَنَاناً )000أي بركة000


    الحرية
    ويذهب اليهم أبوبكر الصديق وهم يعذبونه ، ويصيح بهم : ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله )000ثم يصيح في أمية :( خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا )000وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره ، وأصبح بلال من الرجال الأحرار 000


    الهجرة
    و بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين الى المدينة ، آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح ، وشرع الرسول للصلاة آذانها ، واختار بلال -رضي الله عنه- ليكون أول مؤذن للاسلام000


    غزوة بدر
    وينشب القتال بين المسلمين وجيش قريش وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام ، غزوة بدر ، تلك الغزوة التي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكون شعارها ( أحد000أحد )000 وبينما المعركة تقترب من نهايتها ، لمح أمية بن خلف ( عبد الرحمن بن عوف ) صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحتمى به وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته000فلمحه بلال فصاح قائلا :( رأس الكفر ، أمية بن خلف 000 لا نجوت أن نجا )000ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي طالما أثقله الغرور والكبر فصاح به عبدالرحمن بن عوف :( أي بلال 00 انه أسيري )000ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين فصاح بأعلى صوته في المسلمين :( يا أنصار الله ، رأس الكفر أمية بن خلف 000 لا نجوت أن نجا )000وأقبلت كوكبة من المسلمين وأحاطت بأمية وابنه ، ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا ، وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف نظرة طويلة ثم هرول عنه مسرعا وصوته يصيح :( أحد000أحد )000


    يوم الفتح
    وعاش بلال مع الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يشهد معه المشاهـد كلها ، وكان يزداد قربا من قلب الرسـول الذي وصفه بأته ( رجل من أهل الجنة ) 000وجاء فتح مكة ، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكعبة ومعه بلال ، فأمره أن يؤذن ، ويؤذن بلال فيا لروعة الزمان والمكان والمناسبة 000


    فضله
    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :(إني دخلتُ الجنة ، فسمعت خشفةً بين يديّ ، فقلتُ :( يا جبريل ! ما هذه الخشفة ؟)000قال :( بلال يمشي أمامك )000وقد سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلال بأرْجى عمل عمله في الإسلام فقال :( لا أتطهّرُ إلا إذا صليت بذلك الطهور ما كتِبَ لي أن أصلّيَ )000كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام-:( اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال )000

    وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة رفقاء نُجباء وزراء ، وإني أعطيتُ أربعة عشر : حمزة وجعفر وعليّ وحسن وحسين ، وأبو بكر وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال وابن مسعود وأبو ذرّ )000

    وقد دخل بلال على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتغدّى فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( الغداءَ يا بلال )000فقال :( إني صائم يا رسول الله )000فقال الرسول :( نأكلُ رِزْقَنَا ، وفضل رزقِ بلال في الجنة ، أشعرتَ يا بلال أنّ الصائم تُسبّح عظامُهُ ، وتستغفر له الملائكة ما أكِلَ عنده )000

    وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال :( كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)000


    الزواج
    جاء بني البُكير الى رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فقالوا :( زوِّج أختنا فلاناً )000فقال لهم :( أين أنتم عن بلال ؟)000ثم جاؤوا مرّة أخرى فقالوا :( يا رسول الله أنكِح أختنا فلاناً )000فقال لهم :( أين أنتم عن بلال ؟)000ثم جاؤوا الثالثة فقالوا :( أنكِح أختنا فلاناً )000فقال :( أين أنتم عن بلال ؟ أين أنتم عن رجل من أهل الجنة ؟)000فأنكحوهُ000

    وأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأة بلال فسلّم وقال :( أثمَّ بلال ؟)000 فقالت :( لا )000قال :( فلعلّك غَضْبَى على بلال !)000قالت :( إنه يجيئني كثيراً فيقول : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( ما حدّثك عني بلالٌ فقد صَدَقكِ بلالٌ ، بلالٌ لا يكذب ، لا تُغْضِبي بلالاً فلا يُقبل منكِ عملٌ ما أغضبتِ بلالاً )000


    بلال من المرابطين
    وذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، ونهض بأمر المسلمين من بعده أبوبكر الصديق ، وذهب بلال الى الخليفة يقول له :( يا خليفة رسول الله ، اني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله )000قال له أبو بكر : ( فما تشاء يا بلال ؟) قال :( أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت )000قال أبو بكر :( ومن يؤذن لنا )000قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع :( اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله )000قال أبو بكر :( بل ابق وأذن لنا يا بلال )000قال بلال :( ان كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له )000قال أبو بكر :( بل أعتقتك لله يا بلال )000ويختلف الرواة في أنه سافر الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا ، ويروي بعضهم أنه قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة فلما قبض وولى الخلافة عمر ، استأذنه وخرج الى الشام 000


    الرؤيا
    رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول :( ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا ؟)000فانتبه حزيناً ، فركب الى المدينة ، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه ، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له :( نشتهي أن تؤذن في السحر !)000فعلا سطح المسجد فلمّا قال :( الله أكبر الله أكبر )000ارتجّت المدينة فلمّا قال :( أشهد أن لا آله إلا الله )000زادت رجّتها فلمّا قال :( أشهد أن محمداً رسول الله )000خرج النساء من خدورهنّ ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم000


    الآذان الأخير
    وكان آخر آذان له يوم توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ، ودعا أمير المؤمنين بلالا ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها ، وصعد بلال وأذن 000 فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن ، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا ، وكان عمر أشدهم بكاء000


    وفاته
    ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق 0000على الأغلب سنة عشرين للهجرة000


    تابع لا ردود رجائا الى ان انتهي





    رد مع اقتباس  

  4. #34  
    سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه


    هو:
    أبو سليمان
    خالد بن الوليد
    ابن المغيرة بن عبد الله
    ابن عمر بن مخزوم
    ابن يقظة بن كعب
    سيف الله المسلول
    على المشركين
    قائد المجاهدين
    القرشي المخزومي المكي
    توفي رضي الله عنه في رمضان 21هـ

    له من الأولاد أربعة ذكور
    وهم:
    سليمان بن خالد بن الوليد
    والوليد بن خالد بن الوليد
    ومهاجر بن خالد بن الوليد
    وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد

    وأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
    هي ابنة عم خالد بن الوليد رضي الله عنه
    فهي هند بنت سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
    وخالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

    أسلم سنة سبع للهجرة
    وذلك بعد فتح خيبر
    وقيل قبلها
    وبعد مبايعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    شهد غزوة مؤتة مع زيد بن حارثة
    فلما استشهد الأمير الثالث
    وهو عبد الله بن رواحة
    أخذ الراية من غير إمرة ففتح له

    وكان من كتبة رسائل النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
    قال ابن القيم :
    فقد ذكر أهل السيرة أسماء الصحابة
    الذين كانوا يكتبون الوحي أو الرسائل للرسول صلى الله عليه وسلم
    وهم :
    أبو بكر الصديق
    وعمر بن الخطاب
    وعثمان بن عفان
    وعلي بن أبي طالب
    والزبير بن العوام
    وعامر بن فهيرة
    وعمرو بن العاص
    وأبي بن كعب
    وعبد الله بن الأرقم
    وثابت بن قيس بن شماس
    وحنظلة بن الربيع الأسيدي
    والمغيرة بن شعبة
    وعبد الله بن رواحة
    وخالد بن الوليد
    وخالد بن سعيد بن العاص
    وقيل : إنه أول من كتب له
    ومعاوية ابن أبي سفيان
    وزيد بن ثابت - وكان ألزمهم لهذا الشأن وأخصهم به
    زاد المعاد 1 / 117

    وأخرج الترمذي بسند رجاله ثقات
    كما قال الحافظ ابن حجر:
    عن أبي هريرة قال:
    نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً
    فجعل الناس يمرون
    فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا؟
    فأقول: فلان
    حتى مر خالد
    فقال: من هذا؟
    قلت: خالد بن الوليد
    فقال: نِعْمَ عبد الله هذا سيف من سيوف الله
    وروى الطبراني في الكبير
    وابن سعد في الطبقات
    والحاكم في المستدرك
    وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه
    عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعًا:
    لا تؤذوا خالدًا
    فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار
    روى ابن حجر المطالب العالية 4/277
    لا تسبوا خالداً فإنه من سيوف الله – عز وجل - سله الله – تعالى –-على الكفار
    إسناده صحيح

    وروى ابن حجر المطالب العالية 4/277
    قال خالد بن الوليد رضي الله عنه :
    لقد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل الله – تعالى
    صحيح

    وفي صحيح البخاري
    عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد قال:
    لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما صبرت معي إلا صفيحة يمانية

    وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة فأبلى فيها
    وشهد حنينًا والطائف
    وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العزى فهدمها
    وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر دومة
    فأُسر فأتوه به فحقن دمه وصالحه على الجزية
    وأرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة
    فأبلي في قتالهم بلاء عظيمًا
    ثم ولاَّه حرب فارس والروم
    فأثر فيهم تأثيرًا شديدًا وفتح دمشق

    روى ابن حجر في الإصابة 1/414 :
    عن خيثمة قال :
    أتى خالد بن الوليد رجل معه زِق خمرٍ
    فقال : اللهم اجعله عسلاً
    فصار عسلاً
    إسناده صحيح

    وفي كتاب الجهاد لابن المبارك عن أبي وائل قال:
    لما حضرت خالدًا الوفاة
    قال: لقد طلبت القتل مظانه
    فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي
    وما من عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله
    من ليلة بتها وأنا متترس
    والسماء تهلني تمطر
    إلى صبح حتى نغير على الكفار
    ثم قال:
    إذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي
    فاجعلوه عدة في سبيل الله

    وفي الصحيحين
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
    بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة
    فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول الله
    وفيه: وأما خالد فإنكم تظلمون خالدًا
    قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله

    نقل ابن القيم في الجواب الكافي 130
    عن خالد بن الوليد
    أنه وجد في بعض ضواحي العرب رجلاً ينكح
    كما تنكح المرأة
    فكتب فيه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه
    فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة رضي الله عنهم
    فكان علي بن أبي طالب أشدهم قولاً فيه
    فقال : ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة
    وقد علمتم ما فعل الله بها
    أرى أن يحرق بالنار
    فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه

    وروى ابن حجر الإصابة 3/272
    عن قيس قال :
    أمّنا خالد بن الوليد يوم اليرموك في ثوب واحد وخلفه الصحابة
    إسناده صحيح

    وعند ابن ماجه:
    أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن
    وعن يمينه ابن عباس وعن يساره خالد بن الوليد
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس:
    أتأذن لي أن أسقي خالداً
    قال ابن عباس:
    ما أحب أن أوثر بسؤر رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي أحداً
    فأخذ ابن عباس فشرب وشرب خالد
    حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه 2766

    وتنازع خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما في أمرٍ
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد:
    "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده
    لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"

    وهومن الأدلة على أن الصحابة رضوان الله عليهم
    مراتبهم وفضائلهم
    عامة وخاصة
    فهم أفضل من غيرهم على سبيل الإطلاق والعموم في المرتبة والفضل
    لايُساميهم ولايجاريهم أحد ألبتّة
    ويكون للواحد منهم فضيلة ومنقبة وخصلة خاصة
    هو أفضل من أخيه الآخر فيها
    وللآخر منهم فضيلة ومنقبة وخصلة خاصة
    هو أفضل من أخيه الآخر فيها

    وجاء في صحيح البخاري مايلي:
    ‏(بعث النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ خالد بن الوليد ‏ ‏إلى ‏ ‏بني جذيمة
    ‏ ‏فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا
    فقالوا ‏ ‏صبأنا ‏ ‏صبأنا
    ‏ ‏فجعل ‏‏ خالد ‏ ‏يقتل ويأسر
    ودفع إلى كل رجل منا أسيره
    فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره
    فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره
    فذكرنا ذلك للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال :
    ‏ ‏اللهم إني أبرأ إليك مما صنع ‏‏ خالد بن الوليد ‏ ‏مرتين) ‏
    ويتضح من هذا الحديث أمور:
    1- أن الصحابي غير معصوم
    2- خالد بن الوليد قرشي وكانت قريش يقولون لكل من أسلم صبأ
    حتى اشتهرت هذه اللفظة وصاروا يطلقونها في مقام الذم
    ومن ثم لما أسلم ثمامة ابن أثال وقدم مكة معتمراً
    قالوا له : صبأت ؟ قال : لا بل أسلمت
    فلما اشتهرت هذه اللفظة بينهم في موضع أسلمت استعملها هؤلاء
    3- خالد بن الوليد حمل هذه اللفظة على ظاهرها
    لأن قولهم صبأنا أي خرجنا من دين إلى دين
    ولم يكتف خالد بذلك حتى يصرحوا بالإسلام
    4- قال الخطابي : يحتمل أن يكون خالد نقم عليهم العدول عن لفظ الإسلام
    لأنه فهم عنهم أن ذلك وقع منهم على سبيل الأنفة ولم ينقادوا إلى الدين فقتلهم متأولاً قولهم
    5- النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تبرأ من فعل خالد ولم يتبرأ من خالد نفسه!
    6- النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لم يعزل خالداً عن الإمارة
    بل مازال يؤمرُه ويقدمه
    لأن الأمير إذا جرى منه خطأ أو ذنب أمر بالرجوع عن ذلك
    وأُقرّ على ولايته
    ولم يكن خالد معانداً للنبي صلى الله عليه وسلم
    بل كان مطيعاً له، ولكن لم يكن في الفقه والدين بمنزلة غيره
    فخفي عليه حكم هذه القضية
    7- لايؤاخذ المسلم بخطئه حتى تقوم عليه الحجة وتزول عنه الشُبهة
    8- براءة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يدل على خوفه من المؤاخذة وعظيم تقواه

    وأما أمره بقتل مالك بن نويرة في حروب المرتدين
    فإن مالك بن نويرة مانع للزكاة ومنكر لوجوبها
    فقد قال له خالد بن الوليد وهو أسير بين يديه:
    ألم تعلم أنها قرينة الصلاة ؟
    فقال مالك بن نويرة :
    إن صاحبكم كان يزعم ذلك!!
    فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك
    فأمر بضرب عنقه
    فضربت عنقه

    وقيل: إن خالداً لما أسره ومن كان معه في ليلة باردة
    فنادى مناديه أن ادفئوا أسراكم
    فظن القوم أنه أراد القتل فقتلوهم
    وقتل ضرار بن الأزور مالك بن نويرة
    فلما سمع الداعية خرج وقد فرغوا منهم
    فقال: إذا أراد الله أمراً أصابه

    وهذا كله إما بحقٍ أو بتأويل
    وإذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران
    وإذا أخطأ فله أجر واحد وذنبه مغفور

    وأمّا أنه تزوج بامرأة مالك بن نويرة فهذا لايصح
    إسناده منقطع ابن حجر الإصابة 3/357

    يقول الذهبي رحمه الله :
    ( فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم
    وجهاد محّاء
    وعبادة ممحّصة
    ولسنا ممن يغلو في أحد منهم
    ولا ندعي فيهم العصمة )
    سير أعلام النبلاء 10 / 93

    " ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
    ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم "


    تابع





    رد مع اقتباس  

  5. #35  
    شاعر رسول الله حسان بن ثابت


    هو أبو الوليد حسان بن ثابت من قبيلة الخزرج التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز وأقامت في المدينة مع الأوس . ولد في المدينة قبل مولد محمد بنحو ثماني سنين ، عاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين أخرى . شب في بيت وجاهة وشرف منصرفا إلى اللهو والشرب والغزل . فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي ، من سادة قومه وأشرافهم . وأمه " الفريعة " خزرجية مثل أبيه . وحسان بن ثابت ليس خزرجيا فحسب بل هو أيضا من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فله به صلة وقرابة .

    وكانت المدينة في الجاهلية ميدانا للنـزاع بين الأوس والخزرج ، تكثر فيها الخصومات والحروب ، وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس ، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية ، فطارت له في البلاد العربية شهرة واسعة .

    وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة ، يمدحهم بشعره ، ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان . فقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارف ظلالها . ثم اتصل ببلاط الحيرة وعليها النعمان بن المنذر ، فحل محل النابغة ، حين كان هذا الأخير في خلاف مع النعمان ، إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان ، فتركه حسان مكرها ، وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفة بالشعر المدحي وأساليبه ، ومعرفة بالشعر الهجائي ومذاهبه . ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم ، واشتمل على ألفاظ جزلة قوية .

    وهكذا كان في تمام الأهبة للانتقال إلى ظل محمد صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام ، والمناضلة دونه بسلاحي مدحه وهجائه .

    حياة حسان بن ثابت في الإسلام

    لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره ، هاجر إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فدخل في الإسلام . وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانية ، ويدافع عن محمد والإسلام ، ويهجو خصومهما . قال صلى الله عليه وسلم يوما للأنصار :

    " ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ؟ " فقال حسان بن ثابت : أنا لها ، وأخذ بطرف لسانه ، وقال عليه السلام :

    " والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء "

    ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء ، بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صح إسلامهم . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على شعر حسان ، وكان يحثه على ذلك ويدعو له بمثل :" اللهم أيده بروح القدس" عطف عليه ، وقربه منه ، وقسم له من الغنائم والعطايا . إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشا بالكفر وعبادة الأوثان ، إنما كان يهجوهم بالأيام التي هزموا فيها ويعيرهم بالمثالب والأنساب . ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغا . كان حسان بن ثابت لا يقوى قلبه على الحرب ، فاكتفى بالشعر ، ولم ينصر محمدا بسيفه ، ولم يشهد معركة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غزوة .

    مما لا شك فيه أن حسان بن ثابت كان يحظى بمنزلة رفيعة ، يجله الخلفاء الراشدون ويفرضون له في العطاء . في نفس الوقت ، فإننا لا نجد في خلافة أبي بكر رضي الله عنه موقفا خاصا من الشعر ، ويبدو أن انشغاله بالفتوحات وحركة الردة لم تدع له وقتا يفرغ فيه لتوجيه الشعراء أو الاستماع إليهم . في حين نجد أن عمر رضي الله عنه يحب الشعر ، خاصة ما لم يكن فيه تكرار للفظ والمعنى . وقد روي عن كل من الخليفتين الراشدين عددا من الأبيات لسنا في صدد إيرادها .

    حادثة الإفك : يذهب بعض الرواة إلى أن حسان بن ثابت كان ممن خاض في حديث الإفك الكاذب على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قبل إسلامه ، ونراه يعلن براءته من هذا القول الآثم بأشعار يمدحها بها مدحا رائعا مثل قوله :

    حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

    فإن كان ما قد قيل عني قلته فلا رفعت سوطى إلي أنامـل

    ويظهر أن بعض المهاجرين وعلى رأسهم صفوان بن المعطل أثاروه في هذا الحادث ، حتى وجد وجدا شديدا فقال :

    أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا وابن الفريعة أمسى بيضة البلد

    آثار حسان بن ثابت

    اتفق الرواة والنقاد على أن حسان بن ثابت أشعر أهل المدر في عصره ، وأشعر أهل اليمن قاطبة . وقد خلف ديوانا ضخما رواه ابن حبيب ، غير أن كثيرا من الشعر المصنوع دخله ، لأنه لما كان لحسان بن ثابت موقف خاص من الوجهة السياسية والدينية ، دس عليه كثير من الشعر المنحول ، قام بهذا العمل أعداء الإسلام ، كما قام به بعض كتاب السيرة من مثل ابن إسحاق .

    أغراض شعر حسان بن ثابت

    أكثر شعر حسان في الهجاء ، وما تبقى في الافتخار بالأنصار ، ومدح محمد صلى الله عليه وسلم و الغساسنة والنعمان بن المنذر وغيرهم من سادات العرب وأشرافهم . ووصف مجالس اللهو والخمر مع شيء من الغزل ، إلا أنه منذ إسلامه التزم بمبادئ الإسلام .

    ومن خلال شعر حسان بن ثابت نجد أن الشعر الإسلامي اكتسب رقة في التعبير بعد أن عمر الإيمان قلوب الشعراء ، وهي شديدة التأثير بالقرآن الكريم والحديث الشريف مع وجود الألفاظ البدوية الصحراوية . ومهما استقلت أبيات حسان بن ثابت بأفكار وموضوعات خاصة فإن كلا منها يعبر عن موضوع واحد ، هو موضوع الدعوة التي أحدثت أكبر تغيير فكري في حياة الناس وأسلوب معاشهم . وسنقسم شخصية حسان بن ثابت الشعرية إلى أربعة أقسام هي :

    1. حسان شاعر القبيلة : قبل أن يدخل حسان بن ثابت في الإسلام ، كان منصرفا إلى الذود عن حياض قومه بالمفاخرة ، فكان شعره النضال القبلي تغلب عليه صبغة الفخر. أما الداعي إلى ذلك فالعداء الذي كان ناشبا بين قبيلته والأوس . ولقد كان فخر حسان لنفحة عالية ، واندفاعا شديدا .

    2. حسان شاعر التكسب : اتصل حسان بالبلاط الغساني ، فمدح كثيرا من أمراء غسان أشهرهم عمرو الرابع بن الحرث ، وأخوه النعمان ، ولاسيما جبلة بن الأيهم . وقد قرب الغساسنة الشاعر وأكرموه وأغدقوا عليه العطايا ، وجعلوا له مرتبا سنويا وكان هو يستدر ذلك العطاء بشعره :

    يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلـل

    بيض الوجوه كريمة أحسابهم شم الأنوف من الطراز الأول

    3. حسان شاعر الإسلام : نصب حسان نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي ، والرد على أنصار الجاهلية ، وقد نشبت بين الفريقين معارك لسانية حامية ، فكان الشعر شعر نضال يهجى فيه الأعداء ، ويمدح فيه رجال الفريق ، ولم يكن المدح ولا الهجاء للتكسب أو الاستجداء ، بل للدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم . وهذا ينقسم لقسمين :

    · أما المدح الذي نجده في شعر حسان لهذا العهد فهو مقصور على النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه وكبار الصحابة ، والذين أبلوا في الدفاع عن الإسلام بلاء حسنا.وهو يختلف عن المدح التكسبي بصدوفه عن التقلب على معاني العطاء والجود ، والانطواء على وصف الخصال الحميدة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وما إلى ذلك مما ينبثق من العاطفة الحقة والعقيدة النفسية ، قال حسان :

    نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تعبد

    فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا يلوح كما لاح الصقيل المهنـد

    وأنذرنا نارا وبشر جــنة وعلمنا الإسلام ، فالله نحــمد

    وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عمرت في الناس أشهد

    ويلحق بهذا المدح رثاء محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد ضمنه الشاعر لوعة وذرف دموعا حارة ، وتذكرا لأفضال رسول الدين الجديد ، وحنيا للقائد في النعيم :

    مع المصطفى أرجو بذاك جواره وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد

    · وأما الهجاء النضالي : فقد وجهه إلى القرشيين الذين قاموا في وجه الدين الجديد يحاربونه ويهجون محمدا صلى الله عليه وسلم . وكان موقف الشاعر تجاههم حربا لما بينهم وبين محمد من نسب . أما أسلوبه في هجائه فقد كان يعمد إلى الواحد منهم فيفصله عن الدوحة القرشية ، ويجعله فيهم طائرا غريبا يلجأ إليها كعبد ، ثم يذكر نسبه لأمه فيطعن به طعنا شنيعا ، ثم يسدد سهامه في أخلاق الرجل وعرضه فيمزقها تمزيقا في إقذاع شديد ، ويخرج ذلك الرجل موطنا للجهل والبخل والجبن ، والفرار عن إنقاذ الأحبة من وهدة الموت في المعارك .قال حسان هاجبا بني سهم بن عمرو :

    والله ما في قريش كلها نفر أكثر شيخا جبانا فاحشا غمرا

    هذر مشائيم محروم ثويهم إذا تروح منهم زود القـمرا

    لولا النبي ، وقول الحق مغضبة لما تركت لكم أنثى ولا ذكرا

    ويقول في مقطوعة يعير قريشا فيها بهزيمتها يوم بدر :

    فينا الرسول وفينا الحق نتبعه حتى الممات ونصر غير محدود

    مستعصمين بحبل غير منجذم مستحكم من حبال الله ممدود

    من جانب آخر ، فإننا نبعد عن حسان بن ثابت ما اتهمه الرواة به ، وألا نقبل من شعره إلا ما يغلب عليه الإقذاع بالأيام والأنساب .

    4. حسان شاعر اللهو : كان حسان بن ثابت متوفرا على شرب الخمر والاستمتاع بالغناء وما يتبعه من لهو وعبث ، ولا سيما قبل دخوله الإسلام . وله في الخمر أوصاف شهيرة تأتي خصوصا في مدائحه لملوك غسان ، كما له غزل ، وشعره هذا غير مستقل يختلط عادة بالفخر والمدح . وغزله تقليدي في معانيه وصوره .

    قيمة شعر حسان بن ثابت

    شعر حسان بن ثابت طبع مندفع ، وقريحة هائجة . ومن جوانب قيمة شعره :

    1. القيمة الفنية : حسان بن ثابت شاعر شديد التأثر ، قوي العاطفة ، يفوته التأني ، ولهذا ترى شعره يتدفع تدفعا ، متتبعا في ذلك الطبع والفطرة لا الصنعة والتعمل . ومن ثم تلقى شعره خاليا من كل ما يتطلب النظر الهادئ المتفحص ، فمطالعه مقتضبة اقتضابا شديدا ، يسرع في الانتقال منها إلى موضوعة الذي تحتدم به نفسه ، وانتقاله غير بارع عادة . ثم إن كلامه يخلو من الترتيب والتساوق لما في عاطفته في فوران . وهذا الفوران نفسه يحول دون التنقيح . وقد نتج عن ذلك لين وضعف في شعره الإسلامي خصوصا ، لتقدمه في السن ولما كان هنالك من أحوال مثيرة للعاطفة وقد حمي النضال واستعر القتال ، ولانصراف الشاعر إلى الارتجال والسرعة في القول والتدقيق الموضوعي بذكر الغزوات وأربابها . وقد يكون بعض ذلك الضعف ناتجا عما أضيف إلى ديوان حسان بن ثابت من الشعر المنحول . ويخلو شعره من الوصف والتمثيل اللذين كانا في الشعر الجاهلي عموما . إلا أنه لا يخلو على كل حال من الاندفاع العاطفي العنيف ، والصدق في ذلك الاندفاع ، وانتفاض العصب في الأبيات التي تنطلق أحيانا كالسهام أو كالسيل الذي يجرف السخط والهيجان ، والكلام المقذع الذي يهشم تهشيما . وإننا نلمس في كلام حسان أثرا للدين الجديد وللقرآن ، وذلك ظاهر في المعاني الجديدة من ارتياح إلى المصير ، وتفصيل بعض العقائد والشعائر من توحيد وتنزيه وثواب وعقاب ، وذلك ظاهر أيضا في الألفاظ التي أعطاها الإسلام إيحاء جديدا ، ونثرها حسان في شعره . ولقد حق بعد ذلك أن يقال أن حسان بن ثابت هو مؤسس الشعر الديني في الإسلام .

    2. القيمة التاريخية : لشعر حسان ، فضلا عن القيمة الفنية ، قيمة تاريخية كبرى ، فهو مصدر من مصادر تاريخ تلك الأيام ، يسجل مآتي الغساسنة ويصف غزواتهم وممتلكاتهم ، ويسجل أحداث الفجر الإسلامي ، ويطلعنا على أخبار محمد صلى الله عليه وسلم في غاراته وغزواته وفتح مكة ، كما يطلعنا على أسماء الصحابة وأعداء الإسلام . وهكذا كان حسان بن ثابت شاعرا ومؤرخا كما كان شعره فاتحة للشعر السياسي الذي ازدهر في عهد بني أمية .

    نماذج من شعر حسان بن ثابت

    لحسان بن ثابت لاميته التي يمدح بها الغساسنة بمثل قوله :

    بيض الوجوه كريمة أحسابهم شم الأنوف من الطراز الأول

    ومقطوعته الدالية التي يستهلها بقوله :

    وإن سنام المجد من آل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد

    ومقطوعته الميمية التي يقول فيها :

    لعمرك إن إلك من قريش كإل السقب من رأل النعام

    وقصيدته الهمزية التي يقول فيها لأبي سفيان بن الحارث :

    هجوت محمد فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء

    وجبريل أمين الله فينا وروح القدس ليس له كفاء

    فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء

    أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء

    وهو في هذه القصيدة يعرض لنا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ومتابعة قومه له ونصرتهم لدينه . ويقول أيضا في دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم :

    إن كان في الناس سباقون بعدهم فكل سبق لأدنى سبقهم تبــع

    أعفة ذكرت في الوحي عفتهم لا يطمعون ولا يزري بهم طمع

    قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

    لا يفخرون إذا نالوا عدوهم وإن أصيبوا فلا خور ولا جزع

    ومن رثائه :

    مرثيته البديعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها أبو زيد الأنصاري فيقول :

    ما بال عينك لا تنام كأنما كحلت مآقيها بكحل الأرمد

    جزعا على المهدي أصبح ثاويا يا خير من وطئ الثر : لا تبعد

    جنبي يقيك الترب لهفي ليتني غيبت قبلك في بقيع الغرقد

    ورثاؤه لعمر حين توفي على إثر طعنة فيروز أبو لؤلؤة المجوسي :

    وفجعنا فيروز لا در دره بأبيض يتلو المحكمات منيب

    إن من يتعمق في ديوان حسان بن ثابت ، يجد أن فحلولة شعره لم تفارقه في جاهليته وإسلامه ، وفي فخامته وعذوبته ، ولا شك في أن ما يظهر من ضعف ولين في بعض إسلامياته ليس أصيلا في فنه وإنما هو عارض ، ساقته ظروف طارئة ، أو منحول دس عليه لغرض ديني أو فكاهي . فلقد كان حسان بن ثابت رمزا من رموز المدافعين عن حياض الإسلام والمسلمين ، فلقد سخر هجاءه في ذم أعداء النبي عليه الصلاة والسلام، ولقد مضى مفتخرا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه المؤمنين ، وإخوانه الأنصار .



    رحم الله حسان بن ثابت ، وجزاه عنا خير الجزاء …

    تابع.





    رد مع اقتباس  

  6. #36  
    ابو عبيده بن الجراح رضي الله عنه


    هو "عامر بن عبد الله بن الجراح"، وإشتهر بكنيته ونسبة إلى جده، وأمه "أميمة بنت غنم بن جابر" التى أدركت الإسلام وأسلمت، ولقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة، وهو أحد العشرة السابقين فى الدخول إلى الإسلام، وهاجر أبو عبيدة رضى الله عنه الهجرتين، وهو من أبطال الإسلام المشهورين وقادته الكبار.

    وكان رضي الله عنه نحيفاً، معروق الوجه، خفيف اللحية، طويل القامة، أثرم الثنيتين، يصبغ رأسه ولحيته بالحناء.

    وكان له رضى الله عنه مواقف عظيمة نذكر منها عندما كان فى غزوة بدراً وتصدى له أبوه وكان مشركاً فتجنب أبو عبيده قتالة إلا ان أباه أصر على قتالة فقاتله أبو عبيدة وقتله، فأنزل الله تعالى فيه: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22)

    كما أبلى بلاءً عظيماً يوم أحد، ونزع حلقتي المغفر اللتين دخلتا في وجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضربة أصابته، فانقلعت ثنيتاه، فحسن ثغره بذهابهما، حتى قال البعض : "ما رؤي هتم أحسن من هتم أبي عبيدة".

    وكان رضى الله عنه حسن الخلق، حليماً متواضعاً كثير المناقب، وكان من المعدودين الذين جمعوا القرآن، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، ولقبة بأمين الأمة وقال عنه : "ما منكم من أحد إلا لو شئت أخذت عليه بعض خلقه إلا أبا عبيدة" ثم توفي وهو عنه راض، ولما سئلت عائشة رضي الله عنها: من أحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه قالت: (أبو بكر ثم عمر ثم أبو عبيدة).

    وقد عزم أبو بكر الصديق رضى الله عنه على توليته الخلافة يوم السقيفة وقال: "قد رضيت لكم أحد هذين" وأشار إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة، وأرسلة الصديق إلى بلاد الشام في عام 13 هجريا ليكون قائدا من قواد الأجناد، وولاه الفاروق عمر بن الخطاب القيادة العامة لجيوش الفتح في بلاد الشام وفتح الله على يديه فتوحاً عظيمة.

    وكان الفاروق يقول: (لئن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي لأستخلفنه فإن سألني ربي لأقولن: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح").

    وعندما ذهب الفاروق إلى الشام دخل بيت أبو عبيدة فوجده كأفقر ما يكون، فقال: "أعندك طعام؟" فقام وأحضر كسيرات، فبكى الفاروق رضى الله عنه وقال: "غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة".

    وحين أصيبت بلاد الشام بوباء الطاعون كتب عمر إلى أبي عبيدة: "إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غنى بي عنك فيها فعجل إلي"، فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال: "عرفت حاجة أمير المؤمنين، إنه يريد أن يستبقي من ليس بباق"، ثم كتب إليه: "إني قد عرفت حاجتك، فحللني من عزيمتك فإني في جند من أجناد المسلمين لا أرغب بنفسي عنهم". فلما قرأ عمر الكتاب بكى، فقيل له: "مات أبو عبيدة؟" قال: "لا، وكأن قد".

    وكان من أقوالة رضي الله عنه: "ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها غداً مهين، بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، فلو أن أحدكم عمل من السيئات ما بينه وبين السماء، ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن"، ومن أقواله أيضاً: "وددت أني كنت كبشاً فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي".

    وعندما كان رضى الله عنه متوجها من الجابية إلى بيت المقدس للصلاة فيه أصابه الطاعون وهو بفحل وهي مكان فى الأردن فدعا من حضره من المسلمين فقال لهم: "إني موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير: أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا شهر رمضان، وتصدقوا، وحجوا، واعتمروا، وتواصوا، وانصحوا لأمرائكم، ولا تغشوهم، ولا تلهكم الدنيا، فإن امرأ لو عمر ألف حول ما كان له بد من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون، إن الله كتب الموت على بني آدم فهم ميتون، وأكيسهم أطوعهم لربه، وأعملهم ليوم معاده، والسلام عليكم ورحمة الله" ثم أوصى معاذ بن جبل أن يصل بالناس، ثم مات.

    وتوفى رضى الله عنه فى العام الثامن عشر من الهجرة في خلافة عمر بن الخطاب، عن عمر يناهز ثمان وخمسين عاما بفحل، ودفن فيها، وقيل أنه توفي بفحل ودفن بعمواس.

    تابع





    رد مع اقتباس  

  7. #37  
    عبد الله بن عمر رضي الله عنه


    هو عبد الله بن عمر بن الخطاب الصحابي, روى الكثير من الاحاديث عن رسول الإسلام,

    يقول الامام البخاري "أصح الاسانيد( مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر )"

    قال الامام أحمد بن حنبل: أصح الأسانيد الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه.

    ويرجع هذا الى كونه أنه كان يبلغ احد عشر من عمره عند الهجرة الى المدينة و تأخر موته الى عام 76 هـ

    يكنى بأبي عبد الرحمن، أمه زينب بنت مظعون، ولد بعد البعثة بأربعة أعوام وأباه لازال على الكفر, وما أن اصبح يافعا كان الله قد هدى والده عمر بن الخطاب, فأخذ ينهل من تعاليم الإسلام عن الرسول محمد بن عبد الله مباشرة, حيث كان يتبعه كظله.وكان ابن عمر رجلاً آدم جسيماً ضخماَ

    هاجر للمدينة المنورة مع والده وهو أبن احدى عشر عاما وهناك أشتهد في حفظ القران.

    شارك في غزوة الخندق عندما سمح له يذلك وهو أبن خمسة عشر عاما من العمر, شارك في بيعة الرضوان. وخرج إلى العراق وشهد القادسية ووقائع الفرس ، وورَدَ المدائن ، وشهد اليرموك ، وغزا إفريقية مرتين000 يقول عبد الله :( عُرضتُ على النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر وأنا ابن ثلاث عشرة فردّني ، ثم عرضتُ عليه يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فردّني ثم عرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمسَ عشرة فأجازني000

    كان فقيها كريما حسن المعشر طيب القلب لا يأكل إلا وعلى مائدته يتيم يشاركه الطعام. وكان كثير الاتّباع لآثار الرسول عليه السلام، حتى إنه ينزل منازله، ويصلي في كل مكان يصلي فيه، وكان شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه، تقول عائشة رضي الله عنها "ما كان أحد يتبع آثار النبي -صلى الله عليه وسلم- في منازله كما كان يتبعه ابن عمر ) ولا يقول إلا بما يعلم، وقد أفتى ستين سنة، ونشر مولاه نافع عنه علماً كثيراً، وقد طلب إليه الخليفة عثمان بن عفان االقضاء، فاستعفاه منه، ولما وقعت الفتنة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان اعتزل الناس، ثم كان بعد ذلك يندم على عدم القتال مع علي، ويروى أنه قال حين حضره الموت (ما أجد في نفسي من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية) فعن سعيد بن جبير قال: لما احتضر ابن عمر، قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا، يعني الحجاج. رفض -رضي الله عنه- استعمال القوة والسيف في الفتنة المسلحة بين علي ومعاوية ، وكان الحياد شعاره ونهجه :( من قال حيّ على الصلاة أجبته ، ومن قال حيّ على الفلاح أجبته ، ومن قال حيّ على قَتْل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت : لا )000يقول أبو العالية البراء :( كنت أمشي يوما خلف ابن عمر وهو لا يشعر بي فسمعته يقول :( واضعين سيوفهم على عَوَاتِقِهم يقتل بعضهم بعضا يقولون : ياعبد الله بن عمر أَعْطِ يدك ))000

    وقد سأله نافع :( يا أبا عبد الرحمن ، أنت ابن عمر ، وأنت صاحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وأنت وأنت فما يمنعك من هذا الأمر -يعني نصرة علي- ؟)000فأجابه قائلا :( يمنعني أن الله تعالى حرّم عليّ دم المسلم ، لقد قال عزّ وجل :( قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله )000ولقد فعلنا وقاتلنا المشركين حتى كان الدين لله ، أما اليوم ففيم نُقاتل ؟000لقد قاتلت والأوثان تملأ الحرم من الركن الى الباب ، حتى نضاها الله من أرض العرب ، أفأُقاتل اليوم من يقول : لا إله إلا الله ؟!)000


    ولم، وكان عبد الله كثير الفضائل جم المناقب، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عبد الله رجل صالح) وقال عليه السلام مرة لأم المؤمنين حفصة أخت عبد الله (نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي الليل) فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا القليل، وقالت عنه السيدة عائشة: ما رأيت أحداً ألزم للأمر الأول من ابن عمر، وقال عبد الله بن مسعود: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر. وقال ابن المسيب: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة، لشهدت لابن عمر، وقال نافع مولاه: كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في الحضر، وقال أيضاً: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو زاد. وسأل رجلٌ ابن عمر عن مسألة فطأطأ ابن عمر رأسه ، ولم يُجبه حتى ظنّ الناس أنّه لم يسمع مسألته ، فقال له :( يرحمك الله ما سمعت مسألتي ؟)000قال :( بلى ، ولكنكم كأنّكم ترون أنّ الله ليس بسائلنا عما تسألونا عنه ، اتركنا يرحمك الله حتى نتفهّم في مسألتك ، فإن كان لها جوابٌ عندنا ، وإلا أعلمناك أنه لا علم لنا به )000 وجاءه رجل يسأله فقال بن عمر له"لا علم لي بما تسأل" فلما انطلق الرجل قال عبدالله يحدث نفسه"سأل بن عمر عما لا علم له به فقال لا علم لي به" وكانت حياة عبد الله بن عمر رضي الله عنه تتراوح بين العبادة والفتيا للناس والحج والعمرة، وكان يحج سنة ويعتمر أخرى، ويعد عالماً في مناسك الحج. وكان يجتهد في العبادة وترويض النفس، كان دخله وعطاؤه بمئات الآلاف وكان يعيش عيش الفقراء والمساكين، حيث كان يوزع كل ما وصل إليه من مال وعطاء. مات بمكة سنة أربع وسبعين وقيل سنة ثلاث وسبعين وهو ابن أربع وثمانين سنة, بعد أن أصابه أحد جنود الحجاج بن يوسف الثقفي بجرح من رمح مسموم.

    تابع.





    رد مع اقتباس  

  8. #38  
    الزبير بن العوام رضي الله عنه


    الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أبو عبد الله، لقب بحواري الرسول. ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم وعمره خمس عشرة سنة، كان ممن هاجر الى الحبشة، و هاجر إلى المدينة، قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم "إن لكل نبي حوارياً وحواريّ الزبير"، تزوج أسماء بنت الصديق.


    كان من السبعة الأوائل في الإسلام.وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

    أمه صفية بنت عبد المطلب بن عبد مناف, عمة رسول الإسلام. عمته السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها.

    كان خفيف اللحية أسمر اللون، كثير الشعر، طويلاً.

    شهد بدراً وجميع غزوات الرسول مع الرسول وحارب الردة ومانعي الزكاة تحت خلافة أبي بكر الصديق وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص فى فتح مصر وقد ساعد ذلك المسلمين كثيراً لما فى شخصيته من الشجاعة والحزم.

    ولما مات عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة المجوسي كان الزبير من الستة أصحاب الشورى الذين عهد عمر إلى أحدهم بشئون الخلافة من بعده. عادى الزبير بن العوام علي بن أبى طالب ولما تبين له موقف الإمام على من مقتل عثمان رد راجعاً عن الجيش فى موقعة الجمل وكان بجانبه طلحة بن عبيد الله وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر.

    قتله غدرا رجل يدعى عمرو بن جرموز ، وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم قاتله بالنار وقد دفن الزبير في أطراف البصرة في موضع يسمى اليوم باسمه.


    أبنائه: كان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء وهم: عبدالله، جعفر، عبيدة، عمرو، خالد، عروة، المنذر، مصعب، عاصم،حمزة

    تابع





    رد مع اقتباس  

  9. #39  
    جزاك الله خير اخوي


    ويعطيك العافيه على المعلومات القيمه جدا

    في خاطري

    تحياتي لك واحترامي






    رد مع اقتباس  

  10. #40  
    سعيد بن زيد رضي الله عنه


    سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي، ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته. قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الغزوات ماعدا بدر.

    وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

    شهد المشاهد مع رسول الإسلام ، وشهد حصار دمشق وفتحها ، فولاّه عليها أبو عبيدة بن الجراح ، فهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الأمة .

    وامرأة سعيد هي ابنة عمه فاطمة أخت عمر بن الخطاب ، وأخته عاتكة زوجة عمر .

    أسلم قبل دخول النبي دار الأرقم ، وهاجر مع زوجته ، وكانا من سادات الصحابة .

    لم يشهد بدراً لأنه قد كان بعثه رسول الإسلام هو وطلحة بن عبيد الله بين يديه يتجسسان أخبار قريش فلم يرجعا حتى فرغ من بدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما ، وشهد أحداً والخندق والحديبية والمشاهد .

    وردت عدة أحاديث في أنه من أهل الجنة ، وأنه من الشهداء .

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرج عمر بن الخطاب متقلداً السيف فلقيه رجل من بني زهرة فقال له: أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمداً. قال: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمداً؟ قال عمر: ما أراك إلا وقد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه. فقال له: أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن ختنك أي زوج أختك وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه. فمشى عمر حتى أتاهما وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب. فلما سمع خباب صوت عمر توارى في البيت. فدخل عمر عليهما فقال: ما هذه الهيمنة التي سمعتها عندكم؟ وكانوا يقرؤون (طه). فقالا: ما عدا حديثاً حدثناه بيننا.
    قال عمر: لعلكما قد صبوتما؟ فقال له زوج أخته: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عليه عمر فقيده ووطئه وطئاً شديداً. فجاءت أخته تدافع عن زوجها. فنفحها بيده نفحة فأدمي وجهها. فقالت وهي غضبى: يا عمر إن كان الحق في غير دينك اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله.

    فلما يئس عمر قال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه وكان عمر يقرأ الكتاب فقالت له أخته: إنك نجس ولا يمسه إلا المطهرون. فقم فاغتسل أو توضأ. فقام عمر وتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ فيه: “طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إلا تذكِرة لمن يخشى. تنزيلاً ممن خلق الأرض والسماوات العلى. الرحمن على العرش استوى. له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى. الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى. وهل أتاك حديث موسى. إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى. فلما أتاها نودي يا موسى. إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى. وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى. إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري”.

    فاتحة خير وبركة
    ولما انتهى عمر إلى قوله تعالى: “إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري” قال: دلوني على محمد. فلما سمع خُباب قول عمر خرج فقال: أبشر يا عمر. فإني أرجو أن تكون دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس إذ قال: اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام. فانطلق عمر إلى الدار التي كان بها الرسول صلى الله عليه وسلم. وعلى باب الدار كان حمزة بن عبدالمطلب وطلحة بن عبيدالله رضي الله عنهما وأناس آخرون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأى حمزة وجل الناس من عمر قال: نعم. فهذا عمر. فإن يُرد الله بعمر خيراً يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم. وإن يُرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناً. وكان النبي صلى الله عليه وسلم بالداخل يوحى إليه. فخرج فأخذ بمجامع عمر وحمائل سيفه فقال: أما أنت منته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب. اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب. فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.

    قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما أسلم عمر أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد. لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر. وكان إسلام عمر فاتحة خير وبركة على الإسلام والمسلمين. قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: كان إسلام عمر فتحاً. وكانت هجرته نصراً. وكانت إمارته رحمة. لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر. فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا. وعن ابن عباس قال: لما أسلم عمر قال المشركون: انتصف القوم معاً.

    أما البيت الذي شهد خروج عمر بن الخطاب من ظلام الكفر إلى نور الإسلام فهو بيت أخته فاطمة بنت الخطاب (أم جميل). وأما زوجها فهو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. وهو إلى كونه ختن عمر بن الخطاب ابن عمه. وهو أحد العشرة المبشرين الجنة. وأحد الذين تظلهم الآيات القرآنية الكريمة التي تشيد بالمهاجرين المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم. ومن هذه الآيات الكريمة قوله تعالى: “الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون. يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم”.

    وقوله عز وجل: “والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقاً حسناً وإن الله لهو خير الرازقين”.

    زيد بن عمر وابن نفيل

    ولم يكن غريباً أن يكون سعيد بن زيد من السابقين إلى الإسلام منذ البداية. فقد نشأ سعيد في حجر أبيه زيد بن عمرو بن نُفيل. وكان زيد من الذين نفروا من عبادة الأصنام والأوثان واتصل بأحبار اليهود وقساوسة النصارى بحثاً عن الدين الحق. واستقر على دين الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام من قبل أن يُبعث النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أخرج ابن سعد في طبقاته عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل يقول وهو مسند ظهره إلى الكعبة: يا معشر قريش ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري.

    عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائماً مسنداً ظهره إلى الكعبة يقول : يا معشر قريش ! والله ما فيكم أحدٌ على دين إبراهيم غيري . وكان يحي الموؤودة ، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : مه ! لا تقتلها. أنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها ، فإذا ترعرعت ، قال لأبيها : إن شئت ، دفعتها إليك ، وإن شئت ، كفيتك مؤنتها.

    وكان زيد بن عمرو ينتظر ظهور النبي صلى الله عليه وسلم. عن عامر بن ربيعة قال: لقيت زيد بن عمرو وهو خارج من مكة يريد حراء. فقال: يا عامر. إني فارقت قومي واتبعت ملة إبراهيم وما كان يعبد إسماعيل من بعده. وأنا انتظر نبيا من ولد إسماعيل ثم من ولد عبدالمطلب. وما أراني أدركه. وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي. فإن طالت بك مدة فأقرئه مني السلام. ولما أسلمت أقرأت النبي منه السلام فرد عليه وترحم عليه وقال: رأيته في الجنة يسحب ذيولاً. ومن ثم فقد كان الصحابة يترحمون عليه عندما يرد ذكره. ولقد سأل سعيد بن زيد وعمر بن الخطاب النبي صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو فقال صلى الله عليه وسلم: “غفر الله لزيد بن عمرو ورحمه فإنه مات على دين إبراهيم”.

    عن أسماء أن ورقة كان يقول : اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك ، عبدتك به ، ولكني لا أعلم ، ثم يسجد على راحته .

    عن زيد بن حارثة قال : خرجت مع رسول الله وهو مردفي . في أيام الحر ، حتى إذا كنا بأعلى الوادي ، لقي زيد بن عمرو ، فحيّى أحدهما الآخر ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما لي أرى قومك قد شنفوا لك ، أي : أبغضوك ؟ قال : أما والله إن ذلك مني لغير نائرة كانت مني إليهم ، ولكني أراهم على ضلالة ، فخرجت أبتغي الدين، حتى قدمت على أحبار أيلة ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فدُللت على شيخ بالجزيرة ، فقدمت عليه ، فأخبرته ، فقال : إن كل من رأيت في ضلالة ، إنك لتسأل عن دين هو دين الله وملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي ، أو هو خارج ، ارجع إليه واتبعه ، فرجعت فلم أحس شيئاً … ثم تفرقا ، ومات زيد قبل المبعث ، فقال رسول الإسلام : يأتي أمة وحده .

    في هذا البيت وتلك البيئة الإيمانية ولد ونشأ سعيد بن زيد فامتلأ قلبه بالإيمان. فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان سعيد من السابقين إلى الإسلام. وكان إسلامه وزوجته سبباً في إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على النحو الذي سبق ذكره. وكان سعيد من المهاجرين بدينهم. وشهد الوقائع كلها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عدا غزوة بدر. فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام قد أرسله وطلحة بن عبيدالله إلى الشام ليأتياه بخبر عن قريش. فلما عادا من مهمتهما كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج لملاقاة المشركين في بدر. فتوجها إليه فوجداه منصرفاً والمسلمون من بدر وقد نصرهم الله. فضرب النبي لهما بسهامهما كمن شهدوا بدراً.

    المجاهد الزاهد

    وكان محبوباً من النبي صلى الله عليه وسلم. وظل يجاهد معه عليه الصلاة والسلام حتى لحق النبي بالرفيق الأعلى فواصل جهاده مع الخلفاء الراشدين حتى وافته المنية في عهد معاوية بن أبي سفيان. وفي عهد عمر بن الخطاب شهد موقعة اليرموك وفتح دمشق وأبلى في المعارك بلاءً حسناً. وحين سأل عمر بن الخطاب أبا عبيدة بن الجراح عن أحواله بعث إليه بكتاب جاء فيه: أما عن أخويك سعيد بن زيد ومعاذ بن جبل فكما عهدت. إلا أن السواد زادهما في الدنيا زهداً وفي الآخرة رغبة.

    ويصف سعيد بن زيد معركة اليرموك قائلاً: لما كان يوم اليرموك كنا أربعة وعشرين ألفاً ونحواً من ذلك. فخرجت لنا الروم بعشرين ومائة ألف. وأقبلوا علينا بخطى ثقيلة كأنهم الجبال تحركها أيد خفية. وسار أمامهم الأساقفة والبطاركة والقسيسون يحملون الصلبان وهم يجهرون بالصلوات فيرددها الجيش من ورائهم وله هزيم كهزيم الرعد. فلما رآهم المسلمون على حالهم هذه هالتهم كثرتهم وخالط قلوبهم شيء من خوفهم. عند ذلك قام أبو عبيدة فخطب في الناس وحثهم على القتال. عند ذلك خرج رجل من صفوف المسلمين وقال لأبي عبيدة: إني أزمعت على أن أقضي أمري الساعة. فهل لك من رسالة تبعث بها إلى رسول الله؟ فقال أبو عبيدة: نعم. تقرئه مني ومن المسلمين السلام وتقول له: يا رسول الله إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً.

    قال سعيد: فما إن سمعت كلامه ورأيته يمتشق حسامه ويمضي إلى لقاء أعداء الله حتى اقتحمت إلى الأرض وجثوت على ركبتي وأشرعت رمحي وطعنت أول فارس أقبل علينا. ثم وثبت على العدو وقد انتزع الله كل ما في قلبي من الخوف. فثار الناس في وجوه الروم. ومازالوا يقاتلونهم حتى كتب الله للمؤمنين النصر.

    ولما دانت دمشق بالولاء للمسلمين جعل أبو عبيدة بن الجراح قائد جيوش المسلمين والياً عليها. فكان أول من ولي إمرة دمشق من المسلمين. غير أنه كان زاهداً في الحكم كما هو زاهد في المال. فكتب إلى أبي عبيدة وهو في الأردن يعتذر عن عدم الاستمرار في المنصب ويطلب اللحاق به للجهاد. فلما بلغ الكتاب أبا عبيدة استجاب لرغبته.

    دعوة مستجابة

    وبسبب هذه السجايا الحميدة والفضائل النادرة والزهد في مطامع الدنيا والرغبة في الآخرة كان سعيد بن زيد مستجاب الدعوة. فيروى عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن أروى بنت أويس زعمت أن سعيد بن زيد قد غصب شيئاً من أرضها وضمها إلى أرضه. وجعلت تلوك ذلك في المدينة. ثم رفعت أمرها إلى مروان بن الحكم والي المدينة. فأرسل إليه مروان أناساً يكلمونه فتساءل سعيد في دهشة: كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من ظلم شبرا من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين”.قال مروان : لا أسألك بينة بعد هذا ، ثم دعا عليها فقال: “اللهم إنها قد زعمت أني ظلمتها. فإن كانت كاذبة فأعم بصرها وألقها في بئرها الذي تنازعني فيه. وأظهر من حقي نوراً يبين للمسلمين أني لم أظلمها”. وبعد قليل فاض وادي العقيق في المدينة بسيل عرم فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه. وظهر للمسلمين أنه كان صادقاً. ولم تلبث المرأة إلا شهراً حتى عميت. وبينما هي تطوف في أرضها تلك سقطت في بئرها فماتت فتحدث الناس في ذلك.

    وعندما توفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكاه سعيد بن زيد بشدة فقيل له: ما يبكيك؟ قال: لا يبعد الحق وأهله. اليوم يهن أمر الإسلام. وأخرج ابن سعد في طبقاته قال: بكى سعيد بن زيد عند وفاة عمر فقال له قائل: يا أبا الأعور ما يبتليك؟ فقال: على الإسلام أبكي، وإن موت عمر ثلم ثلمة لا ترق إلى يوم القيامة.

    وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في العشرة المبشرين بالجنة في حديثه لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إذ قال: “ وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة” رضي الله عنه. كان والده زيد بن عمرو ممن فرّ إلى الله من عبادة الأصنام ، وساح في أرض الشام يتطلب الدين القيم ، فرأى النصارى واليهود ، فكره دينهم ، وقال : اللهم إني على دين إبراهيم ، ولكن لم يظفر بشريعة إبراهيم عليه السلام كما ينبغي ، ولا رأى من يوقفه عليها ، رأى رسول الإسلام ، ولم يعش حتى بعث .

    قلت - أي الذهبي - : لم يكن سعيداً متأخراً عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة ، وإنما تركه عمر رضي الله عنه لئلا يبقى له فيه شائبة حظ لأنه ختنه وابن عمه ، ولو ذكره في أهل الشورى لقال الرافضيّ : حابى ابن عمه . فأخرج منها ولده وعصبته ، فكذلك فليكن العمل الله.
    مات سعيد بن زيد بالعقيق ، فغسله سعد بن أبي وقاص ، وكفنه ، وخرج معه .

    توفي سعيد سنة إحدى وخمسين ، وهو ابن بضع وسبعين سنة ، وقبر بالمدينة

    جعلنا الله و اياكم من اهلالجنه

    تابع.





    رد مع اقتباس  

صفحة 4 من 7 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 27-Jan-2013, 10:25 AM
  2. فضائل الصحابة
    بواسطة الريحــــانة في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 22-Feb-2010, 10:10 PM
  3. موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)
    بواسطة هووواوووي في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 152
    آخر مشاركة: 31-Mar-2007, 07:39 AM
  4. قصة إسلام أحد الصحابة (((فمن هـو)))
    بواسطة أبو راوية في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 03-Mar-2007, 10:48 PM
  5. بداية تجمع الصحابة
    بواسطة حلوه ودلوعه في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-Jul-2006, 02:50 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •