الملاحظات
صفحة 5 من 15 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 142

الموضوع: حملة الدفاع عن النبي الي عنده موضوع يشارك

  1. #41 الوضوء وقايه من البكتريا.! 
    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]~؛~ الوضوء . وقاية من البكتيريا والأمراض ~؛~
    الوضوء . وقاية من الأمراض


    قال صلى الله عليه وسلم : ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من
    تحت أظفاره ) رواه مسلم

    وقال إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل) متفق عليه


    أثبت العلم الحديث بعد الفحص الميكروسكوبي للمزرعة الميكروبية التي علمت للمنتظمين في الوضوء ولغير المنتظمين

    أن الذين يتوضئون باستمرار قد ظهر الأنف عند غالبيتهم نظيفا طاهرا خاليا من الميكروبات ولذلك جاءت المزارع الميكروبية التي أجريت لهم خالية تماما من أي نوع من الميكروبات في حين أعطت أنوف من لا يتوضئون مزارع ميكروبية ذات أنواع متعددة وبكميات كبيرة من الميكروبات الكروية العنقوديةالشديدة العدوى والكروية السبحية السريعة الانتشار والميكروبات العضوية التي تسبب العديد من الأمراض وقد ثبت أن التسمم الذاتي يحدث من جراء نمو الميكروبات الضارة في تجويفى الأنف ومنهما إلى داخل المعدة والأمعاء ولإحداث الالتهابات والأمراض المتعددة ولا سيما عندما تدخل الدورة الدموية لذلك شرع الاستنشاق بصورة متكررة ثلاث مرات في كل وضوء

    أما بالنسبة للمضمضة فقد ثبت أنها تحفظ الفهم والبلعوم من الالتهابات ومن تقيح اللثة وتقى الأسنان من النخر بإزالة الفضلات الطعامية التي قد تبقى فيها فقد ثبت علميا أن تسعين في المئة من الذين يفقدون أسمنانهم لو اهتموا بنظافة الفم لما فقدوا أسنانهم قبل الأوان وأن المادة الصديدية والعفونة مع اللعاب والطعام تمتصها المعدة وتسرى إلى الدم ومنه إلى جميع الأعضاء وتسبب أمراضا كثيرة وأن المضمضة تنمى بعض العضلات في الوجه وتجعله مستديرا وهذا التمرين لم يذكره من أساتذة الرياضة إلا القليل لانصرافهم إلى العضلات الكبيرة في الجسم

    ولغسل الوجه واليدين إلى المرفقين والقدمين فائدة إزالة الغبار وما يحتوى عليه من الجراثيم فضلا عن تنظيف البشرة من المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية بالإضافة إلى إزالة العرق وقد ثبت علميا أن الميكروبات لا تهاجم جلد الإنسان إلا إذا أهمل نظافته فإن الإنسان إذا مكث فترة طويلة بدون غسل لأعضائه فإن إفرازات الجلد المختلفة من دهون وعرق تتراكم على سطح الجلد محدثه حكة شديدة وهذه الحكة بالأظافر التي غالبا ما تكون غير نظيفة تدخل الميكروبات إلى الجلد . كذلك فإن الإفرازات المتراكمة هي دعوة للبكتريا كي تتكاثر وتنمو .

    لهذا فإن الوضوء بأركانه قد سبق علم البكتريولوجيا الحديثة والعلماء الذين استعانوا بالمجهر على اكتشاف البكتريا والفطريات التي تهاجم الجلد الذي لا يعتني صاحبه بنظافته التي تتمثل في الوضوء والغسل

    ومع استمرار الفحوص والدراسات أعطت التجارب حقائق علمية أخرى فقد أثبت البحث أن جلد اليدين يحمل العديد من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الفم أو الأنف عند عدم غسلهما ولذلك يجب غسل اليدين جيدا عند البدء في الوضوء . وهذا يفسر لنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا استيقظ أحدكم من نومة فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا ) كما قد ثبت أيضا أن الدورة الدموية في الأطراف العلوية من اليدين والساعدين والأطراف السفلية من القدمين والساقين أضعف منها في الأعضاء الأخرى لبعدها عن المركز الذي هو القلب فإن غسلها مع دلكها يقوي الدورة الدموية لهذه الأعضاء من الجسم مما يزيد في نشاط الشخص وفعاليته . ومن ذلك كله يتجلى الإعجاز العلمي في شرعية الوضوء في الإسلام.

    --------------------------------------------------------------------------------[/grade]





    رد مع اقتباس  

  2. #42 معجزة الرسول التي اثبتها الامريكان بعد ان انفقوا 100 مليار دولار 
    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]معجزة الرسول التى أثبتها الأمريكان, بعد أن أنفقوا 100 مليار دولار

    وإليكم القصة التي حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم : "إن كفار مكة قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم : إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين ، ووعدوه بالإيمان إن فعل ، وكانت ليلة بدر ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما طلبوا ، فانشق القمر نصف على جبل الصفا ، ونصف على جبل قيقعان المقابل له ، حتى رأوا حراء بينهما ،فقالوا : سحرنا محمد ، ثم قالوا : إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم!! فقال أبو جهل:اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي فإن أخبروا بانشقاقه فهو صحيح ، وإلا فقد سحر محمد أعيننا ، فجاؤوا فأخبروا بانشقاق القمر فقال أبو جهل والمشركون :هذا سحر مستمر أي دائم فأنزل الله : (اقتربت الساعة وانشق القمر* وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر* وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر* ولقد جاءهم من الأنباء مافيه مزدجر* حكمة بالغة فما تغني النذر* فتول عنهم)




    " انتهت القصه التي كانت في عهدالرسول صلى الله عليه وسلم ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

    فى أحد ندوات الدكتور زغلول النجار باحدى جامعات بريطانيا قال أن معجزة انشقاق القمر على يد الرسول تم اثباتها حديثا ثم حكى قصة أثبتت ذلك: قال أحد الاخوة الانجليز المهتمين بالاسلام اسمه داود موسى بيتكوك وهو الآن رئيس الح**** الاسلامىالبريطانىوينوى أن يخوض الانتخابات القادمة باسم الاسلام الذى ينتشر فى الغرب بمعدلات كبيرة أنه أثناء بحثه عن ديانة أهداه صديق ترجمة لمعانى القرآن بالانجليزية فتحها فاذا بسورة القمر فقرأ (اقتربت الساعة وانشق القمر) فقال هل ينشق القمر؟ ثم انصد عن قراءة باقى المصحف ولم يفتحه ثانية . وفي يوم وهوا جالس أمام التلفاز البريطانى ليشاهد برنامجا على ال بى بى سى يحاور فيه المذيع ثلاثة من العلماء الأمريكان وكان يعتب عليهم أن أمريكا تنفق الملايين بل المليارات فى مشاريع غزو الفضاء فى الوقت الذى يتضور فيه الملايين من الفقر فظل العلماء يبررون ذلك أنه أفاد كثيرا فى جميع المجالات الزراعية والصناعية.الخ ثم جاء ذكر أحد أكبر الرحلات تكلفة فقد كانت على سطح القمر وكلفت حوالى 100 مليار دولار فسألهم المذيع ألكى تضعون علم أمريكا على سطح القمر تنفقون هذا المبلغ رد العلماء أنهم كانوايدرسون التركيب الداخلى لهذا التابع لكى يروا مدى تشابهه مع الأرض ثم قال أحدهم : فوجئنا بأمر عجيب هو حزام من الصخور المتحولة يقطع القمر من سطحه الى جوفه الى سطحه فأعطينا هذه المعلومات الى الجيولوجيين فتعجبوا وقرروا أنه لايمكن أن يحدث ذلك الا أن يكون القمر قد انشق فى يوم من الأيام ثم التحم وأن تكون هذه الصخور المتحولة ناتجة من الاصطدام لحظة الالتحام ثم يستطرد داود موسى بيتكوك:قفزت من على المقعد وهتفت معجزة حدثت لمحمد عليه الصلاة والسلام من أكثر من 1400 سنة فى قلب البادية يسخر الله الأمريكان لكى ينفقوا عليها مليارات الدولارات حتى يثبتوها للمسلمين أكيد أن هذا الدين حق: وكانت سورة القمر سببا لاسلامه بعد أن كانت سببا فى اعراضه عن الاسلام.

    منقول[/grade]


    [frame="1 80"]اليك حبيبتي الغالية الصورة هدية لك مني الف شكر
    اختك ملاك
    [/frame]





    التعديل الأخير تم بواسطة ضي الأمل ; 20-Oct-2006 الساعة 02:36 AM
    رد مع اقتباس  

  3. #43  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    رماد وساحرة القلوب الله لا يحرمنا منكم ومن مشاركاتكم الطيبة





    رد مع اقتباس  

  4. #44  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    [frame="7 80"]رسالة رائعة جداً ، " دمعة على حب النبي - صلى الله عليه وسلم " أرجو القراءة .

    --------------------------------------------------------------------------------

    الرسالة الأولى

    دمعة على حب النبي – صلى الله عليه وسلم –
    نظرات متأملة للواقع في حب النبي – صلى اله عليه و سلم –





    عبد الله بن صالح الخضيري






    قلب عينيك في الملكوت ترَ الجمال بديعاً ، وافتح قلبك لأسرار هذا الجمال ترَ الحياة ربيعاً ، وخُض في معترك الحياة تكن لك الحياة جميعاً ، واجمع لي قلبك أجمعْ لك عقلي ، وامنحني يدك فإني لأرجو أن أمنح لك حياةً هادئة سعيدة بإذن الله ، وافتح صدرك أملأة دفئاً ومحبةً وصدقاً ، كن معي لأكون لك كما تحب .

    وأعطني دمعةً تحيي بها قلبك ، وتسلّي بها نفسك ، فدموعنا مداد للفكر ، وعبراتنا ثباتٌ على المبدأ ، وبكاؤنا دوام على النهج والمنهج ، قلوبنا أهديناها بالحب إلى غير محب ففقدنا أعزَّ ما نملك ، وإذا بنا نتحسس أماكنها وقد تَوهَّمنا وجودها ، إننا بحاجة إلى أن نحب ولكن لا نغلو ، ونهوى ولكن لا نفرط ، ونعشق ولكن بتعفف .

    إن القلب هو الكنز الذي لا يقرؤه إلا من يملكه ، وإن راحة الضمير أنوارٌ تتلألأ في الغَلَس ، وينابيع متفجرة في الصحارى ، وكنوز داخل البيوت المهجورة ، كم من الوقت ضاع لأجل الحب وفي دوّامته ؟ وكم من العقول ذهبت لأجل الحب في دائرته ؟ ونغرق يومنا في أبجديات الحب !!! فمحب يعيش بين الذكرى والنسيان ، ومحب يتيه بين الوصل والحرمان ، حبٌّ يُسعد في الاسم ، ويُشقي في الرسم ، جمالٌ في الصورة ، وغموضٌ في الحقيقة .

    الحب تاجٌ لكنه من حديد ، وكنزٌ لكنه من تراب ، ومعدنٌ لكنه من سراب ، وأي حبٍ يُدَّعى فإنه ناقصٌ إذ العلاقات بين الآدميين بنيت على المصالح – في الغالب – وإن تنوعت صور الجمال أو تجمَّلت الصور . وإن لكل فؤادٍ نزعةَ حبٍّ عذريةً تفيضُ بعذبِ الهوى ونميره ، ولو اطَّلع الناس على قلوب القساة لوجدوا فيها أنهاراً متدفقة من الحب والرحمة ، ولكنها تصب في أرض قيعان .

    وإني أحمل راية بيضاء لبيض القلوب أن تتوجه بالحب إلى أصدق الحب وأبقاه ، وأبقى البر وأوفاه إلى .





    أشـواقـنـا نحو الحجاز تـطـلـعـت
    كـحـنـيـن مـغـتـرب إلـى الأوطانِ
    إن الطيور وإن قصصت جناحها
    تـسـمـو بـهـمـَّـتـهـا إلـى الطيـرانِ





    لن أقول : " كانت الحياة قبل البعثة ظلاماً " ؛ إذ لا يجهل ذلك أحد ، ولن أقول : " كان الظلم ، ولم يكن غيره " ؛ إذ لا أحد يشكُّ في ذلك ، ولن أقول : " كان الحق للقوة " ، و " كانت الحياة للرجل لا للمرأة " ؛ إذ الناس أجمعوا على ذلك ، ولكني أقول : مع البعثة أرتوى الناس بعد الظمأ :





    لما أطل محمدٌ زكت الرُّبى
    واخضرَّ في البستان كل هشيم





    وكان من المبشرات بميلاد الحياة ما صادف المولد النبوي من إهلاك أصحاب الفيل ؛ فإنه بشرى بإهلاك الطاغوت والطغاة ، وولادةٌ لفجر العدالة والحياة ، كما أن في إهلاكهم اجتماعاً لكلمة قريش وتوحدها ، ولذا أنزل الله – تعالى – بعد سورة الفيل سورة قريش ، بياناً لسبب من أسباب إهلاك أصحاب الفيل وهو أنه لتأتلف قريش ، ومن بعد ذلك كلِّه ذكَّر قريشاً بنعمتين عظيمتين ، أُولاهما : أن أطعمهم من جوع ، وتمثَّل ذلك في رحلة الشتاء ورحلة الصيف ، وثانيهما : أن آمنهم من خوف ، وهنا كلمة " خوف " جاءت نكرة دالة على العموم ، فيدخل في ذلك كلُّ خوفٍ ألمَّ بهم فأمنوا منه ، كما في قصة أصحاب الفيل وأبرهة الأشرم ، أو خوفٍ يحدث لهم بعد ذلك ظاهراً كبعثة محمد – صلى الله عليه وسلم - ، وإنما هو رحمةٌ وأمنٌ وأمان لهم ظاهراً وباطناً ، حينما يظهره الله – تعالى – كما أهلك الله أصحاب الفيل لكي تتعلق القلوب بربِّ البيت الذي أهلك البغاة ، وكيف يكون شكرهم له .





    وقاية الله أغنت عن مضاعفةٍ من الدروع وعن عال من الأُطمِ





    ومما كان ممهِّداً ومقدِّماً لدعوة الإيمان التي حملها محمد – صلى الله عليه وسلم - : اجتماع النفوس على نصر المظلوم ، وردِّ الفضول على أهلها ، وبه سمي الحلف ، وفيه انتصار للعدالة ، وإنْ كان ذلك على نطاق ضيق لكن : " لا شك أن العدل قيمةٌ مطلقةٌ وليست نسبيةً ، وأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يظهر اعتزازه بالمشاركة في تعزيز مبدأ العدل قبل بعثته بعقدين ؛ فالقيم الإيجابية تستحق الإشادة بها حتى ولو صدرت من أهل الجاهلية " [1] .

    وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك الحلف :

    " شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام ، فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه " [2] ،

    وسمَّاه : المطيبين ؛ لأن العشائر التي عقدت حلف المطيبين هي التي عقدت حلف الفضول ، وإنما كان حلف المطيبين قبل ميلاد محمد – صلى الله عليه وسلم – بعد وفاة جده قصي [3] .





    ومن ذلك ما روى البخاري – رحمه الله – في صحيحه عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : " كان يوم بُعاث يوماً قَدَّمه الله لرسوله – صلى الله عليه وسلم - ، فَقَدِم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد افترق مَلَؤُهم ، وقُتلت سرواتهم ، وجُرِّحوا ، فقدَّمه الله لرسوله – صلى الله عليه وسلم – في دخولهم الإسلام " [4]

    .



    هذا على العموم وفي الظاهر . أما ماكان ممهداً له – صلى الله عليه وسلم – في ذاته فإن الخلوة والتعبد من أهم سمات العظماء [5] ، فإنه بعد ذلك ممتلئٌ بما فرّغ نفسه له ؛ فقد عائشة – رضي الله عنها - : " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتحنث في غار حراء الليالي أولات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء " [6] .
    ومما كان مطمئناً له – صلى الله عليه وسلم – قبل نزول الوحي الرؤيا الصادقة ؛ فكان لا يرى رؤياً إلى جاءت مثل فلق الصبح [7] .
    ومع بشريته – صلى الله عليه وسلم – وإعلانه بإعلان القرآن لذلك ، إلا أنه ذكر من المعجزات والآيات ما كان آية على علو منزلته ، ورفيع قدره ؛ فقد حدَّث – صلى الله عليه وسلم - : أن حجراً كان يُسلم عليه قبل النبوة [8] . فللَّه ما أعظم هذا القائد ، وما أصدقه ! فما عرفت مكة أميناً كأمانته – صلى الله عليه وسلم - ، فلما أظهره الله بالحق الذي معه لم يكن عندهم ظاهراً كذلك :





    لقبتموه أمين القوم في صغر وما الأمين على قولٍ بمتَّهمِ





    ولعلي أقف عند هذا الحد وأدخل فيما أردت من موضوع الحب لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؛ فإن الحب أسمى العلاقات ، ولعله أرقها ، وإنما يبعث على كتابة مثل هذا الموضوع قول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - : " أنت مع من أحببت " [9] ، وأي سعادة تقارب تلك السعادة في الحب ؟ وأي نجاح في النهاية يوازي ذلك الحب ؟ يقول ابن تيمية – رحمه الله - : " وإنما ينفع العبدَ الحبُّ لله لما يحبه الله من خلقه كالأنبياء والصالحين ؛ لكون حبهم يقرب إلى الله ومحبته ، وهؤلاء هم الذين يستحقون محبة الله لهم " [10] .
    وإذا تعلق قلب العبد بالله أحب كل ما يقرب إلى الله ويزيده ، ويبقى أنه أشد حباً لله ، فلا حب يوازي ذلك الحب ، وإنما يحب بحب الله وله . قال ابن تيمية : " فإنك إذا أحببت الشخص لله كان الله هو المحبوب لذاته ، فكلما تصورته في قلبك تصورت محبوب الحق فأحببته ، فازداد حبك لله ، كما إذا ذكرت النبي – صلى الله عليه وسلم – والأنبياء قبله ، والمرسلين وأصحابهم الصالحين ، وتصورتهم في قلبك ؛ فإن ذلك يجذب قلبك إلى محبة الله المنعم عليهم ، وبهم إذا كنت تحبهم لله ؛ فالمحبوب لله يجذب إلى محبة الله ، والمحب لله إذا أحب شخصاً لله فإن الله هو محبوبه ؛ فهو يحب أن يجذبه إلى الله تعالى ، وكل من المحب لله والمحبوب لله يجذب إلى الله "[11] .
    وإن مما دعاني إلى كتابة هذه الأحرف ما أراه من تخلي القريب الأدنى عن سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وسنته ، وتحليهم بما يؤسف له من رموز الفكر والأدب في جميع أحاديثهم ، وإن هذا نكس ونقص في الفطرة والتعليم ، وإلا فقد قال – تعالى - : " أَتَستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير " [ البقرة : 61 ] .
    وما أراه من هجوم البعيد على سنة الكريم – صلى الله عليه وسلم – وسيرته ، مما تبثه وسائل الإعلام المختلفة تصريحاً وتلميحاً ، ظاهراً وباطناً ، والله المستعان .
    " وإنه لنافع للمسلم أن يقدر محمداً بالشواهد والبينات التي يراها غير المسلم ، فلا يسعه إلا أن يقدرها ويجري على مجراه فيها ؛ لأن مسلماً يقد محمداً على هذا النحو يحب محمداً مرتين : مرة بحكم دينه الذي لا يشاركه فيه غيره ، ومرة بحكم الشمائل الإنسانية التي يشترك فيها جميع الناس " [12] .
    وحسبي أن أنا خضت في هذا الموضوع أن أنال محبة القوم وحسبي من القلادة ما أحاط بالعنق ، ومن السوار ما أحاط بالمعصم :





    أسيرُ خـلف ركاب النُجْبِ ذا عرج
    مؤمـــلاً كشف ما لاقيت من عوج
    فـــإن لحقتُ بهم من بعد مـا سبقوا
    فكم لربِّ الورى في ذاك من فرج
    وإن بقيت بظهر الأرض منقطعــاً
    فما على عرج في ذاك من حرج





    واسمح لي أن انتقل وإياك إلى جيل تعيش معهم الأمن والسكينة بعد أن ذقت من الدنيا خوفاً وهلعاً ، ودعني أستل من قلبك خيطاً أبيض نلتمس به الصلة بيننا وبينهم ، وأعرني دمعة تخفف بها الهوة بيننا وبين رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتوقيره .
    قال صاحب الشفا بتعريف حقوق المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : ( ذكر عن مالك أنه سئل عن أيوب السختياني ؟ فقال : " ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب أوثق منه " [13] . وقال عنه مالك : " وحجّ حجتين ، فكنت أرمقه ، ولا أسمع منه ، غير أنه كان إذا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى حتى أرحمه ، فلما رأيت منه ما رأيت ، وإجلاله للنبي – صلى الله عليه وسلم – كتبت عنه " [14] .
    وقال مصعب بن عبد الله : " كان مالك إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم – يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه ، فقيل له يوماً في ذلك ، فقال : لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون " ، وذكر مالك عن محمد بن المنكدر – وكان سيد القراء - : " لا نكاد نسأله عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه "[15] ، ولقد كنت أرى جعفر ابن محمد – وكان كثير الدعابة والتبسم – فإذا ذُكر عنده النبي – صلى الله عليه وسلم اصفرَّ لونه ، وما رأيته يحدث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا على طهارة ، ولقد اختلفت إليه زماناً فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال : إما مصلياً ، وإما صامتاً ، وإما يقرأ القرآن ، ولا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان من العلماء والعباد الذين يخشون الله . وكان الحسن – رحمه الله – إذا ذكر حديث حنين الجذع وبكائه [16] يقول : " يا معشر المسلمين ، الخشبة تحن إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شوقاً إلى لقائه ؛ فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه " [17] .
    وكان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – فينظر إلى لونه كأنه نزف من الدم ، وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذكر عنده النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع :





    نزف البكاء دموع عينك فاستعر عـيـنـاً لغيرك دمعها مدرارُ





    ولقد رأيت الزهري – وكان لَمِنْ أهنأ الناس وأقربهم – فإذا ذكر عنده النبي – صلى الله عليه وسلم – فكأنه ما عرفك ولا عرفته .
    ولقد كنت آتي صفوان بن سليم ، وكان من المتعبدين المجتهدين فإذا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه ) [18] .
    وقال عمرو بن ميمون : " اختلفت إلى ابن مسعود سنة فما سمعته يقول : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، إلا أنه حدّث يوماً فجرى على لسانه : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، ثم علاه كربٌ ، حتى رأيت العرق يتحدّر عن جبهته ، ثم قال : هكذا إن شاء الله ، أو فوق ذا ، أو ما دون ذا ، ثم انتفخت أوداجه ، وتربَّد وجهه وتغرغرت عيناه " [19] .
    وبلغ معاوية أن كابس بن ربيعة يشبه برسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فلما دخل عليه من باب الدار قام عن سريره وتلقّاه وقبّل بين عينيه ، وأقطعه المِرغاب ، لشبهه صورة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – [20] .
    وإني سائل بعد تلك الصور المتحدثة : أين نحن من سيرتهم ؟ وأين حالنا من حالهم ؟ وما أثر الحب عندنا ؟ وما أثره عندهم ؟ بل وما صدق ما ندَّعي ؟ وما صدق ما يدَّعوه ؟ وأين حقيقة ما ندَّعي ؟ وما دلائل المحبة عندهم ؟
    لقد قام في قلوبه ما قصرت هممنا عن أن تقوم بأقله ، وأحيوا في شعورهم ما ماتت مشاعرنا دونه ، وتعلقت أبصارهم فيما وراء الطرف ، في حين لم تتجاوز أبصارنا أطرافنا ، ألا رجل لم تقعد به همته ولم يتأخر به عمله ؟ ألا صادق يترجم المحبة قولاً وعملاً وغيرة ؟! ألا فارس لا يرجع إلا بإحدى الحسنيين ؟!
    أيها المُحبُّون : لقد تباعد بنا الزمن ، واستنسرت الفتن ، واشتغل الأكثرون بالحطام من المهن ، غاب عنا الحب وإن ادعيناه ، ونسينا الواجبات فكانت من أحاديث الذكريات ، نتحدث عن السنة النبوية والهدي النبوي لكن لا ترى جاداً في الاتباع ، ولا صادقاً في الكلام – إلا قليلاً - :





    وكلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى وليلى لا تُـقـر لـه بـذاكـا



    مظاهر الجفاء مع النبي – صلى الله عليه وسلم - :

    ولمزيد من التوضيح فلنعرض أنفسنا على السنة المطهرة ، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، ولنعرض بعض المظاهر التي أحسبُ أنها كافية في إيضاح الجفاء الذي اتصف به بعضنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسنته ، لعل الله أن يزيد المهتدي هدى ، وأن يبدل الجافي إلفاً ، والبعيد قرباً ، والغالي قصداً .



    1- البعد عن السنَّة باطناً وظاهراً :


    يأتي في أول تلك المظاهر البعد عن السنَّة ظاهراً ؛ وذلك بترك العمل بالسنن الظاهرة الواجب منها والمندوب ، وعلى سبيل المثال سنن الاعتقاد ومجانبة البدعة وأهلها بل وهجرهم ، أو السنن المؤكدة مثل : سنن الأكل ، واللباس ، أو الرواتب ، أو الوتر ، أو ركعتي الضحى ، وسنن المناسك في الحج والعمرة ، والسنن المتعلقة بالصوم في الزمان والمكان ، فصارت السنَّة عند بعض الناس كالفضلة – والله المستعان - .
    ولعمر الله لا يستقيم قلب العبد حقيقة حتى يعظِّم السنَّة ويحتاط لها ، ويعمل بها . هذا وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " كما في الصحيحين [21]، وكان كلامه هذا – صلى الله عليه وسلم – في أمر الزواج وأكل اللحم ونحوهما .
    وقد قال أُبَيُّ بن كعب – رضي الله عنه - : " عليكم بالسبيل والسنَّة ؛ فإنه ما من عبد على السبيل والسنَّة ذكر الله فاقشعر جلده من مخافة الله إلا تحاتَّت عنه خطاياه كما يتحاتُّ الورق اليابس عن الشجرة ، وما من عبد على السبيل والسنَّة ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من خشية الله إلا لم تمسه النار أبداً ، وإنَّ اقتصاداً في سبيل وسنَّة خير من اجتهاد فيما خلاف سبيل وسنَّة ، فاحرصوا أن تكون أعمالكم اقتصاداً واجتهاداً على منهاج الأنبياء وسنَّتهم " [22].



    2- ردُّ الأحاديث الصحيحة :


    ومما يلاحظ من الجفاء رد بعض الأحاديث الصحيحة الثابتة بأدنى حجة من الحجج ، كمخالفة العقل أو عدم تمشيها مع الواقع ، أو عدم إمكان العمل بها ، أو المكابرة في قبول الأحاديث ، وتأويل النصوص وحرفها لأجل ذلك ، أو رد الأحاديث الصحيحة باعتبار أنها آحاد ، - وأغلب أحكام الشريعة إنما جاءت من طريق الآحاد - ، أو دعوى العمل بالقرآن وحده ، وترك ما سوى ذلك ، وقد قال – صلى الله عليه وسلم - : " لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته ، يأتيه الأمر من أمري ، مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا ندري ؛ ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " [23] .
    وإن زعموا ما زعموا من وجوب وحدة المسلمين على القرآن وحده ؛ فإن الله – تعالى – أوجب في القرآن الأخذ عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كل ما أتى به جملة وتفصيلاً فقال – تعالى - : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " [ الحشر : 7 ] .
    وقد ذكر الله – تعالى – طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – في القرآن في ثلاث وثلاثين موضعاً ، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه " [24] .
    قال الحميدي : " كنا عند الشافعي – رحمه الله – فأتاه رجل ، فسأله في مسألة ؟ فقال : قضى فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كذا وكذا ، فقال رجل للشافعي : ما تقول أنت ؟! فقال : سبحان الله ! تراني في كنيسة ! تراني في بيعة ! ترى على وسطي زنَّاراً ؟! أقول لك : قضى فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنت تقول : ما تقول أنت ؟! " [25]. وقال مالك : " أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل ، تركنا ما نزل به جبريل على محمد – صلى الله عليه وسلم – لجدله ؟! " [26] .
    ويقول – رحمه الله - : " سنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وولاة الأمر بعده سنناً الأخذُ بها تصديقٌ لكتاب الله – عز وجل – واستكمالٌ لطاعة الله ، وقوة على دين الله ، من عمل بها مهتد ، ومن استنصر بها منصور ، ومن خالفها اتبع سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى " [27] .
    قال ابن القيم – رحمه الله - : " ومن الأدب معه ألا يُستشكَل قوله ، بل تُستشكَل الآراء لقوله ، ولا يُعارَض نصه بقياس ، بل تُهدَر اللإيسة وتلقى لنصوصه ، ولا يُحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولاً ، - نعم ! هو مجهول ، وعن الصواب معزول - ، ولا يوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد . فكان هذا من قلة الأدب معه – صلى الله عليه وسلم - ، بل هو عيد الجرأة "[28] .





    دعوا كل قولٍ عند قول محمدٍ فما آمِنٌ في دينه كمخاطر



    3- العدول عن سيرته – صلى الله عليه وسلم – وسنته :


    وفي عصر الإعلام يتجلى الجفاء في العدول عن سيرته – صلى الله عليه وسلم – وسنَّته وواقعه وأعماله إلى رموز آخرين من عظماء الشرق والغرب – كما يسمون - ، سواء كانوا في القيادة والسياسة ، أو في الفكر والفلسفة ، أو في الأدب والأخلاق . والأدهى من ذلك مقارنة أقوال هؤلاء ومقاربتها لأقوال النبي – صلى الله عليه وسلم – وأحواله ، وعرضها للعموم والعامة ؛ وتلك مصيبة تهوِّن على العوام التجني على سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وسنَّته ، وتثير الشكوك في أقواله وأعماله التشريعية – صلى الله عليه وسلم – والتي هي محض وحي : " إن هو إلا وحي يوحى " [ النجم : 4 ] . لكن بعض الأذهان لا تتعلق إلا بالواقع المشاهد ، واللحظة المعاصرة ، فينبهرون بأولئك وينسون العظمة التي عاشها النبي – صلى الله عليه وسلم – للأحياء وللأموات ، للحاضر والمستقبل ، بل للحياة وللموت .





    أتطلبون من المختار معجزة يكفيه شعبٌ من الأجداث أحياهُ





    وقد سمَّى الله الكفر قبل الإيمان موتاً ، والإيمان حياة ، قال – تعالى - : " أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس . " [ الأنعام : 122 ] .





    أخوك عيسى دعا ميتاً فقام له وأنت أحييت أجيالاً من العدم





    وأعماله – صلى الله عليه وسلم – ما زالت وستظل قائمة بأعيانها متحدثة بعنوانها عن عظيم وعظمة وحياة ، و لا تحتاج إلى دليل وبيان :





    وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل





    ويلحق بذلك : تقديم أقوالهم على أقواله – صلى الله عليه وسلم - ، وأحوالهم على أحواله ، وأعمالهم على أعماله ، ويا للأسف ! من يقوم بمثل تلك الأعمال ؟ إنهم رجال العفن وفئة من أهل الصحافة وبعض ساسة الإعلام والتعليم ممن تسوّدوا بغير سيادة ، وقادوا بغير قيادة !!!



    4- نزع هيبة الكلام حين الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم - :


    وفي مجالسنا ومنتدياتنا يلاحظ المتأمل منا جفاءً روحانياً يتضح في نزع هيبة الكلام حين الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وكأنها حديث عابر ، أو سيرة شاعر ، أو قصة سائر ، فلا أدب في الكلام ، ولا توقير للحديث ، ولا استشعار لهيبة الجلال النبوي ، ولا ذوق للأدب النوراني القدسي ، فلا مبالاة ، ولا اهتمام ، ولا توقير ، ولا احترام ، وقد قال – تعالى - : " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض " [ الحجرات : 2 ] . هذا أيها الناس هو الأدب الرباني ؛ فأين الأدب الإنساني قبل الأدب الإسلامي ؟
    كما نهى الله قوماً كانوا ينادونه باسمه : ( يا محمد ) كما ذكره كثير من المفسرين ، فيسلب المنادي الشرف الذي تميز به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو النبوة والرسالة ، وهذا ليس على إطلاقه ، لكنه أدب فتأمله .
    " كان عبد الرحمن بن مهدي إذا قرأ حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر الحاضرين بالسكوت ؛ فلا يتحدث أحد ، ولا يُبرى قلم ، ولا يبتسم أحد ، ولا يقوم أحد قائماً ، كأن على رؤوسهم الطير ، أو كأنهم في صلاة ؛ فإذا رأى أحد منهم تبسم أو تحدث لبس نعله وخرج " [29]. ولعله بذلك يتاؤل الآيات الثلاث في أول سورة الحجرات ؛ كما تأولها حماد بن زيد بهذا المعنى [30].
    " وكان مالك – رحمه الله – أشد تعظيماً لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فكان إذا جلس للفقه جلس كيف كان ، وإذا أراد الجلوس للحديث اغتسل وتطيب ولبس ثياباً جدداً وتعمّم وقعد على منصته بخشوع وخضوع ووقار ، ويبخر المجلس من أوله إلى فراغه تعظيماً للحديث " [31].
    ولذا حرص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – على تعليم الناس تعظيم النبي – صلى الله عليه وسلم – ميتاً كتعظيمه حياً ، وذلك من تمام وفائه للنبي – صلى الله عليه وسلم - . روى البخاري – رحمه الله – عن السائب بن يزيد ، قال : " كنت نائماً في المسجد فحصبني رجل ، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال : اذهب فائتني بهذين فجئته بهما ، قال : من أنتما؟ - أو : من أين أنتما؟ - قالا : من أهل الطائف ، قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " [32].



    5- هجر أهل السنة أو اغتيابهم والاستهزاء بهم :


    ويلحق بالجفاء : جفاء القلوب والأعمال تجاه من خدموا السنة ، ويتمثل ذلك في هجر أهل السنة والأثر العاملين بها ، أو اغتيابهم ولمزهم والاستهزاء بهم واستنقاص أقدارهم ، وانتقادهم وعيبهم على التزامهم بالسنن ظاهراً أو باطناً .





    ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب





    وتصور حالة الغربة والغرباء تجد قلتهم في هذا الزمن وغيره ، وقد سبقنا إلى تصويرها ابن القيم حين قال :





    وأي اغتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء فينا تَحَكَّم
    ولكننا سبي العدو ؛ فهل تُرى نعـود إلــى أوطـانـنـا ونـسـلم





    وفي وصف أهل السنة والأثر يقول – صلى الله عليه وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " [33] .





    وعيرني الواشون أني أحبها وتلك شكاةٌ ظاهر عنك عارها





    وهذا أحد السلف وهو الجنيد بن محمد يقول : " الطرق إلى الله – تعالى – كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول – صلى الله عليه وسلم – واتبع سنته ولزم طريقته ؛ فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه . كما قال – تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً " [ الأحزاب :21 ] [34].
    أما من لم يدرك السنة والعمل بها فلا همّ له إلا الكلام والملام .





    أقـــلِّـــوا عــلـيـــــــهـم لا أبا لأبيكم
    من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا



    وفي الحقيقة أن من تكلم فيهم لا يضر إلا نفسه :



    كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها فلم يُضِرْها ، وأوهى قرنَه الوعلُ



    ولعل هذا ايضاً مما ينشر السنن بين الناس :


    وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ؛ أتاح لها لسان حسود



    6- هجر السنن المكانية :


    ومن صور الجفاء الممض الذي طبقه الكثيرون – من غير استشعار للجفاء - : هجر السنن المكانية ، وشواهد هذا الجفاء في حياتنا كثيرة ؛ فترى من الناس من يحج كل عام ويعتمر في السنة أكثر من مرة ، ومع ذلك تمر عليه سنوات كثيرة لم يعرِّج فيها على المدينة النبوية إلا أقل من أصابع اليد الواحدة ، وقد يعتب بعضهم على أهل الآفاق والوافدين الذين لا يقدمون الديار المقدسة في العمر إلا مرة ، ويأتون المدينة فيصلون فيها ويغتنمون أوقاتهم ، وترى من أولئك الآفاقيين حرصاً لا تكاد تجد بعضه عند سكان الجزيرة ، بل يعتصر الإنسان أسى على أننا في هذه الديار وقلَّ منْ يهتم بالزيارة ، وقد يزورها لكن على عجل وخوف من فوات مصالح يظنها كذلك ، وإن زارها فلا اهتمام بالسنن والشعائر ، وهذا لعله من النسيان والانشغال بغير السنن والبعد عن قراءة السيرة النبوية ؛ فإن الإنسان بحمد الله يجد من الأمن والأنس والطمأنينة القلبية في المدينة النبوية ما لا يجده في غيرها إلا مكة :




    ويا حـــبــهــا زدني جــوىً كل ليلة
    ويا سلوة الأيام مــــوعـــدكِ الحشرُ
    وصلتكِ حتى قــيل : لا يعرف القِلى
    وزرتكِ حتى قـــيل : ليس له صــبرُ
    وإني لتعروني لـــذكـــــراكِ هـــــزة
    كما انتفض العصـــفــورُ بلَّله القطرُ
    هل الـوجــــد إلا أن قلبي لـــو دنـــا
    من الجمر قيد الرمح لاحترق الجمرُ





    " وجديرٌ لَمِواطن عُمِّرت بالوحي والتنزيل ، وتردَّد بها جبريل وميكائيل ، وعرجت منها الملائكة والروح ، وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح ، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر – صلى الله عليه وسلم - ، وانتشر عنها من دين الله وسنَّة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مدارس آيات ، ومساجد ، وصلوات ، ومشاهد الفضائل والخيرات ، ومعاهد البراهين والمعجزات ، ومواقف سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم - ، ومتبوّأ خاتم النبيين – صلى الله عليه وسلم – " [35] أن يُعتنى بها ، وأن تحل في القلوب وتخالط بشاشتها ، وأن يكون في زيارتها ما يحدو إلى اتباع السنَّة وتعظيم نبي الأمة – صلى الله عليه وسلم - .

    • ومن السنن في المدينة : الصلاة في المسجد النبوي ، وهي صلاة مضاعفة ، كما قال – صلى الله عليه وسلم - : " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " [36] .

    • ومن السنن المكانية : الصلاة في مسجد قباء ، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه أُسيد بن ظُهير : " صلاة في مسجد قباء كعمرة " [37] .
    وعن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص قالت : سمعت أبي يقول : " لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحبُّ إليَّ من أن آتي بيت المقدس مرتين ، ولو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل " . قال الحافظ في الفتح : " إسناده صحيح " [38].
    وهو محمول على إرادة سعد – رضي الله عنه – الترغيب في زيارته ، لا على جواز شد الرحال إليه ؛ فقد قال – صلى الله عليه وسلم - : " لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ، والمسجد الحرام ، ومسجد الأقصى " [39] . " فيستحب السفر إلى مسجده " [40] .
    • ومما نسي في المدينة من السنن المكانية : الصلاة في الروضة الشريفة ، وهي من رياض الجنة التي ينبغي التنعم فيها والاعتناء بها ؛ إذ هي من أماكن نزول الرحمة وحصول السعادة وأسبابها [41] . وقد بين ذلك – صلى الله عليه وسلم – بقوله : " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي " [42].
    قال ابن حجر – بعد أن ذكر الأقوال في المراد بمعنى الروضى : " والخبر مسوق لمزيد شرف تلك البقعة على غيرها " [43] .

    ولكن المحروم من حُرم الخير وصدف عن طريقه :



    يا راحلين إلى البيت العتـيق لقد
    سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحاً
    إنا أقـمـنـا عـلـى عذر وعن قدر
    ومن أقـــام عـلـى عذر فقد راحا





    ويلحق بزيارة المدينة النبوية زيارة قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – والسلام عليه وعلى صاحبيه ، رضي الله عنهما . وهل يُسلِّم على النبي – صلى الله عليه وسلم – كلما دخل المسجد [44] ممن كان من أهل الآفاق ؟ مسألة فيها خلاف [45] ؛ لكن شرف الزيارة والسلام والصلاة مما أجمع عليها المسلمون ، وأن يزور قبور البقيع من الصحابة ، وقبور الشهداء ، وقبر حمزة – رضي الله عنهم - ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يزورهم ويدعو لهم ، ولعموم الأحاديث في زيارة القبور [46] ؛ وأن يدعو لهم ، وأن يستشعر فضائلهم ، ومناقبهم ، وجهادهم ، وأن يلين قلبه يتذكر الآخرة لعل الله أن ينصر به دينه كما نصره بهم ، وأن يجمعه بهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، والله المستعان [47] .
    والسنن المكانية لا تختص بالمدينة فقط ، بل في غيرها ، مثل مكة كالصلاة داخل " الحِجْر" لأنه من الكعبة ، أو خلف المقام ، أو ما يتعلق بالبقعة في غيرهما من الأرض مما هو مشروعٌ التعبد فيه مكاناً .



    7- عدم معرفة خصائص النبي – صلى الله عليه وسلم – ومعجزاته :


    ومن الجفاء مع النبي – صلى الله عليه وسلم – علمياً وتربوياً عدم معرفة الخصائص والمعجزات التي خص الله بها نبيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – ، وهذا مما ينبغي أن يتفطن له المتعلمون قبل غيرهم ، وينبغي مراعاة الفروق والخصائص والشمائل والمعجزات والكرامات ، وأن الكرامات هي ما يبارك الله في أصله مثل تكثير الطعام والاستسقاء ، أو ما يُحدثه الله – عز وجل – من الخوارق التي يعجز عنها الإنس والجن ؛ فيهيئها الله لعباده من غير قاعدة سابقة [48] ، ولا تكون الكرامات إلا لمن استقام ظاهراً وباطناً على الطريق المستقيم ، وقد تجري لغيرهم لكن ليس على الدوام . أما المعجزات فلا تكون إلا للأنبياء للاستدلال بها والتحدي ، وهي على الدوام على بابها في التعجيز ، وليست من جنس الخوارق [49] . وأما الخصائص فهي الأحكام التي خص الله بها نبيه – صلى الله عليه وسلم – مثل الجمع بين أكثر من أربع زوجات ، والقتال في الحرم المكي . والشمائل هي : الأخلاق الكريمة التي كانت محور حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – كالعفو والصفح والرحمة ولين الجانب .



    8- الابتداع في الدين :


    ويزدادُ الجفاءُ سوءاً حين يبتعد المرء عن الجادة والشرع إلى سلوك الابتداع في الدين ومشابهة حالة المخلِّطين من تعظيم مشايخ الطرق ورفعهم فوق منزلة الأنبياء بما معهم من الأحوال الشيطانية والخوارق الوهمية ، أو الغلو في الأولياء الذين يُظَن أنهم كذلك ، وإطراؤهم في حياتهم وتقديسهم بعد مماتهم ، ودعاؤهم من دون الله ، والنذر لهم وذبح القرابين باسْمِهم ، والطواف حول قبورهم أو النباء عليها ، وهذا هو الشرك الذي بُعِثَ النبي – صلى الله عليه وسلم – لإزالته وهدمه وإقامة صرح التوحيد مكانه في الأرض وفي القلوب ، فأقام الله دينه ، ونصر عبده ، وأعز جنده المؤمنين ، وأقرَّ الله أعينهم بإزالة علائم الشرك وأوثان الجاهلية حين كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يطعنها ويحطمها بيده وهو يقول : " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً " [ الإسراء : 81 ] ، " جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد " [ سبأ : 49 ] [50] .
    وقد قال الله – تعالى - : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " [ الأنعام : 162 ، 163 ] .
    و لا يخفى على عاقل مهتد عقله بنور الشريعة أن الطواف حول القبور والأضرحة ، والعكوف عندها وسؤال الموتى قضاء الحاجات ، وشفاء المرضى ، أو سؤال الله بهم ، أو بجاههم مما أُحدِثَ في الدين ، وأن الطواف الشرعي لا يكون إلا حول الكعبة ، وأن النفع والضر والشفاعة لله وحده ، كما في القرآن والسنَّة والإجماع ، وقد أبلغ – صلى الله عليه وسلم – الوحي الذي نزل عليه من السماء – كما ورد في سورة الجن – مستجيباً لما أُمِرَ به : " قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ، قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ، إلا بلاغاً من الله ورسالاته . . . " [ الجن : 21- 23 ] ؛ وهو من هو – صلى الله عليه وسلم - ؛ فكيف بغيره ؟ !!! وهذا هو الفرقان الذي يتميز به أهل الإيمان عن غيرهم ، فكل من صرف تعظيماً للمخلوقين فإنما ينتقص من عِظَمِ الخالق تبارك وتعالى ، وكل تذلل للمخلوقين فهو ضعف وجهل ، وهذا باب من الذل لا يخفى .



    9- الغلو في النبي – صلى الله عليه وسلم - :


    ومن الجفاء – الذي يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويخالف هديه ودعوته ، بل يخالف الأصل الذي أرسله الله به وهو التوحيد - : الغلو في النبي – صلى الله عليه وسلم – ورفعه فوق منزلة النبوة وإشراكه في علم الغيب ، أو سؤاله من دون الله ، أو الإقسام به ، وقد خاف النبي – صلى الله عليه وسلم – وقوع ذلك فقال – في مرض موته - : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، ولكن قولوا : عبد الله ورسوله " [51] .
    ومعلوم أن النصارى تعبد مع الله عيسى و يسمونه : ( الابن ) ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً . ودعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – من دون الله عبادة له ، والعبادة لا تصرف إلا لله وحده ، وكذلك حذر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يُتخذ قبره عيداً ومزاراً ؛ حيث قال : " لا تجعلوا قبري عيداً ، وصلوا عليّ ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم " [52] .
    ويبلغ الحد في التنفير من الغلو في ذاته – صلى الله عليه وسلم – أن لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، فقال – صلى الله عليه وسلم - : " لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " [53] ، يُحذِّر ما صنعوا .
    ولما همَّت طائفة من الناس بالغلو فيه فقالوا : أنت سيدنا وابن سيدنا ، وخيرنا وابن خيرنا . قال لهم – صلى الله عليه وسلم - : " قولوا بقولكم أو بعض قولكم ، ولا يستهوينكم الشيطان " [54] .
    ومن الغلو فيه – صلى الله عليه وسلم - : الحلف والإقسام به ؛ فإنه من التعظيم الذي لا يصرف إلا لله وحده ، وقد قال – صلى الله عليه وسلم - : " من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت " [55] .
    ومجموع الأحاديث في هذا الباب ميزان عدل لا ينبغي الزيادة عليها ولا النقص منها ، وكل متجرد للحق يجد بغيته في تلك النصوص ، والله وحده هو الموفق .




    10- ترك الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم - :


    ومن الجفاء أيضاً ترك الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – لفظاً أو خطاً – إذا مرّ ذكره – وهذا قد يحدث في بعض مجالسنا ؛ فلا تسمع مصلياً عليه – صلى الله عليه وسلم – فضلاً عن أن تسمع مذكِّراً بالصلاة والسلام عليه ، وهذا على حد سواء في المجتمعات والأفراد . وأي بخل أقسى من هذا البخل ؟ وبهذا الجفاء يقع الإنسان في أمورٍ لا تنفعه في آخرته ولا في دنياه ، ومنها :
    1- دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله : " رَغِمَ أنفُ رجل ذُكِرْتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ " [56] .
    2- إدراك صفة البُخل التي أطلقها النبي – صلى الله عليه وسلم - ، حين قال : " البخيل : من ذُكِرت عنده فلم يصلِّ عليَّ " [57] .
    3- فوات الصلاة المضاعفة من الله عليه : إذا لم يصلِّ على النبي – صلى الله عليه وسلم – وآله وسلم ؛ فقد قال – صلى الله عليه وسلم - : " من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً " [58] .
    4- ومنها فوات الصلاة من الله والملائكة لتركه الذكر النبوي ، قال – تعالى - : " هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور " [ الأحزاب : 43 ] .
    ( فهذه الصلاة منه – تبارك وتعالى – ومن الملائكة ، إنما هي سبب الإخراج لهم من الظلمات إلى النور ، وإذا حصلت لهم الصلاة من الله – تبارك وتعالى – وملائكته أُخرجوا من الظلمات إلى النور ، فأي خير لم يحصل لهم ؟!!! وأي شر لم يندفع عنهم ؟! فيا حسرة الغافلين عن ربهم ! ماذا حُرموا من خيره وفضله ؟ وبالله التوفيق ) [59] . كما أن في تركها وحشة القلب وفزعه لبعده عن الذكر ؛ إذ كلما أكثر المرء من الذكر ازدادت الطمأنينة في قلبه ، كما قال – تعالى - : " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " [ الرعد : 28 ] .
    5- فوات أثر الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – على من لم يصلِّ عليه ، كتفريج الهموم ، وغفران الذنوب .
    وفي حكم الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – عند ذكره خلاف ليس هذا مكان بسطه [60]، لكن من كان أحب إليك من نفسك و أهلك ومالك فكيف أنت عند ذكره ؟ أو كيف أنت في الثناء عليه ؟ والدعاء له ؟





    خيالك في ذهني وذكرك في فمي
    ومثواك في قلبي ؛ فأين تغيب ؟





    ورحم الله الشافعي ؛ إذ يقول : " يُكرَه للرجل أن يقول : قال رسول الله ، ولكن يقول : رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ؛ تعظيماً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – "[61] .



    11- عدم معرفة قدر الصحابة :


    ومن الجفاء ما يتقمصه الكثيرون على اختلاف النيات ، وتنوع في صور الجفاء يجمعها عدم معرفة قدر الصحابة ومنازلهم وفضائلهم وهم الجيل الأغر ، حظ النبي – صلى الله عليه وسلم – من الأجيال ، وهو حظهم من الأنبياء ، لهم شرف الصحبة كما لهم نور الرؤية ، ولذا تزخر كتب السنة المطهرة بأحاديث الفضائل والتعديل للأفراد وللعموم ، للمهاجرين والأنصار ، وما حظنا منها إلا الفخر بذلك الجيل الأشم ، وفي آيات التنزيل الثناء والتفضيل ، ومنها قوله – تعالى - : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين ابتعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " [ التوبة : 100 ] ، " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة " [ التوبة : 117 ] ، " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً " [ الفتح : 10 ] ، وفي آية أخرى يقول – تعالى - : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً " [ الأحزاب : 23 ] .
    وكيف بمن ترك ماله وولده بل خاطر بنفسه ليهاجر الهجرتين إلى الحبشة أو يهاجر إلى المدينة مخلِّفاً حياة العز الظاهر في مكة ؟ أَيُشَكُّ بعدُ في إيمانه وصدقه وإخلاصه ؟
    وقد ألمح الله – تعالى – إلى من خالف جماعة المسلمين وشذ عنهم وترك ما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم – أو أشار به أو ألمح إليه أو ما أقامه – صلى الله عليه وسلم – مقامه فقال – تعالى - : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً " [ النساء : 115 ] .
    وأما ما وقع بينهم من الخلاف فهم بشر ليسوا بمعصومين ، ومَن نحن حتى ننصب أنفسنا حكاماً و معدِّلين لهم ؛ فلتسلم ألسنتنا كما تسلم قلوبنا ، وهذا هو المذهب الأسلم والأحكم ، ثم إن " القدْر الذي ينكر فعلهم قليل نزرٌ مغمورٌ في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل ، علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله " [62] .
    كما ينبغي أن يعلم جمهور الصحابة ، وجمهور أفاضلهم لم يدخلوا في فتنة ، وقد ثبت بإسناد قال عنه ابن تيمية : " إنه من أصح إسناد على وجه الأرض " ، عن محمد بن سيرين قال : " هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشرة آلاف ، فما حضرها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين " [63] . ولعل حسنة من أحدهم تعدل آلاف الحسنات من غيرهم ، كما في النص الآتي قريباً ، ولعل العاقل البصير المتجرد للحق – وللحق وحده – أن يدرك أن الله – عز وجل – لا يختار لصحبة نبيه وملازمته من كان مفسداً للدين مُبغضاً للنبي – صلى الله عليه وسلم - .
    وقد سُئل النصارى فقيل لهم : مَنْ أفضلُ أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب عيسى . وسئلت طائفة ممن تنتسب للمسلمين : مَنْ شرُّ أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم - !!! وطائفتان إحداهما لمزت مريم – عليها السلام – بالزنا ، والأخرى لمزت عائشة – رضي الله عنها وأرضاها – بالزنا ؛ فتأمل رحمك الله كيف يجتمع الهوى والضلال في تلك الطائفتين !!! وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " لا تسبوا أصحابي ؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه " [64] .
    ولك أن تنظر في الذب عن الصحابة حينما دخل عائذ بن عمرو على عبيد الله بن زياد – كما روى مسلم – فقال : " إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " إن شر الرعاء الحُطَمة ؛ فإياك أن تكون منهم " ، فقال : اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم - . قال : وهل كان لهم أو فيهم نخالة ، إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم " [65] . وصدق – رضي الله عنه وأرضاه :





    أجد الملامة في هواك لذيذةً
    حباً لذكرك فليلمني اللوَّمُ



    12- الحساسية المفرطة حيال كل ما يتصل بتعظيم النبي – صلى الله عليه وسلم - :


    ويأتي في النهاية ما قد يكون السبب في التزام الجفاء والتقنع به وهو الحساسية المفرطة من بعض المنتسبين إلى السنَّة والجماعة حيال كل ما يتصل بتعظيم النبي – صلى الله عليه وسلم – وتقديره وتعظيم أهل بيته الصالحين ، سواء عند ذكره أو ذكرهم أو القصد إلى ذكره أو ذكرهم ، خشية التشبه ببعض الطوائف ، وهذا قصد في غير محله ، وهذا التعظيم للنبي – صلى الله عليه وسلم – لا يُقصد به الخروج عن التعظيم الشرعي الوارد في الكتاب والسنَّة ، ولا الاحتفال بالموالد ، ولا التواجد عند السماع ، أو التلذذ بالمدائح وحدها ، وضابط ذلك التعظيم ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه ، ومعرفة المحب الصادق من غيره في الاتباع ، ومن إذا ذكرت له هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – امتثله ، وانتهى عما أحدثه في الدين ، ومن إذا ذكرت له السُّنَّة تركها واتبع هواه .
    وقد يحتاج هذا الكلام – أعني الحساسية المفرطة – إلى توضيح بالمثال ؛ فما زلت أذكر أحد أهل العلم ممن له حضور في الساحة الدعوية ، وكان كثير الصلاة والسلام على النبي – صلى الله عليه وسلم – في دروسه ومحاضراته وأشعاره ، فكان يُنتقد من بعض المتعلمين بسبب ذلك ؟! وأين هم من حديث أُبَيُّ بن كعب – رضي الله عنه - : " أجعل لك صلاتي كلها "[66] ، وقد يقول بعضهم : إن الجافي ترى عنده رقة في الدين وضعفاً في اليقين ، بخلاف المحب الصادق ؛ فإن عنده رقة للدين وقوة في اليقين . وماذا يضير الإنسان إذا كان مقتدياً بالسنة المطهرة أن يُصَنَّف أي تصنيف ؟ أيُلام المحب على محبة النبي – صلى الله عليه وسلم - ؟!!! أي شرف هذا الشرف ؟ وأي عز هذا العز ؟
    ولئن نطقتُ بحبهم فلي في الصالحين قبلي سلف وقدوة :





    لا بد للعاشق مـن وقفة
    ما بين سلوان وبين غرام
    وعندهـا يـنـقـل أقدامه
    إما إلـى خـلـف و إمـا أمام



    وليمتثل القارئ الكريم بهذا العنوان الجميل لحياة المحب الصادق :

    ومـن عـجـب أنـي أحــن إليهم
    وأسـأل شـــوقـاً عـنـهـم وهمُ معي
    وتطلبهم عيني وهم في سوادها
    ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعي

    والزم – رعاك الله – الحقَّ ، وإن كنت وحدك ؛ فلا بد من أُنْسٍ وإن طال الطريق وكثر قُطّاعه ، والله وحده هو الهادي .











    الأسباب الجالبة لمحبة النبي – صلى الله عليه وسلم - :


    1- محبة الله – تعالى – والأنس بذكره وحمده وشكره على النعم الظاهرة والباطنة والله – تعالى – له الثناء والحمد الأتمان الأكملان ، وقد يعترف المرء بالعجز عن الشكر ، وكما قيل : العجز عن الشكر شكرٌ ، وهذا في غاية العبادة والذل مع المنعم – سبحانه - ، والله – تعالى – قال في كتابه : " فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون " [ البقرة : 152 ] . وقد هدانا الله – عز وجل – وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس ، وهدانا لما اختلف فيه أهل الكتاب ، وهدانا لهذا الرسول الأكرم – صلى الله عليه وسلم - ، وهو النعمة العظمى والفخر الأسمى : " وما بكم من نعمة فمن الله " [ النحل : 53 ] . وقد جمع الله هذه النعم فقال : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً ، وسبحوه بكرة وأصيلاً ، هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً ، تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجراً كريماً ، يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً " [ الأحزاب : 41 – 47 ] ، والذكر هو أفضل الأسباب الجالبة لمحبة النبي – صلى الله عليه وسلم - .
    كما ينبغي للعبد كثرة سؤال الله – تعالى – الصدق في المحبة ، والدوام والثبات على المتابعة للرسول – صلى الله عليه وسلم - :





    أحسن باطراف النهار صـبابـة
    وفي الليل يدعوني الهوى فأجيب
    وأيـامـنـا تـفـنـى وشـوقي زائد
    كـان زمـــان الـشـوق ليس يغيب





    وعلى الإنسان أن يأنس بخلوته ليتفرغ فيها للعبادة ففيها لذة السعادة التي لا تدرك إلا بالخلوات ، ولذا قال الإمام أحمد – رحمه الله - : " رأيت الخلوة أروح لقلبي " [67] ، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " إن في الدنيا جنة لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة " ، وقال في موضع آخر : " ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي في صدري ، أنى رحت فهي معي ، أنا سجني خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة "[68] . قال ابن القيم : حدثني بعض أقارب شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – قال : كان في بداية أمره يخرج أحياناً إلى الصحراء ، يخلو عن الناس ، لقوة ما يرد عليه ، فتبعتُه يوماً فلمَّا أصحر تنفس الصعداء ، ثم جعل يتمثل بقول الشاعر :





    وأَخرُجُ من بين البيوت لعلَّني
    أُحدِّث عنكَ النفسَ بالسر ِّ خالياً [69]





    كما أن علامة محبة الله : ألا تفتقر إلى غيره ، ولا تسأل أحداً سواه ، كما يقول ذو النون المصري : " قل لمن أظهر حب الله : احذر أن تذل لغير الله ، ومن علامة الحب لله ألا يكون له حاجة إلى غير الله " [70] ، وقد أثنى الله على عباد له فقال : " والذين آمنوا أشد حباً لله " [ البقرة : 165 ] .






    نهاري نهارُ الناس حتى إذا بدا
    لي الليلُ هَزّتني إليك المضاجعُ
    أقضي نهاري بالحديث وبالمنى
    ويجمعنـي والشوق بالليل جامعُ





    ومن دلائلها : قراءة كلام الله – تعالى – وتأمله وتدبره ، والخشوع عند آياته ، والوقوف عند حدوده ، وإقامة حروفه ، والفراغ إلى النوافل بعد إقامة الفرائض كما قال – تعالى – في الحديث القدسي : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ؛ يكره الموت وأكره مساءته " [71] .
    وحب الله ليس كلمات تقال ، ولا قصصاً تروى ، وكذا محبة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، كما أنه " لا يكون دعوة باللسان ، ولا هياماً بالوجدان ، وكفى ، بل لابد أن يصاحب ذلك : الاتباع لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، والسير على هداه ، وتحقيق منهجه في الحياة ؛ فالمحبة ليست ترانيم " تغنى ، ولا قصائد تنشد " ، ولا كلمات تقال ، ولكنها طاعة لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - ، وعمل بمنهج الله الذي يحمله الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، وأول ما يطالب به المؤمن أن يكون ولاؤه لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - ، ومحبته لرسوله – صلى الله عليه وسلم - ؛ بحيث تتجلى هذه المحبة في سلوكه وانطلاقاته ، والآيات كثيرة تشير إلى هذه المفاهيم ، قال – تعالى - : " قل إن كنتم تُحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ، قل أطيعوا الله والرسول فإن الله لا يحب الكافرين " [ آل عمران : 31،32 ] [72] .



    2- تقديم محبة النبي – صلى الله عليه وسلم –

    وأقواله وأوامره على من سواه ، وتعظيم ذلك بدءاً من المحبة القلبية وتمنّي رؤيته وصحبته ، وانتهاءً بالعمل بشريعته ظاهراً وباطناً ، عن محبة وشوق ، كما قال – صلى الله عليه وسلم - : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده ، والناس أجمعين " [73] . ويتجلى هذا الحب إذا تعارض مع أحد هذه المحبوبات ما أحبه الله ورسوله ورضيه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - .
    وكذا أخرج البخاري عن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " لا والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك " ، فقال له عمر : فإنه الآن والله ! لأنت أحب إلي من نفسي . فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " الآن يا عمر " [74] .
    ويبلغ التشريف لمن قصد المحبة مبلغه في قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " مِنْ أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي ، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله " [75] .

    ومما يجلب حنان القلب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وتعظيمه تذكُّر ما يأتي :

    أ- تذكُّر أحوال الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حرصه على أمته ، ورأفته ورحمته بهم ، وما لاقاه الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الأذى والكيد من المشركين في مكة والطائف ، ومن اليهود والمنافقين في المدينة . وسأذكر طائفة من المواقف والنصوص ، لعل فيها رقة تنبئ عن عظيم وعظمة في الظاهر والباطن .
    - قال – تعالى - : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم " [ التوبة : 128 ] ، وقوله – تعالى - : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " [ الأنبياء : 107 ] .
    - عن عائشة – رضي الله عنها – زوج النبي – صلى الله عليه وسلم - : أنها قالت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله ، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال : " لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا بـ ( قرن الثعالب ) فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال : إن الله – عز وجل – قد سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك ، وقد بعث إليك مَلَك الجبال لتأمره بما شئت فيهم . قال : فناداني مَلَك الجبال ، وسلَّم عليَّ ، ثم قال : يا محمد ، إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا مَلَك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك ، فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً " [76] .
    - قال ربيعة بن عباد الدؤلي – وهو شاهد عيان - : رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله – عز وجل ، ووراءه رجل أحول تقد وجنتاه وهو يقول : أيها الناس ، لا يغرنكم هذا من دينكم ودين آبائكم . قلت : من هو ؟ قالوا : أبو لهب !!! [77] .
    - وعن سلمان – رضي الله عنه – قال : قيل له : قد علَّمكم نبيكم – صلى الله عليه وسلم – كل شيء حتى الخراءة ، قال : أجل ! نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول ، وأن نستنجي باليمين ، وأن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار ، أو أن نستنجي برجيع أو عظم [78] .
    - قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم بدر عن الأسرى والقتلى : " لو كان المطعم بن عدي حياً ثم سألني في هؤلاء النتنى لوهبتهم له " [79] ، لأنه كان أجار النبي – صلى الله عليه وسلم – لما رجع من الطائف ، وهو الذي أمر بتمزيق الصحيفة التي حاصرت بني هاشم [80] .
    - وقد ألبس النبي – صلى الله عليه وسلم – ثوبه عبد الله بن أُبيّ بن سلول ، وكفَّنه في حين مات ؛ لأنه قد كسى العباس بن عبد المطلب يوم بدر وهو أسير عريان ؛ فجازاه النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك مع أن ابن أُبيّ كان وكان . [81] .
    - يقال عنه ( ساحر ، شاعر ، مجنون ، صابئ ، يضرب على عقبه ، يخنق بسلا الجزور ، تكسر رباعيته ، يدمى وجهه ، يتهم في بيته ، يتهم في عدله وقسمه . . . ومع ذلك يقول : " يرحم الله أخي موسى ، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر " [82] .
    - عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب :





    وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه
    ثمال اليتامى عصمة للأرامل [83]





    ب- تذكُّر الأجر والأثر العاجل في الدنيا والآخرة الواردة في محبة النبي – صلى الله عليه وسلم – والصلاة عليه ، ومن ذلك :
    - وجود الحياة الطيبة بلذة الإيمان وغاية السعادة ، ففي حديث أنس – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار " [84] .
    - أن تمام الإيمان لا يكون إلا بمحبة النبي – صلى الله عليه وسلم – وتعظيمه وتوقيره ، كما في الحديث : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " [85] .
    وأما أصل المحبة الذي يعني الطاعة والانقياد والتسليم فلا شك في فرضيته : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسلمياً " [ النساء : 65 ] . ولذا فلا يسع أحداً الخروج عن طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – والعدول عما أمر به ، بل يجب الامتثال للأمر والنهي وتقديمهما على حظوظ النفس ودوافع الهوى [86] .
    - أن في محبته – صلى الله عليه وسلم – والصلاة عليه – وهي من ذكر الله – تفريجاً للهموم ، وصلاحاً للبال ، وغفراناً للذنوب ، وتكفيراً للسيئات ، قال الله – تعالى - : " والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفَّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " [ محمد : 2 ] .
    وعن أُبيِّ بن كعب – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال : " يا أيها الناس ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه " ، قال أُبيُّ : فقلت : يا رسول الله ، إني أكثر من الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : " ما شئت " ، قلت : الربع ؟ قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك " ، قلت : فالنصف ؟ قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير " ، قلت : فالثلثين ؟ ، قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير " ، قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : " إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك " [87] .
    أن من أحبه كان أولى الناس به ، كما قال – صلى الله عليه وسلم – لمن أحبه وأعدَّ الحب ليوم القيامة : " أنت مع من أحببت " [88] .





    إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا
    كفى بالمطايا طِيب ذكراك حادياً





    جـ - تذكُّر سماحة الإسلام به وبشريعته ، كما قال – تعالى - : " يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم " [ الأعراف : 157 ] .
    وكما قال – تعالى - : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " [ الأنبياء : 107 ] .
    وقوله – صلى الله عليه وسلم - : " إنما أنا رحمة مهداة " [89] ، وقوله – صلى الله عليه وسلم – لأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل – رضي الله عنهما – حينما بعثهما لليمن : " يسِّرا ولا تعسِّرا ، وبشِّرا ولا تنفِّرا ، وتطاوعا ولا تختلفا " [90] .

    د- محبة ما أحبه – صلى الله عليه وسلم – وبُغض ما أبغضه – صلى الله عليه وسلم – في المعاملات والآداب ، بل لا يستقيم حب صحيح إلا بتتبع ما أحبه المحبوب والبعد عما أبغضه ، كما قال القائل :





    أريد وصاله ويريد هَجْري
    فأترك ما أريد لما يريد



    وقول الآخر :


    ولو قلت لي : متْ متُّ سمعاً وطاعة
    وقلت لداعي الموت أهلاً ومرحباً



    وقد روي بهذا المعنى حديث : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " [91] .
    وفي محكم التنزيل – وهو أقوى دليل - : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " [ الأحزاب : 36 ] .



    إن هواك الذي بقلبي
    صيرَّني سامعاً مطيعاً
    أخذتَ قلبي وغمضَ عيني
    سلبْتَني النومَ والهجوعا
    فذر فؤادي وخُذْ رُقادي
    فقال : لا بل هما جميعاً





    ولهذا يروى عن ذي النون المصري أنهم تكلموا في مسألة المحبة عنده ، فقال : اسكتوا لئلا تسمعها النفوس فتدعيها [92] .





    رضوا بالأماني وابتُلوا بحـظـوظـهـم
    وخاضوا بحار الحب دعـوى وما ابتلّثوا
    فهم في السرى لم يبرحوا من مكانهم
    ومـا ظـعـنـوا فـي الـسـير عنه وقد كلُّوا



    ومنه ينبغي للمرء الحرص على تصحيح الأعمال والنيات لله تعالى ؛ حتى يستكمل حقيقة الإيمان ، وفي هذا المعنى أشار النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله : " من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان " [93] .



    ألا يا محبَّ المصطفى زد صبابةً
    وضمِّخ لسان الذكر منك بطيبهِ
    ولا تـعـبـأن بالمبـطـلـيـن فـإنـمـا
    عـــلامـةُ حـبِّ الله حـبُّ حبيبهِ





    3- تولي الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين - ، وذكر محاسنهم وفضائلهم والكف عما شجر بينهم ، وإنما نحب نحن من أحب الله ورسوله ، كما أن حبهم وموالاتهم تقرب إلى حب الله وحب رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، وتجلب الحب لهما ، كما أننا نُحِبُ بحُبِ النبي – صلى الله عليه وسلم - ، ونبغض ببغضه ، وهذا من الآثار اللازمة لمن كان محباً للنبي – صلى الله عليه وسلم - ؛ ولذا لما سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – صوتاً لقريب ممن يحبه اهتز لذلك سروراً ، فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فعرف استئذان خديجة ، فارتاع لذلك ، فقال : " اللهم هالة بنت خويلد " فغرتُ . . . الحديث [94] .
    وكان إذا ذبح شاة قال : " أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة " [95] قال ابن حجر : " وفي الحديث : أن من أحب شيئاً أحبّ محبوباته ، وما يشبهه ، وما يتعلق به "[96] .





    تمر الصبا صفحاً بسكان ذي الغضا
    ويـصـدَعُ قـلبي أن يهبَّ هبوبُها
    قـريـبـةُ عـهـــدٍ بـالـحـبـيـب وإنـمـا
    هوى كل نفسٍ حيثُ حلَّ حبيبها



    ولست في مقام النائب عن العقل حتى نستدرك هذا الحب ، وإنما هو واقع ما أجمله :



    أحب بني العوام طراً لحبها
    ومن أجلها أحببت أخوالها كلباً



    وينبغي على العاقل أن يتأمل حقيقة الحب وأثره ومعناه :



    فـيـا سـاكـنـي أكـنـاف طيبة كلكم
    إلى القلب من أجلِ الحبيبِ حبيبُ



    وقد خشي – صلى الله عليه وسلم – ممن يلمز أصحابه أو يلومهم ، فقال – صلى الله عليه وسلم - : " لا تسبُّوا أحداً من أصحابي ؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه " [97] . هذا في عموم الصحابة ، وأما في الأنصار ، فعن أنس – رضي الله عنه – قال : مرَّ أبو بكر والعباس – رضي الله عنهما – بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون ، فقال : ما يبكيكم ؟ قالوا : ذكرنا مجلس النبي – صلى الله عليه وسلم – منا ، فدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبره بذلك ، قال : فخرج النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد عصب على رأسه حاشية بُرد ، قال : فصعد المنبر – ولم يصعده بعد ذلك اليوم – فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أوصيكم بالأنصار ؛ فإنهم كرشي وعيبتي [98] ، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم ، فاقبلوا من محسنهم ، وتجاوزوا عن مسيئهم " [99].
    وفي رواية عند البخاري : " وإن الناس سيكثرون ويقلون " [ 100] . قال ابن حجر في الفتح : " أي أن الأنصار يقلون : وفيه إشارة إلى دخول قبائل العرب والعجم في الإسلام وهم أضعاف أضعاف قبيلة الأنصار ، فمهما فرض في الأنصار من الكثرة كالتناسل ، فرض في كل طائفة أولئك ، فهم أبداً بالنسبة إلى غيرهم قليل ، ويحتمل أن يكون – صلى الله عليه وسلم – اطلع على أنهم يقلِّون مطلقاً ، فأخبر بذلك ، فكان كما أخبر لأن الموجودين الآن من ذرية علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ممن يتحقق نسبه إليه أضعاف من يوجد من قبيلتي الأوس والخزرج ، ممن يتحقق نسبه ، وقس على ذلك ، ولا التفات إلى كثرة من يدعي أنه منهم بغير برهان " [101] .
    بل تبلغ الدعوة إلى حب الأنصار أن جعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حبهم آية على الإيمان ، وبغضهم آية على النفاق ، فقال فيهم : " لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يُبغضهم إلا منافق ، من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله " [102] .
    وفي المهاجرين يقول – تعالى – في أصدق وصف وأدق تعبير : " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون " [ الحشر : 8 ] .
    ويجمعهم النص القرآني في موضع آخر : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " [ التوبة : 100 ] .




    ومما يدعو إلى توليهم ويزيد في محبتهم تذكّثر ما يلي :
    - محبة النبي – صلى الله عليه وسلم – لهم وثناؤه عليهم إِنْ في المجموع وإِنْ في الأفراد .
    - شرفهم بشرف رؤيتهم ومصاحبتهم لأشرف وأفضل الخلق ، اختارهم الله لصحبة نبيه – صلى الله عليه وسلم – وأثنى عليهم في القرآن ، فهم أفضل الناس ، وهم خير القرون بنص الحبيب – صلى الله عليه وسلم – [103] .
    - سابقتهم في الإسلام ، وتحملهم الأذى ، وصبرهم حتى فرج الله لهم .
    - ما قدموا لله وللدين وللنبي – صلى الله عليه وسلم – من النفس والمال والولد ، وشدهم من عز الرسول – صلى الله عليه وسلم – وتثبيته .
    - نصر بعضهم لبعض وكونهم كالجسد الواحد " أشداء على الكفار رحماء بينهم " [ الفتح : 29 ] .
    - حرصهم على نشر الدين وتبليغ سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – وتعليم الناس القرآن ، وانتشارهم لأجل ذلك في الآفاق .
    - كما أنهم أعلم الخلق بدين الله بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – وما أجمعوا عليه لا يسع أحداً خلافه .





    أين الـذيـن بـنـار حـبِّك أرسلوا
    الأنوار بين مـحـافـل العـشـاقِ
    سكبوا الليالي في أنين دموعهم
    وتـوضـئـوا بـمـدامع الأشـواقِ

    * * *

    كيف انطوت أيامُهم وهـم الأُلى
    نشروا الهدى وعَلوا مكان الفَـرقدِ
    هجروا الديار فأين أزمع ركبهم
    من يهـتـدي للـقـوم أو مَن يقتــدي
    يـــا قلب حسبك لن تلمَّ بطيفهم
    إلا على مـصـبـاح وجـه مـحـمــدِ

    * * *

    قومٌ إذا هيجوا كانوا ضراغمة
    وإن هم قسموا أرضوك بالقـسـم
    كأنما الشرع جزءٌ من نفوسهم
    فإن هم وعدوا استغنوا عن القسم

    * * *





    4- إجلال أهل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – وآله إجلالاً يليق بهم ، وإكرام الصالحين منهم وموالاتهم ، ومعرفة أقدارهم ، وهذا مطلب شرعي قبل أن يكون مقرباً لحب النبي – صلى الله عليه وسلم - ، كما قال – تعالى - : " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى " [ الشورى : 23 ] [104] . وروى مسلم في صحيحه قوله – صلى الله عليه وسلم : " أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " ، فحث على كتاب الله ورغَّب فيه ثم قال : " وأهل بيتي ، أذكركم الله أهل بيتي ، أذكركم الله أهل بيتي ، أذكركم الله أهل بيتي " [105] .
    وروى البخاري عن ابن عمر عن أبي بكر – رضي الله عنهم – قال : " ارقبوا محمداً – صلى الله عليه وسلم – في أهل بيته " [106].

    كما ينبغي مراعاة ما يلي :
    - بقاء شرف النسب لهم وتميزهم عن غيرهم لأجل ذلك .
    - أنهم كغيرهم فيهم الصالح و فيهم غير ذلك ، وأنهم داخلون في قوله – صلى الله عليه وسلم - : " ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه " [107] .
    - الدعاء لهم في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : وآله .
    - تولي الصالحين منهم ومجالستهم والأخذ عنهم والبرِّ بهم وتطييب خواطرهم ؛ فإنهم من آثار النبي – صلى الله عليه وسلم - ، ومحاولة القرب منهم ، ومصاهرتهم تزوجاً أو تزويجاً .
    - مناصرتهم والبذل لهم ، والذبُّ عنهم ، وذكر مناقبهم ومحاسنهم ، وهم من حُرموا الصدقة .
    - تأكيد مناصحة غير الصالح منهم والشفقة عليه والرحمة به ، ودعوته إلى نهج آل البيت الطيبين الطاهرين و استقامتهم على الشريعة المحمدية ، وسلامة صدورهم وألسنتهم على الصحابة ومن بعدهم .
    وقد كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشد تعظيماً ومحبة لآل البيت لاستشعارهم مكانة أولئك من النبي – صلى الله عليه وسلم – وامتثالاً لوصايا النبي – صلى الله عليه وسلم - . وقد أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – العباس بن عبد المطلب – رضي الله عنه – عام الرمادة أن يستسقي بالناس فسقوا . وكان عمر – رضي الله عنه – يقول : " اللهم إنَّا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ن وإنا نتوسل إليك بعمّ نبينا فأسقنا ، قال : فيُسقون [108] .
    قال ابن حجر : ويستفاد من قصة العباس : استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة[109] ، ومنه فضل العباس وفضل عمر بتواضعه للعباس ومعرفته بحقه [110] .
    ولما دخل عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهم – في حاجة له على عمر بن عبد العزيز قال له عمر : إذا كانت لك حاجةٌ فأرسل إليَّ أو اكتب فإني استحيي من الله أن يراك على بابي [111].
    وعن الشعبي : صلى زيد بن ثابت على جنازة أمه ، ثم قُرِّبت له بغلته ليركبها ، فجاء ابن عباس فأخذ بركابها ، فقال زيد : خلِّ عنه يا ابن عم رسول الله ، فقال : هكذا نفعل بالعلماء فقبل زيدٌ يدَ ابن عباس ؛ وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا – صلى الله عليه وسلم – [112] .
    وإليك أسوق هذه القصة ، عن أحمد بن حنبل – رحمه الله - ، حين ضُرب في محنته وقُيِّد ، وبعد أن أقام الحجة على أحمد بن أبي دؤاد أمام الواثق .
    " قال الواثق : اقطعوا يد الشيخ ، فلما قُطع ، ضَرَبَ بيده إلى القيد ليأخذه ، فجاذبه الحداد عليه ، فقال الواثق : لم أخذته ؟ قال : لأني نويت أن أُوصي أن يجعل في كنفي حتى أخاصم به هذا الظالم غداً ، وبكى ، فبكى الواثق ، وبكينا ، ثم سأله الواثق أن يجعله في حِل ، فقال : لقد جعلتك في حِل وسعة من أول يومٍ ، إكراماً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، لكونك من أهله !!! " [113] .



    وهذا دعبل الخزاعي يمدح آل البيت فيقول :



    مـدارسُ آيـات خـلـت مـن تـلاوة
    ومـنـزل وحـي مـقـفر العَرصاتِ
    وقـد كان منهم بالحجاز وأهـلـهـا
    مغاوير نحّـارون في الـسـنــواتِ
    إذا فخروا يــومـاً أتـوا بـمـحـمـدٍ
    وجـبـريـل والقرآن ذي السوراتِ
    مـلامـك فـي أهـل الـنـبـيّ فـإنهم
    أحـبـايَ مـا عـاشـوا وأهــل ثقاتِ
    أحب قصي الرحم من أجل حبكم
    وأهـجـر فـيـكـم أسـرتـي وبـناتي
    تـخـيَّـرتــهـم رشـــداً لأمري إنهم
    على كل حــالٍ خـيـرة الخـيـراتِ
    فـيـا ربّ زدنــي في يقيني بصيرة
    وزد حـبـهـم يـاربّ في حـسناتـي [114]



    وأقول كما قال الأول :



    وتعذلني أبناءُ سعد عليهم
    وما قلت إلا بالذي علمت سعدُ





    5- تعظيم السنة والآثار والأدلة من الوحيين قولاً وعملاً وعلماً ، وهذا ابن مسعود – رضي الله عنه – يقول : " القصد في السنَّة خير من الاجتهاد في البدعة " [115] ، وقال أبو عثمان الحيري : " من أمّر السنّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة ، ومن أمّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة " [116] ، وقيل لمالك – رحمه الله - : لِمَ لَمْ تأخذ عن عمرو بن دينار ؟ فقال : أتيته ، فوجدته يأخذون عنه قياماً ، فأجللت حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن آخذه قائماً "[117] .
    وقال سهل بن عبد الله : " أصولنا ستة أشياء : التمسك بكتاب الله – تعالى - ، والاقتداء بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وأكل الحلال ، وكف الأذى ، واجتناب الآثام ، والتوبة ، وأداء الحقوق " [118] .



    وممَّا يُعينُ على تعظيم السنَّة والأَثَر ومحبتهما تذكُّر ما يلي :
    - كونها تدعو إلى العمل بها : فالعمل طوع المحبة الصادقة ، كما قال – تعالى - : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " [ آل عمران : 31 ] . ولذا قُسِّمَ المحبُّون إلى أقسام ثلاثة : منهم من يريد من المحبوب ، ومنهم من يريد المحبوب ، ومنهم من يريد مراد المحبوب ، مع إرادته للمحبوب ، وهذا أعلى أقسام المحبين [119] .



    تعصي الإله وأنت تظهر حُبّه
    هذا لعمري في القياس شنيع
    لو كان حُبُّك صادقاً لأطعـتـه
    إن المحـبَّ لمن يُحبُّ مطيعُ





    - كونها شريعة واجبة ، كما قال – صلى الله عليه وسلم - : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي عضُّوا عليها بالنواجذ " [120] .
    - كونها تشرِّف من انتسب إليها بمجموع الأحاديث الدالة على السنَّة وعلى الجماعة :





    لما انتسبت إليك صرتُ معظَّماً
    وعلوتُ قدراً دون من لم ينسبِ





    - كونها الميزان العدل الذي يتميَّزُ به المتبع من غيره ، وهي القاعدة للعقائد والأخلاق والمعاملات والشريعة ، كما أنها الشريعة الوسط كما قال – تعالى - : " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً " [ البقرة : 143 ] .
    - كونها الحق الذي يبقى إلى يوم القيامة ، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " [121] .
    - كونها الموافقة للفطرة المستقيمة والصالحة لكل زمان ومكان ، كما قال – تعالى - : " فطرة الله التي فطر الناس عليها " [ الروم : 30 ] .

    6- إجلال العاملين بالسنة وتقديرهم وتوقيرهم ، وخاصة العلماء منهم ، فهم الشامة في جبين الأمة ، وهم النور الذي يمشي بين الناس ، كما هم الأمنة والأمناء على ميراث النبوة .
    ويزداد حقهم لكونهم يُحيُون السنن ويجدِّدون ما اندرس من معالم الدين ، وكونهم أعلم الناس وأقربهم بالنبي – صلى الله عليه وسلم – قولاً وفعلاً ووصفاً ظاهراً وباطناً [122] ، كما أنهم " أحبوا أصحابه ووالُوهم وأخذوا عنهم الحديث النبوي الشريف علماً وعملاً فقهاً وسلوكاً . فهم الذين يرفعون شعار القرآن والسنة النبوية والإجماع ، فيتمسكون بجماعتهم ويلمُّون شملها ، ويحافظون على ائتلافها ، وينضوون تحت رايتها بعيدين عن رايات وشعارات الفرق الضالة من أهل الشذوذ والتَفَرُّق والأهواء والاختلاف " [123] .
    ولهذا قال سفيان بن عيينه : " لا تجد أحداً من أهل الحديث إلا وفي وجهه نضرة ؛ لدعوة النبي – صلى الله عليه وسلم – " ، وقال الشافعي – رحمه الله - : " إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث ، فكأني رأيت رجلاً من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم - ، جزاهم الله خيراً ، حفظوا فلهم علينا الفضل لأنهم حفظوا لنا " [124] .
    ولا ينبغي العدول عن أعلام الإسلام إلى رموز الضلالة في الأدب من الكتَّاب المعاصرين أو الفلاسفة أو الثوّار أو الزعماء هنا أو هناك ، بل ينبغي الذبُّ عن علماء الإسلام والالتفاف حولهم وحبهم ونصحهم ، وتكثير سوادهم والثقة بهم ، وحضور مجالسهم ؛ فعندهم الميراث الصحيح ميراث الأنبياء فتأمَّل !!! .





    العلم ميـراثُ النبي كما أتى
    في النص والعلماءُ هم وُرَّاثُهُ
    ما خلّف المختار غيرَ حديثه
    فـيـنـا فـذاك مـتـاعـه وأَثَـاثُـه



    [align=justify]7- الإكثارُ من قراءة السيرة النبوية والمطالعة فيها والاستفادة منها وتذكر أحوال الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأقواله وأعماله وجهاده وتكوينه المجتمع الإسلامي من غير أن يحد بقطر سواء أكان مكة أم المدينة أم الطائف أم الحبشة أم اليمن أم نجد أم غيرها من البلاد ، ونشره الشريعة من غير أن تخص بوقت أو جنس . بل ينبغي أكثر من ذلك – وليس بكثير – على المرء أن يجمع غيره معه عند قراءة السيرة سواءً من أهل بيته أو أصحابه أو دروسه ومحاضراته ، وينبغي تعليم القاصي والداني تلك السيرة العطرة ففيها الغناء وفيها المتعة ، وكذلك الإكثار من قراءة سيرة الصحابة – رضي الله عنهم – فإنها إنما تحكي حياتهم للدين وللرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم - ، وليحرص المرء على أن يكون له وقفات يومية في قراءة سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – وسير الصحابة – رضي الله عنهم – وبذلهم الغالي والنفيس ؛ لعل الله أن يقيم في قلبه ما قام في قلوبهم
    __________________[/frameمنقول





    رد مع اقتباس  

  5. #45  
    المشاركات
    865
    اعتذر عن التاخير


    واكتفي بهذه القصيده المعبره



    مالي أراكَ كسيرَ الطّـرفِ يـا قمـرُ؟
    وأدمعُ العيـنِ تهمـي منـكَ تنهمِـرُ؟

    ما لي أرى السحُبَ السـوداءَ تجعلهـا
    كمـن يريـدُ بهـا سِتـراً فتستَتِـرُ؟

    ما لي أراكَ حزيـنَ القلـبِ منكسـراً
    تكادُ من هولِ مـا تشكـوهُ تنشطِـرُ؟

    ما للطيورِ تجـوبُ الأفْـقَ غاضبـةً؟
    وكيف بـاتَ بـلا أوراقِـهِ الشجـرُ؟

    مـا للجـبـالِ كــأنّ اللهَ زلزلـهـا
    ترى الصخورَ بها تهـوي وتنحـدِرُ؟

    وما لشمسِ الضحى تاهـتْ أشعّتُهـا
    فليس يسعـدُ فـي أنوارِهـا الزّهَـرُ؟

    فصَـدّ عـنـي كـأنـي لا أحـادِثُـهُ
    وظلّ من هـول مـا يُخفيـهِ يعتصِـرُ

    وقال لي – وحـروفُ الحـزنِ باكيـةٌ
    الوهنُ بادٍ بهـا والضعْـفُ والخـوَرُ

    تملّـكَ الضيـمُ قلـبـي لا يفـارقُـهُ
    إنـي أكـادُ مـن الأحـزانِ أنتـحِـرُ

    وفَـلَّ صبْـريَ أمـرٌ لا عـزاءَ لــهُ
    فـلا أكـادُ لهـولِ الأمـرِ أصطـبِـرُ

    الهـمّ طـوّحَ بـي والغـمّ أرّقَـنـي
    فقلتُ:ماذا جرى؟ ما الخطبُ؟ ما الخَبَرُ؟

    دهـى العقيـدةَ أمـرٌ لــو تـدبّـرَهُ
    قلـبُ التّقـيِّ لكـادَ القلـبُ ينفطِـرُ

    فقلتُ:حسبي إلهي مـا الـذي نطَقَـتْ
    بـهِ شِفاهُـك؟ أفصِـحْ أيهـا القمَـرُ

    فقالَ:عِـرضُ الرسـولِ البَـرِّ دنّسَـهُ
    علـوجُ كفـرٍ هُـمُ الأرزاءُ والـقَـذَرُ

    هُـمُ العلـوجُ فـلا عِـزٌّ ولا كــرمٌ
    وكيـفَ يكـرُمُ مـن أسيادُهُـمْ بَقَـرُ؟

    تـرى الكِـلابَ إذا شبّهْتَـهـا بـهِـمُ
    تثورُ تصـرُخُ لا نرضـى فـذا جَـوَرُ



    "سَبُّوا الرسولَ فيا قومي أليـسَ بكـمْ
    من يُلقِـمُ الكفـرَ أحجـاراً ويبتَـدِرُ؟

    سَبُّوا الذي لو تناسَتْهُ القلـوبُ قَسَـتْ
    وحيـنَ تذكُـرُهُ تـزهـو وتـزدَهِـرُ

    لم يبقَ غيرُ علوجِ الكفرِ تنهـش مـن
    عِرضِ الرسولِ بِهِ تهـزا وتحتَقِـرُ؟!!


    إنّ الرسـولَ لنـورٌ فــازَ قابِـسُـهُ
    إنّـا بشِرْعَتِـهِ نسـمـو ونفتَـخِـرُ

    إنّ الرسولَ سماءٌ لـو لهـا جمعـوا
    كلَّ الغبارِ لمـا ضَـرُّوا ومـا كَـدِروا

    صلّـى عليـكَ إلـهُ الكـونِ خالِقُنـا
    فداكَ روحي فـداكَ السمـعُ والبَصَـرُ

    فداكَ عِرضي وعِرضُ النـاسِ كُلِّهِـمُ
    فداكَ أهلـي فـداكَ الخلـقُ والبَشَـرُ


    منقــــــول





    رد مع اقتباس  

  6. #46  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    اخوي ماجد






    رد مع اقتباس  

  7. #47 Icon18 حباك الرحمن ياملاك بطبعها 
    معجزة الرسول التى أثبتها الأمريكان, بعد أن أنفقوا 100 مليار دولار


    معجزة انشقاق القمر


    [frame="1 80"]اليك حبيبتي الغالية الصورة هدية لك مني الف شكر
    اختك ملاك
    [/frame][/QUOTE]


    [motfrk][fot1] اختي الـغاليه .ملاك بطبعها [/fot1][/motfrk]

    انها هديه رائعه اضافة لموضوعي جمالاَ سلمت الأيادي
    وشكراَخاص لك ياملاك ع منحك لنا المشاركه في حملة لنصرة النبي عليه افضل الصلاة والسلام فالكل هنا عبر عن حبه للرسول الكريم ففي كل موضوع ينزل عنه كان مبهر وكأنه كان اول مره نتعرف عليه نسال العلي القدير بأن ينصر نبيه وينصرنا ولا يحرمنا شفاعته

    تحياتي

    [fot1]ســأ!أ!أ!أحـرة الـقـلـوب[/fot1]





    رد مع اقتباس  

  8. #48  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    [frame="7 80"]الله يبيض وجهك حقك علي يالغلا والله يسعد ايامك وقلبك بطاعته وكل عام يالغلالا وانت بخير
    اختك [/frame]





    رد مع اقتباس  

  9. #49  
    لا تدعها تمر عليك مـــــــــــــــــــــــــــرور الكرام
    من وصايا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم:
    ورد عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه بعض الوصايا الجامعة المانعة عظيمة القدر والفائدة التي لا غنى لمسلم عنها في حياته اليومية وأحواله العامة والخاصة، وبين يديك بعض الوصايا مع اعتراف العجز عن الإحاطة بكل وصاياه صلى الله عليه وسلم:

    1. وصايا سبع جامعة من النبي صلي الله عليه وسلم لأبي ذر:
    عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أمرني خليلي الرسول صلي الله عليه وسلم بسبع:
    1. أمرني بحب المساكين والدنو منهم.

    2. وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي.

    3. وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت.

    4. وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا.

    5. وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مُرًّا.

    6. وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم.

    7. وأمرني أن أُكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش.
    2. الوصية بزيارة القبور والاعتبار بالموتى:
    عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أوصاه فقال له: "زُر القبور تذكر الآخرة، واغسل الموتى، فإن معالجة جسد خاوٍ موعظة بليغة".
    3. وصايا سبع بليغة
    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أوصاني ربي بسبع أوصيكم بها:
    1. أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية.

    2. والعدل في الرضا والغضب.

    3. والقصد في الغنى والفقر.

    4. وأن أعفو عمّن ظلمني.

    5. وأُعطي من حرمني.

    6. وأصل من قطعني.

    7. وأن يكون: صمتي فكرًا، ونُطقي ذكرًا، ونظري عِبَرًا".

    4. خمس وصايا نافعات
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يُعلِّم من يعمل بهن؟ فقال أبو هريرة: قلت: أنا يا رسول الله فأخذ بيدي فعدّ خمسًا فقال:
    . اتّقِ المحارم تكن أعبد الناس.

    2. وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.

    3. وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا.

    4. وأحبَّ للناس ما تُحبّ لنفسك تكن مسلمًا.

    5. ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب".

    5. الوصية بذكر الله بعد الصلاة
    عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: "يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال: "أوصيك يا معاذ لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
    6. من حقوق المسلم على المسلم
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ مسلم من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه".
    7. وصية النبي صلي الله عليه وسلم لابن عباس:
    عن أبي عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف رسول الله صلي الله عليه وسلم يومًا فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف".
    8. مقدمات دخول الجنة:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت:

    1. صوم ثلاثة أيام من كل شهر.

    2. وصلاة الضحى.

    3. ونوم على وتر".
    9. ثلاث وصايا من النبي صلي الله عليه وسلم لأبي ذر:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت:

    1. صوم ثلاثة أيام من كل شهر.

    2. وصلاة الضحى.

    3. ونوم على وتر".



    10. الوصية بالإحسان في ذبح الحيوان
    عن شدّاد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليُحدّ أحدكم شفرته، وليُرِح ذبيحته".
    11. النهي عن الإسراف والخيلاء:
    عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة".
    12. ستة أمور يضمن بها الجنة:
    عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة:

    1. اصدقوا إذا حدّثتم.

    2. وأوفوا إذا وعدتم.

    3. وأدّوا إذا اؤتمنتم.

    4. واحفظوا فروجكم.

    5. وغضوا أبصاركم.

    6. وكُفّوا أيديكم".

    13. اغتنم خمسًا قبل خمس:
    قال النبي صلي الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسًا قبل خمس:
    1. شبابك قبل هرمك.

    2. وصحتك قبل سقمك.

    3. وغناك قبل فقرك.

    4. وفراغك قبل شغلك.

    5. وحياتك قبل موتك".

    14. كن في الدنيا كأنك غريب:
    عن أبي عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".
    15. من وصاياه صلي الله عليه وسلم في السفر:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: السّفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه، وشرابه، ونومه فإذا قضى نهمته فليعجّل إلى أهله".
    16. من أذكار الصباح والمساء:
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول صلي الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
    17. من صفات المؤمن:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الرسول صلي الله عليه وسلم : "المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان".
    18. في ذم الظلم والشُّح:
    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشُّحّ، فإن الشُّحّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلّوا محارمهم".
    19. النهي عن الدعاء على النفس والأولاد والمال:
    عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم".
    20. اجتنبوا السبع الموبقات:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله وما هُنّ؟ قال:
    1. الشرك بالله.

    2. والسحر.

    3. وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق.

    4. وأكل الربا.

    5. وأكل مال اليتيم.

    6. والتولّي يوم الزحف.

    7. وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".

    21. إعاذة من استعاذ بالله:
    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه".
    22. في فضل يوم الجمعة:
    عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلِق آدم وفيه قُبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ".
    23. عشر وصايا من النبي صلي الله عليه وسلم لمعاذ:
    عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
    أوصاني رسول الله صلي الله عليه وسلم بعشر كلمات فقال:
    1. لا تُشرك بالله وإن قُتلت وحُرقت.

    2. ولا تعُقنّ والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك.

    3. ولا تتركنّ صلاة مكتوبة متعمدًا، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمّدًا فقد برئت منه ذمة الله.

    4. ولا تشربنّ خمرًا فإنه رأس كل فاحشة.

    5. وإياك والمعصية فإن بالمعصية حلّ سخط الله.

    6. وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس.

    7. وإن أصاب الناس موت فاثبت.

    8. وأنفق على أهلك من طولك.

    9. ولا ترفع عنهم عصاك أدبًا.

    10. وخِفهم في الله

    منقول للفائده
    منبع الطيب





    رد مع اقتباس  

  10. #50  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    [frame="10 80"]الله يبيض وجهك يا منبع الطيب ما قصرت واللله مشركة طيبة [/frame]





    رد مع اقتباس  

صفحة 5 من 15 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انطلاق حملة كلنا العريفي حملة المليون توقيع
    بواسطة ملكة الأماكن في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 20-Mar-2010, 01:01 AM
  2. مصر تستهل حملة الدفاع عن لقبها بفوز ساحق على نيجيريا 3-1
    بواسطة طبيب اسنان في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 23-Jan-2010, 12:12 PM
  3. اكتب كلمه او موضوع واللاعب الاخر يكتب جملة عنها او موقف حصل بحياته
    بواسطة jeddah في المنتدى اللغه الاتجليزيه , تعليم اللغات - Forum English
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 11-Oct-2007, 07:56 PM
  4. فتاوى بخصوص موضوع / سجل حضورك اليومي بذكر الصلاة على النبي، وكفارة المجلس، والاستغفار
    بواسطة حبايبنااا في المنتدى تحميل و استماع اناشيد و صوتيات الاسلامية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 27-Sep-2006, 03:33 AM
  5. موضوع يستحق الوقوف عنده (الرجاء الدخول)
    بواسطة مياااااااااس في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-Apr-2006, 08:20 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •