سوء

[align=right]ضربات الباب في هذا الصباح الباكر لم تبق نوماً في نائم حتى "صلاح" الذي إذا نام مات كما يجمع أهله قفز من فراشه مهرولاً نحو الباب لفتحه ومعرفة ما ورائه.
ـ صلي على النبي يا أختي!! ما هذا الجنون؟!
قال صلاح لاخته نفيسة وهي تصرخ وتبكي دافعة الباب ومن خلفه نحو الداخل.
ـ هذي الدنيا تجيب الجنون من بايخلي لنا عقل؟!
قالت نفيسة وهي ترمي بجسدها على الأرض في حالة من النحيب نازعة شعر راسها رامية به إلى الأرض بعنف.
حضرت أمها وأخواتها وأخوانها مسرعين تعالت الأصوات الباكية والمتوعدة والمتحفزة للانتقام لكن من عدو مجهول!!
ـ خلونا نعرف إيش حصل؟!
قال صلاح وكانت الأصوات لاتزال تتعالى
ـ أسكتوا يا أهلي أسكت وا
صمت الجميع خيم سكون كأنه الموت حملق الجميع في وجوه بعضهم البعض قال أحدهم كمن صحا من جنونه:
ـ أيوه نعم نحن نصيح لكن
صمت في ذهول قاطع "صلاح" صمته قائلاً:
ـ السؤال هو أيش جرى يانفيسة؟!
انفجرت نفسية مجدداً تبكي من الأعماق وتسب اليوم الذي عرفت فيه زوجها.
الجميع وقفوا مبهورين كل يسأل نفسه: ماذا فعل سمير بنفيسة؟ الجميع يعرفونه بأنه رجل ذو خلق طيب لا يميل إلى العنف يده ولسانه في مربط عقله، وكابح إرادته إذن ما الذي جرى؟ رفع الجميع صوتهم بصوت شبه موحد:
ـ نعم أيش جرى يا نفيسة؟
ـ ما فيش حاجة أشتي الطلاق الطلاق!!
ـ لما ما فيش حاجة كيف تطلبي الطلاق؟! وكيف تهون عليك عشرة عشرين سنة؟!
ـ خلاص يكفي!!
وعادت تبكي مجدداً لكنها هذه المرة تبكي لوحدها فيما بدت الأسئلة وعلامات التعجب تزداد إلحاحاً في وجوه الجميع يا أختي هذا الكلام ما يصلح ولا يصح.
قال لها صلاح وهو يبدي شيئاً من الحزم المتعقل
ـ ويرضيكم أن سمير يخدعني؟
ـ يخدعك؟
قال الجميع باستغراب
ـ نعم سمير متزوج تعرفوا؟!
ـ لا
ـ وعنده أولاد تعرفوا؟!
ـ لا
ـ وكيف عرفت يا نفيسة؟
قال صلاح بهدوء
اتصلت به في الفجر بهاتفه الجوال فردت علي امرأة وقالت أنها أم محمد سمير!
ـ أصيب الجميع بالذهول إلا أن أمها ردت عليها قائلة:
ـ هذا لا يبرر أنك تخرجي في هذا الوقت وتتركي أولادك وبيتك وتفجعينا بهذي الطريقة.
ـ زوجي خائن.
ـ مش خائن يابنتي قد يكون غلطان.
تدخل صلاح بصوت خافت:
ـ اسمحي لي يا أمي قد تكون هي غلطانة
ـ أنا غلطانة يا صلاح؟! تتخلى عني؟!
ـ لا يا أختي لا أتخلى عنك لكن
ـ إذن اطلب لي الطلاق!! اطلب لي الطلاق؟
ـ وأين العقل؟!
ـ سمير ما بقى لي عقل؟
ـ اسمحي لي هل اتصلت فعلاً بسمير؟!
ـ نعم أيوه.
وبدأت تتلعثم قالت:
ـ أيش تعتقد اني كنت في كابوس وألا وألا يعني قدني بلا عقل؟!
ـ هاتي هاتفك!!
ـ ليش
ـ لاتأكد
ـ التفت الجميع إلى الجميع حلق السكون قاطعتهم نفيسة بارتباك وهي تسلم الهاتف لصلاح:
ـ لا يمكن ان أن أكون يعني غلطانة لا يمكن لا يمكن
فتح صلاح بيانات الهاتف نظر فيها بعمق ثم لفت إلى أخته:
ـ لا أنت غلطانة غلطانة غلطانة!! اسمحي لي أنت لم تتصلي بسمير واسمحي لي أن اروح أواصل نومي!!
لم تلق نفيسة حتى كلمة وداع حملت ثيابها مسرعة نحو منزلها وكان أطفالها لا يزالون نائمين وضعت حقيبتها استردت أنفاسها ثم أخذت تسأل نفسها:
هل كان ما حصل حقيقة أم أنها كانت في كابوس؟!
[/align]

s,x til