الحب, قصة

كانت تجلس خلف مكتبها تمارس عملها الروتيني اليومي ,,, وكم هو العمل في قسم المشاكل

الاجتماعية في صحيفة مشهورة وذات ثقة مرهق ومتعب للنفس والاعصاب ،، فمن على كرسيها تعيش

مع كل الازمات الانسانية التي يواجهها المجتمع من قضايا الطلاق واسبابه بكل سلبياته وايجابياته ، الى

قضايا الارث المنهوب والحق المسلوب ، ثم الى العقوق بحق الوالدين والتنكر للواجبات والخ الخ

اليوم هو عيد ميلادها الخامس والاربعين ، وبلحظة سرقتها من بين اكداس المشاكلوالاوراق المتراكمة

التي تتالم متعبة من نغص العيش ، سمحت لهذه اللحظة ان تعيدها ثلاثين عاما الى الوراء

ثلاثون عاما مضت ؟ لا اصدق قالت في نفسها وكانها لسعت من ثعبان جريح اسمه العمر

خلعت نظارات القراءة بتان وكانها تخلع عنها معطفا يقيها البرد والصقيع في عز الشتاء ، مشت

بخطوات ثقيلة ووقفت امام المرآة تلتمس جوابا على سؤالها ،،، ومن اللمحة الاولى الى وجهها الجميل

ايقنت الحقيقة . وجدت العمر المرسوم فوق تقاطيعها يبتسم ويدمع في آن واحد . تسربت الى

اعماقها رعشة خفيفة اخذتها الى ذلك الزمن الذي حفر الصدق على ملامحها طيلة تلك السنوات

. هي قصة حب من اجمل واروع القصص التي يكتب فيها شعر وترص فيها الدواوين ، هي قصة

عشق حتى الثمالة ، حتى الادمان . هي قصة وفاء لانسان احبها بصدق وحول ايامها التي عاشتها

في الميتم الى بستان من الحنان، انه من انقذ مشاعرها من لوعة الحرمان ، اخذ بيدها . عاملها

كجوهرة نادرة ، صقلها ، ولمعها ، وثقفها ، وعلمها معنى وجود الانسان ، بيده امسك قدمها ليثبتها

عاى الطريق القويم وبحبه لها اوصلها لمركز مرموق تكون فيه انسانة بناءة في المجتمع

فبمثل هذا اليوم كان اللقء الاول ، حيث شاءت الظروف بمروره امام مركز الرعاية الاجتماعية

لرعاية الايتام بعد ان تعطلت سيارته واتى ناشدا المساعدة . من خلف القضبان السوداء لبوابة

المركز رآها لاول مرة تجلس على الارض والعشب الاخضر يحيط بها كانت لا زالت في الخامسة عشر

من عمرها ترتدي فستانا ابيضا مزينا بالورود الزهرية كانها ملاك ارسلها الله الى الارض ليبث

الامل في نفسه . رآها وكانه وضع بلسما فوق الندبة التي ابعدته عن العالم البشري ، ندبة قديمة

دميمة تمتد ما بين عينه اليمنى مارة امام فكه لتصل الى عنقه ، مشوار طويل من الوجع كان يرتسم

جليا فوق محياه سببه حادثة قديمة واليمة ,, وهي كانت تحمل كتابا تقرا فيه ولا تقرا ، تنظر اليه

ولا تنظر وتهز بالقسم الاعلى من جسدها الى الامام والى الخلف كانها تطرد الافكار السوداء

التي اشتد سوادها في يوم صادف انه عيد ميلادها الذي تحتفل به وحيدة وحزينة .

وهو ما بين الدهشة بجمالها والحيرة خاف التقدم اليها حتى لا ترى اثر الجرح فترتعد وتهرب منه

كما يحصل معه دوما كانه يحمل كل الامراض المعدية . وفي جزء من الثانية لم يتوقع ان تنظر اليه

بسرعة البرق كانها احست بمعاناة انسان معذب ، تسمر في مكانه وكانه يتحدى ذاته ليرى اذا

ما رآه هو ملاك يبلسم جراحه ام ستكون كباقي البشر الهاربين منه . زادت دهشته حين راى على

وجهها ابتسامة اين منها اطلالة شمس من بين غيوم سوداء ، تقدمت منه بلا خوف او وجل

وسالته بصوت ارق من صوت الناي الحزين . ما انت ساءلا يا اخي ، آه ما اجملها من ابتسامة

ما اجمل وجهها البريء ، وبسهوة منه رفع يده متحسسا ندبته فانتبهت لحركته السريعة

واعادت البسمة الى وجهها وقالت لا ,, لا تخفيها فانها اجمل واهون من جرح القلب والعقل

والحرقة داخل الانسان ، تبادلا الاحاديث الكثيرة ونسيا الزمان والمكان والسبب الذي اتى من اجله

فاشرق في نفسه الامل وشعر بانه اجمل رجل في العالم . ودعها وغادر لتعلم بعد ايام قليلة

بانه اصبح كفيلا بتعليمها في افخر المدارس وانتظر حتى تكمل تخصصها في الجامعة تحت عنايته

وارشاده وتوجيهاته لها اصبحت عالمه الوحيد ، واصبح عالمها الوحيد توحدا بالحزن والسعادة

وبعد ان اصبحت في العشرين من عمرها كان هو في في السنة الخامسة بعد الثلاثين فطلبها للزواج

واكملا ولوعهما لبعضهما بانجاب ولدين هما هدية الخالق لهما بعد طول حرمان وقهر وعذاب

بهذه اللحظة تمنت ان يكون امامها لتنحني وتقبل يده حبا وليس شكرا ، وفجاة خلعها رنين الهاتف

من ذكرياتها ، عادت الى مكتبها ووضعت نظاراتها واجابت بوقارها المعتاد

من المتكلم ,,, اجابها صوته بكل حنان الارض عيد ميلاد سعيد يا ارق زوجة في الكون

ضحكت وضحكت من اعماق قلبها وزادت فوق ايجابيات حبهما ميزة تخاطر القلرب والتقاء الافكار

وعادت الى عملها الجدي الذي هو من علمها كيف تقوم به بثقة ، وضمير , واتزان

rwm hgpf ,hg,thx