الملاحظات
صفحة 8 من 16 الأولىالأولى ... 678910 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 71 إلى 80 من 153

الموضوع: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)

  1. #71  
    سلمان الفارسي
    رضي الله عنه



    " سلمان منا أل البيت "
    حديث شريف


    من هو؟

    سلمان الفارسي وكنيته ( أبو عبد الله ) رجلا من أصبهان من قرية ( جيّ ) ، غادر
    ثراء والده بحثا عن خلاص عقله وروحه ، كان مجوسيا ثم نصرانيا ثم أسلم للـه
    رب العالمين ، وقد آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين أبو الدرداء00


    قبل الإسلام

    لقداجتهد سلمان -رضي الله عنه- في المجوسية ، حتى كان قاطن النار التي يوقدها ولا يتركها تخبو ، وكان لأبيه ضيعة ، أرسله إليها يوما ، فمر بكنيسة للنصارى ، فسمعهم يصلون وأعجبه ما رأى في دينهم وسألهم عن أصل دينهم فأجابوه في الشام ، وحين عاد أخبر والده وحاوره فقال ( يا أبتِ مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس )000قال والده ( أي بُني ليس في ذلك الدين خير ، دينُك ودين آبائك خير منه )000قال ( كلا والله إنه خير من ديننا )000فخافه والده وجعل في رجليه حديدا وحبسه ، فأرسل سلمان الى النصارى بأنه دخل في دينهم ويريد مصاحبة أي ركب لهم الى الشام ، وحطم قيوده ورحل الى الشام000

    وهناك ذهب الى الأسقف صاحب الكنيسة ، وعاش يخدم ويتعلم دينهم ، ولكن كان هذا الأسقف من أسوء الناس فقد كان يكتنز مال الصدقات لنفسه ثم مات ، وجاء آخر أحبه سلمان كثيرا لزهده في الدنيا ودأبه على العبادة ، فلما حضره الموت أوصى سلمان قائلا ( أي بني ، ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلا بالموصل )000
    فلما توفي رحل سلمان الى الموصل وعاش مع الرجل الى أن حضرته الوفاة فدله على عابد في نصيبين فأتاه ، وأقام عنده حتى إذا حضرته الوفاة أمره أن يلحق برجل في عمورية000
    فرحل إليه ، واصطنع لمعاشه بقرات وغنيمات ، ثم أتته الوفاة فقال لسليمان ( يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه ، آمرك أن تأتيه ، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفا ، يهاجر الى أرض ذات نخل بين جرّتين فإن استطعت أن تخلص إليه فافعل ، وإن له آيات لا تخفى ، فهو لا يأكل الصدقة ، ويقبل الهدية ، وإن بين كتفيه خاتم النبوة ، إذا رأيته عرفته )000


    لقاء الرسول

    مر بسليمان ذات يوم ركب من جزيرة العرب ، فاتفق معهم على أن يحملوه الى أرضهم مقابل أن يعطيهم بقراته وغنمه ، فذهب معهم ولكن ظلموه فباعوه ليهودي في وادي القرى ، وأقام عنده حتى اشتراه رجل من يهود بني قريظة ، أخذه الى المدينة التي ما أن رأها حتى أيقن أنها البلد التي وصفت له ، وأقام معه حتى بعث الله رسوله وقدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف ، فما أن سمع بخبره حتى سارع اليه000

    فدخل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحوله نفر من أصحابه ، فقال لهم ( إنكم أهل حاجة وغربة ، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة ، فلما ذكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به )000 فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه ( كلوا باسم الله ) وأمسك هو فلم يبسط إليه يدا000فقال سليمان لنفسه ( هذه والله واحدة ، إنه لا يأكل الصدقة )000

    ثم عاد في الغداة الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحمل طعاما وقال ( أني رأيتك لا تأكل الصدقة ، وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية )0فقال الرسول لأصحابه ( كلوا باسم الله ) وأكل معهم فقال سليمان لنفسه ( هذه والله الثانية ، إنه يأكل الهدية )000

    ثم عاد سليمان بعد مرور زمن فوجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في البقيع قد تبع جنازة ، وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة ، مرتديا الأخرى ، فسلم عليه ثم حاول النظر أعلى ظهره فعرف الرسول ذلك ، فألقى بردته عن كاهله فاذا العلامة بين كتفيه ، خاتم النبوة كما وصفت لسليمان000فأكب سليمان على الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقبله ويبكي ، فدعاه الرسول وجلس بين يديه ، فأخبره خبره ، ثم أسلم000


    عتـقه

    وحال الرق بين سليمان -رضي الله عنه- وبين شهود بدر وأحد ، وذات يوم أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكاتب سيده حتى يعتقه ، فكاتبه على ثلاثمائة نخلة يجيبها له بالفقير وبأربعين أوقية ، وأمر الرسول الكريم الصحابة كي يعينوه ،فأعانه الرجال بقدر ما عندهم من ودية حتى اجتمعت الثلاثمائة ودية ، فأمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( إذهب يا سلمان ففقّرها ، فإذا فرغت فأتني أنا أضعها بيدي )000ففقرها بمعونة الصحابة حتى فرغ فأتى الرسول الكريم ، وخرج معه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخذ يناوله الودي ويضعه الرسول بيده ، فما ماتت منها ودية واحدة فأدى النخيل000
    وأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بعض المغازي ذهب بحجم بيضة الدجاج وقال له ( خُذْ هذه فأدِّ بها ماعليك يا سلمان )000فقال ( وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي ؟)000قال ( خُذها فإن الله عزّ وجل سيؤدي بها عنك )000فأخذها فوزنها لهم فأوفاهم ، وحرر الله رقبته ، وعاد رجلا مسلما حرا ، وشهد مع الرسول غزوة الخندق والمشاهد كلها000


    غزوة الخندق

    في غزوة الخندق جاءت جيوش الكفر الى المدينة مقاتلة تحت قيادة أبي سفيان ، ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب ، وجمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ليشاورهم في الأمر ، فتقدم سلمان وألقى من فوق هضبة عالية نظرة فاحصة على المدينة ، فوجدها محصنة بالجبال والصخور محيطة بها ، بيد أن هناك فجوة واسعة يستطيع الأعداء اقتحامها بسهولة000

    وكان سلمان -رضي الله عنه- قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدعها ، فتقدم من الرسول -صلى الله عليه وسلم- واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة ، وبالفعل بدأ المسلمين في بناء هذا الخندق الذي صعق قريش حين رأته ، وعجزت عن اقتحام المدينة ، وأرسل الله عليهم ريح صرصر عاتية لم يستطيعوا معها الا الرحيل والعودة الى ديارهم خائبين000

    وخلال حفر الخندق اعترضت معاول المسلمين صخرة عاتية لم يستطيعوا فلقها ، فذهب سلمان الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مستأذنا بتغيير مسار الحفر ليتجنبوا هذه الصخرة ، فأتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع سلمان وأخذ المعول بيديه الكريمتين ، وسمى الله وهوى على الصخرة فاذا بها تنفلق ويخرج منها وهجا عاليا مضيئا وهتف الرسول مكبرا ( الله أكبر000أعطيت مفاتيح فارس ، ولقد أضاء الله لي منها قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، وإن أمتي ظاهرة عليها )000

    ثم رفع المعول ثانية وهوى على الصخرة ، فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة ، وهتف الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الله أكبر000أعطيت مفاتيح الروم ، ولقد أضاء لي منها قصور الحمراء ، وإن أمتي ظاهرة عليها )000ثم ضرب ضربته الثالثة فاستسلمت الصخرة وأضاء برقها الشديد ، وهلل الرسول والمسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما ، وصاح المسلمون ( هذا ما وعدنا الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله )000


    فضله

    قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( ثلاثة تشتاقُ إليهم الحُور العين عليّ وعمّار وسلمان )000


    حسبه

    سُئِل سلمان -رضي الله عنه- عن حسبه فقال ( كرمي ديني ، وحَسَبي التراب ، ومن التراب خُلقتُ ، وإلى التراب أصير ، ثم أبعث وأصير إلى موازيني ، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي وما أكرمني على ربّي يُدخلني الجنة ، وإن خفّت موازيني فما ألأَمَ حَسبي وما أهوَننِي على ربّي ، ويعذبني إلا أن يعود بالمغفرة والرحمة على ذنوبي )000


    سلمان والصحابة

    لقد كان إيمان سلمان الفارسي قويا ، فقد كان تقي زاهد فطن وورع ، أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة ، وكان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقوم الليل ويصوم النهار، وكان سلمان يرى مبالغته في هذا فحاول أن يثنيه عن صومه هذا فقال له أبو الدرداء ( أتمنعني أن أصوم لربي، وأصلي له؟)000 فأجاب سلمان ( إن لعينيك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا ، صم وافطر ، وصلّ ونام )000فبلغ ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال ( لقد أشبع سلمان علما )000
    وفي غزوة الخندق وقف الأنصار يقولون ( سلمان منا )000ووقف المهاجرون يقولون ( بل سلمان منا )000 وناداهم الرسول قائلا ( سلمان منا آل البيت )000
    في خلافة عمر بن الخطاب جاء سلمان الى المدينة زائرا ، فجمع عمر الصحابة وقال لهم ( هيا بنا نخرخ لاستقبال سلمان )000وخرج بهم لإستقباله عند مشارف المدينة000
    وكان علي بن أبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم ، وسئل عنه بعد موته فقال ( ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟000أوتي العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف )000


    عطاؤه

    لقد كان -رضي الله عنه- في كبره شيخا مهيبا ، يضفر الخوص ويجدله ، ويصنع منه أوعية ومكاتل ، ولقد كان عطاؤه وفيرا000بين أربعة آلاف و ستة آلاف في العام ، بيد أنه كان يوزعه كله ويرفض أن ينال منه درهما ، ويقول ( أشتري خوصا بدرهم ، فأعمله ثم أبيعه بثلاثة دراهم ، فأعيد درهما فيه ، وأنفق درهما على عيالي ، وأتصدق بالثالث ، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت )000


    الإمارة

    لقد كان سلمان الفارسي يرفض الإمارة ويقول ( إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين فافعل )000
    في الأيام التي كان فيها أميرا على المدائن وهو سائر بالطريق ، لقيه رجل قادم من الشام ومعه حمل من التين والتمر ، وكان الحمل يتعب الشامي ، فلم يكد يرى أمامه رجلا يبدو عليه من عامة الناس وفقرائهم حتى قال له ( احمل عني هذا )000فحمله سلمان ومضيا ، وعندما بلغا جماعة من الناس فسلم عليهم فأجابوا ( وعلى الأمير السلام )000فسأل الشامي نفسه ( أي أمير يعنون ؟!)000ودهش عندما رأى بعضهم يتسارعون ليحملوا عن سلمان الحمل ويقولون ( عنك أيها الأمير )000فعلم الشامي أنه أمير المدائن سلمان الفارسي فسقط يعتذر ويأسف واقترب ليأخذ الحمل ، ولكن رفض سلمان وقال ( لا حتى أبلغك منزلك )000
    سئل سلمان يوما ( ماذا يبغضك في الإمارة ؟)000فأجاب ( حلاوة رضاعها ، ومرارة فطامها )000


    زهده وورعه

    هم سلمان ببناء بيتا فسأل البناء ( كيف ستبنيه ؟)000وكان البناء ذكيا يعرف زهد سلمان وورعه فأجاب قائلا ( لا تخف ، إنها بناية تستظل بها من الحر ، وتسكن فيها من البرد ، إذا وقفت فيها أصابت رأسك ، وإذا اضطجعت فيها أصابت رجلك )000فقال سلمان ( نعم ، هكذا فاصنع )000


    زواجه

    في ليلة زفافه مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأته فلما بلغ البيت قال ( ارجعوا آجركم الله )000 ولم يُدخلهم عليها كما فعل السفهاء ، ثم جاء فجلس عند امرأته ، فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها ( هل أنت مطيعتني في شيءٍ أمرك به )000قالت ( جلستَ مجلسَ مَنْ يُطاع )000قال ( فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله )000فقام وقامت إلى المسجد فصلّيا ما بدا لهما ، ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من إمرأته000
    فلمّا أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا ( كيف وجدتَ أهلك ؟)000فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال ( إنّما جعل الله الستورَ والجُدُرَ والأبواب ليُوارى ما فيها ، حسب امرىءٍ منكم أن يسأل عمّا ظهر له ، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك ، سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافران في الطريق ))000


    عهده لسعد

    جاء سعد بن أبي وقاص يعود سلمان في مرضه ، فبكى سلمان ، فقال سعد ( ما يبكيك يا أبا عبدالله ؟000لقد توفي رسول الله وهو عنك راض )000فأجاب سلمان ( والله ما أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إلينا عهدا ، فقال ( ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب )000وهأنذا حولي هذه الأساود-الأشياء الكثيرة- !)000فنظر سعد فلم ير إلا جفنة ومطهرة000قال سعد ( يا أبا عبد الله اعهد إلينا بعهد نأخذه عنك )000فقال ( يا سعد اذكر الله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ، وعند يدك إذا قسمت )000


    وفاته

    كان سلمان يملك شيئا يحرص عليه كثيرا ، ائتمن زوجته عليه ، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ناداها ( هلمي خبيك الذي استخبأتك )000فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح جلولاء ، احتفظ بها لتكون عطره يوم مماته ، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك وقال لزوجته ( انضحيه حولي ، فإنه يحضرني الآن خلق من خلق الله ، لايأكلون الطعام وإنما يحبون الطيب )000فلما فعلت قال لها ( اجفئي علي الباب وانزلي )000ففعلت ما أمر ، وبعد حين عادت فإذا روحه المباركة قد فارقت جسده ، وكان ذلك وهو أمير المدائن في عهد عثمان بن عفان في عام ( 35 هـ ) ، وقد اختلف أهل العلم بعدد السنين التي عاشها ، ولكن اتفقوا على أنه قد تجاوز المائتين والخمسين000





    رد مع اقتباس  

  2. #72  
    سلمى بن الأكوع
    رضي الله عنه


    " خير رجّالتنا -أي مُشاتنا- سلمة بن الأكوع "
    حديث شريف


    من هو؟

    كان سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي من رماة العرب المعدودين ، ومن أصحاب
    بيعة الرضوان وحين أسلم000أسلم نفسه للإسلام صادقا منيبا000يقول ( غزوت مع
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات )000


    بيعة الرضوان

    حين خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه عام ست من الهجرة ، قاصدين زيارة البيت الحرام ومنعتهم قريش ، وسرت شائعة أن عثمان بن عفان مبعوث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى قريش قد قتـله المشركون بايع الصحابة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- على الموت ، يقول سلـمة ( بايعـت رسول الله على الموت تحت الشجرة ، ثم تنحيت ، فلما خـف الناس ، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( يا سلمة ، مالك لا تبايع ؟)000قلت ( قد بايعت يا رسول الله )000قال ( وأيضا )000فبايعته )000فبايع يومها ثلاث مرات أوّل الناس ، ووسطهم ، وآخرهم000


    غزوة ذي قرد

    أغار عُيينة بن حصن في خيل من غطفان على لقاح لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالغابة ، وفيها رجل من بني غفار وامرأة له ، فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللقاح ، وكان أول من نذر بهم سلمة بن الأكوع غدا يريد الغابة متوشحا قوسه ونبله ، ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله ، معه فرس له يقوده ، حتى إذا علا ثنية الوداع نظر الى بعض خيولهم ، فأشرف في ناحية سلع ثم صرخ ( واصباحاه !)000

    ثم خرج يشتد في أثار القوم وكان مثل السبع ، حتى لحقهم ، فجعل يردهم بالنبل ويقول إذ رمى ( خذها وأنا ابن الأكوع ، اليوم يوم الرضع )000فيقول قائلهم ( أويكعنا هو أول النهار )000وبقي سلمى كذلك حتى أدركه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوة وافرة من الصحابة ، وفي هذا اليوم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( خير رجّالتنا -أي مُشاتنا- سلمة بن الأكوع )000


    مصرع أخيه

    لم يعرف سلمة الأسى والجزع إلا عند مصرع أخيه عامر بن الأكوع في حرب خيبر ، في تلك المعركة انثنى سيف عامر في يده وأصابت دؤابته منه مقتلا ، فقال بعض المسلمين ( مسكين عامر حرم الشهادة )000 فحزن سلمة وذهب الى الرسول -صلى الله عليه وسلم سائلا ( أصحيح يا رسول الله أن عامرا حبط عمله ؟)000فأجاب الرسول ( إنه قتل مجاهدا ، وإن له لأجرين ، وإنه الآن ليسبح في أنهار الجنة )000


    الإصابة

    رأى يزيـد بن أبي عُبَيـد أثرَ ضربة في ساق سلمة فقال له ( يا أبا مسلم ما هذه الضربـة ؟)000قال سلمة ( هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس ( أصيب سلمة )000فأتيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- فنفث فيها ثلاث نفثاتٍ ، فما اشتكيتُها حتى الساعة )000


    جوده

    كان سلمة على جوده المفيض أكثر ما يكون جوداً إذا سئل بوجه الله ، ولقد عرف الناس منه ذلك ، فإذا أرادوا أن يظفروا منه بشيء قالوا ( نسألك بوجه الله )000وكان يقول ( من لم يعط بوجه الله فبم يعط ؟)000


    وفاته

    حين قتل عثمان بن عفان أدرك سلمى بن الأكوع أن الفتنة قد بدأت ، فرفض المشاركة بها ، وغادر المدينة الى الربذة ، حيث عاش بقية حياته ، وفي يوم من العام أربع وسبعين من الهجرة سافر الى المدينة زائرا ، وقضى فيها يومان ، وفي اليوم الثالث مات ، فضمه ثراها الحبيب مع الشهداء والرفاق الصالحين000





    رد مع اقتباس  

  3. #73  
    سهيل بن عمرو
    رضي الله عنه


    "والله لا أدع موقفا مع المشركين ، إلا وقفت مع المسلمين
    مثله ، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن ، إلا أنفقـت مع
    المسلمـين مثلها ، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا000 "
    سهيل بن عمرو


    من هو؟

    في غزوة بدر وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين فقال عمر لرسول الله -صلى
    الله عليه وسلم- ( يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك
    خطيبا بعد اليوم )000فأجابه الرسول العظيم ( لا أمثل بأحد ، فيمثل الله بي ، وإن كنت
    نبيا )000ثم أدنى عمر منه وقال ( يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً يسرك !!)000
    وتحققت النبـوءة وتحول أعظم خطباء قريش سهيـل بن عمرو الى خطيب باهر من
    خطباء الإسلام000


    صلح الحديبية

    خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب يريد العمرة ، فمنعتهم قريش من ذلك ، فنزل الرسول الكريم ومن معه في الحديبية ، وأرسلت قريش رسلها للمسلمين ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجيبهم جميعا بأنه لم يأت للحرب وإنما لزيارة البيت العتيق ، حتى بعث الرسول ( عثمان بن عفان ) لقريش فسرت شائعة بأنه قتل ، فبايع المسلمون الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الموت في بيعة الرضوان000
    فبعثت قريش سهيل بن عمرو الى الرسول مفاوضا ، فلما رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال ( قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل )000فلما انتهى سهيل الى الرسول تكلما وأطالا حتى تم الصلح الذي أظهر التسامح الكبير والنبيل للرسول -صلى الله عليه وسلم-000ودعا الرسول علي بن أبي طالب ليكتب الصلح فقال ( اكتب بسم الله الرحمن الرحيم )000فقال سهيل ( لا أعرف هذا ، ولكن اكتب باسمك اللهم ) فكتبها000ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو )000فقال سهيل ( لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك )000فقال الرسول ( اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو )000وهكذا حتى تم ما قد اتفق عليه000


    دعوة الرسول

    كان سهيل بن عمرو من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن هاشم وصفوان بن أمية فنزلت الآية الكريمة000

    قال الله تعالى ( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون )000آل عمران / 128
    فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم ، فتِيْبَ عليهم كلهم000


    فتح مكة وإسلامه

    وفي يوم الفتح الكبير000فتح مكة ، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهل مكة ( يا معشر قريش ، ما تظنون أني فاعل بكم ؟)000هنالك تقدم سهيل بن عمرو وقال ( نظن خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم )000وتألقت الإبتسامة على وجه الرسول الكريم وقال ( اذهبوا فأنتم الطلقاء )000وفي هذه اللحظة التي سبقها الخوف والرهبة ثم تلاها الخجل والندم تألقت مشاعر سهيل بن عمرو وامتلأت عظمة وأسلم لرب العالمين000فأصبح من الذين نقلهم الرسول بعفوه من الشرك الى الإيمان000


    قوة إيمانه

    لقد أصبح سهيل -رضي الله عنه- بعد إسلامه في عام الفتح سمحاً كثير الجود ، كثير الصلاة والصوم والصدقة وقراءة القرآن والبكاء خشية الله ، وأخذ على نفسه عهداً فقد قال ( والله لا أدع موقفا مع المشركين ، إلا وقفت مع المسلمين مثله ، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن ، إلا أنفقـت مع المسلمـين مثلها ، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا )000


    وفاة الرسول

    عندما توفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- هم أكثر أهل مكة بالرجوع عن الإسلام حتى خافهم والي مكة آنذاك ( عتاب بن أسيد ) فقام سهيل بن عمرو وقد كان مقيما بمكة آنذاك ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال ( إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة ، فمن رابنا ضربنا عنقه )000فتراجع الناس وكفوا عما هموا به ، وتحققت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال لعمر ( إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه )000وحين بلغ ذلك أهل المدينة تذكر عمر حديث الرسول الكريم له فضحك طويلا000


    باب عُمَر

    حضر باب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جماعة من مشيخة الفتح وغيرهم ، فيهم سُهيل بن عمرو ، وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس ، فخرج الآذن فقال ( أين صُهيب ؟ أين عمّار ؟ أين سليمان ؟ ليدخلوا !)000فتمعّرت وجُوه القوم ، فقال سهيل ( لِمَ تمعُّر وجوهكم ؟ دُعوا ودُعينا ، فأسرعوا وأبطأنا ، فلئن حسدتموهم على باب عمر ، فما أعدّ الله لهم في الجنة أكثر من هذا !)000


    الرباط

    أخذ سهيل بن عمرو مكانه في جيش المسلمين مقاتلا شجاعا ، وخرج معهم الى الشام مقاتلا ، وأبى أن يرجع الى مكة وطنه الحبيب وقال ( سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول ( مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير له من عمله طوال عمره )000وإني لمرابط في سبيل الله حتى أموت ، ولن أرجع مكة )000 وظل مرابطاً حتى وافته المنية000


    الشهادة

    استشهد سهيل بن عمرو في اليرموك سنة ( 15 هـ ) وكان له قصة في ذلك ، فقد كام ممن استشهد معه عكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام وجماعة من بينهم المغيرة ، فأُتوا بماء وهم صَرْعى ، فتدافعُوهُ حتى ماتوا ولم يذوقوه ، فقد أتي عكرمة بالماء فنظر الى سهيل بن عمرو ينظر إليه فقال ( ابدؤوا بهذا )000فنظر سهيل إلى الحارث بن هشام ينظر إليه فقال ( ابدؤوا بهذا )000فماتوا كلهم قبل أن يشربوا ، فمرّ بهم خالـد بن الوليـد فقال ( بنفسي أنتم )000





    رد مع اقتباس  

  4. #74  
    حرف الشين ( ش )

    شجاع بن وَهْب بن ربيعة بن أسد
    رضي الله عنه
    صاحب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، من السابقين الى الإسلام000


    الهجرة

    هاجر الى الحبشة ، الهجرة الثانية ثم عاد الى مكة لمّا بلغهم أن أهل مكة أسلموا ، ثم هاجر الى المدينة ، وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين أوس بن خَوْليّ000


    جهاده

    شهد شجاع بن وهب بدراً هو و أخوه عقبة بن وهب ، وشهد المشاهد كلّها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وأرسله الرسول الكريم الى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغسّاني ، وإلى جبلة بن الأيهم الغسّاني000
    وقد بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم-شجاع بن وهب في سريّة في أربعة وعشرين رجلاً الى جمع هوازن بالسِّيّ من أرض بني عامر ناحية ركيّة ، وأمره أن يُغيرَ عليهم ، فصبّحهُم وهم غارّون ، فأصابوا نَعَماً وشاءً كثيراً000


    الشهادة

    استشهد شجاعُ -رضي الله عنه- يوم اليمامة ، وهو ابن بضع وأربعين سنة000





    رد مع اقتباس  

  5. #75  
    شيبة بن عثمان
    رضي الله عنه


    " اللهم اهدِ شيبة "
    حديث شريف


    من هو؟

    شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشيّ العبدريّ ، تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح
    وكان حاجب الكعبة المعظّمة000


    يوم الفتح

    دفع الرسول -صلى الله عليه وسلم- لشيبة عام الفتح مفتاح الكعبة ، وإلى ابن عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وقال ( خُذُوها خالدة مخلّدَة تَالِدَة إلى يوم القيامة ، يا بني أبي طلحة ، لا يأخذها منكم إلا ظالم )000


    الثأر و الإيمان

    في يوم حنين أراد شيبة بن عثمان الأخذ بالثأر لمقتل أبيه يوم أحد كافراً ، يقول شيبة ( اليوم أقتُل محمداً ، فأدرتُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأقتله ، فأقبل شيءٌ حتى تغشّى فؤادي ، فلم أطقْ ذلك ، فعلمت أنه ممنوع )000فقد قذف اللـه بقلبه الرعب ، قال شيبة ( يا نبي اللـه إنّي لأرى خيلاً بُلقاً ؟!)000قال ( يا شيبة ! إنه لا يراها إلا كافر )000فضرب بيده على صدر شيبة و قال ( اللهم اهدِ شيبة )000وفعل ذلك ثلاثاً ، يقول شيبة ( فما رفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده عن صدري الثالثة حتى ما أجد من خلقِ الله أحبَّ إلي منه )000وثبت الإيمان في قلبه ، وقاتل بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-000

    ويقول شيبة أيضا في ذلك ( لمّا اختلط الناس اقتحم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بغلته ، وأصلتَ السيف ، ودنوتُ أريد منه ما أريد منه ، ورفعت سيفي حتى كدّت أسوّره ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، والتفت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنادى ( يا شيبة آدْنُ مني )000فدنوت ، فمسح صدري ثم قال ( اللهم أعذه من الشيطان )000فوالله لهو كان ساعة إذ أحب إلي من سمعي وبصري ونفسي ، وأذهب الله ما كان بي ، ثم قال ( ادْنُ فقاتل )000

    فتقدّمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أنّي أحبُّ أن أقيه بنفسي كلَّ شيء ، ولو لقيت تلك الساعة أبي ، لو كان حيّاً ، لأوقعت به السيف ، فجعلتُ ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون ، فكرّوا كرّة رجلٍ واحدٍ ، وقربت بغلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستوى عليها ، فخرج في إثرهم حتى تفرّقوا في كل وجه ، ورجع إلى معسكره فدخل خِباءه ، فدخلتُ عليه ، ما دخل عليه غيري حبّاً لرؤية وجهه وسروراً به ، فقال ( يا شيبة ! الذي أراد الله بك خيراً مما أردت بنفسك )000ثم حدّثني بكل ما ضمرتُ في نفسي ممّا لم أذكره لأحدٍ قطٌ ، فقلت ( أشهـد أن لا إلـه إلا وأنك رسـول الله )000ثم قلت ( استغفر لي يا رسول الله )000فقال ( غفر الله لك )000


    وفاته

    توفي شيبة -رضي الله عنه- سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية000





    رد مع اقتباس  

  6. #76  
    حرف الصاد ( ص )

    أبو سفيان بن حرب
    رضي الله عنه


    " مَنْ دَخَل دار أبي سفيان فهو آمِن "
    حديث شريف


    من هو؟


    هو صخر بن حرب الأمويّ القرشيّ ، أسلم ليلة الفتح وكان شيخ مكة
    ورئيس قريش وكان ممن آذى النبي -صلى الله عليه وسلم-000



    المصاهرة

    وأبو سفيان هو والد أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانت أسلمت قديماً ، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فمات هناك ، وتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما خطبها له النجاشي وأمْهرها عنه ، ودخل عليها بعد عودتها من الحبشة000فقيل لأبي سفيان وهو يومئذ مشرك يحارب رسول الله ( إن محمداً قد نكح ابنتك !؟)000قال ( ذاك الفَحْلٍ لا يُقْرَعُ أنفُهُ )000أي أنه كريم كفء لا يُرَد000


    فضله

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( شُرِطَ مِنْ ربي شُروط ألا أصاهِرَ إلى أحد ولا يُصاهر إلي أحد إلا كانوا رفقائي في الجنة ، فاحفظوني في أصهاري وأصحابي ، فمن حفظني فيهم كان عليهم من الله حافظ ، ومن لم يحفظني فيهم تخلّ الله عزّ وجلّ منه ، ومن تخلى الله منه هَلَكَ )000ونال أبو سفيان شرف الصحبة وشرف المصاهرة ، وغفر الله له ما كان منه


    المؤلفة قلوبهم

    وقد حَسُنَ إسلامه وشهد حُنيناً ، وأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية من الذهب ، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية ، فقال أبو سفيان ( والله إنّك لكريم فِداك أبي وأمي ، والله لقد حاربتُكَ فنّعْمَ المحاربُ كنتَ ، ولقد سالمتك فنعم المسالم أنت ، فجزاك الله خيراً )000


    حبيبتيه

    وشهد أبو سفيان الطائف مع سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وفقئتْ عينُهُ يومئذٍ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أيّما أحبُّ إليك عينٌ في الجنة أو أدعو الله أن يردّها عليك )000فقال ( بل عين في الجنة )000ورمى بها ، وفقئت الأخرى يوم اليرموك000


    وفاته

    وقد مات أبو سفيان في المدينة سنة ( 31 / 32 هـ ) وصلّى عليه عثمان بن عفان -رضي الله عنهما-000





    رد مع اقتباس  

  7. #77  
    صدي بن عجلان (أبو أمامة الباهليّ)
    رضي الله عنه


    " يا أبا أمامة ، أنت مني وأنا منك " حديث شريف


    من هو؟

    صُدَيّ بن عجلان بن وهب البَاهليّ السُّلَميّ كنيته أبو أمامة ، من قيـس غيلان
    صحابي فاضل زاهد روى علماً كثيراً ، أرسله الرسول -صلى الله عليه وسلم
    إلى قومه فأسلموا000


    قومه

    بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو أمامة إلى قومه ، فأتاهم وهم على الطعام ، فرحّبوا به وقالوا ( تعال فَكُلْ )000فقال ( إني جِئْتُ لأنهاكم عن هذا الطعام ، وأنا رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتيتكم لتُؤمنوا به )000فكذّبوه وزَبَروه وهو جائع ظمآن ، فنام من الجهد الشديد ، فأتِيَ في منامه بشربة لبن ، فشَرِبَ ورويَ وعَظُمَ بطنه ، فقال القوم ( أتاكم رجل من أشرافكم وسراتكم فرددتموه ، اذهبوا إليه ، وأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي )000يقول أبو أمامة ( فأتوني بالطعام والشراب فقلت ( لا حاجة لي في طعامكم وشرابكم ، فإن الله عزّ وجلّ أطعمني وسقاني ، فانظروا إلى الحال التي أنا عليها )000فنظروا فآمنوا بي وبما جئتُ به من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000


    الشهادة

    أنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أي غزواً ) فأتاه أبو أمامة فقال ( يا رسول الله ! ادْعُ الله لي بالشهادة )000فقال ( اللهم سلّمْهُم )000وفي رواية أخرى ( ثَبِّتْهُم وغَنِّمْهم )000فغزوا وسَلِموا و غَنِموا ، ثم أنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزواً ثانياً ، فأتاه أبو أمامة فقال ( يا رسول الله ! ادْعُ الله لي بالشهادة )000فقال ( اللهم ثَبّتْهُم )000وفي رواية أخرى ( سَلّمهم و غَنِّمْهم )000فغزوا فسلموا وغنِموا000

    ثم أنشأ رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- غَزْواً ثالثاً ، فأتاه أبو أمامة فقال ( يا رسـول الله ! إنّي قد أتيتُكَ مرّتين أسألك أن تدعوَ لي بالشهادة ، فقلت ( اللهم سلّمهم وغنّمهم )!! يا رسول الله فادعُ لي بالشهادة !)000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( اللهم سلّمهم وغنّمهم )000فغزوا وسلموا وغنموا ، فأتاه بعد ذلك فقال ( يا رسول الله ! مُرْني بعملٍ آخُذُهُ عنك ، فينفعني الله به ؟!)000فقال ( عليك بالصَّوْم ، فإنّه لا مثْلَ له )000


    أنفع الأعمال

    أتى أبو أمامة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( يا رسول الله ! أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله قد نفعني به ، فمُرْنِي بأمرٍ آخر عسى الله أن ينفعني به )000قال ( اعلمْ أنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفع الله لك بها درجة )000أو قال حطّ عنك بها خطيئة000


    فضله

    قال أبو أمامة أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي ثم قال لي ( يا أبا أمامة ، إنّ مِنَ المؤمنين مَنْ يَلينُ له قلبي )000

    كان -رضي الله عنه- كثير الصيام هو وامرأته وخادمه ، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( عليكَ بالصوم ، فإنه لا مِثْلَ له )000

    جاء رجل إلى أبي أمامة وقال ( يا أبا أمامة ! إني رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك ، كلّما دخلتَ وكلّما خرجت ، وكلّما قمت وكلّما جلست !!)000قال أبو أمامة ( اللهم غفراً دَعُونا عنكم ، وأنتم لو شئتم صلّت عليكم الملائكة )000ثم قرأ000

    قوله تعالى "( يا أيُّها الذين آمنوا اذكُروا اللّهَ ذِكْراً كثيراً وسبِّحوهُ بُكْرَةً وأصيلاً ، هو الذي يُصلّي عليكم وملائكتُهُ ليُخرجَكم مِنَ الظلماتِ إلى النُّورِ وكان بالمؤمنينَ رَحيماً ")000


    الوصية

    قال سُلَيم بن عامر ( كنّا نجلس إلى أبي أمامة ، فيُحدّثنا كثيراً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يقول ( اعقِلوا ، وبَلّغوا عنّا ما تسمعون )000وقد قال سليمان بن حبيب ( أنّ أبا أمامة الباهليّ قال لهم ( إنّ هذه المجالس من بلاغ الله إيّاكم ، وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد بلّغ ما أرسل به إلينا ، فبلّغوا عنّا أحسنَ ما تسمعون )000

    وقد دخل سليمان بن حبيب مسجد حمص ، فإذا مكحول وابن أبي زكريا جالسان فقال ( لو قمنا إلى أبي أمامة صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأدّينا من حقّه وسمعنا منه )000فقاموا جميعاً وأتوه وسلّموا عليه ، فردّ السلام وقال ( إنّ دخولكم عليّ رحمةٌ لكم وحجّة عليكم ، ولم أرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شيءٍ أشدَّ خوفاً من هذه الأمة من الكذب والمعصية ، ألا وإنه أمرنا أن نبلّغكم ذلك عنه ، ألا قد فعلنا ، فأبْلِغوا عنّا ما قد بلّغناكم )000


    العِظَة

    وعَظَ أبو أمامة الباهليّ فقال ( عليكم بالصبر فيما أحببتُم وكرهتم ، فنعم الخصلة الصبر ، ولقد أعجبتكم الدنيا وجرّت لكم أذيالها ، ولبست ثيابها وزينتها إنّ أصحاب نبيّكم كانوا يجلسون بفناءِ بيوتهم يقولون ( نجلس فنُسَلّمُ ويُسَلّمُ علينا )000

    وقال أبو أمامة ( المؤمنُ في الدنيا بينَ أربعةٍ بين مؤمن يحسده ، ومنافق يُبغضه ، وكافر يُقاتله ، وشيطان قد يُوكَلُ به )000وقال ( حبّبوا الله إلى الناس ، يُحْبِبْكُم الله )000


    وفاته

    عُمِّر أبو أمامة طويلاً وتوفي سنة ( 81 أو 86 هـ ) في خلافة عبد الملك بن مروان ، وقد كان آخر من توفى من الصحابة بالشام000





    رد مع اقتباس  

  8. #78  
    صفوان بن أميّة
    رضي الله عنه



    " ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ
    أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبدُهُ ورسوله "
    صفوان


    من هو؟

    صفوان بن أميّة بن خلف بن وهب الجمحي القرشي ، أسلم بعد فتح مكة
    قُتِلَ أبوه يوم بدر كافراً ، وكان من كبراء قريش ، وكان صفوان أحد
    العشرة الذين انتهى إليهم شَرَفُ الجاهلية ، ووصله لهم الإسلام من عشر
    بطون ، شهد اليرموك وكان أميراً على كُرْدُوس من الجيش000


    دعوة الرسول

    كان صفوان بن أمية من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن هاشم وسهيل بن عمرو فنزلت الآية الكريمة000

    قال الله تعالى ( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون )000آل عمران / 128
    فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم ، فتِيْبَ عليهم كلهم000


    فتح مكة

    وفي يوم الفتح العظيم ، راح عمير بن وهب يُناشد صفوان الإسلام ويدعوه إليه ، بيْد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن ، فذهب عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له ( يا نبي الله ، إن صفوان بن أمية سيد قومه ، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر ، فأمِّـنه صلى الله عليك )000فقال النبي ( هو آمن )000قال ( يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك )000فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمامته التي دخل فيها مكة000
    فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال ( يا صفوان فِداك أبي وأمي ، الله الله في نفسك أن تُهلكها ، هذا أمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جئتك به )000قال له صفوان ( وَيْحَك ، اغْرُب عني فلا تكلمني )000قال ( أيْ صفوان فداك أبي وأمي ، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضـل الناس وأبـر الناس ، وأحلـم الناس وخيـر الناس ، عِزَّه عِزَّك ، وشَرَفه شَرَفـك )000قال ( إنـي أخاف على نفسـي )000 قال ( هو أحلم من ذاك وأكرم )000
    فرجع معه حتى وقف به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال صفوان للنبي الكريم ( إن هذا يزعم أنك قـد أمَّـنْتَنـي )000قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ( صـدق )000قال صفـوان ( فاجعلني فيها بالخيار شهريـن )000فقـال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أنت بالخيار فيه أربعة أشهر )000وفيما بعد أسلم صفوان000


    يوم حُنَين

    لمّا أجمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السير إلى هوازن ليلقاهم ، ذُكِرَ له أن عند صفوان بن أمية أدراعاً له وسلاحاً ، فأرسل إليه وهو يومئذ مشرك ، فقال ( يا أبا أمية ، أعرنا سلاحك هذا نلقَ فيه عدونا غداً )000فقال صفوان ( أغصباً يا محمد ؟)000قال ( بل عارِيَةٌ ومضمونة حتى نؤديها إليك )000 قال ( ليس بهذا بأس )000وقد هلك بعضها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إن شئت غَرِمتُها لك ؟)000 قال ( لا ، أنا أرغبُ في الإسلام من ذلك )000


    إسلامه

    لمّا فرّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غنائم حُنَين ، رأى صفْوان ينظر إلى شِعْبٍ ملآن نَعماً وشاءً ورعاءَ ، فأدام النظر إليه ، ورسول الله -صلى اللـه عليه وسلم- يَرْمُقُـهُ فقال ( يا أبا وهب يُعْجِبُـكَ هذا الشّعْبُ ؟)000قال ( نعم )000قال ( هو لك وما فيه )000فقبـض صفوان ما في الشّعْب و قال ( ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبدُهُ ورسوله )000وأسلم في مكانه000


    الهجرة

    وأقام صفوان بمكة مسلماً بعد عودة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ، فقيل له ( لا إسلام لمن لا هجرة له )000فقدم المدينة فنزل على العباس ، فقال ( ذاك أبرَّ قريش بقريش ، ارجع أبا وهب ، فإنه لا هجرة بعد الفتح000ولمن لأباطحِ مكة ؟!)000فرجع صفوان فأقام بمكة حتى مات فيها000


    العطاء

    لمّا أعطى عمر بن الخطاب أوّل عطاء أعطى صفوان ، وذلك سنة ( 15 هـ ) ، فلمّا دَعا صفوان وقد رأى ما أخذَ أهل بدرٍ ، ومن بعدهم إلى الفتح ، فأعطاه في أهل الفتح ، أقلَّ مما أخذ من كان قبله أبَى أن يقبله و قال ( يا أمير المؤمنين ، لست معترفاً لأن يكون أكرم مني أحد ، ولستُ آخذاً أقلَّ ممّا أخذ من هو دوني ، أو من هو مثلي ؟)000فقال عمر ( أنّما أعطيتُهُم على السابقة والقدمة في الإسلام لا على الأحساب )000قال ( فنعم إذن )000فأخذ وقال ( أهل ذاكَ هُمْ )000


    فضله

    كان صفوان -رضي الله عنه- أحد المطعمين ، وكان يُقال له ( سِداد البطحاء )000وكان من أفصح قريش لساناً000


    وفاته

    توفي صفوان بن أميّة في مكة في نفس سنة مقتل عثمان بن عفان سنة ( 35 هـ )000





    رد مع اقتباس  

  9. #79  
    صفوان بن المعطّل
    رضي الله عنه


    " ما علمـتُ عنه إلا خيـراً "
    حديث شريف


    من هو؟

    صفوان بن المعطّل بن رُبيعة السُّلَميّ الذكوانيّ وكنيته أبو عمـرو
    قديم الإسلام ، شهد الخندق والمشاهد بعدها ، وهو الذي رُميت به
    السيدة عائشة في حادثة الإفك000


    حادثة الإفك

    في غزوة المصطلق سنة ست للهجرة ، لما فرغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- من سفره ذلك وجّه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل ، ثم أذّن في الناس بالرحيل ، فارتحل الناس ، وخرجت السيدة عائشة لبعض حاجاتها وفي عنقها عقد ، فلما فرغت أنسل ، فلما رجعت الى الرحل ذهبت تلتمسه في عنقها فلم تجده ، فرجعت الى مكانها الذي ذهبت إليه ، فالتمسته حتى وجدته ، وجاء القوم فأخذوا الهودج وهم يظنون أنها فيه كما كانت تصنع ، فاحتملوه فشدوه على البعير ، ولم يشكوا أنها فيه ، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به ، فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب ، قد انطلق الناس000
    فتلففت بجلبابها ثم اضطجعت في مكانها ، وعرفت أن لو قد افتُقِدت لرُجع إليها ، فمر بها صفوان بن المعطّل السُّلَمي ، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته ، فلم يبت مع الناس ، فرأى سوادها فأقبل حتى وقف عليها ، وقد كان يراها قبل أن يضرب الحجاب ، فلما رآها قال ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، ظعينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)000وقال ( ما خلّفك يرحمك الله ؟)000فما كلمته ، ثم قرب البعير فقال ( اركبي )000واستأخر عنها ، فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس ، فتكلّم أهل الإفك وجهلوا000

    وكان صفوان صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ومن صالحي أصحابه ، وقد أثنى عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإفك ، فقد قام الرسول الكريم فحَمَد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال ( أمّا بعد فأشيروا عليّ في أناس أبَنوا -اتهموا- أهلي ، وأيْمُ الله إنْ -ما- علمتُ على أهلي من سُوءٍ قطّ ، وأبَنوا بِمَن ؟ والله إنْ علمتُ عليه سوْءاً قطّ ، ولا دخل على أهلي إلا وأنا شاهِد )000يعني صفوان بن المعطل000


    حسّان بن ثابت

    وقد أكثر حسان بن ثابت على صفوان بن المعطّل في شأن عائشة ، وقال بيت شعر يُعرّض به فيه000

    أمسى الجلابيبُ قد عزُّوا وقد كثُرُوا*****وابنُ الفُريعة أمسَى بيضةَ البَلَدِ

    ويعني بالجلابيب السفلة ، وبابن الفُريعة نفسه ، فأمُّهُ الفُريعة ، وبيضة البلد أي أنه وحيد ، تشبيه بيضة النعامة التي تتركها في الفلاة فلا تحضنها ، فغضب صفوان وحلف لئن أنزل الله عذرَه ليضربنّ حسان ضربة بالسيف ، وبالفعل بعد نزول البراءة وقف له ليلةً فضربه ضربة كشط جلدة رأسه ، فأخذ ثابت بن قيس صفوان وجمع يديه الى عنقه بحبل وانطلق إلى دار بني حارثة ، فلقيه عبدالله بن رواحة فقال له ( ما هذا ؟!)000فقال ( ما أعجبك عَدَا على حسّان بالسيف ، فوالله ما أراه إلا قد قتله )000فقال ( هل علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما صنعت به ؟)000فقال ( لا )000 فقال ( والله لقد اجترأت ، خلِّ سبيله ، فسنغدو على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنعلمه أمره )000فخلى سبيله000

    فلمّا أصبحوا غدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له ذلك فقال ( أين ابن المعطل ؟)000فقام إليه فقال ( ها أنا يا رسول الله )000فقال ( ما دَعاك إلى ما صنعت )000فقال ( يا رسول الله ، آذاني وكثّر عليّ ، ثم لم يرضَ حتى عرّض في الهجاء ، فاحتملني الغضب ، وهذا أنا ، فما كان عليّ من حقّ فخذني به )000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ادعُ لي حسّان )000فأتيَ به فقال ( يا حسّان أتشوّهت على قومٍ أن هداهُمُ اللـه للإسلام ؟ أحْسِن فيما أصابك )000فقال ( هي لك يا رسـول اللـه )000فأعطاه رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- سيرين القبطية فولدت له عبدالرحمن000


    وفاته

    استشهد في خلافة عمر بن الخطاب في معركة أرمينية عام ( 19 هـ / 640 م ) ، وقيل توفي بالجزيرة في ناحية سُمَيْساط -على شاطيء الفرات في غربيه في طرف بلاد الروم- ، وقيل أنه غزا الروم في خلافة معاوية ، فاندقّت ساقه ، ولم يزل يُطاعن حتى مات سنة ( 58 هـ )000





    رد مع اقتباس  

  10. #80  
    صهيب بن سنان
    رضي الله عنه


    " ربح البيع أبا يحيى000ربح البيع أبا يحيى "
    حديث شريف


    من هو؟

    لقد كان والده حاكم ( الأبله ) ووليا عليهـا لكسرى ، فهو من العرب الذين نزحوا الى
    العراق قبل الاسلام بعهد طويل ، وله قصـر كبير على شاطئ الفرات ، فعاش صهيب
    طفولة ناعمة سعيدة ، الى أن سبي بهجوم رومي ، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد
    الروم ، وأخذ لسانهم ولهجتهم ، وباعه تجار الرقيق أخيرا لعبد اللـه بن جدعان في مكة
    وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه واخلاصه ، فاعتقه وحرره ، وسمح له بالاتجار معه


    اسلامه

    يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه- ( لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها 000 فقلت له ماذا تريد ؟000
    فأجابني ماذا تريد أنت ؟000
    قلت له أريد أن أدخل على محمد ، فأسمع ما يقول000
    قال وأنا أريد ذلك000
    فدخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض علينا الاسلام ، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ، ونحن مستخفيان )000فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً000


    هجرته الى المدينة

    عندما هم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة ، علم صهيب بها ، وكان من المفروض ان يكون ثالث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ، ولكن أعاقه الكافرون ، فسبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر ، وحين استطاع الانطلاق في الصحراء ، أدركه قناصة قريش ، فصاح فيهم ( يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون الي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي منه شيء ، فأقدموا ان شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني )000

    فقبل المشركين المال وتركوه قائلين ( أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغت ، والآن تنطلق بنفسك و بمالك )000فدلهم على ماله وانطلق الى المدينة ، فأدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قباء ولم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ناداه متهللا ( ربح البيع أبا يحيى000ربح البيع أبا يحيى )000فقال ( يا رسول الله ، ما سبقني إليك أحدٌ ، وما أخبرك إلا جبريل )000

    فنزل فيه قوله تعالى "( ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ ")000البقرة آية ( 207 )000


    صورة ايمانه

    يتحدث صهيب -رضي الله عنه- عن ولائه للاسلام فيقول ( لم يشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشهدا قط ، الا كنت حاضره ، ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها ، ولم يسر سرية قط الا كنت حاضرها ، ولا غزا غزاة قط ، أول الزمان وآخره ، الا كنت فيها عن يمينه أو شماله ، وما خاف -المسلمون- أمامهم قط ، الا كنت أمامهم ، ولا خافوا وراءهم ، الا كنت وراءهم ، وما جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه )000
    وكان الى جانب ورعه خفيف الروح ، حاضر النكتة ، فقد رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأكل رطبا ، وكان باحدى عينيه رمد ، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضاحكا ( أتأكل الرطب وفي عينيك رمد )000فأجاب قائلا ( وأي بأس000؟ اني آكله بعيني الأخرى !!)000


    الخصال الثلاث

    قال عمر -رضي الله عنه- لصهيب ( أيُّ رجلٍ أنت لولا خصالٍ ثلاث فيك )000قال ( وما هُنّ ؟)000 قال ( اكتنيتَ وليس لك ولد ، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم ، وفيك سَرَفٌ في الطعام )000 قال صهيب ( أمّا قولك اكتنيتَ ولم يولد لك ، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنّاني أبا يحيى ، وأمّا قولك انتميت إلى العرب وأنت من الروم ، فإنّي رجل من النّمر بن قاسط ، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي ، وأمّا قولك فيك سرفٌ في الطعام ، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( خياركم من أطعم الطعام )000


    فضله

    قال رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليُحبَّ صُهيباً حُبَّ الوالدة لولدها )000وقال ( لا تُبغضوا صُهيباً )000وقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ( السُّبّاق أربعة ، أنا سابقُ العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق الفرس ، وبلال سابق الحبش )000
    وعندما اعتدي على أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وصى الأمير أصحابه بأن يصل بالناس صهيبا ، حتى يتم اختيار الخليفة الجديد ، فكان هذا الاختيار من تمام نعم الله على هذا العبد000 وكان ممن اعتزل الفتنة وأقبل على شأنه000


    وفاته

    توفي في المدينة في شوال عام ( 38 هـ )000





    رد مع اقتباس  

صفحة 8 من 16 الأولىالأولى ... 678910 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من اروع قصص الصحابة رضي الله عنهم
    بواسطة زخة مطر في المنتدى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 23-Aug-2012, 08:01 AM
  2. بعض من اقوال الصحابه رضوان الله عليهم في فراش الموت
    بواسطة في خاطري في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 31-May-2012, 07:07 PM
  3. لماذا لا نكتب عنهم رضوان الله عليهم ؟
    بواسطة ميرو2010 في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 01-Feb-2012, 05:15 PM
  4. (((( موسوعة عن سيرة الصحابة[دمج] ))))
    بواسطة ضي الأمل في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 65
    آخر مشاركة: 23-Sep-2006, 06:38 PM
  5. اللقاب الصحابه رضوان الله عليهم
    بواسطة في خاطري في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 11-Sep-2006, 07:43 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •