الملاحظات
صفحة 3 من 10 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 91

الموضوع: (رحلتي إلى النور)عدة حلقات

  1. #21  
    [frame="7 80"]الحلقة الثالثة عشر
    دخلت لسكن الطلاب وهي عمارة ذات أربع طوابق
    تبرع بها الملك خالد رحمه الله وأوقفها لطلبة العلم في الجامع الكبير
    صعدت للطابق الثاني فوجدت الطلبة مجتمعين على الغداء
    وعن يمين الصالة علقت لوحة مكتوب عليها ( المكتبة)
    سألت عن محمد بن بجاد فقال محدثي : أنا هو!!
    وكان واقفا بجوار براد الماء على مدخل صالة الطعام
    قلت له لقد بعثني الشيخ محمد إليك لكي توفر لي سكنا مؤقتا
    قال : لماذا مؤقت
    قلت : لم استكمل التوصيات
    قال : ما اسمك
    هل سأقول لهم اسما غير الذي أنادى به من شهر؟
    أنا فلان الشمري
    قال: ولكن لهجتك
    قلت له: أنا عايش طوال حياتي في الطائف؟
    انتهيت من تحقيق الأخ محمد الظريف ثم قال تفضل استرح في المطبخ!!!
    دخلت لصالة الطعام وهي صالة مفروشة بزل قديم
    كانت أشكال الطلبة مختلفة ومتباينة !!
    فتسمع اللهجة الحجازية وكذلك لهجة نجد طبعاوترى الأفغاني والأفريقي
    جاؤا من أصقاع الأرض ليثنوا ركبهم عند ذلك الحبر
    يجلس الطلبة حلقا على سفر الطعام
    كانت رائحة الأكل تثير الشهية فانتظرت الأخ محمد ليدعوني أو غيره من الطلاب !
    فلقد كنت خجلا فأنا غريب بينهم ولا اعرف أحدا منهم
    غربة ما بعدها غربة والله المستعان!!
    تكرم احد الطلبة بعد أن لمحني أتلمض دجاجة مشوية لا احد حولها
    قال : تفضل كل معنا يا أخي
    كدت أن أتمنع!!
    ولكن الجوع أبصر !!
    فانقضضت على طريدتي ولم يزاحمني عليها احد فظن شرا ولا تسأل عن الخبر!!
    حينما شبعت وغسلت يدي
    وخلت الصالة بعد أن ذهب جلهم لغرفهم وبعضهم يقيم خارج السكن!!
    بجوار المطبخ ثلاجة ذات بابين فيها مالذ من شراب وعصير وحلويات!! توجد
    ولكن بجوارها يجلس رجل أفغاني كأضخم رجل تراه!!
    وله لحية كثة وسمعت الطلبة يسمونه علاء الدين.
    قلت له : ياعلاء الدين هل ممكن اشتري من هذه الثلاجة
    ظننته سيقول هذا بالمجان تفضل خذ ما تريد!!
    قال : ايش تشرب ؟
    فطلبت البارد فقال : بس واحد ريال!!
    دفعته طبعا ومن ذا يجرؤ يزعل مثل هذا المخلوق الضخم!!
    لكن هذه الضخامة والسعة في الجسم تخفي في داخلها قلبا كبيرا
    إن علاء الدين هذا رجل لا كالرجال !!
    ولا اعرف أحدا في سكن الطلاب قد اشتكى منه طوال إقامتي في السكن
    ويكفي ثقة شيخنا محمد به
    دعونا من علاء الدين الآن ولنكمل قصتنا!!
    توسدت حقيبتي فنمت .
    استيقظت على أذان عبد الرحمن وما أجمله من نداء
    لم يكن في الحقيبة شيء يخاف عليه فتركتها غير عابئ بما يصير لها!!
    صلى بنا شيخنا صلاة العصر ثم قرأ عليه قارئ من كتاب رياض الصالحين ( أظن)
    فعلق عليه الشيخ تعليقا مبسطا ميسرا
    والملاحظ كثرة المصلين في صلاة العصر عن صلاة الظهر
    حينما كان الشيخ يتحدث تذكرت رجلا يعمل في هيئة الأمر بالمعروف في حائل
    وهو من أقرباء سعود وذكر لي أنه من تلاميذ الشيخ محمد القدامى
    اسمه عباس المعاشي( أو الشمري الشك مني) بعد انتهاء الدرس تحلق حول الشيخ حشد من الناس منهم السائل ومنهم المستفتي وصاحب الحاجة ولقد رايت ما يعانيه الشيخ من صلف الناس وجفاءهم فرحمه الله وعفا عنه
    لحقت الشيخ وسألته.
    هل تقبل توصية عباس الشمري
    قال : أنعم به وأكرم .
    كنت احتفظ برقم عباس
    فتوجهت لكابينة الهاتف واتصلت عليه
    رد علي عباس بصوت غير الذي عهدته
    كلمته في الموضوع!!
    قال : أنا مريض ولكن سوف اتصل على الشيخ وابلغه بما تريد إن شاء الله
    رجعت للسكن وبحثت عن محمد بن بجاد
    فطلبت منه غرفة بسرير مريح لكي أضع متاعي فيها!!
    ضحك وقال : تعال اريك غرفتك!!
    صعدنا للدور الثالث ففتح لي الباب
    فرأيت غرفتي المريحة!!
    غرفة صغيرة ملقى فيها طراحة مهترئة ولحاف بالي ووسادة مهترة!!
    قد فرشت ببساط أقرب حاله أن أسميه أنه هالك!!!
    ركز بجدرانها رفوف فارغة لوضع الكتب فكانت أشبه بعجوز فاغرة ولا أسنان لها
    قال تفضل هذه غرفتك!!
    وقال : أنا لست مشرف السكن!!
    إن أردت شيء فكلم الأخ محمد زين العابدين !!
    قلت له: وأين أجد محمد زين العابدين هذا
    قال هو مسافر وسيأتي اليوم من شرورة و هو ينزل في غرفة في الدور الثاني
    مع شخص اسمه نافع الشمري!!
    حينما سمعت كلمة (شمري) جمد الدم في عروقي !!
    فهاأنذا أجاور شمريا حقيقيا !!
    ثم انصرف وتركني في الغرفة
    وأظنه قال في نفسه : يالهذا الأحمق هل يظن نفسه سينزل في غرفة خمس نجوم!!
    جلست على طراحتي البالية
    أنظر لجدران الغرفة المتسخة !!
    سبحان الله كيف يرضى الشيخ محمد بهذا الحال
    ولم أكن اعلم إلا بعد حين أن غرفتي تلك هي غرفة الضيافة!!
    ولكن بعد فترة والشهادة لله فقد تحسنت الأوضاع بشكل ملفت
    وجدد السكن تجديدا يليق بمقام شيخنا رحمه الله رحمة واسعة
    وقفت على نافذة الغرفة حيث تشرف نافذتي على الشارع العام
    أراقب الرائح والجاي كما يقولون!!
    لمحت نسوة كثرا متلفعات بالسواد وجالسات على الرصيف
    وبعد لحظات جاء الباص فحملهن ومكتوب عليه ( مستشفى الملك سعود)
    إذا ،هن ممرضات!! ومتسترات بهذا الستر بل وسمعت ان كثيرا منهن غير مسلمات!!
    فالسفور كما سبق نادر أو معدوم .
    تركت الممرضات اللاتي يذكرنني بالمرض والهم فنزلت للمسجد
    سألت عن الدرس في تلك الليلة
    فقالوا لي :الدرس الليلة في كتاب زاد المستنقع
    سألت أحد الطلاب عن مكتبة قريبة
    فأشار لمكتبة مجاورة لجنوب المسجد مكتوب عليها مكتبة الإمام الذهبي
    دخلت للمكتبة وطلبت من البائع أن يعطيني متن الزاد
    فاشتريته ثم توجهت للمسجد
    رأيت مجموعة من الكتب موضوعة للحجز أمام الشيخ
    ولم تكن تلك العادة غريبة علي فقد كنت افعلها في دروس مشائخنا في الطائف
    تقدمت وبكل جرأة وصفاقة !!
    فالتفت حولي هل يراني من احد !!
    فأزحت كتابين عن بعضهما وفرقت بينهما في المجالس ووضعت كتابي بينهما!!
    ولقد اخترت الصف الأول بل وأمام الشيخ مباشرة!!
    لقد كانت تلك الجرأة والصفاقة سببا هيئه الله تعالى لي لكي يفتح قلب شيخنا الكبير
    لشخص مغمور ضائع مثلي.[/frame]

    خواني اخواتي انا قلت الطريق طويل والمسافة بعيد
    لازم ناخذ معنا ماء (الحلقات كثيرة)
    يتبع





    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    [frame="7 80"]الحلقة الرابعة عشر
    توافد الطلبة على الجامع زرافات ووحدانا وذلك قبل الأذان
    وحينما أذن المغرب ازدادت وتيرة الحضور حتى غص بهم الجامع
    ولقد تأخر الشيخ كعادته للحضور حتى إنك إن خرجت خارج الجامع
    سترى في الأسواق المحيطة بالجامع جلبة بعد خروجهم من صلاة المغرب من المساجد الأخرى!!
    وأخيرا دخل شيخنا بهي الطلعة رحمة الله عليه
    صلى بنا المغرب وكنت أول مرة أسمع تلاوة الشيخ
    تلاوته شبيهة بقراءة الشيخ السبيل إمام الحرم لمن يعرفه !!
    إلا أن شيخنا يسرع قليلا في القراءة.
    وفي قراءته نبرة حزن .
    صليت بجوار المؤذن عن يساره منذ ذلك اليوم
    وحينما سلم الشيخ انتظرت قليلا ثم تخطيت الصفوف والأرتال
    وللمسجد ضجة هائلة بالتسبيح والتكبير كما هي السنة
    توجهت لمكاني الذي حجزته ورفعت كتابي وجلست
    قدم مجموعة من الطلاب ، وجلسوا حولي وقال أحدهم لي
    هذا مكان فلان قم وابحث لك عن مكان آخر!!
    قلت له : وهل المكان ملك أبيه !!
    هذا بيت الله والمكان لمن سبق!!
    أعتدت على ذلك النقاش من قبل في الطائف!!
    ابتسم محدثي وأطرق يقرأ في كتابه!!
    كنت غرا ولا أدرك عواقب أفعالي
    استكملت الصفوف وبقي مكاني الذي أنا فيه فرجة صغيرة !!
    كان كل من حولي يرقبني بنظرة إشفاق كأن عيونهم تقول لي:
    انتظر قليلا وسترى!!!
    جاء شاب آدم اللون مستوي البنية ولحيته خفيفة!!
    وقد خرج من غرفة بجوار مكان الدرس ويظهر أنه من كبار الطلبة!!
    ويحمل حقيبة صغيرة وضعها على مقعد الشيخ ثم استدار وجاء نحوي!!
    اقترب مني وقال:
    هذا مكاني !!
    قلت له : أهلا بك وزحزحت الذي بجواري حتى حشرته !!!
    وقلت له: تفضل!!
    فجلس الرجل وهو غير راض!!
    تأخر الشيخ حتى يتسنن الراتبه ثم تخطى الصفوف ودخل حتى صار أمامنا
    وعلا فوق منصة الدرس المصنوعة من القطيفة المحشوة بالقطن أو ألأسفنج الخشن، لا أدري!!
    ثم جلس وألقى عباءته خلفه
    واتكئ على الجدار
    نظر إلي فرأى وجها جديدا لم يعهده!!
    فنظر لمن بجواري وأرخى رموش عينيه ليركز النظر
    وهو يقلب في أوراق منشورة في حجره كأنه يتساءل من هذا
    ثم قال الشيخ: أليس المكان ضيق عليكم
    أما أنا فلم أنطق حرفا واحدا ولم أتحرك كأنني لا أسمع وخيرا فعلت!!
    وأما جاري فاستوى في جلسته وأصلح من مكانه فصار فسيحا بقدرة قادر!!
    ثم هز رأسه بعلامة تفيد برضاه !!
    انتهى الحال على هذا ولكن يظهر أن الشيخ قال في نفسه :
    ستدفع ثمن جرأتك .!! فهذا المكان له ثمن!! وأي ثمن!!
    ابتدأ الشيخ بالحمد والصلاة على رسول الله
    وقال : درسنا في الفصل الماضي كذا وكذا
    ثم بدأ بمراجعة الطلبة عما تلقوه في الدرس السابق.
    كان الطلبة حولي يرفعون أيديهم لكي يجيبوا. أيهم يختار
    أما أنا فليس لي في ذلك النقاش ناقة ولا جمل!!
    الشيخ محمد سهل وبسيط في كل أموره
    في أخلاقه في سمته ، في لباسه ، في حديثه ،
    أما حينما يتعلق الأمر بالسؤال والنقاش فليحمد الله كل من سلم من ذلك!!
    يقولون إن علم الرجل يظهر من سؤال الناس له
    حيث يسهل على كل واحد أن يحضر من كتاب فيفرغه كاملا بين يدي الناس!!
    لكن حينما تتوارد عليه الأسئلة ويحيطه المناقشون الأذكياء
    فحينها يظهر علم العالم من جهله
    وهذا هو منهج الشيخ في السؤال والنقاش
    يعود الطلبة على قوة الحجة وتحمل الجدال دونما خوف أو تردد
    ولذلك يتعمد حشر الطالب بأسئلة صعبة ويورد عليه الإشكالات
    فلا يفلت منها إلا الأذكياء والنبهاء
    أما من يرى في نفسه عدم الأهلية أو يعرف من حاله انشغال فكره بمصالحه وولده
    فخير له أن ينصرف للصفوف البعيدة وليدس رأسه خلف زاوية أو عمود!!
    استمرت المناقشة والمراجعة وقت لا بأس به
    ثم ابتدأ الشيخ بالدرس الجديد.
    شيخنا رحمه الله فنان في التدريس قل نظيره
    أسلوبه يسير لا يشق على المبتديء ولا يحتقره الطالب المجد القديم
    فكل يجد حاجته وكل يخرج وهو راض وفاهم ومستوعب لكلام الشيخ
    الشيخ محمد ليس صاحب كم ولكنه إمام في الكيف!!
    من الأمثال المشهورة :
    علمني صنعة ولا تقرضني مالا!!
    شيخنا يعلمك صنعة العلم بحيث يمرس الطالب على كيفية
    البحث والمناقشة والاستدلال والتأصيل ، والجدال وكيفية ترتيب الدليل والحجة
    ولذلك يستمر الطالب عند الشيخ سنوات عديدة ولم يكمل كتابا واحدا عنده
    ولكنه يخرج بفهم ثاقب وقدرة هائلة على الطلب والبحث والاستمرار في التحصيل[/frame]

    يتبع لكن والله مفيد جدا





    رد مع اقتباس  

  3. #23  
    [frame="7 80"]الحلقة الخامسة عشر
    في دروس شيخنا في عنيزة من النادر أن يسال الشيخ الطالب خلال الدرس
    فغالبهم قد جاء له من أماكن بعيده بقصد العلم والتحصيل
    وفيهم من الطاقة والحيوية ما يجعلهم حريصين ومتنبهين لكل فائدة ومسألة.
    ولكن الوضع ذلك اليوم مختلف !!
    سألني الشيخ في ذلك الدرس ثلاث مرات كأنه يختبرني أو سيقول لي : طس !!
    وبحمد الله بلعت الطعم ولم أقع في المصيدة!!
    فقد أجبته بما فتحه الله علي مما حصلته عند مشائخنا في الطائف
    فكان ذلك فأل خير لي بحمد الله تعالى
    انتهى الدرس الأول بعد الأذان
    ثم تقدم شاب من الصف الخلفي وجلس بيني وبين جاري الغاضب مني!!
    وعلق الميكرفون على صدره ثم أخذ يقرأ من نونية ابن القيم
    بصوت جمع بين العذوبة والرقة ، وجمال الأبيات التي نظمها ابن القيم رحمه الله
    لقد كانت تلك المنظومة مع أنها تحوي ردودا علمية رصينة إلا أنها.
    حوت حكما ومواعظ وطرائف لا يتقن نظم قلائدها سوى مثل ابن القيم وكفى به !!
    لاحظت رجلا أفغانيا ذو عمامة عريضة ويلبس المرآة يجلس عن يمين الشيخ
    و لاحظت الشيخ يستأنس كثيرا بالحديث معه أو مناقشته
    وكانت أسئلته وركاكة لسانه الأعجمي تثير ضحك الطلاب
    كنا نستأنس ونفرح حينما يسأل هداية الله لأن شيخنا يسر بذلك
    ومع عجمته وصعوبة النطق بالعربية لديه حيث انه لا يتكلم سوى بالفصحى المكسرة!!
    إلا أن الرجل قد أتقن علوم الآلة من نحو وأصول وأصول تفسير ، بشكل شبه كامل
    أذكر في درس الفرائض من متن البرهانية المسألة العنقودية والتي لم يستطع حلها سوى
    هداية الله !!
    وهي مسألة شائكة ومعقده لا يقدر عليها سوى الراسخين في الحساب والفرائض
    كان هداية الله هذا يسجل دروس الشيخ في مسجل صغير
    ثم يرجع لغرفته فيغلق الباب على نفسه
    فلا ينام حتى ينسخ ذلك الشريط على دفتر خاص ثم يترجمه من فوره للغته الأفغانية!!
    و هذا ما يفعله كل ليلة طوال ست سنوات جاورته وخبرت حاله!!
    انتهى الدرس وتوجهنا للمصلى وكنت وضعت كتابا بجوار المؤذن لكي أصلي مكانه
    صليت خلف شيخنا وبعد السلام تحلق مجموعة من الناس حول الشيخ
    كما هي العادة في كل صلاة سوى صلاة الفجر والمغرب
    ثم قام الشيخ وخرج من المسجد لحقته مع الناس وذلك بقصد الفضول فقط
    كنت أسير بمحاذاة الشيخ واستمع لأسئلة الطلبة والمستفتين
    ولقد فاجأني الشيخ حينما التفت إلي وقال:
    يبدوا أنك تريد العلم والتحصيل !!
    كانت غير متوقعة والله
    ثم قال الشيخ هل نزلت في السكن؟
    قلت : نعم
    كان الطلبة يراقبون هذا الموقف وقلوب بعضهم تخفق من الغيرة من هذا الحوار
    الخاص!! والنموذجي!!
    قال : إذا عجل بالتزكية حتى نسمح لك بالبقاء !!
    قلت له : لقد اتصلت على عباس وهو مريض وقال سيتصل عليك!!
    قال : خيرا إن شاء الله ثم عدت أدراجي للسكن
    استبشرت بهذا النجاح الذي لم ارتب له شيئا بل توفيق الخالق سبحانه وتعالى
    دخلت لغرفتي فوجدت زائرا ينتظرني!!
    وجدت شخصا جالسا في غرفتي
    سلمت عليه فرد وقال : هل أنت تسكن في هذه الغرفة
    قلت : اليوم نزلت فيها
    قال : إذا سنكون سوية هنا أنا أخوك بندر الحربي
    تعارفنا قليلا ثم نزلنا للعشاء وهذه المرة لم أنتظر أحدا يدعوني!!
    حقيقة أن تنام في غرفة صغيرة وضيقة مع شخص لا تعرفه شيء مزعجلمن لم يعتد عليه
    خصوصا انه لم يستأذنني احد في اختيار زميل السكن
    ولكن لا خيار لي فإما مع بندر أو الشارع!!
    ولكن بندرا هذا رجل ظريف وحلو المعشر
    وبعد حديث طويل معه اكتشفت طيبته
    ومع انه رجل انعزالي ولا يحب مخالطة الناس ونظراته غير محببة ، لعمقها وحدتها!!!
    إلا أنني حينما عاشرته وخالطته تبين انه رجل طيب وفاضل
    استأمنته على بعض أموري وكنت أستشيره فيصدق المشورة!!
    كنت أخرج للتنزه مع بندر على سيارته الوانيت في الطعوس المحيطة بعنيزة
    وما أكثرها!!
    في اليوم التالي حضرت درس الصباح
    والذي يستمر من الساعة الثامنة وحتى العاشرة والنصف
    ويدرس فيه الشيخ خمسة كتب
    والحضور في تلك الدروس ليس بالكثرة التي كانت بالأمس
    حيث أن هذه الدروس فقط في موسم الصيف والعطل الدراسية
    كانت الدروس صعبة علي لمستواها العالي عني
    ومع ذلك فلم انقطع عنها طوال الفترة المتبقية من الصيف والتي لم تطل كثيرا
    بخصوص المكان فقد تمسكت بالمكان الذي جلست فيه بالأمس
    وذلك لسنوات عديدة بفضل الله تعالى
    وذلك على رغم عدم رضى جاري سامحه الله!!
    والذي ستكون لي معه مواقف ستصطدم كثيرا من قراء هذه الحلقات
    ولست اقصد من روايتها الشماتة به أو النيل منه
    فأنا لن اسميه ولا احد من القراء يعرفه أو يعرفني
    ولا يخلوا ذكر القصة من فائدة وحكم وطرفة !!
    ومع أن تلك المواقف حصلت قبل سنوات عديدة إلا أنها لن تمر دون اعتبار وتمحيص
    والموعد عند رب العالمين سبحانه وتعالى هو حسبنا ونعم الوكيل[/frame]

    يتبع





    رد مع اقتباس  

  4. #24  
    [frame="7 80"]الحلقة السادسة عشر
    في اليوم التالي حصل تقريبا ما حصل بالأمس غير أن المفاجأ ة كانت وعلى غير المتوقع
    حينما مشيت مع الشيخ في عودته لبيته بعد الدرس الصباحي
    ناداني الشيخ وبانزعاج ظاهر وقال لي: لما لم يتصل صاحبك
    قلت له: والله لا أدري ولكن في اتصالي السابق عليه قال هو مريض
    فلعله اتصل على تلفونكم فلم يجبه أحد!!
    قال الشيخ: هات رقم تلفونه وسوف أتصل عليه أنا!!
    لم أكن ساعتها أحمل رقم عباس فقلت له: سأحضره لك بعد صلاة الظهر
    وبعد الصلاة ناولت الشيخ ورقة عليها رقم الشيخ عباس
    كنت قلقا للغاية فالشيخ محمد لمن خالطه رجل حازم
    ولا أسهل عليه من أن يقول لي ارجع من حيث أتيت!!
    وكون الشيخ يطلب رقم عباس ليتصل عليه من طرفه إن ذلك الفعل هو نبيل وتواضع
    من شيخنا جزاه الله خيرا ورحمه وأسكنه جنات النعيم
    بعد صلاة العصر وانتهاء درس العامة أشار لي الشيخ وكنت أمامه بجوار المؤذن أن الحق بي!!
    لحقته ومشيت بجواره ولكنه لم يكلمني في شيء!!
    انتظر الشيخ حتى انتهى الناس وقضى حوائجهم وبقيت أنا وهو بمفردنا نسير حتى
    اقتربنا من البيت وكنت منتظرا دون أن استبق منه شيء!!
    ولكن يعلم الله سبحانه وتعالى أنني قد خفت وظننت الظنون فربما أن أخي سعود أخبر
    عباس بمشكلتي
    وبدوره أطلع عباس الشيخ على الحاصل !!
    قال الشيخ: خلاص!!
    شدهت وظننت أنه خلاص سيخرجني ولكنه استأنف كلامه.
    أنا كلمت عباس وهو أثنى عليك خيرا!!
    وسكت!!
    قلت في نفسي :ما معنى هذا الكلام؟
    ثم أكمل شيخنا وهو يضم يديه ويشير بها للإمام ويزم شفتيه وقال :
    سنقبلك في السكن!! بشرط أن تجتهد في الطلب
    لو كان بيدي في تلك اللحظة أن اصرخ من الفرح لفعلت!!
    أي خبر سعيد هذا !! الحمد لله رب العالمين
    ثم قال الشيخ : وأنت يافلان الشمري!!!
    اغتنم هذه الفرصة ، خاصة أنك ما زلت في مقتبل عمرك وفقك الله
    انصرفت بعد أن قبلت رأسه ودعوت له
    ما أجمل أن ترى بصيص الأمل بعد اليأس ما أجمل الشعور بالاستقرار
    وخاصة في كنف ورعاية رجل بوزن الشيخ محمد عليه الرحمة والرضوان
    لم أطمع ولم أحلم بل والله الذي لا إله سواه ولم يخطر في بالي أن أحصل على أي
    امتيازات مادية أو معنوية من قبل الشيخ محمد
    بل كان يكفيني أن أحصل على ما حصل عليه
    الآلاف سواي من طلبة العلم الذين يحيطون بشيخنا من كل صوب كل يبحث عن
    رضاه بعد رضى الخالق سبحانه وتعالى فهو للجميع بمقام الأب الحاني
    ومن ذا لا يبحث عن رضى والدهأو والدته
    وكذلك يكفيني ويشرفني أن أتتلمذ على يديه وأحصل على علم قل منه أو كثر
    انخرطت بعون الله سبحانه في طلب العلم والتحصيل فكان هو شغلي وهمي
    اقتنيت عددا من الكتب ورتبتها على الرفوف في غرفتي الصغيرة
    تعرفت على عدد من الطلاب ولكن لم يكن اهتمامي منصبا على ذلك
    من الطلبة الذين عرفتهم وخالطتهم الأخ نافع الشمري
    وكذلك الخ خالد الشمري ومنهم الأخ محمد زين العابدين!!
    هذا الأخير هو مشرف السكن
    وقد وصل من شرورة لكي يرتب سكنا له ولزوجته التي دخل بها قبل أسابيع!!
    وبذلك سينتقل من السكن الحالي والذي هو سكن للعزاب فقط ليستأجر بيتا له ولعائلته
    الأخ محمد رجل عاقل وفيه حلم وأناة ولذلك كان اختياره للإشراف على السكن هو اختيار موفق
    كان الأخ محمد هو ملاذ الطلاب عند المحن بعد الله فهو الوسيط بينهم وبين الشيخ
    ولقد كانت مهابة الشيخ محمد رغم تواضعه تمنع كثيرا منهم عن مخاطبته مباشرة
    ولكن يكفي أن يوصل الأخ محمد شكاويهم وطلباتهم ليبت فيه الشيخ
    طلبت عن طريق الأخ محمد أن يوفروا لي كتبا ومراجع فوضعت قائمة كبيرة بالكتب
    سلمتها لمحمد فظهرت على وجهه ابتسامة صفراء ماكرة !!
    وهز رأسه وقال: هل تظن الشيخ يوافق لك على هذه الكتب
    قلت له قدمها له وسنرى
    وفعلا قدم محمد القائمة للشيخ بعد ظهر إحدى الأيام فوضعها الشيخ في جيبه
    بعد يوم أو في ذلك اليوم بعد العصر ناداني محمد وقال : انظر في ورقتك!!
    فوقعت عيني على شخاميط بالقلم الأحمر وضعت على كل الكتب تقريبا وأضيف عليه
    للتأكيد علامة X
    ووافق على كتابين أو ثلاثة وأرفق معها قيمة الكتب نقدا معلقة بالفاتورة!!
    أخذتها وحمدت الله تعالى واشتريت الكتابين فأضفتها لمكتبتي الصغيرة
    وعلى كل فقد وفر في السكن مكتبة علمية لا بأس بها وتحوي مراجع كثيرة للباحثين ومحبي القراءة ومع ذلك فالمكتبة شبه خالية
    والسبب في ذلك
    أن أغلب الطلاب قد يسر الله لهم مكاتب على حسب تخصصاتهم ومشاربهم في غرفهم
    فترى الطالب المهتم بعلم الحديث والتخريج أكثر كتبه ومراجعه من ذلك
    وينطبق الحال كذلك على طالب الفقه والتفسير وغيرها
    أما أنا فقد كانت مكتبتي صغيرة ولكنها نمت وترعرعت حتى خرجت من سكن الطلاب
    وإنه ليعجز عن حملها الرجال الأشداء أولي القوة لكثرتها وتنوعها والحمد لله!![/frame]

    يتبع جزاكم الله خير اتعبتكم معاي





    رد مع اقتباس  

  5. #25  
    المشاركات
    1,043
    انشاء الله اكملها واسجل لك ماقرات
    الله ينفعكم بما نفعتونا به
    الله يجزاك خير





    رد مع اقتباس  

  6. #26  
    المشاركات
    1,043
    الله يعطيك العافيه رجعت اكملها
    الحمدلله قرأتها وقرأت خروجه من الطائف ألى أبها ثم ألى الرياض
    ومكوثه في الفندق ومساعدة الرجل له وذهابه الى حائل واحلى شي
    انه قابل شيوخ معروفين والله اني تمنيت اني رجل بس الحمدلله على كل حال
    وحكايته مع صديقه سعود حلوه نعم الأصدقاء وسبحان من سخره له
    وذهابه الى القصيم ومقابلته لشيوخ كان شي طيب وكرم صديقه مشاء الله
    وعجبني في القصه الحكايه الي صارت لسعود في الطريق العام
    لما قال الرجال هي طالق اذا ماجيت قدام وهيه في الخلف والله روعه القصه
    الى ان وصلت الى الحلقه العاشره ويكفي اني عرفت شي عن الشيخ صالح ابن العثمين
    راح اكملها ان شاء الله ياخي الفاضل
    وجزاك الله خير واتمنى نلقى فيها فائده





    رد مع اقتباس  

  7. #27  
    المشاركات
    3,957
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاكـ الله خيرآ يا أخى الطيب / أبو راوية الحربى

    وفى إنتظارحلقاتكـ الغالية

    تحياتى لك / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخوكــ





    رد مع اقتباس  

  8. #28  
    أختي سمــ تالآ ى جزاك الله ألف خير واتمنى تتابعي والله اكلمك لعظم الفائدة وجزاك الله خير





    رد مع اقتباس  

  9. #29  
    أخي الميتسم كثيرا جزاك الله خير على المرور واتمنى لك التوفيق





    رد مع اقتباس  

  10. #30  
    [frame="7 80"]الحلقة السابعة عشر
    كنت وبحمد الله مجدا في الطلب وقد انشغلت بالي وتفكيري تماما عن أي شيء آخر سوى العلم وطلبه
    قد يلومني أحد على عدم اهتمامي بوالدي وأهلي ذلك الحين، وأنا والله أوافقهم هذا اللوم وأستحقه
    ولكن ما الحيلة وما المخرج
    لم أكن ذا رأي وهدى إلا أن الله تعالى برحمته لم يترك الأمور هكذا تسير بل بتدبير عجيب منه سبحانه حصلت وقائع هي أصل روايتنا هذه وهي ذروة سنامها ، وسأحكيها في وقتها كما هي ولا بد من التمهيد لها ولو طال ذلك!!
    حتى تتضح الصورة وتنكشف الأوراق دون النيل من أحد بعينه فليس هذا مقصدي والله فلموتي ودفني مع سري عاجلا أو آجلا أهون على نفسي من كشف ذلك أو البوح به فالله سبحانه يعلم أنني أردت الفائدة لي ولمن سيقرأ هذه الرواية من أهلي وأصحابي الذين رغبوا في معرفة الحقيقة ، ولا اشك إن شاء الله أن كثيرا ممن وقع في نفوسهم شيء علي حينها حينما يطلعوا على ما سأخطه هنا أنه لو كان لديهم إنصاف( وهو عزيز ) فلا بد أن يزيل كثيرا من اللبس والخلط غير المقصود
    كذلك ينبغي العلم أنني حينما أحكي ما يفهم منه الثناء على شخصي لا اقصد والله ذلك بل إنني أروي ما حدث وما مضى عليه حوالي الخمسة عشر سنة خلت ويعلمها كثير من الطلبة ويشهدون عليها ، ولست ادعي أنني أكثر الطلبة أو اقلهم تحصيلا وعلما ولكن هذه هي الحقيقة وهذه الصورة كما وقعت ، لا يأتِّيني أحد غدا يقول لي أنت تمجد شخصك
    لا والذي بيده علم الساعة ما هذا قصدي بل غايتي من كل ذلك أن أكشف أمرا طالما رغبت في كشفه وفضيلة آن الأوان لبيانها وبالله التوفيق
    لنرجع لروايتنا .
    كما ذكرت توجهت للعلم بكل جوارحي وحصلت خيرا عظيما ، والخير هنا لا يقاس بالكثرة كما قد يتبادر لذهن البعض ، العلم أيها الإخوة والأخوات لمن ذاق طعمه حقيقة هو التأصيل المبني على منهج سديد تحت مظلة عالم راسخ العلم
    شيخنا كما سبق بيانه ربانا على الكيف لا على الكم
    إن كثيرا من علماء وطلبة العلم من زماننا بشكل مباشر أو غير مباشر قد تتلمذوا عليه.
    ولو تأملت حال كثير من نجباء زماننا لرأيت من أول قوائم العلماء الذين تتلمذوا عليهم هو الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

    سواء مباشرة أم عن طريق الشريط والكتاب
    حدثني أحد طلبة العلم في الأردن أن مجموعة من طلبة العلم هناك يستمعون لأشرطة دروس الشيخ على ميكرفون الجامع فيتحلق عليه الطلبة ويغص المسجد منهم كأنهم بين يديه ويستمعون ويدونون ما يقوله الشيخ من علم وافر!! كل ذلك من شريط!!
    كان الشيخ يكلف الطلبة بالبحوث فكنت من المكثرين من ذلك بحمد الله
    كنت أحيانا أجلس أبحث من بعد صلاة الفجر فلا ارفع رأسي عن الكتاب حتى يؤذن الظهر وأنا لا أشعر
    كان تخريج الحديث الواحد على حسب التأصيل العلمي المعروف يستغرق أحيانا ثلاثين ساعة متواصلة بدون نوم !!
    كل ذلك مني قليل مقارنة بفطاحل الطلبة وجهابذته الذين حصلوا خيرا عظيما لدى شيخنا وليس هذا بمستغرب أو مستكثر على تلاميذه صغروا أم كبروا
    ولو شئت لحدثتكم عن عجائب لا يكاد يصدقها المرء عن مواقف احتفظ فيها عنهم بارك الله فيهم ونفع بهم
    لكن حصل موقف عجيب وغريب سبب تحولا بل عمق العلاقة بيني وبين الشيخ من حيث لا أشعر !!!
    طلب منا الشيخ أي من جميع طلبته، أن يقوموا ببحث حول الفوائد أو الحكم من جواز أن يباح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج أكثر من أربع نساء.
    وكان التكليف بذلك البحث في دروس المساء .ولا ادري هل كان في التفسير أم في درس البخاري نسيت والله!!
    رجعت تلك الليلة وكنت حينها في غرفة الأخ نافع الشمري .
    حيث أن مراجعه وكتبه كثيرة.
    قرأت في بعض المراجع مباحث حول هذا الموضوع ولكنها لم ترو الغليل!!
    قرأت في أبواب النكاح من كتب الفقه والحديث فبالكاد استطعت استخراج فوائد محدودة العدددونتها في دفتر عندي ثم خرجت للبلاكون المقابل لمنارة المسجد في الجهة الجنوبية من سكن الطلاب وأضأت النور ثم جلست أتفكر في المسألة وكلما طرأت لي حكمة أو فائدة سارعت بتدوينها ورصدها ثم قمت بإضافتها للمبحث
    مر علي الأخ نافع ومحمد زين العابدين وطلبا مني النوم
    قلت سأفعل و سوف أصعد لغرفتي للنوم بعد أن أنهي كتابة بحثي
    وما زلت أدون واكتب وأتفكر حتى أذن علي الصبح ولم أنم دقيقة واحدة بل لم اشعر بالرغبة في النوم أصلا ولقد جمعت في تلك الليلة ما مجموعه أربعون فائدة!!
    حملت ذلك الدفتر ونزلت به لصلاة الفجر وبعد الصلاة لحقت الشيخ وسلمته ذلك البحثولم أذكر له مراجعي أو ما عانيته من كتابة هذا البحث أو أي شيء فقط سلمته ورجعت لغرفتي فاستسلمت لنوم عميق ولم احضر درس الصباح!!
    لم أكن أقدر ما هي نتائج هذا العمل بل كل ما كنت أتوقعه أن يحصل المبحث على تقدير معنوي وتوجيه ونقد لما فيه مما سيصقل موهبة البحث عندي وهذا يكفيني فخرا
    ذهبت لصلاة الظهر كما هي العادة وبعد الصلاة رافقت الشيخ وصحبته لأستفيد أي فائدة خلال مسيره
    ولكن حدث مرة أخرى مالم يكن في الحسبان .
    طلب الشيخ من الطلاب العودة للسكن وصرف الناس ثم أمسك الشيخ بيدي
    وقال : من أين دونت هذا البحث وماهي مراجعك
    قلت له وأنا مذهول وخائف كأنني أشعر بارتكاب خطأ أو مصيبة:
    قرأت بعض المباحث البسيطة حول الموضوع ولكن غالب ما دونته استنتجته واستخرجته بنفسي!!
    قال : هل أنت متأكد
    قلت: أي والله هذا ما حصل!!
    لا أشك لحظة أن الشيخ ارتاب من كلامي ولم يأخذه محمل الجد
    ولكنه لم يرد أن يشعرني بشيء أو يظهر انبهاره مما كتبته رغم حداثة سني وقرب الفترة التي قضيتها لديه
    اتصل الشيخ بغير علمي على الأخ محمد زين العابدين وسأله عني
    ناداني الأخ محمد وحقق معي تحقيقا غير مباشر !!
    سألته ما القصة
    قال : بحثك الذي كتبته هذا يقول الشيخ انه فوق مستواك وأنه كلام عميق ونحو هذا الكلام!! يقول محمد : ولقد أخبرت الشيخ انك لم تنم تلك الليلة حتى صلاة الصبح
    في درس المساء وبعد أذان العشاء وانتهاء الدرس الأول
    أخرج الشيخ ذلك الدفتر وطلب من أحد طلابه الكبار أن يقرأه عليه علنا لكي ينقح البحث ويحكم عليه من قبل الجميع ولم يخبر الشيخ الطلاب أو القارئ أنه بحثي
    وكنت جالسا بجوار ذلك القارئ
    أذكر ذلك الموقف والقارئ هو الشيخ خالد المزيني وهو احد أقدم وأقدر الطلاب علما وتحصيلا وكان ذو جرأة على الشيخ في إبداء رأيه والشيخ يحترمه ويحترم رأيه.
    كان خطي (وما يزال) سيئا للغاية ويصعب علي قراءته أنا فما بالك بغيري!!
    كان الأخ يقرأ ويتوقف بسبب عدم وضوح كلمات وخربشات لا يفهمها غيري!!
    فكنت اقرب نظري له وأصحح العبارات وأساعده في تهجيها !!
    نظر إلي القارئ بتعجب فقال : هل أنت من كتب هذا البحث ؟ كأنه يقول اصمت فهذا لا يعنيك !!
    سكت ولم أجب ولا أذكر هل أخبرهم الشيخ بأنني أنا كتبت ذلك المبحث في ذلك الدرس أم لاحقا!! ولكنهم في النهاية علموا!!
    أخذ الشيخ في التعليق على كل فائدة ويصحح العبارات ويقومها ويحذف المكرر حتى بلغ مجموع الفروق البينة بلا تكرار ولا تناقض خمسة وعشرون فائدة!!
    لم أستطع تذكر ما حصل في ذلك الدرس ولكن الذي أعرفه أن شيخنا رحمه الله كلما أراد أن يثني علي أمام احد يقول : فلان الشمري !! كتب بحثا ممتازا ويذكره بذاته من مناقبي!!
    حينما أطلع على ذلك البحث (وهو عندي) الآن لا أشك أن مستواه العلمي بالنظر الثاقبة هو متواضع في ترتيبه وأسلوبه غير أنك حينما تنظر إليه من ناحية عدد الفوائد وصحتها بصرف النظر عن الأسلوب وما فيه من خلل والحكم عليه كمنهجية دقيقة من هذه الناحية لا شك أن ذلك يعتبر وفي سني ذلك إنجازا
    انظروا للطفل الصغير حينما ترونه يفعل شيئا مميزا كأن يلفظ عبارة جديدة لأول مرة أو يقوم بحركة لم يعتد الوالدان على رؤيتها سوف يرون ذلك منه شيئا عجيبا وذلك بالنظر لمستواه العقلي والسن ونحو ذلك من مقاييس
    أما لو حدث من غيره ممن يكبره بعدة سنوات مثلا فهو غير مستغرب بتاتا والفكرة واضحة إن شاء الله
    لا يهم الآن بالنسبة لك أخي الكريم أختي الكريمة الحكم على ما فعلته هل هو إنجاز أم غير إنجاز المهم لكم الآن هو معرفة ما حصل بعد ذلك من طوام ودواهي سأحكيها في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى يتبع إن شاء الله[/frame]
    يتبع





    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 10 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رحلتي مع الالأم
    بواسطة بنت عبد العزيز في المنتدى اللغه الاتجليزيه , تعليم اللغات - Forum English
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 21-Nov-2008, 07:02 PM
  2. حطت رحلتي فهل من مرحب
    بواسطة سفاح القلوب في المنتدى هنا البداية الترحيب بالاعضاء
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 27-Feb-2007, 10:43 PM
  3. خفايا رحلتي
    بواسطة prince~~love في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-Dec-2006, 10:47 PM
  4. رحلتى الي النور (أأجزااء)
    بواسطة فيض الجرووح في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-Oct-2006, 04:11 PM
  5. لمـــاذا رحلتي.!!!
    بواسطة ترانيم حرف في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 13-Aug-2006, 05:18 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •