مكان, احد, يتوقعه, يسجد, شاب

يقول الشاب ذو الــــــــــ19عاما
كنت شابا اظن الحياة مال وفير.وفراش وثير.ومركب وطيء
وكان يوم الجمعة جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ
وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة .
سمعت النداء حي على الصلاة حي على الفلاح
اقسم انني سمعت الاذان طوال حياتي ولكنني لم افقه يوما معنى كلمة الفلح.
طبع الشيطان على قلبي حتى صارت كلمات الاذان كأنها تقال بلغة غريبة لا افهمها.
ان الناس من حولنا يفرشون سجاداتهم للصلاة ونحن كنا نجهز عدة الغوص وانابيب الهواء
استعداداً لرحلة تحت الماء . لبسنا عدة الغوص .و دخلنا البحر بعدنا عن الشاطئ حتى صرنا في بطن البحر.
كان كل شيئ على مايرام .الرحلة جميلة .وفي غمرة المتعة.
فجأة تمزقت المطاطيه التي يطبق عليها الغواص بأسنانه و شفتيه لتحول دون دخول الماء الى الفم و لتمده بالهواء من الانبوب . و تمزقت اثناء دخول الهواء الى رئتي
و فجأة اغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي وبدأت اموت
بدأت رئتي تستغيث وتنتفض تريد هواء اي هواء .
اخذت اضطرب .البحر مظلم .رفاقي بعيدون عني.
بدأت ادرك خطورة الموقف .انني اموت
بدأت اشهق واشرق الماء المالح بدأ شريط حياتي بالمرور امام عيني مع اول شهقة عرفت كم انا ضعيف
بضع قطرات مالحه سلطها الله علي ليريني انه هو القوي الجبار.
آمنت انه لاملجأ من الله إلا إليـه . حاولت التحرك بسرعة للخروج من المـاء
لأني كنت على عمق كبير
ليست المشكلة أن أمـوت المشكلة كيف سألقـى الله ؟!
إذا سألني عن عملي ماذا سأقول ؟
أما ما سأحاسب عنه الصلاة وقد ضيعتها
تذكرت الشهادتين فأردت أن يختم لي بهمـا
فقلـت أشـهـــ فغـص حلقـي وكأن يداً خفيةً تطبق على رقبتي
لتمنعني من نطقهـا
حاولت جاهـداً أشهـ أشهـ بدأ قلبي يصرخ :
ربي ارجعون ربي ارجعون
. ساعـة . دقيقة لحظـه ولكن هيهات
بدأت أفقد الشعور بكل شيء أحاطت بي ظلمة غريبة
هذا آخر ما أتذكر لكن رحمـة ربـي كانت أوســع
فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخـرى
انقشعت الظلمـة فتحت عيني فإذا أحد الأصحاب
يثبت خرطوم الهواء في فمي ويحاول إنعاشـي ونحن مازلنا فـي بطن البحر
رأيت ابتسامـة على محياه فهمت منهـا أنني بخـير
عندهـا صاح قلبـي ولسانـي وكـل خلية فـي جسدي
أشهـد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله الحمـــدلله
خرجت من المــاء وأنا شخص آخــر تغيرت نظرتـي للحياة
تذكرت قول الله ( إلا ليعبدون ) صحيح ما خلقنا عبثاً
مرت أيـام فتذكرت تلك الحادثـة
فذهبت للبحــر ولبست لباس الغـوص
ثم أقبلت إلــى المـاء وحدي وتوجهـت إلى المكـان نفسه في بطن البحـر
وسجدت لله تعالــى سجدة ما أذكر أنــي سجدت مثلها فـي حياتي
فـي مكان لا أظــن أن إنساناً قبلـي قـد سجد فـيه لله تعالــى
عسى أن يشهـد علي هـذا المكــان يوم القيامـة فيرحمني الله بسجدتـي فـي عمق البحر
" اللهــم اهدنــا وتب علينـا وإنك التواب الرحيـــــــــم

ahf ds[] td l;hk gh dj,rui hp]