الملاحظات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 20 من 20

الموضوع: الاستنفار للذب عن الصحابة الأخيار

  1. #11  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    وقال الرافضي نعمـة الله الجزائري : ( إنا لم نجتمع معهم – أي أهل السنة – على الله ولا على نبي ولا على إمام وذلك أنهم يقولون : ( إن ربهم هو الذي كان محمداً نبيه وخليفته بعده أبو بكر ، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي ، إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا ) () .

    وقالت الروافض – عن القرآن - : بأنه محرف ومبدل ، وأنه قد زيد فيه ونقص ، قال نعمة الله الجزائري الرافضي : ( إن الأصحاب – يعني بذلك أهل الرفض – قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بتصريحها على وقوع التحريف في القرآن ) .()

    وقدكتب أحد علمائهم كتاباً أسماه ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) ، وهذا القول بالتحريف والتبديل في القرآن قول لجماعة منهم () وبعضهم ينكر هذا وينفر منه وأكثر عوامهم لا يعرفون عن هذا شيئاً .

    وقد جاء في أقاويل رجال الدين عند النصارى ما يفيد شهرة هذا القول عن الرافضة ، فحين أثبت الإمام ابن حزم – رحمه الله – ما في كتب النصارى من التحريف والتبديل ، اعترضوا عليه بقول الروافض عن القرآن بأنه مبدل وقد زيد فيه ونقص ، وكان جوابه – رحمه الله – موفقاً حيث قال لهم : ( وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن ، فإن الروافض ليسوا من المسلمين إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بخمس وعشرين سنة وكان مبدؤها إجابة ممن خذله الله تعالى لدعوة من كاد الإسلام ، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر ) () .

    وقال – بعد حجج ظاهرة وبراهين قاطعة على دحض قول الرافضة من امتداد أيدي التحريف على القرآن الكريم – : ( ومما يبين كذب الروافض في ذلك أن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – الذي هو عند أكثرهم إله خالق ، وعند بعضهم نبي ناطق ، وعند سائرهم إمام معصوم مفترضة طاعته ولي الأمر وملك فبقي خمسة أعوام وتسعة أشهر خليفة مطاعاً ظاهر الأمر ساكناً بالكوفة مالكاً للدنيا ، حاشا الشام ومصر والفرات ، والقرآن يُقرأ في المساجد وفي كل مكان وهو يؤم الناس به ، والمصاحف معه وبين يديه ، فلو رأى فيه تبديلاً كما تقول الرافضة أكان يقرهم على ذلك ؟!

    ثم ولي ابنه الحسن – رضي الله عنه – وهو عندهم كأبيه فجرى على ذلك ، كيف يسوغ لهؤلاء النوكى أن يقولوا : إن في المصحف حرفاً زائداً أو ناقصاً أو مبدلاً مع هذا ؟! ) .()

    وأما القول في أئمتهم فأعظم القول وأشنعه ، وهو تجهيل للعقول وخروج عن الدين بإجماع المسلمين ، فقد قالوا عن جعفر بن محمد : أنه قال : ( إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وما يكون ) () .

    وذكروا عن الصادق أنه قال : ( والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين ، فقال لـه رجل من أصحابه : جعلت فداك أعندكم علم الغيب ؟ فقال له : ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء ) () .

    وجاء في كتابهم الكافي أن الأئمة ( يعني أئمة الرفض ) يعلمون ما كان وما يكون وأنهم لا يخفى عليهم شيء ، ومثل هذا الإفك العظيم والقول الأثيم يُستغرب اعتقاده والنطق به ، لولا قلوب غلف ران عليها كسب الكفر ، وعقول حساكل تكابر في المحسوسات ، وتعارض المعقولات ، وتكذب بالمنقولات ، فلو قيل في أفضل الأنبياء والمرسلين وأعظم الملائكة المقربين بأنه يعلم الغيب المطلق ويعلم ما في السماوات والأرض وما كان ، وما يكون ولا يخفى عليه شيء في الأرض ، ولا في السماء لكان كفراً بإجماع المسلمين ، فقد اختص الله - جل وعلا - بعلم الغيب فلا ينازعه فيه إلا مشرك قال تعالى :{ قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَـاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) } ( سورة النمل ) ، وقال تعالى لنبيه - صلى الله عـليه وسلم - : { قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثـَرْتُ مـِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)} ( سورة الأعراف ) . وقال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) } ( سورة لقمان ) .

    وفي صحيح البخاري (1039) من طريق سفيان عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – " مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : لا يعلم أحد ما يكون في غدٍ ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ولا تعلم نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت وما يدري أحد متى يجيء المطر " .

    وأما عقيدتهم في الصحابة فشر العقائد وأخبثها فلا تقرأ كتاباً من كتبهم إلا وتجد أبواباً مخصصة للعن الصحابة وسبهم وتكفيرهم إلا قليلا منهم .

    قال الرضوي الرافضي : ( إن مما لا يختلف فيه اثنان ممن هم على وجه الأرض أن الثلاثة الذين هم في طليعة الصحابة – يعني أبا بكر وعمر وعثمان – كانوا عبدة أوثان ) () .

    وقالوا عن أبي بكر رضي الله عنه : ( كـان () يصلي خلف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والصنم معلق في عنقه يسجد له ) .

    وقالوا عن عمر رضي الله عنه : ( إن كفره مساو لكفر إبليس إن لم يكن أشد () ، وقال نعمة الله الجزائري الرافضي : ( كان عثمان في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم - ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق ) .





    رد مع اقتباس  

  2. #12  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    ومثل هذه الألفاظ التي هم أحق بها وأهلها دارجة على ألسنتهم ، ولا تخلو من مثلها ونظائرها مصنفا تهم فقد اعتادوا الكذب في الأخبار وتلفيق الروايات في سب الصحابة الأبرار ، والقدح في عدالتهم وقذفهم بالموبقات ، ورميهم بالمكفرات ، ولا سيما الخلفاء الراشدون أبـو بكر وعمر وعثمان ، فقد جعلوهم عبدة أوثان وأهل كفر ونفاق .

    وقد تواترت الأخبار الثابتة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وصحت الآثار عن أهل البيت بأن أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما -خير الناس بعد نبيهم – صلى الله عليه وسلم – وأفضل الصحابة وأقومهم بأمر الله وأطوعهم لرسـول الله – صلى الله عليه وسلم – وقـد روى البخـاري (3662) ومسلم (2384) من طريق خالد الحذاء حدثنا أبو عثمان قال حدثني عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم – بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة فقلت من الرجال ؟ فقال أبوها . قلت ثم من ؟ قال : ثم عمر بن الخطاب فعد رجالاً ) وأجمع أهل السنة على تفضيل عثمان – رضي الله عنه – بعدهما للاتفاق على تقديمه في الخلافة ، ولقول عبدالله ابن عمر - رضي الله عنهما - : " كنا نخير بين الناس في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان –رضي الله عنهم – " رواه البخاري في صحيحه (3655) من طريق يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر. ورواه(3697) من طريق عبيدالله عن نافع بلفظ " كنا في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – لا نعـدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – لا نفاضل بينهم "

    وروى البخاري في صحيحه (3671) من طريق جامع بن أبي راشد حدثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية قـال قلت لأبي : أي الناس خير بـعـد رسـول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟ قال أبوبكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان ، قلت ثم أنت . قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين " .

    وهذا النقل عن أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - متواتر ، وانظر طرق ذلك في كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد ص (300) إلى ص (313) .

    قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري (7/34) قد سبق بيان الاختلاف في أي الرجلين أفضل بعد أبي بكر وعمر : عثمان أو علي وأن الإجماع انعقد بآخره بين أهل السنة أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة رضي الله عنهم أجمعين " .

    وقد جاء في الصحيحين () من حديث أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - أمره أن يبشر أبا بكر وعمر وعثمان بالجنة .

    وروى البخاري في صحيحه (3675) من طريق سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك - رضي الله عنه - حدثهم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – صعد أحداً وأبو بكر وعمر وعثمان فـرجف بهم . فقال " اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان " .

    وهـذه الأحـاديث الصحيحة في فضائل الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان غيض من فيض ،فـالطعن فيهم بعد هذا ، نفاق محض ، ودعوى ردتهم وعبادتهم للأصنام كفر أكبر لا ينازع فيه مسلـم ، فقـد دل الكتـاب والسنة المتواترة وإجمـاع المسلمين عـلى خـلاف قـول الروافض قـال تعـالى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)} ( سورة التوبة ) .

    وقـال تعـالى : { لاَ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)} ( سورة الحديد ) .

    فمن آمن بالقرآن ؛ آمن بفضل الصحابة من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وحفظ لهم سابقتهم وجهادهم وقيامهم بالحق والعدل به ، وتبرأ من كل قول يناقض ذلك ، ويدعو إلى السطو على حقائق تاريخهم ، أو الحط من قدرهم والقدح في عدالتهم .

    وقد روى الحافظ ابن عساكر من طريق عبدالله بن صالح حدثني خالد بن حميد عن أبي صخر حميد بن زياد قال : قلت لمحمد بن كعب القرظي يوماً : ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما كان من رأيهم ، وإنما أريد الفتن فقال : إن الله قد غفر لجميع أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأوجب الله لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم .قلت : في أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه ؟ فقال : سبحان الله ! تقرأ قوله : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) } ( سورة التوبة ) .

    فأوجب الله لجميع أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – الجنة والرضوان ، وشرط على التابعين شرطاً لم يشرطه عليهم ، قلت : ومـا اشترط عليهم ، قال اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان ، يقول : بأعمالهم الحسنة ولا يقتدون بهم في غير ذلك ، قال أبو صخر:فوالله لكأني لم أقرأها قط وما عرفت تفسيرها حتى قرأها عليَّ محمد بن كعب) () .

    والرافضة يحملون لأهل السنة كل كيد ، وبغض ويزعمون ردتهم ، وأنهم مـن أصحاب السعير ، وهذا من أعظم أنواع الردة عن الدين وأقبح الكفر .

    وقـد انتزع الإمـام مالك – رحمه الله – كفر الـروافض من قوله تعالى :{ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ } ( سورة الفتح ( آية 29)) . وهذا مما لا شك فيه كما نص عليه أئمة الإسلام ، فقد اتفقوا على أن مـن كان في قلبه غيض على الصحابة ، وزعم ردتهم ، أو فسقهم ، أو خيانتهم في تبليغ الدين أنه كافر .

    قال بشر بن الحارث : من شتم أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين () ) وقـال الأوزاعي : ( من شتم أبا بـكر الصديق - رضي الله عنه – فقد ارتد عن دينه وأباح دمه () ) .





    رد مع اقتباس  

  3. #13  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    وقال المروزي : سألت أبا عبدالله – يعني الإمام أحمد - : عمن شتم أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة –رضي الله عنهم – فقال : ما أراه على الإسلام () .

    وقال أبو طالب للإمام أحمد : الرجل يشتم عثمان ؟ فأخبروني أن رجلاً تكلم فيه فقال هذه زندقة " رواه الخلال (3/493) بسند صحيح .

    والشتم أو السب نوعان :

    النوع الأول : أن لا يكون في عـدالتـهم أو دينهم فهذا لا يكفر ، ولكنه ضال. ويجب تعزيره وتأديبه ، وذلك أن يقول هـذا بخيل أو هـذا جبان ونحو ذلك مما يوهم التنقص لقدرهم والتقليل من شأنهم .

    الثاني : أن يكون الطعن في دينهم أو عـدالتهم أو يتجاوز ذلك ، فيزعم ردتهم أو فسقهم فهذا مرتد ، وقد تقـدم قبل قليل . وقال شيخ الإسلام - رحمه الله - من ( زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضاً في كفره ، فإنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم ، بل من يشك في كفر مثل هذا ؛ فإن كفره متعين ، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الأمة التي هي ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) وخيرها هو القرن الأول ، كان عامتهم كفاراً أو فساقاً , ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها ، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام ، ولهذا تجد عامة من ظهر عنه شيء من هذه الأقوال فإنه يتبين أنه زنديق وعامة الزنادقة ، إنما يستترون بمذهبهم وقد ظهرت لله فيهم مثلات ) .()

    وقال السرخسي – في أصوله ( 2/134) : ( فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السيف إن لم يتب ).

    وقد فعل ذلك المؤمنون في سنة ست وستين وسبع مائة كما في البداية والنهاية ( 13/310) للحافظ ابن كثير - رحمه الله - قال : ( وفي يوم الخميس سابع عشرة أول النهار وجد رجل بالجامع الأموي اسمه محمود بن إبراهيم الشيرازي ، وهو يسب الشيخين ويصرح بلعنهما ، فرفع إلى القاضي المالكي قاضي القضاة جمال المسلاتي ، فاستتابه عن ذلك وأحضر الضراب ، فأول ضربة قال : لا إله إلا الله ، علي ولي الله ، ولما ضربه الثانية ، لعن أبا بكر وعمر ، فالتهمه العامة وأوسعوه ضرباً مبرحاً فجعل القاضي يستكفهم عنه فلم يستطع ذلك ، فجعل الرافضي يسب ويلعن الصحابة وقال : كانوا على الضلال ، فعند ذلك حمل إلى نائب السلطنة وشهد عليه قوله بأنهم كانوا على الضلالة ، فعند ذلك حكم عليه القاضي بإراقة دمه ، فأخذ إلى ظاهر البلد فضربت عنقه وأحرقته العامة قبحه الله) .

    ثم اعلم أن ما ذكر هنا عن الروافض غيض من فيض فلم أقصد الإطالة فضلاً عن الاستيعاب في بيان عقائدهم في الأولياء والصالحين وسائر الأموات من الطواغيت وغيرهم فقد زادوا على شرك مشركي العرب زمن بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد مر بك وسمعت كيف كان غلوهم في أئمتهم وصرف خالص حق الله لهم .

    فكن منهم على حذر فقد كان أئمة المسلمين يحذرون منهم وينهون عن مجالستهم ومخالطتهم والركون إليهم والاستعانة بهم وتوليتهم شيئاً من أعمال المسلمين ().

    فهم خونه ليس لهم دين ولا ذمة ولا إمام ولا بيعة ولا يشهدون جمعة ولا جماعة ، وقد كانوا سبباً في سقوط الدولة الإسلامية في بغداد ، يتولون المشركين وأهل الكتاب ويعاونونهم على المسلمين حتى صارت بلاد المسلمين مجازرلهؤلاء الملاعين ،يخربون ويفسدون وينتهكون الأعراض وينهبون الأموال ، وقد ذكر أهل العلم والمؤرخون أموراً من ذلك يطول ذكرها ووصفها ، فلها تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب إنا لله وإنا إليه راجعون! .

    وقد جاء في المنهاج (6/374) () لشيخ الإسلام – رحمه الله – حديث عن ظلم الرافضة وجورهم ومعاونتهم لأعداء الله ومعاداتهم لحزب الرحمن قال : الرافضة يعاونون الكفار وينصرونهم على المسلمين كما شاهده الناس ، لما دخل هولاكو ملك الكفار الترك الشام سنة ثمان وخمسين وست مائة فإن الرافضة الذين كانوا بالشام بالمدائن والعواصم من أهل حلب وما حولها ومن أهل دمشق وما حولها وغيرهم ، كانوا من أعظم الناس أنصاراً وأعوانا على إقامة ملكه وتنفيذ أمره في زوال ملك المسلمين .

    وهكذا يعرف الناس عامة وخاصة – ما كان بالعراق لما قدم هولاكو إلى العراق ، وقتل الخليفة ، وسفك فيها من الدماء مالا يحصيه إلا الله فكان وزير الخليفة ابن العلقمي والرافضة هم بطانته الذين أعانوه على ذلك بأنواع كثيرة باطنة وظاهرة يطول وصفها .

    وهكذا ذكر أنهم كانوا مع جنكيز خان ، وقد رآهم المسلمون بسواحل الشام وغيرها ، إذا اقتتل المسلمون والنصارى هواهم مع النصارى ينصرونهم بحسب الإمكان ، ويكرهون فتح مدائنهم ، كما كـرهوا فتح عكا وغيرها ، ويختارون إدالتهم على المسلمين ، حتى أنهم لما انكسر عسكر المسلمين سنة غازان ، سنة تسع وتسعين وخمس مائة ، وخلت الشام من جيش المسلمين ، عاثوا في البلاد ، وسعوا في أنواع من الفساد ،من القتل وأخذ الأموال ، وحمل راية الصليب ، وتفضيل النصارى على المسلمين ، وحمل السبي والأمـوال والسلاح من المسلمين إلى النصارى ، أهل الحرب بقبرص وغيرها ) .

    وهذا قليل من كثير من خيانة الروافض للمسلمين ، وإعانة الكفار عليهم ، ولو أخذت أتتبع ما ذكره أهل العلم من تاريخهم الأسود ، لطال المقام ، وما جاء في كلام الشيخ – رحمه الله – من خيانة الوزير ابن العلقمي ، فهذا له أشباه ونظائر في الماضي والحاضر ، فإن الخميني لما تولى ، أهلك الحرث والنسل وجنى على الدين مالا يمكن وصفه هاهنا ، والوزير ابن العلقمي لما استمكن من الخليفة المعتصم العباسي ، تآمر مع التتار على نهب ديار المسلمين ، وقتل علمائهم وخيارهم فتم أمر الله : {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)} ( سورة الأحزاب ) .

    وهذه الجراح والمواجع في الأمة الإسلامية بصائر لأمور الخير وعواقب الشر ، فلا بد من الاعتبار بها ، وأخذ الدروس ، والعبر من أسباب آلامها ، والسعي بقدر الإمكان لتنحية الرافضة المفسدين واستئصال شرهم ، ومنعهم من تولي المناصب والأعمال ، والاعتياض عنهم بالمصلحين ،قبل أن نكون سلباً للأعداء وحديثاً للآخرين ، فهم فساد الديار وخراب البلاد .

    ليس لهـم عهد ولا ذمة ولا دين يمنعهم عن منكرات الأخلاق وفساد الأعمال ، ولا يرون بيعة لأحد لأنهم يعتبرون الحكومات الإسلامية وقضاتها في كل العصور طواغيت متآمرين على الإسلام ، كما قال بعضهم : ( تلاعبت الأيادي الأثيمة بالإسـلام والمسلمين مـن الحكام والحاكمين منذ وفـاة النبي الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم - ) .

    وقد يستثني بعضهم حكومـات التشيع إلى أن يظهر مهديهم المـزعوم ! محمد بن الحسن العسكري الـذي دخل في سرداب سامراء () عام ستين ومئتين عن عمر لا يتجاوز التاسعة في قـول () ، ولا يزال مختفياً عن الأنظار حتى الآن ، وتزعم الرافضة أن الأخبار الواردة في فضل انتظار هذا الغائب كثيرة متواترة ، وأن من جحده كمن جحد نبياً من الأنبياء ، وقال أحد علمائهم " ومثل من أنكر القائم - عليه السلام - في غيبته مثل إبليس في امتناعه عن السجود لآدم ) () .

    قال الإمام ابن القيم في حديث عن الرافضة الإمامية ومهديها المستحيل المعدوم ( وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب السرداب ، ويصيحون به أن يخرج إليهم : اُخـرجْ يا مولانا ، اُخرجْ يا مولانا ثم يرجعون بالخيبة والحرمان . فهذا دأبهم ودأبه .





    رد مع اقتباس  

  4. #14  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    ولقد أحسن من قال :

    ما آن للسرداب أن يَلِدَ الذي كلمتموه بجهلـكم ما آنا

    فعلى عقولكم العفاءُ فإنكم ثلثتمُ العَنْقاءَ والغِيــلانا

    ولقد أصبح هؤلاء عاراً على بني آدم وضحكة يسخر منهم كل عاقل ) ()

    نسأل الله العافية والمعافاة .

    كتبه

    سليمان بن ناصر العلوان

    في 29/1/1419هـ

    القصيم – بريدة





    رد مع اقتباس  

  5. #15  
    بارك الله فييييك

    وعلى مجهودك المثمر

    الله لا يحرمنا من كتاباتك ومن ما تنتجيه من فوائد

    تحيتي لك





    رد مع اقتباس  

  6. #16  
    المشاركات
    827
    ورده حمرا في الخريف .
    مشكوووره على مجهودك الرائع
    تقبلي مروري وخالص تحياتي





    رد مع اقتباس  

  7. #17  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    الف شكر لك مع التحية ملكتنا





    رد مع اقتباس  

  8. #18  
    أختي ملاك بطبعها


    جزاك الله ألف خير ونفع الله بكي الامة


    والله ينور طريقك دنيا وآخرة


    وجعلك الله من الذين يدخلون الجنة بلاحساب ولاعذاب

    والسلام خير ختام





    رد مع اقتباس  

  9. #19  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    تقبل الله دعاءك اخي ولك مثله





    رد مع اقتباس  

  10. #20  
    المشاركات
    408
    رحمك الله وجعلك في عليين

    أسأل الله أن يكون ذلك في موازين حسناتك






    رد مع اقتباس  

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. فضائل الصحابة
    بواسطة الريحــــانة في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 22-Feb-2010, 10:10 PM
  2. قصة إسلام أحد الصحابة (((فمن هـو)))
    بواسطة أبو راوية في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 03-Mar-2007, 10:48 PM
  3. لمن يتجرا ويسب الصحابة
    بواسطة ضي الأمل في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 17-Aug-2006, 03:53 PM
  4. الصحابة أمان للأمة
    بواسطة هووواوووي في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 13-Aug-2006, 05:16 PM
  5. بداية تجمع الصحابة
    بواسطة حلوه ودلوعه في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-Jul-2006, 02:50 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •