الموضوع: المهاجر شوقا لرسول الله

شنقا

~¤(( العباس بن عبادة المهاجر شوقا لرسول الله ))¤~

اسمه العباس ، والده عبادة بن نضلة أنصاري خزرجي ، سمع من النبي

صلى الله عليه وسلم كلاما لا عهد له به من قبل فآمن به وأحبه ، وقرر

الهجرة من يثرب إلى مكة ليعيش بقربه .



~¤(( إسلامه ))¤~

في موسم الحج كان له وأصحابه :

أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث وأخيه معاذ بن الحارث ورافع بن مالك

وذكوان بن عبد قيس وعبادة بن الصامت ويزيد بن ثعلبه وعقبة بن عامر

وقطبة بن عامر وعويم بن ساعدة ومالك بن التيهان لقاء مع رسول الله

صلى الله عليه وسلم في العقبة ، وكانت تلك بيعة العقبة الاولى .

فلما انصرفوا إلى ديارهم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب

بن عمير رضي الله عنه يفقهم في الدين ، واستطاع هذا السفير بما أوتي من

الحكمة والفصاحة والقدرة على الإقناع أن ينشر الإسلام في يثرب ، حتى

إذا كان موسم الحج التالي خرج يقصد مكة مع ثلاثة وسبعين من المؤمنين

وامرأتين ، لموعده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكثوا في العقبة

حتى خيم الليل بسواده ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمه العباس

رضي الله عنه حتى يستوثق لابن أخيه .



~¤(( موقفه من البيعة ))¤~

كان العباس أول المتكلمين ثم أخذ البراء بن معرور بيده ، ثم قال :

نعم ، والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا ، فبايعنا يا رسول الله

فنحن أهل الحروب ، وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر .

فاعترض قول البراء وهو يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم

بن التيهان حليف بني عبد الأشهل ، فقال :

يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال " يعني اليهود " حبالا وإنا قاطعوها

فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله ، أن ترجع إلى قومك وتدعنا .

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال :

" بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم ، وأنتم مني ، أحارب من حاربتم

وأسالم من سالمتم "

فلما وقفوا ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم العباس

بن عبادة بن نضلة الأنصاري رضي الله عنه :

يا معشر الخزرج ، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟

قالوا : نعم

قال : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فإن كنتم ترون

أنك إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن فهو والله

إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه

إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة .

قالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف ، فما لنا بذلك يا رسول

الله إن نحن وفينا بذلك .

قال : " الجنة "

قالوا : ابسط يدك .

فبسط يده فبايعوه

وكان أول من أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور ، ثم

تتابع القوم المبايعة .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا

يكونون على قومهم ، فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا منهم تسعة من الخزرج

وثلاثة من الأوس .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ارفعوا إلى رحالكم "

فقال له العباس بن عبادة بن نضلة رضي الله عنه :

والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لم أؤمر بذلك "



~¤(( شوقه لرسول الله ))¤~

علم العباس بن عبادة رضي الله عنه كم هو عظيم رسول الله صلى الله

عليه وسلم وكم هو رحيم وكريم ، فتعلق قلبه به ، ولم يعد يصبر على

فراقه ، فقرر الهجرة من يثرب الى مكة ليكون قرب الحبيب صلى الله عليه

وسلم على الرغم من علمه بتعذيب قريش لمن تبعه من المسلمين ، وتحمل

العباس رضي الله عنه نصيبه من العذاب حتى أذن الله سبحانه لرسوله

بالهجرة فأمر أصحابه بالهجرة تحت أستار الظلام.

وبعدما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى يثرب غير اسمها إلى

المدينة ، ثم آخي بين عثمان بن مظعون وبين العباس بن عبادة رضي الله

عنهما.



~¤(( بشائر معركة بدر ))¤~

عندما خرج رسول الله إلى بدر لم يخرج بعض المسلمين ومنهم العباس

بن عبادة رضي الله عنه لأنهم لم يكونوا متيقنين من قتال المشركين .

ثم جاءت البشرى إلى المدينة بالقضاء على طواغيت قريش وأكابرها

وإلقائهم في القليب فغمرتها الفرحة ، وخرج أهلها لاستقبال رسول الله

صلى الله عليه وسلم .

ولما عزمت قريش على الثأر لقتلاها في بدر ، كان الموعد في أُحد

شاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فأيده منهم من لم يشهد بدرا

ومنهم العباس بن عبادة رضي الله عنه ، وانطلق رسول الله صلى الله عليه

وسلم بآلف رجل ، ثم انسحب عبدالله بن أبى بن سلول بثلاثمائة من أهل

الريب والنفاق .



~¤(( منافسة في طلب الشهادة ))¤~

في أُحد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرماة بأخذ مواقعهم في رأس

الجبل ليحموا ظهور إخوانهم ، وألا يبرحوها مهما يكن سير المعركة ، ولكنهم

عصوا الأوامر ولما رآهم خالد بن الوليد قائد المشركين يومئذ انقض عليهم

بجنوده من خلفهم وأعمل فيهم القتل ، وفر بعض المسلمين يقصدون المدينة

ولما رأى العباس بن عبادة رضي الله عنه ذلك ، صاح بأعلى صوته :

يا معشر المسلمين ، الله و نبيكم ، إن هذا الذي أصابكم بمعصيتكم نبيكم

لقد وعدكم النصر فما صبرتم .

ثم نزع مغفرة ودرعه ، وقال لخارجه بن زيد رضي الله عنه :

هل لك في درعي ومغفري .

فقال له خارجة : لا ، فأنا اريد الذي تريد .

إنها منافسة في طلب الشهادة ، واستباق إليها .



~¤(( الفوز بالشهادة ))¤~

مضى الرجلان يرويان سيفهما من دماء المشركين حتى أنهكتهما الجراح

وحمل سفيان بن عبد شمس على العباس رضي الله عنه فضربه برمحه

فسقط شهيدا .ثم أقبل صفوان بن أمية على خارجة بن زيد وكان به رمق

فأجهز عليه واستشهد عدد من الصحابة الكرام وعلى رأسهم أسد الله أسد

رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه .

رحم الله العباس بن عبادة وشهداء أحد وسائر شهداء المسلمين .


منقول

---

hglih[v a,rh gvs,g hggi