الملاحظات
صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 32

الموضوع: ღ ♥ بطـاقات تعريفية لآعلام الصحـآبه ( متجدد ) ♥ ღ

  1. #21  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    طلحة بن عبيد الله

    أحد العشرة المبشرين بالجنة

    من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض "
    " وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة

    حديث شريف

    طلحة بن عبيـد اللـه بن عثمان التيمـي القرشي المكي المدني ، أبو محمـد000
    لقد كان في تجارة له بأرض بصرى ، حين لقي راهبا من خيار رهبانها ، وأنبأه أن
    النبي الذي سيخرج من أرض الحرم ، قد أهل عصره ، ونصحه باتباعه000وعاد الى
    مكـة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأميـن ، والرسالة التي يحملها ، فسارع
    الى أبي بكر فوجـده الى جانب محمد مؤمنا ، فتيقن أن الاثنان لن يجتمعا الا علـى
    الحق ، فصحبه أبـو بكر الى الرسـول -صلى الله عليه وسلم- حيث أسلم وكان من
    المسلمين الأوائل000



    ايمانه

    لقد كان طلحة -رضي الله عنه- من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه من اضطهاد المشركين ، وهاجر الى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الا غزوة بدر ، فقد ندبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه سعيد بن زيد الى خارج المدينة ، وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر ، فحزنا الا يكونا مع المسلمين ، فطمأنهما النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن لهما أجر المقاتلين تماما ، وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها000 وقد سماه الرسول الكريم يوم أحُد ( طلحة الخير )000وفي غزوة العشيرة ( طلحة الفياض )000ويوم حنين ( طلحة الجود )000


    بطولته يوم أحد

    في أحد000أبصر طلحة -رضي الله عنه- جانب المعركة الذي يقف فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلقيه هدفا للمشركين ، فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه والدم يسيل من وجنتيه ، فجن جنونه وقفز أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- يضرب المشركين بيمينه ويساره ، وسند الرسول -صلى الله عليه وسلم وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه ، ويقول أبو بكر -رضي الله عنه- عندما يذكر أحدا ذلك كله كان يوم طلحة ، كنت أول من جاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح :"دونكم أخاكم000" ونظرنا ، واذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية ، واذا أصبعه مقطوعة ، فأصلحنا من شأنه )000

    وقد نزل قوله تعالى :" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى
    نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا "000
    تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية أمام الصحابة الكرام ، ثم أشار الى طلحة قائلا من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض ، وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة )000 ما أجملها من بشرى لطلحة -رضي الله عنه- ، فقد علم أن الله سيحميه من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من ثواب000


    عطائه وجوده

    وهكذا عاش طلحة -رضي الله عنه- وسط المسلمين مرسيا لقواعد الدين ، مؤديا لحقوقه ، واذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها ، فقد كان من أثرى المسلمين ، وثروته كانت دوما في خدمة الدين ، فكلما أخرج منها الشيء الكثير ، أعاده الله اليه مضاعفا ، تقول زوجته سعدى بنت عوف دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما ، فسألته : ما شأنك ؟000فقال : المال الذي عندي ، قد كثر حتى أهمني وأكربني000وقلت له : ما عليك ، اقسمه000فقام ودعا الناس ، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما )000
    وفي احدى الأيام باع أرضا له بثمن عال ، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري مايطرق من أمر ، لمغرور بالله )000فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهما000
    وكان -رضي الله عنه- من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه ، وكان يعولهم جميعا ، لقد قيل كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مئونته ، ومئونة عياله )000( وكان يزوج أياماهم ، ويخدم عائلهم ، ويقضي دين غارمهم )000ويقول السائب بن زيد صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر فما وجدت أحدا ، أعم سخاء على الدرهم ، والثوب ، والطعام من طلحة )000


    طلحة والفتنة

    عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أيد طلحة حجة المعارضين لعثمان ، وزكى معظمهم فيما ينشدون من اصلاح ، ولكن أن يصل الأمر الى قتل عثمان -رضي الله عنه- ، لا000لكان قاوم الفتنة ، وما أيدها بأي صورة ، ولكن ماكان كان ، أتم المبايعة هو والزبير لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا الى مكة معتمرين ، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان000
    وكانت ( وقعة الجمل ) عام 36 هجري 000طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر ، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة ) في هودجها بأرض المعركة ، وصاح بطلحة يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها ، وخبأت عرسك في البيت ؟)000ثم قال للزبير يا زبير : نشدتك الله ، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان كذا ، فقال لك : يا زبير ، الا تحب عليا 000فقلت : ألا أحب ابن خالي ، وابن عمي ، ومن هو على ديني 000فقال لك : يا زبير ، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم )000 فقال الزبير نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لاأقاتلك )000


    الشهادة

    وأقلع طلحـة و الزبيـر -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب ، ولكن دفعـا حياتهما ثمنا لانسحابهما ، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا ، فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي ، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته 000
    وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلا اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمـان من الذين قال الله فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين )000ثم نظر الى قبريهما وقال سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول طلحة و الزبير ، جاراي في الجنة )0000


    قبر طلحة

    لمّا قُتِلَ طلحة دُفِنَ الى جانب الفرات ، فرآه حلماً بعض أهله فقال ألاّ تُريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت )000قالها ثلاثاً ، فأخبر من رآه ابن عباس ، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة ، فإذا هو أخضر كأنه السِّلْق ، ولم يتغير منه إلا عُقْصته ، فاشتروا له داراً بعشرة آلاف ودفنوه فيها ، وقبره معروف بالبصرة ، وكان عمره يوم قُتِلَ ستين سنة وقيل أكثر من ذلك000





    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    +مصعب بن عمير رضي الله عنه +


    +أول سفير في الأسلام +


    هذا رجل من أصحاب محمد ، ما أجمل أن نبدأ به الحديث غزة فتيان قريش ، وأوفاهم بهاء ، وجمالا، وشبابا. يصف المؤرخون والرواة شبابه، فيقولون : كان أعطر أهل مكة. ولد في النعمة ، وغذي بها ، وشب تحت خمائلها ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر من تدليل ابويه بمثل ما ظفر به ( مصعب بن عمير). ذلك الفتي الريان، المدلل المنعم ، حديث حسان مكة ، ولؤلؤة ندواتها ومجالسها، أيمن أن يتحول إلي أسطورة من أساطير الإيمان والفداء

    بالله ما أروعه من نبأ . نبأ ( مصعب بن عمير ) أو ( مصعب الخير) كما كان لقبه بين المسلمين.!! إنه واحد من أولئك الذين صاغهم الإسلام ورباهم ( محمد ) عليه الصلاة والسلام. ولكن أي واحد كان. ؟ إن قصة حياته لشرف لبني الإنسان جميعاً

    ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن أمن معه ، يجتمعون بعيداً عن فضول قريش وأذاهاهناك علي الصفا في دار (الارقم بن ابي الارقم) فلم يطل به التردد ، ولا التلبث والأنتظار ، بل صحب نفسه ذات مساء إلي (دار الأرقم) تسبقه أشوقة ورؤاه.هناك كان الرسول يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم من القرأن ، ويصلي معهم لله العلي الكبير. ولم يكد (مصعب) يأخذ مكانه ، وتنساب الآيات من قلب الرسول متألقة علي شفتيه ، ثم أخذة طريقها إلي الأسماع والأفئدة ، حتي كان فؤاد (ابن عمير) في تلك الامسية هو الفؤاد الموعود.! ولقد كانت الغبطة تخلعه من مكان ، وكأنه من الفرحة الغامرة يطير

    ولكن الرسول بسط يمينه المباركة الحانية حتي لا مست الصدر المتوهج ، والفؤاد المتوئب ، فكانت السكينة العميقة عمق المحيط وفي لمح البصر كان الفتي الذي امن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف سنه وعمره، ومعه من التصميم ما يغير سير الزمان

    كانت أم مصعب ( خناس بنت مالك) تتمتع بقوة فذة في شخصيتها ، وكانت تهاب إلي حد الرهبةولم يكن (مصعب) حين أسلم ليحاذر أو يخاف علي ظهر الأرض قوة سوي أمه. فلو أن مكة بكل اصنامها واشرافها وصحرائها ، استحالت هؤلاء يقارعه ويصارعه، لا ستخف به ( مصعب ) إلي حينأما خصومة أمه ، فهذا هو الهول الذي لا يطاقولقد فكر سريعاً ، وقرر أن يكتم إسلامه حتي يقضي الله أمراً

    وظل يتردد علي دار الأرقم ، ويجلس إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وهو قرير العين بإيمانه، وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم عن إسلامه خبراً.ولكن مكة ، وفي تلك الأيام بالذات ، لا يخفي فيها سر ، فعيون قريش وأذانها على كل طريق ، ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة الاهبة، الواشية

    ولقد أبصر به (عثمان بن طلحة) وهو يدخل خفية الي دار الأرقم ثم رأه مرة أخرى وهو يصلي كصلاة محمد ، فسابق ريح الصحراء وزوابعها ، شاخصاً إلي أم مصعب ، حيث القي عليها النبأ الذي طار بصوابها

    ووقف ( مصعب ) أمام أمه ، وعشيرته ، واشراف مكة المجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته، القران الذي يغسل به الرسول قلوبهم، ويملؤها به حكمة وشرفا ، وعدلا وتقى ولكن ، إذا كانت امه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذي ، فإن في مقدرتها أن تثأر الألهة التي هجرها بأسلوب أخر

    وهكذا مضت به إلى ركن قصي من أركان دارها، وحبسته فيه ، وأحكمت عليه إغلاقه، وظل رهين محبسه ذاك، حتي خرج بعض المؤمنين مهاجرين إلى ارض الحبشة ، فاحتال لنفسه حين سمع النبأ ، وغافل أمه وحراسه، ومضي الي الحبشة مهاجراً أواباً

    خرج يوماً على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله، فما أن بصروا به حتي حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونه دمعاً شجياًذلك أنهم رأوه يرتدي جلباباً مرقعاً بالياً، وعاودتهم صورته الأولي قبل إسلامه، حين كانت ثيابه كزهور الحديقة نضرة، وألقا ، وعطراً

    وتملي رسول الله مشهدة بنظرات حكيمة ، شاكرة ، محبة ، وتألقت علي شفتيه ابتسامته الجالية ، وقال : (لقد رأيت مصعباً هذا ، وما بمكة فتى أنعم عند ابويه منه ، لقد ترك ذلك كله حبا لله ورسوله).!لقد منعته أمه حين يئست من ردته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة وأبت أن يأكل طعامها إنسان هجر الألهة وحاقت به لعنتها ، حتي لو يكون هذا الإنسان ابنها

    ولقد كان أخر عهدها به حين حاولت حبسه مرة أخرى بعد رجوعه من الحبشة فالى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه.وإنها لتعلم صدق عزمه إذا هم وعزم، فودعته باكية ، وودعها باكياً

    وكشف لحظة الوداع عن إصرار عجيب علي الكفر من جانب الأم وإصرار أكبر علي الإيمان من جانب الأبن فحين قالت له وهي تخرجه من بيتها: إذهب لشأنك ، لم أعد لك أما اقترب منها وقال : يا أمه ، إني لك ناصح ، وعليك شفوق ، فاشهدي أنه لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله
    أجابته غاضبة مهتاجة: قسماً بالثواقب، لا ادخل في دينك ، فيزري برأيي ، ويضعف عقلي .





    رد مع اقتباس  

  3. #23  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    +مصعب الخيرأول سفير في الإسلام +



    وأنئذ ، اختاره الرسول لاعظم مهمة في حينها : أن يكون سفيره إلي المدينة ، يفقه الأنصار الذين أمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة ، ويدخل غيرهم في دين الله ، ويعد المدينة ليوم الهجرة العظيم

    كان في أصحاب الرسول يومئذ من هم أكبر منه سناً وأكثر جاهاً ، وأقرب من الرسول قرابة ولكن الرسول اختار مصعب الخير ، وهو يعلم أنه يكل إليه بأخطر قضايا الساعة، ويلقي بين يديه بمصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة ، و منطلق الدعوة والدعاة، والمبشرين والغزاة، بعد حين من الزمان قريب

    وحمل مصعب الأمانة مستعيناً بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريمولقد غزا أفئدة أهل المدينة بزهدة وترفعه وإخلاصه ، فدخلوا في دين الله أفواجاً

    لقد جاءها يوم بعثه الرسول إليها وليس فيها سوي أثني عشر مسلماً هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة ، ولكنه لم يكد يتم بينهم بضعة اشهر حتي استجابوا لله وللرسول

    ذات يوم فاجأه و هو يعظ الناس (أسيد بن حضير) سيد بني عبد الأشهل بالمدينة فاجأه شاهراً حربته يتوهج غضباً و حنقاً على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم ويدعوهم لهجر آلهتهم ووجل المسلمون الذين كانوا يجالسون (مصعباً) ولكن (مصعب الخير) ظل ثابتاً فقال "أسيد" مخاطباً (مصعب) و (أسعد بن زرارة) : ما جاء بكما الي حينا تسفهان ضعفائنا؟اعتزلانا اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة فرد (مصعب الخير) في هدوء : اولا تجلس فتستمع.؟ فان رضيت أمرنا قبلته و ان كرهته كففنا عنك ما تكره فرد (أسيد) : انصفت والقى حربته الى الأرض و جلس يصغي و لم يكد (مصعب) يقرأ القرآن و يفسر الدعوة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى هتف (أسيد) : ما أحسن هذا القول و أصدقه.كيف يصنع من يريد ان يدخل في هذا الدين قال له (مصعب) : يطهر ثوبه و بدنه ويشهد الا اله الا الله و ان محمداً رسول الله و أسلم (أسيد) و انتشر الخبر و جاء (سعد بن معاذ) فأصغى لمصعب فاقتنع فأسلم و تلاه (سعد بن عبادة) و تبعهم الكثير من أهل المدينة لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه و سلم نجاحاً منقطع النظير نجاحاً هو له أهل و به جدير فيكفيه فخراً انه على يديه أسلم (أسيد بن حضير) الذي تنزلت الملائكة لتلاوته القرآن و(سع بن معاذ) الذي اهتز له عرش الرحمن و ان اسلام الأوس و الخزرج في ميزان حسناته رضي الله عنه

    وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة ، كان مسلموا المدينة يرسلون الي مكة للقاء الرسول وفدأ يمثلهم وينوب عنهمكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة جاؤوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم إليهم مصعب بن عمير

    وتمضي الأيام و الأعوام ويهاجر الرسول صلى الله عليه و سلم وصحبه الى المدينة وتتلمظ قريش بأحقادها وتعد عدة باطلها لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين وتقوم غزوة بدر فيتلقون فيها درساً يفقدهم بقية صوابهم و يسعون الى الثأر وتجئ غزوة أحد و يعبئ المسلمون أنفسهم و يقف الرسول صلى الله عليه و سلم وسط صفوفهم يتفرس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية ويدعو مصعب الخير ، فيتقدم ويحمل اللواء

    ونشبت المعركة الرهيبة، ويحتدم القتال ويخالف الرماة أمر الرسول عليه السلام، ويغادرون مواقعهم في أعلي الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين ، لكن عملهم هذا ، سرعان ما يحول نصر المسلمين إلي هزيمة ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل ، وتعمل فيهم علي حين غرة، السيوف الظامئة المجنونة

    وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر ، فرفع اللواء عالياً، وأطلق تكبيرة كالزئير ، ومضي يصول ويجول ويتواثب ولندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الختام في حياة مصعب العظيم

    يقول أبن سعد : أخبرنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري ، عن أبيه قال : حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد ، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب ، فأقبل أبن قميئة وهو فارس ، فضربه علي يده اليمني فقطعها، ومصعب يقول : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل.وأخذ اللواء بيده اليسري وحنا عليه ، فضرب يده اليسري فقطعها ، فحنا علي اللواء وضمه بعضديه إلي صدره وهو يقول : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ، ووقع مصعب وسقط اللواء

    وقع مصعب . وسقط اللواء.! وقع حلية الشهادة ، وكوكب الشهداء . !وقع بعد أن خاض في إستبسال عظيم معركة الفداء والإيمانوبعد أنتهاء المعركة المريرة، وجد جثمان الشهيد الرشيد راقداً ، وقد أخفي وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية. لك الله يا مصعب يا من ذكرك عطر للحياة

    وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها.وعند جثمان مصعب ، سالت دموع وفيه غزيرة. يقول خباب بن الارت : هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبيل الله ، نبتغي وجه الله ، فوجب أجرنا على الله فمنا من مضى ، ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا ـ منهم مصعب بن عمير ـ قُتل يوم أحد فلم يوجد له شئ يكفن فيه إلا نمرة . فكنا إذا وضعناها علي رأسه تعرت رجلاه و اذا وضعناها على رجليه برزت رأسه فقال لما رسول الله صلى الله عليه و سلم : اجعلوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر

    وقف الرسول صلى الله عليه و سلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما: من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه ثم القى في أسى نظرة علي بردته التي كفن فيها وقال : لقد رأيتك بمكة ، وما بها أرق خلة، ولا أحسن لمة منك ثم ها انت ذا شعث الرأس في برده

    وهتف الرسول عليه السلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليه من رفاق مصعب وقال : إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله ، يوم القيامة

    ثم أقبل على اصحابه الأحياء حوله وقال : أيها الناس زوروهم ، واتوهم وسلموا عليهم ، فوالذي نفسي بيده ، لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة ، إلا ردوا عليه السلام

    السلام عليكم يا مصعب السلام عليكم معشر الشهداء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    +فضائله رضي الله عنه +


    روي ان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أتي بطعام وكان صائماً فقال : قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني كُفن في بردة ان غُطي رأسه بدت رجلاه وان غُطي رجلاه بدا رأسه وقتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام





    رد مع اقتباس  

  4. #24  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    +بلال بن رباح +


    +مؤذن رسول الله صلى الله عليه و سلم +

    كان (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه ، إذا ذكر (أبو بكر) قال : أبو بكر سيدنا ، وأعتق سيدنا - يعني ( بلالاً) - وإن رجلاً يلقبه عمر بـ (سيدنا) لهو رجل عظيم ومحظوظ إنه حبشي من أمة السود.جعلته مقاديره عبداً لاناس من بني جمح بمكة ، حيث كانت أمة إحدى إمائهم وجواريهم

    وذات يوم يبصر (بلال بن رباح) نور الله ، ويسمع في أعماق روحه الخيرة رنينه ، فيذهب إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ويسلم

    ولا يلبث خبر إسلامه أن يذيعوتدور الأرض برؤوس أسياده من بني جمح تلك الرؤوس التي نفخها الكبر واثقلها الغرور !!! وتجثم شياطين الأرض فوق صدر (أمية بن خلف) الذي رأى في إسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم جميعاً بالخزي والعار

    عبدهم الحبشي يسلم ، ويتبع محمداًلقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة فيطرحونه علي حصاها الملتهب وهو عريان ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ، ويلقون به فوق جسده وصدره يصيح به جلادوه ، بل ويتوسلون إليه قائلين: أذكر اللات والعزى
    فيجيبهم : أحد . أحد
    يقولون له : قل كما نقول
    فيجيبهم في تهكم عجيب وسخرية كاوية : إن لساني لا يحسنه
    ويظل ( بلال ) في ذوب الحميم وصخرة ، حتي إذا حان الأصيل أقاموه ، ويجعلوا في عنقه حبلاً ، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وشورعها وبلال لا يلهج لسانه بغير نشيده المقدس : أحد . أحد ويلكزه أمية بن خلف وينفجر غماً وغيظا ، ويصيح: أي شؤم رمانا بك يا عبد السوء.؟ واللات والعزي لأجعلنك للعبيد والسادة مثلاً
    ويجيب بلال في يقين المؤمن وعظمة القديس : أحد أحد
    ويذهب إليهم ابو بكر الصديق وهم يعذبونه ، ويصيح بهم : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله
    ثم يصيح في أمية بن خلف : خذ أكثر من ثمنه واتركه حراً
    وكأنما كان أمية يغرق وأدركه زورق النجاة لقد طابت نفسه وسعدت حين سمع أبا بكر يعرض ثمن تحريره إذا كان اليأس من تطويع بلال قد بلغ في نفوسهم أشدة ، ولأنهم كانوا من التجار ، فقد أدركوا أن بيعه أربح لهم من موته بأعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره ، وأخذ بلال مكانه بين الرجال الأحرار

    وحين كان الصديق يتأبط ذراع بلال منطلقاً به إلي الحرية قال له أمية: خذه ، فواللات والعزى ، لو أبيت إلا ان تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها وفطن (أبو بكر) لما في هذه الكلمات من مرارة اليأس وخيبة الأمر وكان حرياً ألا يجيبه ولكن لأن فيها مساساً بكرامة هذا الذي قد صار أخاً له ، ونداً ، أجاب أمية قائلاً: والله لو أبيتم أنتم إلا مائة اوقية لدفعتها وأنطلق بصاحبه إلا رسول الله يبشره بتحريره وكان عيدا عظيماً

    وبعد هجرة الرسول والمسلمين إلي المدينة ، واستقرارهم بها ، يشرع الرسول للصلاة آذانهافمن يكون المؤذن للصلاة خمس مرات كل يوم.؟ وتصدح عبر الأفق تكبيراته وتهليلاته.؟ أنه بلال الذي صاح منذ ثلاث عشرة سنة والعذاب يهده ويشويه أن الله أحدأحد لقد وقع أختيار الرسول عليه اليوم ليكون اول مؤذن للإسلام

    وعاش بلال مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، يشهد معه المشاهد كلها ، ويؤذن للصلاة ، ويحيي ويحمي شعائر هذا الدين العظيم الذي أخرجه من الظلمات إلي النور ، ومن الرق إلي الحرية

    ذهب يوماً يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما: أنا بلال ، وهذا أخي ، عبدان من الحبشة كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله إن تزوجونا ، فالحمد لله وإن تمنعونا ، فالله أكبر





    رد مع اقتباس  

  5. #25  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    لقد كان بلال يزداد كل يوم قرباً من قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان يصفه انه رجلٌ من أهل الجنة

    وذهب الرسول إلي الرفيق الأعلي راضياً مرضياً ، ونهض بأمر المسلمين من بعده خليفته أبو بكر الصديق وذهب بلال الي خليفة رسول الله يقول له : يا خليفة رسول الله إلي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : أفضل عمل المؤمن ، الجهاد في سبيل الله
    قال له أبو بكر : فما تشاء يا بلال . ؟
    قال : أردت أن أرابط في سبيل الله حتي أموت
    قال ابو بكر : ومن يؤذن لنا ؟
    قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع : إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله
    قال أبو بكر : بل أبق وأذن لنا يا بلال
    قال بلال : إن كنت اعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وإن كنت أعتقني لله فدعني وما أعتقني له
    قال أبو بكر : بل أعتقتك لله يا بلال
    ويختلف الرواة ، فيروي بعضهم أنه سافر إلي الشام حيث بقي بها مجاهداً ومرابطاً

    ويروي بعضهم الأخر ، أنه قبل رجاء أبي بكر في أن يبقي معه بالمدينة، فلما قبض وولي الخلافة عمر ، أستاذنه وخرج الي الشام علي أية حال ، فقد نذر بلال بقية حياته وعمره للمرابطة في ثغور الإسلام، مصمماً على أن يلقى الله ورسوله وهو علي خير عمل يحبانه

    لم يعد يصدح بالأذان صواته الشجي الحفي المهيب ، ذلك انه لم يكن ينطق في أذنه: أشهد أن محمدا رسول الله حتى تجيش به الذكريات فيختفي صوته تحت وقع أساه ، وتصيح بالكلمات دموعة وعبراته وكان أخر آذان لله، أيام زار الشام أمير المؤمنين عمر، وتوسل المسلمون إليه أن يحمل بلالاً على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ودعا أمير المؤمنين بلالاً، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها وصعد بلال وأذن.فبكى الصحابة الذين كانوا ادركوا رسول الله وبلال يؤذن له.بكوا كما لم يبكوا من قبل أبداًوكان (عمر) أشدهم بكاء

    وقد أختلف اهل السير أين مات ؟ فقال بعضهم : مات بدمشق وقال بعضهم : مات بحلب سنة عشرين و قيل سنة ثمان عشرة وهو ابن بضع و ستين سنة رحمه الله وهكذا مات بلال مرابطاً في سبيل الله كما أراد

    +فضائله رضي الله عنه +

    عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بلال سابق الحبشة

    وعن ابن بريدة عن ابيه قال ك دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بلالاً فقال : يا بلال بم سبقتني الى الجنة ؟ إني دخلت الجنة البارحة فسمعت خشخشتك -أي صوت نعله-أمامي فقال بلال : يا رسول الله ما أذنت قط الا صليت ركعتين وما أصابني حدث قط الا توضئت عندها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بهذا

    وقد كان ممن نزل فيه قول الله تعالى : وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ فكانت شهادة من الله تعالى انه ممن يريدون وجه الله تعالى

    + تم بحمد الله +





    رد مع اقتباس  

  6. #26  
    أختي ملاكـ بطبعها

    والله لما شفتكـ تفاعلكـ مع الموضوع


    بجد خجلتيني


    جزاكـ الله ألف خير

    الله يجمعنا بالفردوس الأعلى


    الله يسترعليكـ دنيا وآخره





    رد مع اقتباس  

  7. #27  
    المشاركات
    3,957
    جَ ـزاكِ اللهُ خيرآ يآ / مَلآكٌ بطبعِك

    دَائِمَآ ذاتَ هِمةٍ

    إحتسبِ الأجر والثوابٌ مِنْ عِندَ اللهُ

    وَ

    شـُكرآ لكَ يآ / أنتَ الحُزنْ لإتآحَةِ هَذهِ الفُرصَةٍ لهَآ

    أحسنَ اللهُ إليكَ

    وننتظِرالمَزيدُ بمَآ فيهِ فآئِدةٍ ومَعلومةٍ ،، بإذنِ اللهُ

    والسلآمٌ،،





    رد مع اقتباس  

  8. #28  
    جزاك الله خير بارك الله فيكـ اخي المبتسمـ


    جزاك ربي الجنة





    رد مع اقتباس  

  9. #29  
    المشاركات
    3,540
    مشكوووووووووور
    جززاك الله خير,,
    اخو\البـــــرنس





    رد مع اقتباس  

  10. #30  
    بارك الله فيك





    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ღ♥ღأهـــداء إلـــى أعــز أنســـان علــى قلبـــيღ♥ღ
    بواسطة مِـفآهيم آلخجـلْ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 16-Nov-2008, 04:31 PM
  2. +.ღ♥ღ.+ كل واحد يصور فطور بيتهم +.ღ♥ღ.+ (للمشاركه بالصور)
    بواسطة مشآعرٍ إنسآن في المنتدى نكت مضحكة - طرائف - الغاز - Joke
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 22-Sep-2008, 10:14 PM
  3. ღ♥♥ღادخل وشاهد صور الحجاب للرجل ღ♥♥ღ
    بواسطة سحابة أمل في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-Jul-2008, 12:04 AM
  4. مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 05-Feb-2008, 02:11 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •